القصد احراج الوفد الكردستاني

ديار محمد*
 
ان ما كان يامله الكرد حتى وقبل خمس سوات هو وجود كيان كردي شبه مستقل نوعا ما ، لما لحق بهم من الغبن، ونحن في نهاية القرن العشرين وبداية القرن الحادي و العشرين ونتيجة ظروف دولية و نتيجة النضال المستمر للحركة الكردية في عموم اجزاء كردستان و في كردستان العراق بشكل خاص، ظهر كيان كردي تدعمه القوى الدولية و يحظى بتاييد الراي العام العالمي، ونتيجة الظروف الدولية والاقليمية التي تحيط بهذه التجربة الجديدة في منطقة تميزت بالقمع والدكتاتورية لسلطاتها الحاكمة، فان تجربة اقليم كردستان هي بداية لمشروع ديمقراطي يعم المنطقة
فكل من هذه الدول المجاورة للاقليم، وبطرق متنوعة تعمل في افشال هذه التجربة التي تفتح المجال امام الشعب الكردي في اخذ دوره وحقه المغتصب، وتقوم باعطاء نموذج حي للديمقراطية التي تهدد هذه الاجهزة و مصالحها في استعباد الارض و العباد، و تظهر في كل فترة مؤامرات تحيك حول الاقليم لضرب هذا الوليد و العمل على عدم رؤيته للنور، فكل من الدول المحيطة بها من ( تركيا، ايران و سوريا ) تقوم بكل امكانتها من داخل الاقليم بهذا التخريب، فاجهزة استخبارات هذه الدول عملت على زرع عملاء لها داخل الاقليم، و تقوم هذه الاجهزة بتشويه صورة الاقليم امام الراي العام العالمي و الاقليمي و تقليص مجال تحركه الاقليمي و زيادة عدد الاعداء لتجربة الاقليم التي و مازالت في طور البناء، فاتهام الاقليم بايواء جماعة مسلحة تقوم باعمل عنف داخل دولة مجاورة هو ليس دفاعا عن قضية الشعب الكردي كما يعلنون بل هو رفع التهمة عن هذه الدول في دعم الارهاب داخل اقليم كردستان بل و الصاق التهمة بالاقليم نفسه، فينقلب البرئ الى مذنب و المذنب الى حمل وديع في نظر القانون لان هذه الاجهوة لاتنشر ما تقوم بها في الاعلام و لكن هذه الجهات تقوم بنشر ما يطلب منها القيام به على صفحات الاعلام لتصبح وثيقة في يد استخبارات الدول القامعة لكردستان ضد الاقليم و وثيقة ضد الحركة السياسية الكردية، فالبيان الذي صدر من جهة مجهولة الهوية و الانتماء (و ليس كما ادعت انها مدافعة عن قضية الشعب الكردي في سوريا و في عموم اجزاء كردستان) هو ليس بيان لتشكيل جماعة او حزب مهمته الدفاع عن الشعب الكردي بل هو بيان يلصق التهمة الموجهة الى الاستخبارات السورية الى اقليم كردستان العراق و الذي تستعد حكومته بزيارة رسمية الى سوريا لتباحث حول الاوضاع الامنية و الاقتصادية، فالحكومة السورية لم تعد تستطيع في الوقت الحالي اهمال الواقع الحالي لكردستان و لكنها بالتاكيد تحاول افشالها، فهذه الوثيقة التي صدرت هو سحب الاوراق من يد حكومة اقليم كردستان و تقديمها مجانيا للاستخبارات السورية.

