البارزاني لـالشرق الاوسط»: إذا أصرت بغداد على إيجاد بديل للمادة 140 فسنستجيب لدعوة مجلس محافظة كركوك بضمها إلينا

معد فياض

من خلال نافذة بناية مكتبه التي يرفرف في فنائها الخارجي العلم العراقي الى جانب علم اقليم كردستان العراق، يتطلع مسعود بارزاني رئيس الاقليم، ومن فوق (سري بلند) والتي تعني القمة العالية، وهي احدى قمم جبل سفين، الى عاصمة الاقليم اربيل وهي تتسع حتى تكاد مشاريعها المعمارية تصل الى سفوح جبل سفين، متأملا التقدم والازدهار في هذه المدينة، ومتمنيا ان يسود هذا الازدهار كل مدن العراق.

فأربيل ومثلما يؤكد الرئيس بارزاني «هي مدينة عراقية مثلما البصرة والنجف وبغداد ودهوك».

وعلى مقربة من مقر رئاسة الاقليم يقع مصيف صلاح الدين، وعلى مسافة ليست بعيدة هناك مصيف شقلاوه، وكل فنادق وبيوت المصيفين تزدحم اليوم بالعراقيين العرب القادمين من جنوب ووسط البلد،
 حتى اننا لم نلحظ وجود العلم العراقي فوق ابنية الاقليم وحسب، بل ان الشارع الكردي صار يتكلم بالعربي لكثرة وجود العوائل العربية المقيمة في مدن الاقليم من جهة، ولإجادة المواطن الكردي التحدث بلغة الضاد من جهة ثانية، كما ان انتشار اللافتات المرورية واشارات الدلالة باللغة العربية الى جانب الكردية صار صفة مميزة لشوارع كردستان.

وعندما نسأل سائق سيارة كرديا عن سبب اجادته العربية سيجيب على الفور بأنه عراقي ولا يقل عراقية عن اي مواطن في ارجاء العراق، وان التحدث بالعربية بات ضرورة حياتية بالنسبة لهم.


وبالرغم من انشغال الرئيس بارزاني في الازمات المتلاحقة، ومنها كركوك وخانقين، ووجود قائمة من المحطات التلفزيونية والصحف العالمية على لائحة الانتظار لإجراء حوارات معه، إلا انه فضل الحديث مع «الشرق الاوسط» لنقل آرائه للمواطن العربي من خلال «صحيفة تؤكد مصداقيتها»، على حد وصفه.

وفيما يلي نص الحوار:

* هل تعتقدون ان الحكومة الاتحادية في بغداد تعمل على انكم شركاء في الحكم؟

ـ هذه هي المشكلة الرئيسة، حتى اني في زيارتي الاخيرة الى بغداد اكدت على هذه النقطة.

سألناهم، هل نحن شركاء أم لا؟ اذا كنتم تعتبروننا شركاء، فهذا موضوع، وإذا لا فهذا شيء آخر.

وجرى التأكيد من قبلهم على اننا شركاء، لكن في الممارسة العملية، انا اشك بذلك.



* وهل تشعرون انتم انكم شركاء في الحكومة الاتحادية؟

ـ هذه حكومة ائتلافية ونحن شركاء بها، لكن أداء هذه الحكومة غريب.

نحن شركاء لكن ليس لنا دور في الحكومة، ولسنا شركاء في المسائل الامنية والاقتصادية والعسكرية ولا نعلم اي شيء عن هذه المؤسسات.



* هل تتحدثون معهم بصراحة في بغداد؟ الذي يحدث هو انه خلال اجتماعاتكم مع الحكومة الاتحادية تصدر اخبار متفائلة، لكن فيما بعد يحدث العكس.

ـ في زيارتنا الاخيرة توصلنا الى اتفاقيات جيدة والى آليات لتنفيذ هذه الاتفاقيات، وعندنا برنامج متفق عليه مع الحكومة ببغداد، ولكن عندما عدنا الى اقليم كردستان جرى إهمال ما اتفقنا عليه، هناك تهميش للبرامج المتفق عليها، وهذا لا يخدم تحالفاتنا ولا العراق ولا مستقبل العراق، المفروض ان يتم التصرف وفق مبدأ المشاركة والاتفاق، وهكذا يمكن ان نبني العراق الجديد، اما الانفراد في السلطة فنتائجه معروفة، لن يؤدي ذلك الى اي نتيجة لصالح العراق.



