منظمات ولجان حقوق الإنسان في سوريا كردياً حالة حقوق الإنسان في سوريا ((محاولة توثيقية أولى))


  افتتاحية العدد المزدوج (1_2) من نشرة ماف 
بقلم : رئيس التحرير 
 

إذا كانت المحاولات الأولى لتأسيس لجان حقوق الإنسان في سوريا كردياً , قد عرفت منذ ستينيات وسبعينات القرن الماضي , رغم ذلك الحظر الكبير على مثل هذه المنظمات ، وبدرجات متفاوتة من الضغوط ، فقد قام مجموعة من المثقفين  المناضلين في أواخر ثمانينيات القرن الماضي ، بوضع اللّبنات  الأولى للجان الدفاع عن الحريات الديمقراطية وحقوق الإنسان من أمثال :
نزار نيوف (صاحب الفكرة ) وزوجه، و حسن رفاعة- محمد حبيب –عفيف مزهر –بسام الشيخ – أكثم نعيسه – يعقوب موسى – ثابت مراد- جديع نوفل-حسام سلامة-حسن علي وأحمد حسو – حسن خلف– إسماعيل محمد –-  صخر فرزات –فارس الشوفي- هيثم مناع – غيّاث نعيسه – وقد تعرّض القسم الأكبر منهم الناشط داخل سورية- إلى الاعتقال والمحاكمة والملاحقة…
 وبعد خروج قسم منهم من السجن, قام بعضهم وبمشاركة بعض النشطاء بترميم هذه المنظمة، في اجتماع تشاوري عقد على الساحل السوري في حزيران  عام 2000 وهم: دانيال سعود –-  خليل معتوق- حازم النهار – جديع نوفل – أكثم نعيسه – حبيب إبراهيم –– بسام سفر – حسيبة عبد الرحمن, وبعد ذلك تمكنت المنظمة من عقد الجمعية العمومية الأولى في العام 2003، في القاهرة ، وتولى الزميل أكثم نعيسه رئاسة مجلس أمناء المنظمة – وتتالى بعد ذلك تأسيس كل من المنظمات والجمعيات واللجان التالية: جمعية حقوق الإنسان في العام 2001 وكان يرئسها الزميل هيثم المالح، ومن ثم العربية حيث تأسست في بداية العام 2003  ،وكان يرئس مجلس الإدارة الزميل محمد رعدون – وكان د.

عماد قربي ناطقاً رسمياً, كي تتأسّس بعد ذلك المنظمة الوطنية لحقوق الإنسان في العام2006، ومنظمات حقوقية أخرى…!.


 مؤكّد ، أنّ جهود هؤلاء الزّملاء في مجال حقوق الإنسان ، كان لها التأثير الحقيقي على المحاولات الأولى للعمل الحقيقي في سوريا كردياً , وإن كنا قد لمسنا من قبل، وذلك في منتصف الستينيات، محاولات سابقة في هذا المجال, بفضل جهود كوكبة من الطلبة الجامعيين الكرد منهم : د.

