لنرفع اصواتنا في ذكرى 15 آب قائلين «كفى»

  بعد ان قامت القوى العالمية والاقليمية بتجزئة كردستان في معاهدة لوزان وأنكرت هوية ووجود الشعب الكردي، تعهد النظام التركي اكثر من الانظمة الاخرى بتنفيذ هذه المعاهدة وانكر وجود الكرد تماماً وما زال مستمراً في تلك السياسة وتريد جرّ القوى والدول الاخرى ايضا الى نفس السياسة.

هذه الرؤية التركية جعلتها دائما متخندقة ضد مكتسبات شعبنا في اي جزء من كردستان وخير مثال عدم اعتراف هذا النظام باقليم كردستان لحد الان، ولم تتوانى عن سحق وصهر الفرد والمجتمع الكردستاني داخل تركيا وشمال كردستان عن طريق اتباع شتى السياسات المختلفة بشكل لم تعطِ المجال أو تفسح الطريق الى الان امام تأسيس حزب او منظمة او جمعية مدنية باسم الكرد والتي ترغب في الحفاظ على هوية وثقافة هذا الشعب.

وقد اتبعت هذه السياسة ايضا تجاه الشعوب الاخرى في تركيا.
حققت تركيا بعض النتائج وتقدمت في اداء هذه السياسة حتى سبعينيات القرن الماضي ، لكن مع ظهور PKK تم وضع حد لهذه السياسة التركية.

فقد قال الشعب الكردي ضمن حركة PKK “كفى لانكار هويتنا وحقوقنا” ، ان اطلاق تسمية الكردستاني على الحركة او الحزب بحد ذاته كانت تعني هذا، وكان هذا سببا في هجوم النظام التركي بدون رحمة على حركة الشعب الكردي واعتقلت الالاف من كوادرها واعضاءها ومؤيديها وارادت ان تجعلهم يعلنون ندمهم تحت التعذيب وعدم فسح المجال لهم اكثر ليقوموا بشل هذه السياسة.
مقابل اسلوب التعامل للدولة التركية هذا واتباع سياسة ترهيب الجماهير اضطر حزب العمال الكردستاني لاستخدام حق الدفاع المشروع، الذي يعتبر احدى مواد ميثاق حقوق الانسان وتدخل في اطار حق الشعوب في تقرير المصير المصادق عليها من قبل الامم المتحدة ، وبدأ الكفاح المسلح مقابل تلك السياسات.

بدأ الشعب الكردي بعد هذه الخطوة يلتف حول PKK يوما بعد اخر رغم الدعاية التركية ووعيدها بالقضاء على هذه الانتفاضة في فترة قصيرة كما قضت على الانتفاضات الـ (28) السابقة.

لكن الزمن اكد تلاحم الشعب الكردي والحركة وليس بالمستطاع القضاء على هذه الحركة.

الشعب الكردي ايضا وصل الى مستوى افرغ فيها سياسة الانكار والامحاء ولا يمكن التحكم بحريته.

وأكد الواقع انه رغم اصرار تركيا على تلك السياسة فان القضية والصراعات ستتعمق وتتجه نحو الحدة اكثر.