* بعد خمس سنوات من الحكم، وقبلها سنوات طويلة من العمل السياسي المعارض المشترك، حيث تم تحديد الاهداف والآليات والاتفاق عليها في مؤتمر لندن للمعارضة عام 2001، ماذا تريد الحكومة الاتحادية والى اين وصلتم؟

ـ بالفعل هو هذا السؤال الذي يحيرنا، نحن لا نريد اي شيء خارج الدستور وأكثر مما يمنحنا اياه الدستور، ولا نطلب اكثر مما اتفقنا عليه في الدستور، لان هذا الدستور وافق عليه غالبية الشعب العراقي، وهو من يحدد حقوقك وواجباتك، ونحن في اقليم كردستان نلتزم بدقة بمواد الدستور، نحن لا نطالب بأكثر مما يعطينا الدستور، ومنها المادة 140 (الخاصة بحل مسألة كركوك والمناطق المتنازع عليها)، الالتزام بالدستور هو الضمانة للحفاظ على وحدة العراق، وضمانة لتثبيت الامن والاستقرار في العراق، وبناء مستقبل زاهر للعراقيين، اذن الدستور هو الحكم وعدم الالتزام به يعني اننا في انتظار كارثة.



* هل تعتقدون ان الاكراد في بغداد، واعني رئيس الجمهورية جلال طالباني والدكتور برهم صالح نائب رئيس الحكومة وحتى البرلمانيين الاكراد قادرون على التدخل في صناعة القرار السياسي او الامني؟

ـ بالتأكيد الرئيس طالباني يلعب دورا كبيرا في العملية السياسية، كشخص طالباني، اما كرئيس جمهورية فهو لا يتمتع بكثير من الصلاحيات ولا نعرف كيف تم توزيع الصلاحيات، وهو يشكل نقطة تجمع للكثير من الفئات والمكونات السياسية في العراق، ثم ان هناك صلاحيات محددة لرئاسة الجمهورية ورئاسة مجلس الوزراء ورئاسة مجلس النواب (البرلمان)، وصلاحيات الوزراء، لكن في كثير من الأحيان يجري تجاهل هذه الصلاحيات وتجاوزها.



* هل تعتقدون ان الحكومة في بغداد ما تزال تتصرف بمنطق الاخ القوي والاخ الضعيف؟

ـ مع الاسف الشديد يبدو اننا ما زلنا تحت تأثير النظام الشمولي، وان من يتسلم السلطة يتصور انه صاحب الامر والنهي وان من حقه اتخاذ القرارات دون الرجوع الى الآخرين، وينسى التحالفات وينسى الالتزامات وينسى الدستور.



* هناك انتقادات إعلامية داخل العراق وخارجه ضد الاكراد في العراق، هل تتابعون ذلك؟

ـ هذا صحيح جدا، وهذا ما نشعر به وهذا يشكل خطرا كبيرا، وهذا جانب من الظلم الكبير الذي تعرضنا وما زلنا، له وهو الجانب الاعلامي، تشويه صورة الكرد، وتشويه صورة الانسان الكردي، في حين، ولنكن منصفين، ان الدور الذي قام به الكرد للحفاظ على وحدة العراق وعلى الاخوة العربية الكردية وعلى العراق هو اكبر بكثير من الادوار التي قام بها الآخرون في هذا المجال.

الدور الكردي مشهود ومعروف، لكن للاسف الشديد لا يريدون ان يعوا هذا الدور، ويريدون ان يشوهوا هذا الدور.