إسماعيل ميرو وآخرون، إلا أن جهودهم لم تثمر, آنذاك، بسبب الظروف السياسية , وأسبقية  الهاجس السياسي , بعد ولادة أول تنظيم سياسي كردي في العام 1957 , لنجد محاولة تاليةً في جهود ثلاثة زملاء , قاموا بوضع حجر الأساس لـ: لجنة حقوق الإنسان الكردي في سوريا –maf / وإن كانت جهود هذه اللّجنة المشكور على حسّها الحقوقي الفطري ،والمشكورة كذلك على وضع لبنتها الأولى في مجال حقوق الإنسان في سوريا- كردياً في ظل الإمكانات ، قد اقتصرت – فقط – على تقديم برقية عزاء في خيمتي المناضلين:
 كمال درويش – شيخموس قضيا في حادث سير مفجع في يوم 5-10-1996، وهو ما حاولنا بعد انطلاقتنا جعله يوما ً لتأسيس وولادة المنظمة، وإن عدلنا عن ذلك بسبب ارتفاع أصوات الزملاء بوجود انقطاع كبير بين التأسيس والنشاط الملموس والفعلي، الذي بدأ بعد الانطلاقة الحقيقية، و حقاً لقد كان عدم تشجيع الحركة السياسية- آنذاك- لهذه النّواة أسباب متعددة للأسف، لسنا في مجال رصدها، بل ثمّة من هدّد بضرورة العدول عن الفكرة، كما أكد بعضهم: جعل مؤسسيهما ينفضّون عنها , منذ قطع حبل ولادتها السري، لتبقى في حدود الإعلان الأول, ولا سيّما أنّه لم تعلن أسماء مؤسسيها حتى هذه اللّحظة, كي يتمّ تفعيل هذه اللجنة – تالياً- بجهود خاصة, حاولت التنسيق مع من تبقى من المؤسسين الثلاثة لهذه اللجنة, وكان  زميلاً واحداً ، أصرّ مشكوراً على التعاون مع نواتنا الحقوقية الأولى، بيد أن هذا التعاون لم يكن إلا اسميا ً، فلم يتمّ  التخلّص من الاعتماد على الاسم المقدّم من قبل هذه التجربة في العام 1996، ناهيك عن الإصرار على منع عقد الجمعية العمومية، وعدم الموافقة على انتخاب مجلس إدارة، وعدم وجود رئيس مجلس إدارة للجنة، بل الاعتماد على ناطق رسميّ فقط ، ناهيك  عن أمور أخرى، كانت وراء العدول من قبلنا عن شرف الانتماء إلى ذلك الإعلان المهمّ، ذي السبق التاريخي ، في وقته ، في ما يخصّ ولادة اللّجنة، التي لم يكتب لها أن تعرف إلا بعد إعلاننا عنها عبر بياناتنا ، مع أنّنا  أنفسنا اعتبرنا يوم 5-10-1996عيد ميلاد المنظمة، وهو ما لم يكن موجودا ً من قبل ،  واعتبارنا- تالياً – ولادة المنظمة، منذ اجتماع أعضائها الأول في ربيع العام  2004 وإذا كنا قد وقعنا بياناتنا بأسماء مختلفة : لجنة حقوق الإنسان الكردي في سوريا – ماف ، أو اللّجنة الكردية لحقوق الإنسان في سوريا- ماف ، أحياناً ,  ومن ثم –لجنة حقوق الإنسان في سوريا-ماف –  ومن ثم المنظمة الكردية لحقوق الإنسان في سوريا- ماف، إلى أن يتمّ اعتماد اسم – منظمة حقوق الإنسان في سوريا -ماف – في العام2007 كي يعلن عن أسماء مجلس إدارة المنظمة التي قادت العمل منذ ربيع 2004, وكان لها أول موقع أنترنيتي حقوقي كردي في سوريا منذ نهاية العام2004www.mafkurd.org, حيث تم حجبه ليتم اعتماد موقع آخر، وهو موقع المنظمة الحالي ، سرعان ما يحجب بدوره ،وصدر عن هذه اللجنة في الأعوام 2005 -2006 عدة نشرات غير منتظمة باسم- ماف ، و لعلّ ما كان يحول إلى ترجيح الرأي بخصوص عدم الإعلان عن أسماء لجان الإدارة كاملة، هو بسبب الظروف الصعبة التي رافقت وتلت ماجرى الثاني عشر من آذار2004 ، ومن ثم  اغتيال عضو المنظمة الشيخ معشوق الخزنوي، وسوى ذلك.
وحقيقة ثمّة أسمّاء كرديّة عملت في مجال حقوق الإنسان مع الزملاء في المنظمات السورية , من أمثال: فيصل يوسف- مشعل التمو – زرادشت محمد –محمد أمين محمد – وآخرون , واكبوهم , وسبقوهم , أو عملوا في ما بعد ولعل منظمات كردية عديدة , أعلنت عن أسمائها , منها ما انضمت إلى غيرها من المنظمات الموجودة, ومنها ما كان أنترنيتياً صرفاً, حيث لم يعد لها من أثر، ولقد جاءت اللّجنة الكردية لحقوق الإنسان في سوريا, لتكون أولى منظمة “أعلنت أسماء مجلس إدارتها” كاملاً، وذلك في 9-4-2006، وكي يتم تأسيس المنظمة الكردية للدفاع عن الحريات العامة وحقوق الإنسان في سوريا – داد ، التي ستعلن أسماء كامل أعضاء مجلس أمنائها- لاحقاً – في 27-10-2006 ، بعد عملها إلى حين من الوقت قبل ذلك ، بإعلان بعض أسماء مجلس أمنائها .
 وإذ أعلنت منظمة ماف، عن أسماء أربعة من مجلس إدارتها، آنذاك ، في مناسبات مختلفة، وبالتتابع، وهم حفيظ إبراهيم- جهاد صالح- حسن مشو – إبراهيم اليوسف، فحسب، في خطواتها الأولى، إلا أن الإعلان عن أسماء كامل أعضاء مجلس إدارتها ، لم يتمّ إلا في صيف العام 2007 ، ليتمّ تغيير الشعار الذي وضعه أحد الزملاء الفنانين للمنظمة، واستبداله بآخر، وضعه زميل فني آخر من المنظمة، هو الشعار الحالي للمنظمة، و لقد كانت أولى جمعية عمومية رسمية لها قد تمت في صيف العام 2006، بعد أن كان النشاط مقتصراً على إصدار البيانات والتصريحات، ونشر ثقافة حقوق الإنسان ، من خلال إقامة دورات حقوقية، ربّما كانت الأولى من نوعها ، آنذاك ، في هذا المجال ، وصلت في صيف 2006 ، إلى درجة تخريج إحدى الدورات من قبل منظمة- ماف ، و بالتنسيق مع مركز عمان لحقوق الإنسان، ولجان الدفاع ، و عدد من المنظمات الحقوقية السورية، وكانت في تصورنا الأولى من نوعها، إذ استفاد منها العديد من الزملاء وخاصة الجيل الجديد من شابات وشباب، حصلوا بعدها على شهادات تخرج رسمية.