إننا كحزب الحل الديمقراطي الكردستاني في ذكرى 15 آب نبارك قيادة KCK التي اعلنت بشكل دائمي استعدادها لحل القضية الكردية بالطرق السلمية والحوار ونثمن اعلانها 5 مرات لوقف اطلاق النار وندعو شعبنا في شمال كردستان خاصة وعامة كردستان والخارج ان يرفعوا من وتيرة نضالهم بوعي وان يستنكروا تلك السياسة التي تنكر هوية وحقوق شعبنا، وبهذا الخصوص ان يتم الضغط اكثر على تركيا لترك هذه السياسة وان نقول “كفى لانكار الهوية وحقوق شعبنا” وندعو المثقفين والديمقراطيين في تركيا والعالم ان يروا ويسمعوا مطالب الشعب الكردي وان يتعاملوا مع الكرد والحركة الكردية وقضيته وفق مبادئ حقوق الانسان وحقوق الشعوب وان لا يتجاوزوا هوية وحقوق شعبنا في اطار المصالح السياسية والمادية.
ندعو شعبنا في جنوب كردستان ايضا عدم افساح المجال بان يتم النظر الى تركيا كصديقة أو أن يتم فصل قضية شمال كردستان عن قضيتنا في الجنوب، او ان يتم تعريف الحركة الكردية والقضية الكردية في شمال كردستان كحركة معادية، لأن القوى المعادية للكورد اثبتت لأكثر من مرة في الفترة الاخيرة انها تنظر بمنظار واحد الى الكرد وهي تجريد الكرد من الهوية والحقوق.

ومثلما نقول للأعداء والقوى الحاكمة “كفى لسياسة الانكار والامحاء” ، لابد من أن نقول لذاتنا ايضا في هذه المناسبة “كفى لسياسة التبعية وعدمية المبادئ الوطنية وعدمية الاستراتيجية” ، بدلا عنها يتطلب وضع واتباع سياسة مستقلة ومعتمدة على الشعب وفي اطار استراتيجية وطنية ومعاهدة قومية.
الهيئة العاملة
لحزب الحل الديمقراطي الكردستاني

13 /8/2008

شارك المقال :

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 Comments
Oldest
Newest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments
اقرأ أيضاً ...

ياسر بادلي ليس اختيارُ الرئيس العراقيّ السابق، برهم صالح، مفوّضاً سامياً لشؤون اللاجئين حدثاً عابراً يمرّ على أطراف الأخبار؛ بل هو لحظةٌ ينهضُ فيها تاريخُ شعبٍ كامل ليشهد أن الأمم التي صُنعت من الألم تستطيع أن تكتب للإنسانيّة فصلاً جديداً من الرجاء. فالمسألة ليست منصباً جديداً فحسب… إنه اعترافٌ عالميّ بأنّ الكورد، الذين حملوا قروناً من الاضطهاد والتهجير، ما زالوا…

المحامي عبدالرحمن محمد   تتواصل فصول المسرحية التركية وسياساتها القذرة في الانكار والنفي للوجود التاريخي للشعب الكوردي على ارضه كوردستان، ومحاولاتها المستمرة لالغاء ومحو كلمتي كورد وكوردستان بوصفهما عنوانا للهوية القومية الكوردية والوطنية الكوردستانية من القاموس السياسي والحقوقي والجغرافي الدولي، سواء على جغرافيا كوردستان او على مستوى العالم. تارة يتم ذلك بحجة وذريعة الدين (الاسلام)، وتارة اخرى باسم الاندماج والاخوة،…

  إبراهيم اليوسف وصلتني صباح اليوم رسالة من شاعرة سورية قالت فيها إنها طالما رأتني وطنياً لكنها تجدني أخرج عن ذلك، أحياناً. رددت عليها: صديقتي، وما الذي بدر مني بما يجعلك ترين وطنيتي منقوصة؟ قالت: أنت من أوائل الناس الذين وقفوا ضد ظلم نظام البعث والأسد. قلت لها: ألا ترينني الآن أقف أيضاً ضد ظلم السلطة المفروضة- إقليمياً ودولياً لا…

شادي حاجي في عالم يتزايد فيه الاضطراب، وتتصاعد فيه موجات النزوح القسري نتيجة الحروب والاضطهاد، تظلّ المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين (UNHCR) طوق النجاة الأخير لملايين البشر الباحثين عن الأمان. فمنظمة نشأت بعد الحرب العالمية الثانية أصبحت اليوم إحدى أهم المؤسسات الإنسانية المعنية بحماية المهدَّدين في حياتهم وحقوقهم. كيف تعالج المفوضية طلبات اللجوء؟ ورغم أن الدول هي التي تمنح…