بعد سقوط النظام الكل يعرف انه كان بامكاننا ان نعلن شيئا آخر، لكننا ذهبنا انا والاخ طالباني الى بغداد وحاولنا مع الاخوة هناك ملء الفراغ الذي حصل، وساعدنا في العملية السياسية وفي الانتخابات وفي صياغة الدستور، وحمينا مناطق شاسعة في العراق من الارهاب والارهابيين، وحمينا، وما زلنا، الكثير من العوائل العربية التي نزحت من مناطقها نتيجة العمليات الارهابية وجاءت الى اقليم كردستان، وخلال الانتفاضة (عام 1991) استسلم في مناطقنا فيلقان من الجيش العراقي (الفيلق الاول والخامس) ولم يمس اي جندي عراقي بأي سوء، بل خيرناهم ما بين العودة الى ذويهم او الهجرة الى دولة اخرى او البقاء في كردستان، مع اننا كنا ننزف دما من آثار عمليات الانفال والقصف الكيماوي الذي نفذه الجيش العراقي.

اقول نعم هذه حملة ظالمة مع الاسف الشديد وندعو المنصفين من امثالكم وعبر صحيفتكم المنصفة، ان يساعدوننا في نقل الصورة الحقيقية وما ترونه في المنطقة، نحن لا نطلب من احد ان يزين او يحسن من صورتنا بل نطلب نقل الحقيقة مثلما هي عن الكرد وكردستان خدمة للمصداقية.



* يقابل هذا ان هناك ضعفا في الاداء الاعلامي الكردي لنقل الصورة الحقيقية عن الاكراد والإقليم وإهماله (الاعلام الكردي) قضايا مهمة تحدث هنا؟

ـ هذا صحيح، أنا اتفق معك في ان اداء الاعلام الكردي غير موفق، وهذا ايضا مؤسف.



* هل تتوقعون حدوث مواجهة بينكم وبين الحكومة الاتحادية، لنقل مواجهة كردية عربية حكومية وليست شعبية؟

ـ نحن ضد اي تصعيد وضد اي مواجهة، وعلينا ان نفوت الفرصة على المتربصين بالعراق الديمقراطي وبتجربته الديمقراطية.

هناك اياد خبيثة تحاول ليل نهار ان تدفع بالامور باتجاه التصعيد والمواجهة، لكننا سنبذل كل جهودنا لتفادي ذلك.

الامور لم تصل الى هذه الدرجة من التصعيد بين الاقليم والحكومة الاتحادية، لكن هناك سوء فهم وخلافات في وجهات النظر واختلافات على الكثير من المسائل وسنحاول عبر الحوار واللقاءات الاتفاق على نقاط اللقاء، وان ما يربطنا هو اكثر مما يفرقنا، ولكن يجب ان نعترف ان هناك نقاط اتفاق.

يمكن هناك اختلافات في المفاهيم حول ما هي الديمقراطية، وما هي الفيدرالية، ونحن نتمنى ألا تصل الامور الى حد المواجهة ابدا.



* لكنها كادت ان تصل الى حد المواجهة في خانقين؟

ـ كادت ان تصل، نعم، هذا صحيح، وكان ذلك نتيجة خطأ كبير.

يجب ان يعرف الجميع هو ان الجيش العراقي هو جيشنا، وفيه قوات كردية كثيرة كانت في البيشمركة وانضمت فيما بعد الى الجيش العراقي، بل ان قواتنا الكردية كانت اصلا هي النواة لبناء الجيش العراقي الجديد.

نحن نريد ان يتثقف الجيش العراقي ثقافة جديدة، ثقافة وطنية مبنية على اساس حماية الوطن، لا ان يقتل المواطن، ما حصل في خانقين كان خطأ كبيرا، اولا ان القوات الكردية الموجودة في المنطقة ساهمت في تثبيت الامن والاستقرار في خانقين وطهرت المنطقة من الارهابيين والعصابات التي كانت تعبث بأمن وحياة المواطنين هناك.

ثانيا ان هذه القوات الكردية ذهبت الى خانقين بناء على دعوة الحكومة الفيدرالية وبطلب منها، وعندما طلبت الحكومة بانسحاب القوات الكردية قامت بالفعل (القوات الكردية) بالانسحاب، لكن القوات العسكرية التي حلت محلها جاءت بشعارات استفزازية وقامت بتصرفات لا تختلف ابدا عن تصرفات وشعارات الجيش الذي ارتكب في السابق جرائم بحق الشعب الكردي، ومنها جرائم الانفال، للاسف هذه القوات جاءت بنفس الشعارات وبنفس العقلية وبنفس الاسلوب، نحن بالطبع لا نعتبر هذا هو جيش العراق الجديد، بل هو امتداد للجيش الدكتاتوري البعثي الذي دمر كردستان ودمر العراق.