عموماً ، ثمّة جنود مجهولون ، لم نتمكن لأسباب خارج إرادتنا من ذكر أسمائهم ، كان لهم الفضل – وبدرجات- في وضع اللّبنات الأولى للنضال الحقوقي كرديّا، على أمل أن نتمكّن من ذلك، حين يتاح ذلك، مذكّرين بمنظمات أخرى في مجالات أخرى منها المنظمة الكردية لحماية البيئة- كسكايي التي تأسست 2005 ومنظمة “صحفيون بلا صحف” التي أصبح لها نشاط واسع بعد سنوات قليلة من ولادتها، وكذلك بعض اللجان والمنظمات النسائية- وكان لنا مبادرة أولى من قبل مكتبنا المختص وقد أجهضت بأسف – رغم ما يسجل على واقع حضورها الميداني الخاص، لأسباب شتى، وهو ما قد يكون محور موضوع خاص ، من قبلنا أو من قبل سوانا ……!.
إن ما نقوم به هنا ، هو مجرد محاولة توثيقية أولى، نرجو أن يتم إغناؤها من قبل الزملاء الذين لديهم معلومات في مجال توثيق تأسيس حقوق الإنسان، سوريا ً، وإن كان التوثيق كردياً  هو أسهل، في نظرنا ، رغم أننا بحاجة إلى مجرد تدقيقات، والكتابة بجرأة ، ولاسيما أن هناك من قد يظلم ويخرج من ” مولد  التوثيق ، دون أن يتم إنصافه ، كما حالة معروفة لدينا، كان لها يد السبق تاليا ً في تأسيس نواة منظمة أخرى، بعد انطلاقتنا ، ناهيك عن نوى منظمات أخرى اندمجت معنا في -ماف أو مع سوانا ، ربما، وما قامت به هذه النوى هو عمل شجاع ، في جوهره ، وكان دافعها هو لمّ الشمل الحقوقي، في إطار ما- دعونا إليه ولا نزال- وهو الشبكة الكردية لحقوق الإنسان، التي حالت ظروف معينة، خارج إرادتنا، لسنا بحاجة إلى رصدها، الآن ، دون  تحقيقها حتى الآن…..!؟….
-تحية إلى كلّ الذين بذلوا الجهود من أجل التأسيس لثقافة حقوق الإنسان في بلدنا تحية إلى روح زميلينا عضوي المنظمة :
معشوق الخزنوي الذي قضى على يد الغدر والزميل محمد أمين محمد الذي لم يتمكن من تحقيق ما خططنا له سوية، من أجل خدمة ثقافة حقوق الإنسان، بسبب رحيله الصاعق والمفاجئ وهو يتجرّع علقم الغربة…..!
 -تم الاعتماد على بعض وثائق المنظمات الحقوقية في سوريا ، وبخاصة لجان الدفاع عن الحريات العامة وحقوق الإنسان في سوريا، والمنظمة الوطنية للدفاع عن حقوق الإنسان في سوريا 

