حواس محمود
ازاء الازمة التي تعانيها القيادات الكردية وصعوبة ان لم نقل استحالة الوصول الى توافقات بين الاطراف الكردية التي تختلف في توجهاتها متأثرة – للاسف – بارتباطات اقليمية مضادة للمصلحة االكردية العليا يمكن القول:
ان الكرد يبدو أنهم يعيشون الان مرحلة ” الفوات السياسي ” بمعنى ان القيادات الكردية لم تستطع اثبات نفسها في حقل السياسة وذلك لعدة اسباب منها ان الاليات التي تستخدم في اختيار القادة والاحزاب اليات تقليدية غير ديموقراطية ، ومنها وقوع الكرد تحت هيمنة انظمة استبدادية وشوفينية في آن ، ومنها ان كردستان واقعة تحت هيمنة اربع انطمة غاصبة لكردستان ، بحيث تتحالف مع بعضها ، ومنها ان الكرد لا يملكون قوة تأثير لوبية في الخارج لاقناع دول القرار بوجود مصالح مشتركة بينها وبين الكرد .
لنأت الى الحوار الكردي الكردي في روج افا اي في المنطقة الشمالية الشرقية من سوريا ، لقد استغرق من الوقت كثيرا ، وهناك اختلافات كبيرة جدا ، الانكسي يتبع لاربيل وهو مرتبط باالائتلاف السوري المعارض بعلاقات جيدة ، اما الب ي د الذي يدير مع قوى اخرى روج افاي كردستان يتبع الى حزب العمال الكردستاني ، ال ب ك ك ، وهو لا يستطيع ان يفك العلاقة مع ال ب ك ك رغم الضغوطات الامريكية للايضاح لتركيا التي ترتبط بعلاقات مع امريكا وهي دولة في حلف الاطلسي اقول للايضاح لتركيا ان الب ي د والادارة الذاتية ليست مرتبطة بقنديل معقل ال ب ك ك انما حزب مستقل وادارة مستقلة ، لكن الجهود الامريكية تباء بالفشل الذريع بسبب التعنت من قبل قيادات الادارة الذاتية ، رغم ان الاوساط الشعبية الكردية تريد انفكاك الادارة الذاتية عن قنديل للحد من المخاطر التركية ، ، فلقد سبق لتركيا ان غزت هذه المناطق واحتلت عفرين ورأس العين وتل أبيض وشردت اهلها وارتكبت وترتكب الفظائع والموبقات الكثيرة في المناطق المحتلة بمساعدة المرتزقة ممن يسمون انفسهم زيفا وبهتانا بالمعارضة او الجيش الوطني او الجيش الحر ، علما ان الجيش الحر منهم براء ، والتسمية اساءة وتشويه للجيش الحر الذي صارع نظام الطاغية بشار الاسد واضعفه الى ابعد الحدود وكاد ان يسقط لولا الدعم الايراني والروسي الغير محدود وايضا التخاذل التركي واسلمة الثورة وانحرافها عن مهمتها الاساسية وهي اسقاط النظام الدكتاتوري في دمشق .
نريد ان نقول ان الازمة الكردية ازمة بنيوية عميقة تضرب في صميم البنية النفسية والفكرية والايدولوجية ، لذلك فأن التفاؤل الزائد كما التشاؤم المفرط لا يصلحان مع الحالة الكردية الراهنة ، انما ، يتطلب من النخبة وبخاصة الرواد منهم ، تشغيل الاليات الفكرية العميقة للتشخيص السليم للحالة الكردية ومن ثم خلق كتلة مرجعية بآليات ديموقراطية ما امكن ذلك بالاستفادة من التكنولوجيا وتوثيق العلاقات مع دول القرار العالمي للتأثير في العمل السياسي الراهن ، الذي يشهد مرحلة الفوات السياسي كما قلنا انفا
ان مجرد الدعوة للتقارب الكردي بشكل نيات حسنة وطيبة وسذاجة وسطحية لن يكون منه طائل يذكر ، ان لم تمتلك الجهات المراقبة للتقارب انياب سياسية وفكرية وتكنولوجية وديبلوماسية قادرة على تغيير المعادلة الكردية الراهنة التي لا تلتفت للمصلحة الكردية العليا
الكثير من المتابعين يكتفون بنقد الاطراف الموجودة في الساحة السياسية الكردية ، بشكل فردي بحت ، دون ان تكون حالة جماعية ودون ايجاد حلول للأزمة الراهنة ، وهذا بحد ذاته سبب من اسباب استمرار الانتكاسات الكردية المتتالية ، الكثير اصابه التشاؤم والتهرب من العمل سواء كان ثقافيا او سياسيا او اجتماعيا – مجتمع مدني – ما هو موجود من جمعيات واتحادات اشبه بالشلل ، يفتقر الكرد كما غيرهم ايضا لكتلة فكرية ضخمة تستفيد من تواجدها بالمنفى لاقناع الاوساط الدولية المؤثرة بضرورة صيانة المصلحة الكردية العليا وايجاد مصلحة مشتركة مع هذه الدول ، طالما ان هذه الدول قد جاءت بمحض ارادتها الى المنطقة ، فما المانع من ان يقوم المثقفون والاكاديميون بالتأثير عليهم وبالتالي التأثير في الاطراف الكردية التي تبتعد عن تحقيق المصلحة الكردية العليا .
طالما ان الاطراف الكردية تشهد مرحلة الفوات السياسي تقتضي الضرورة القصوى تحرك النشطاء والاعلاميين والمثقفين من أجل صيانة المصلحة الكردية العليا وحماية الشعب من المخاطر الداخلية والخارجية ، سيما وجود تنسيق كبير ولو من تحت الطاولة بين النظام السوري والنظام التركي ضد الكرد في روج افا
……………………………………………….