اكرر نحن لسنا ضد تحرك الجيش العراقي واذا تعرضنا لاي عدوان نحن سنطلب من الجيش العراقي ان يساعدنا، واذا طلب الجيش العراقي مساعدتنا فسوف نرسل قواتنا اينما يريدون، وقد فعلنا ذلك في مناسبات خطرة ومهمة، نحن من أسس الجيش العراقي ولكن تصرفات قائد معين في منطقة معينة تثير المشاكل وتعيدنا الى الماضي المأساوي.



* هل صحيح ان الحكومة لم تستشر او تأخذ رأي رئيس الاركان بابكر زيباري (كردي)، وان ارسال قوات الجيش العراقي الى خانقين تم دون علمه؟

ـ اعتقد انه في الفترة ان كل هذه الامور تجري من وراء ظهر رئيس الاركان، لم يتم استشارته ووجوده أصبح شكليا وربما لم تعد هناك فائدة لبقائه في هذا المنصب.


* هل تعتقدون ان الاحداث ستجعلكم تضطرون لاعلان استقلالكم عن العراق؟

ـ الاستقلال حق طبيعي، لكن يجب ان يكون في الظروف المعقولة والمناسبة والقابلة للتحقيق.

نحن نحتفظ بهذا الحق ونعتبره حقا طبيعيا، وليست جريمة ان نطالب بهذا الحق أبدا.

العراق لنا ولجميع العراقيين، هناك اكراد في بغداد والبصرة والموصل، وهناك عرب في اربيل والسليمانية ودهوك.

اربيل لجميع العراقيين مثلما السليمانية ودهوك والبصرة وبغداد والنجف، انا استغرب هذا التوجه الشوفيني.

اذا لا يعتبروننا عراقيين فليقولوا لنا ذلك بصراحة، نحن لن نقبل ان نعامل كعراقيين من الدرجة الثانية، يجب ان نكون متكافئين في الحقوق والواجبات، علينا واجبات متساوية ولنا حقوق متساوية، وإلا فلتكن عندهم الجرأة الكافية ويعلنوا باننا غير عراقيين، ليعلنوها وعند ذلك سيكون لنا رد، لم يمن أحد علينا بعراقيتنا نحن موجودون في هذا البلد قبل ان يكون فيه من يدعي الآن بانه عراقي اكثر منا، نحن لا نقبل هذه المزايدات من أحد.



* هل فعلا ان موضوع استعادة كركوك لـ«هويتها الكردستانية» هو شرط لاستقلالكم، او انكم تنتظرون ضم كركوك للاقليم لاعلان استقلالكم كما يتحدث الآخرون؟

ـ هذا تصور خاطئ، كركوك هي رمز لمعاناة الانسان الكردي العراقي، ان السياسات السابقة الخاطئة في كركوك جعلت منها قضية خاصة وحساسة جدا وتركت جرحا في قلب كل كردي، نحن نريد معالجة المشكلة لا إثارتها، عدم حل مشكلة كركوك معناه بقاء مشكلة قابلة للانفجار في كل لحظة، لماذا لا نتعظ من تجاربنا ومن ماضينا؟ هناك مادة في الدستور العراقي حددت آلية حل مشكلة كركوك والمشاكل الشبيهة والمتعلقة بها، هي ليست فقط كركوك، حسب هذه المادة تحل مسألة كركوك وتنتهي المشكلة، كركوك مدينة عراقية مثلما بغداد والسليمانية والبصرة، ولكن الاصرار على ان كركوك يجب الا تعود لإقليم كردستان هي المشكلة، نحن لا نريد ان نسترجع كركوك بالقوة، فحسب المادة 140 في الدستور ان اهل كركوك اذا قرروا العودة الى اقليم كردستان فيجب ألا يمنعهم احد من ذلك، واذا قرر غالبية اهالي كركوك وحسب آليات المادة 140 وبعد التطبيع والاحصاء والاستفتاء عدم العودة الى الاقليم فسوف نحترم ارادتهم ولن نضم كركوك الى الاقليم بالقوة.