-كما تم الاستفادة من وثائق اللجنة الكردية لحقوق الإنسان في سوريا – والمنظمة الكردية للدفاع عن الحريات العامة وحقوق الإنسان في سوريا- داد

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

اكرم حسين في خطوة جديدة أثارت استياءً واسعاً في اوساط السكان ، تناقلت وسائل التواصل الاجتماعي قراراً منسوباً لهيئة الاقتصاد التابعة “للإدارة الذاتية” برفع سعر ربطة الخبز من 1500 ليرة سورية إلى 2000 ليرة سورية ، وقد جاء هذا القرار، في وقت يعاني فيه اهالي المنطقة من تهديدات تركية ، وضغوط اقتصادية ، وارتفاع غير مسبوق في تكاليف المعيشة….

عبدالله ىكدو مصطلح ” الخط الأحمر” غالبا ما كان – ولا يزال – يستخدم للتعبير عن الحدود المرسومة، من لدن الحكومات القمعية لتحذير مواطنيها السياسيين والحقوقيين والإعلاميين، وغيرهم من المعارضين السلميين، مما تراها تمادياً في التقريع ضد استبدادها، الحالة السورية مثالا. وهنا نجد كثيرين، من النخب وغيرهم، يتّجهون صوب المجالات غير التصّادمية مع السلطات القمعية المتسلطة، كمجال الأدب والفن أو…

صلاح بدرالدين في البلدان المتحضرة التي يحترم حكامها شعوبهم ، وعلماؤهم ، ومفكروهم ، ومثقفوهم ، تولى مراكز الأبحاث ، والدراسات ، ومنصات الحوار الفكري ، والسياسي ، والثقافي ، أهمية خاصة ، وتخصص لها بشكل قانوني شفاف ميزانية خاصة تبلغ أحيانا من ١ الى ٢ ٪ من الميزانية العامة ، وتتابع مؤسسات الدولة ، بمافيها الرئاسات ، والوزارات الحكومية…

إبراهيم اليوسف لا ريب أنه عندما تتحول حقوق الإنسان إلى أولوية نضالية في عالم غارق بالصراعات والانتهاكات، فإن منظمات المجتمع المدني الجادة تبرز كحارس أمين على القيم الإنسانية. في هذا السياق، تحديداً، تأسست منظمة حقوق الإنسان في سوريا- ماف في مدينة قامشلي، عام 2004، كردّ فعل سلمي حضاري على انتهاكات صارخة شهدتها المنطقة، وبخاصة بعد انتفاضة آذار الكردية 2004. ومنذ…