و كذلك يكونا اتهاما للحركة الكردية في السورية التي ومنذ تاسيسها قام نضالها على اتباع سياسة سلمية موضوعية في التعامل مع الواقع الكردي و تعمل بكل امكانتها المتواضعة في نيل الحقوق القومية الكردية على قاعدة الوحدة و الديمقراطية لسوريا و عدم الارتباط بجهات خارجية و التي تفندهها هذه الجماعة التي تبين و ان الحركة الكردية في سوريا تلقى الدعم من حكومة اقليم كردستان و ليس اي دعم بل دعم عسكري فهذه المؤامرة تهدف الى كما يقال (ضرب عصفورين بحجر واحد)، فما يصدر بين الفينة من جانب البعض؟، بضرورة تبني السلاح لنيل الحقوق الكردية في سوريا و من داخل اقليم كردستان هو بالتاكيد ليس خدمة لقضية الشعب الكردي في عموم كردستان و بشكل خاص في كردستان سوريا التي دابت حركتها السياسية في تبني السياسة السلمية واقعية ضمن الحراك الوطني السوري و عدم ارتباطها بالخارج تلك التهمة القديمة الحديثة التي تلصق بالشعب الكردي.
كما يثير بذور الشقاق بين الاشقاء في اجزاء كردستان حيث يظهر الضيف مخربا و عميلا لاجهزة قمعية، ويظهر طابعا سيئا للشعب الكردي في سوريا بانهم مجموعة من المخربين داخل الاقليم و يعملون على كلا الجانبين سواء بالاساءة الى حكومة الاقليم، من خلال اعطاء صورة سيئة الى الاقليم والشعب الكردستاني ، والاساءة الى الشعب الكردي في سوريا الذي تميز بسعة ثقافته و اطلاعه و واقعيته في التعامل مع الظروف المحيطة بقضيته، واعطاء صورة سيئة للشعب الكردي في سوريا للاخرين.
ان احراج اقليم كردستان بهذه الطريقة و بغيرها من الطرق من جانب البعض؟ من اكراد سوريا في كردستان العراق لهو عمل مخزي و عار يلصق بهذا الجزء الصغير من كردستان الذي داب دائما على دعم النضال القومي في جميع اجزاء كردستان و بامكانتها المتواضعة في ان يكون للشعب الكردي في سوريا دور في هذا النضال و بحكم هذه الضرورة ارتايت ان اكتب هذه المقالة مدافعا عن الاقليم ضد هذه التهم الجاهزة الصنع و منبها الى القيادة السياسية لاقليم كردستان بضرورة التعامل مع هذه الجهات و التنيه الى ما يصدر من بيانات تسئ الى اقليم لان تجربة اقليم كردستان العراق في خطر.

كردي سوري – كردستان العراق

شارك المقال :

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 Comments
Oldest
Newest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments
اقرأ أيضاً ...

شادي حاجي في السنوات الأخيرة، بات من الصعب تجاهل التحوّل المتسارع في نبرة الخطاب العام حول العالم . فالعنصرية والكراهية والتحريض عليهما لم تعودا مجرّد ظواهر هامشية تتسلل من أطراف المجتمع، بل بدأت تتحول، في أكثر الدول ديمقراطية ولم يعد ينحصر في دول الشرق الأوسط ( سوريا . لبنان – العراق – تركيا – ايران وو .. نموذجاً ) وحدها…

ياسر بادلي ليس اختيارُ الرئيس العراقيّ السابق، برهم صالح، مفوّضاً سامياً لشؤون اللاجئين حدثاً عابراً يمرّ على أطراف الأخبار؛ بل هو لحظةٌ ينهضُ فيها تاريخُ شعبٍ كامل ليشهد أن الأمم التي صُنعت من الألم تستطيع أن تكتب للإنسانيّة فصلاً جديداً من الرجاء. فالمسألة ليست منصباً جديداً فحسب… إنه اعترافٌ عالميّ بأنّ الكورد، الذين حملوا قروناً من الاضطهاد والتهجير، ما زالوا…

المحامي عبدالرحمن محمد   تتواصل فصول المسرحية التركية وسياساتها القذرة في الانكار والنفي للوجود التاريخي للشعب الكوردي على ارضه كوردستان، ومحاولاتها المستمرة لالغاء ومحو كلمتي كورد وكوردستان بوصفهما عنوانا للهوية القومية الكوردية والوطنية الكوردستانية من القاموس السياسي والحقوقي والجغرافي الدولي، سواء على جغرافيا كوردستان او على مستوى العالم. تارة يتم ذلك بحجة وذريعة الدين (الاسلام)، وتارة اخرى باسم الاندماج والاخوة،…

  إبراهيم اليوسف وصلتني صباح اليوم رسالة من شاعرة سورية قالت فيها إنها طالما رأتني وطنياً لكنها تجدني أخرج عن ذلك، أحياناً. رددت عليها: صديقتي، وما الذي بدر مني بما يجعلك ترين وطنيتي منقوصة؟ قالت: أنت من أوائل الناس الذين وقفوا ضد ظلم نظام البعث والأسد. قلت لها: ألا ترينني الآن أقف أيضاً ضد ظلم السلطة المفروضة- إقليمياً ودولياً لا…