وانا اجزم ان موضوع استعادة كركوك لهويتها الكردستانية لا شأن له باستقلال كردستان وانا أجزم بذلك.

واكرر ان استقلال كردستان هو حق طبيعي ومشروع سواء انضمت كركوك للاقليم ام لم تنضم، هو حق منحه الله لكل امة ولكل شعب.



* ماذا يريد اهالي كركوك، العودة الى الوثائق التاريخية ام الواقع؟

ـ هم لا يريدون قراءة الوثائق التاريخية التي تعود الى عصر الامبراطورية العثمانية او الى احصائية 1957، ربما يدعون انها مزورة، انا ذهبت الى كركوك وقلت انا احمل رسالة الاخوة والسلام والمحبة، وقسم من العرب والتركمان قاطعوا الاجتماع، وقسم كبير من وجهاء العرب والتركمان حضر واجتمعت بهم، وقلت لهم باخوة اننا نريد ان نجعل من كركوك نموذجا للتعايش الديني والقومي والمذهبي وسنكون منفتحين عليكم بطريقة لا تتصورونها، ولكن يجب ان نحل هذه المشكلة وفق المادة 140 وكل ما تقرروه نحن سنحترم رأيكم، ووجدت ان الكثير من العرب والتركمان متفهمين هذا الموضوع وان من مصلحتهم حل مشكلة كركوك، ومن مصلحة العراق حل هذه المشكلة، وعدم حلها والعمل على ايجاد بدائل للمادة 140، صدقوني هذا ليس في مصلحة احد وسيجعل المشكلة تتفجر بطريقة تخرج من يد الجميع، فهل هذا من مصلحة العراق؟ لا أبدا.

ثم لماذا نحن تعبنا على صياغة الدستور ووافقنا عليه مثلما وافق عليه غالبية الشعب العراقي، ما فائدة الدستور اذن ؟ لماذا لا نحترم دستورنا.



* هناك من يقول ان مفعول المادة 140 انتهى؟

ـ كيف انتهى مفعولها؟ هذه مادة دستورية، واذا انتهى مفعول المادة 140 فهذا يعني ان الدستور كله انتهى مفعوله.

هذا كلام غير منطقي.



* هل هناك مخاوف من تدخل تركيا في قضية كركوك؟

ـ كركوك مدينة عراقية ومشكلتها تعد شأنا داخليا ولا يجوز لتركيا او اية دولة اخرى ان تتدخل في هذا الموضوع كونه شأنا داخليا، لماذا التخوف وكركوك ليست شأنا تركيا.



* وصفتم التصويت على المادة 24 في قانون انتخابات المحافظات والذي جرى في البرلمان العراقي في يوليو(تموز) الماضي بالمؤامرة، مؤامرة من من؟

ـ مؤامرة من دول اقليمية، ومن بعض ادوات هذه الدول داخل مجلس النواب، لكن كيف انخدع اعضاء آخرون وصوتوا على القانون، كيف عبرت هذه المؤامرة على من نسميهم حلفاء ثم شعروا بخطورة الموضوع، هذا ما اثار استغرابنا بالفعل.



* هل ستضطرون للتنازل عن كركوك امام اي ظرف؟

ـ ابدا، نحن لن نتنازل عن كركوك مهما بلغ الامر، وفي نفس الوقت نؤكد ان الحل لمشكلة كركوك سيكون دستوريا وواضحا.

لا نريد ان نلجأ لأساليب اخرى ونؤكد على حقنا بطريقة دستورية وقانونية.



* وإذا وجدتم ان باب المفاوضات قد اغلق هل ستلجأون الى ضم كركوك بالقوة؟

ـ نعمل بجهد على ألا نلجأ لهذا الحل ونعمل على تنفيذ المادة 140 وان تحسم الامور دستوريا.



* هل تنظرون الى الدعوة الصادرة من قبل مجلس محافظة كركوك للانضمام الى الاقليم، هل هي جادة؟

ـ نعم هي دعوة جادة وموضع اهتمام الاقليم ونحن في انتظار ان يستأنف البرلمان الفيدرالي جلساته، واذا اصروا على ايجاد بديل للمادة 140 فسوف يتم الاستجابة الفورية لمطلب مجلس محافظة كركوك.



* هل تعتقدون ان هناك حملة عربية ضد الاكراد؟

ـ الحقيقة نعم هناك حملة، ولكن الى اين تصل جذورها، وكيف تجري؟ يجب ان نتأكد من هذا، نحن تربطنا علاقات جيدة ببعض الدول العربية وقادتها وقد قمت بزيارتها شخصيا، مثل السعودية والكويت والامارات العربية ومصر وسورية ومؤخرا لبيت دعوة للاخ معمر القذافي وكانت هناك حفاوة بالغة في استقبالنا من قبل ليبيا، وعندما نشرح لقادة هذه الدول الموقف الكردي والشراكة التاريخية والجغرافية بين العرب والاكراد نجدهم متفهمين، وفي نفس الوقت نشعر ان هناك حملة عربية تستهدفنا لتشويه صورة كردستان والاكراد ونحن بحاجة الى اصدقاء لمساعدتنا في نقل الحقائق لا أكثر.



* هناك اتهامات كثيرة ضدكم في الاعلام؟

ـ اتهموننا بأننا استقبلنا نصف مليون كردي ايراني وتركي لتغيير الواقع الديموغرافي في كركوك، يا اخي بالله عليكم هل من الممكن اخفاء نصف مليون عصفور في كركوك وليس نصف مليون انسان كردي من ايران وتركيا، نحن حتى الآن لم نستطع اعادة نصف الاكراد العراقيين من اهالي كركوك والذين كان قد هجرهم النظام السابق الى ديارهم فكيف لنا ان نستجلب اكرادا من دول اخرى ونسكنهم في كركوك.

انا اتحدى اي شخص يبرهن لي وللعالم ان هناك اكرادا عراقيين من دهوك او اربيل او السليمانية في كركوك لغرض تغيير الواقع الديموغرافي، اتهموننا بأننا نعتدي على العرب وعلى التركمان في كركوك وهذا كلام مرفوض، العرب والتركمان عراقيون وهم اخوتنا ولا يمكن ان نسمح لاي مسؤول كردي بالاعتداء على اي عربي او تركماني ومن لديه معلومات عن اي اعتداء من قبل مسؤول كردي فليأتني بها ويجب ان تبقى صفحتنا بيضاء في هذه الناحية، نحن على طول تاريخ الثورة الكردية وبعدها لم نقتل اسيرا من الجيش العراقي وغيره، واحداث الانتفاضة واستقبال الآلاف من افراد الجيش العراقي الذين سلموا انفسهم خير دليل على ذلك، احترمنا الاسرى واحترمنا مبادئ الاخوة والجيرة، عندما تعرضنا للقصف الكيماوي وعمليات الانفال لم نقم بأي رد فعل انساني يسيء الى الاخوة، فكيف الآن.

هذه كلها اتهامات باطلة ونقبل بمجيء لجان ومنظمات دولية عربية او غربية لتقصي الحقائق في هذه الاتهامات او للبحث في كركوك عن اكراد هم من غير اهالي المدينة الاصليين وإذا ثبت اننا اعتدينا على اي مواطن فسنعتذر ونصحح الخطأ.

في المقابل نريد ان تنقل صورة حقيقية عن العلاقة الحميمة بين الاكراد والعرب والتركمان في كركوك او في اي منطقة من مناطق الاقليم، هذه دعايات يطلقها ناس لا يريدون لهذا البلد الاستقرار، وهناك ناس غير واعين وفاهمين الحقيقة غير المعروفة لدى العرب والتي لا يريدون سماعها.



* باعتقادكم لماذا لم يتم فتح قنصلية عربية هنا بينما نجد قنصليات غربية في أربيل؟

 ـ علينا ان نسأل هل فتحت الدول العربية سفاراتها او قنصلياتها في بغداد قبل ان نسأل عن اربيل.

في مارس (آذار) الماضي عقد في اربيل مؤتمر البرلمانيين العرب وكانت هذه بادرة خير وبادرة جيدة وخطوة كبيرة ومتقدمة باتجاه كسر الجليد.



* هل وجهتم دعوات لمسؤولين عرب لزيارة الاقليم؟

ـ نحن لا نريد ان نحرج اخواننا المسؤولين العرب، نحن نوجه دعوات عندما يكون لدينا شبه تأكيد ان هذه الدعوة سيتم تلبيتها ونحن نتفهم مواقف المسؤولين العرب من هذه الناحية.



* العلم العراقي يرفرف اليوم في اقليم كردستان، وأمام بناية مقركم، استجابتكم لطلبات الحكومة العراقية هل جوبهت باستجابة الحكومة الاتحادية لمطالبكم؟

ـ هناك تقصير في هذا الجانب من قبل الحكومة الاتحادية، لكن للاسف الاعلام وبعض السياسيين العراقيين يلقون باللوم علينا ويتهموننا بالتقصير.الحكومة الاتحادية تمنحنا الكثير من الوعود ولا تنفذها، انا شخصيا تلقيت الكثير من الوعود عندما زرت بغداد ولكن، هناك تراجع عن كثير من الوعود وهذا امر غريب بالنسبة لي.



* ما هو وصفكم للمظاهرات التي خرجت مؤخرا في النجف ضد ضم كركوك لإقليم كردستان؟

ـ هذا كان امر غريب وعجيب بالنسبة لنا ومن غرائب القدر، لماذا النجف، نتفهم ان تخرج مثل هذه المظاهرة في كركوك، وكركوك بعيدة عن النجف.



* كيف تنظرون لعلاقاتكم مع تركيا؟

ـ علاقاتنا طبيعية وهناك تحسن بسيط ونتطلع لأن تتطور هذه العلاقات نحو الأحسن.

 

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

صلاح بدرالدين في البلدان المتحضرة التي يحترم حكامها شعوبهم ، وعلماؤهم ، ومفكروهم ، ومثقفوهم ، تولى مراكز الأبحاث ، والدراسات ، ومنصات الحوار الفكري ، والسياسي ، والثقافي ، أهمية خاصة ، وتخصص لها بشكل قانوني شفاف ميزانية خاصة تبلغ أحيانا من ١ الى ٢ ٪ من الميزانية العامة ، وتتابع مؤسسات الدولة ، بمافيها الرئاسات ، والوزارات الحكومية…

إبراهيم اليوسف لا ريب أنه عندما تتحول حقوق الإنسان إلى أولوية نضالية في عالم غارق بالصراعات والانتهاكات، فإن منظمات المجتمع المدني الجادة تبرز كحارس أمين على القيم الإنسانية. في هذا السياق، تحديداً، تأسست منظمة حقوق الإنسان في سوريا- ماف في مدينة قامشلي، عام 2004، كردّ فعل سلمي حضاري على انتهاكات صارخة شهدتها المنطقة، وبخاصة بعد انتفاضة آذار الكردية 2004. ومنذ…

عنايت ديكو   الوجه الأول: – أرى أن صفقة “بهچلي – أوجلان” هي عبارة عن اتفاقية ذات طابع أمني وجيوسياسي بحت، بدأت معالمها تتكشف بشكل واضح لكل من يتابع الوضع عن كثب، ويلاحظ توزيع الأدوار وتأثيراتها على مختلف الأصعدة السياسية، الأمنية، والاجتماعية داخل تركيا وخارجها. الهدف الرئيسي من هذه الصفقة هو ضمان الأمن القومي التركي وتعزيز الجبهة الداخلية بجميع تفاصيلها…

اكرم حسين العلمانيّة هي مبدأ سياسي وفلسفي يهدف إلى فصل الدين عن الدولة والمؤسسات الحكومية ، وتنظيم الشؤون العامة بما يعتمد على المنطق، والعقلانية، والقوانين الوضعية بدون تدخل ديني. يتضمن مبدأ العلمانيّة الحفاظ على حرية الدين والمعتقد للأفراد، وضمان عدم التمييز ضد أي شخص بسبب دينه أو اعتقاده. تاريخياً ظهرت العلمانية مع اندلاع الثورة الفرنسية حيث خرجت الطبقة البرجوازية…