المقاومة الإيرانية في حرب تاريخية ضد الفاشية الدينية! نظرة على مؤتمر المقاومة الإيرانية عبر الإنترنت في 20 يونيو 2020 3-3

عبدالرحمن کورکی (مهابادي)*

 

قبل أربعين عامًا، في 20 يونيو 1981، كانت المظاهرة التي شارك فيها 500 ألف من مجاهدي خلق في العاصمة الإيرانية طهران، المحتلة من قبل الملالي، قد واجهت هجومًا دمويًا بأمر مباشر من خميني، مؤسس النظام. ولو لم تكن تلك المواجهة لكان الشعب الإيراني وأبناؤهم المناضلون من مجاهدي خلق لأغلقوا صفحة النظام إلى الأبد! 
قالت السيدة مريم رجوي، التي ألقت كلمتها في المؤتمر، بينما هنأت بهذه المناسبة المجيدة، في نظرة على الماضي: «كان الـ 20 يونيو، رسم حد بين مسارين ومصيرين ومنظورين تاريخيين: حدًا بين الاستبداد والحرية، حدًا بين التركيع أمام الفاشية الدينية، والتماشي مع الملالي والشاه وبين الحدود الصارمة من المثابرة والشموخ والتضحية. حدًا بين الاستسلام والتنازل وبين المقاومة بأي ثمن كان. حدًا بين الندم والتخاذل وبين الجهاد والنضال والتمسك بالموقف، أي البقاء على العهد والمبادئ التي لا يجوز انتهاكها.». 
وأضافت السيدة رجوي: «في زمن خميني، لولا هذه المقاومة و20 يونيو، لما كان يطرح الحديث عن إسقاط نظام ولاية الفقيه بأكمله، من دون وقوع 20 يونيو والنهر الهادر لدماء شهدائه، لما كان للإطاحة بالنظام بأكمله أن يصبح مطلبًا عامًا للشعب الإيراني، ولما كان هناك مزيد من الانتفاضات اللاحقة. ولم يسقط القناع عن وجه خميني الدجال على هذا النحو. ولما كان هناك نقيض وحل لظاهرة التخلف والتطرف في إيران والمنطقة. لولا 20 يونيو لما كان يؤسَّس البديل الديمقراطي للنظام أبداً. ولم يتم إنشاء المجلس الوطني للمقاومة، ولم تكن هناك خطة تقدمية لمستقبل إيران. لذلك لم نكن ولسنا نحن في حالة حرب مع خميني كشخص. بل على وجه التحديد، كما قال قائد المقاومة مسعود، نحن نتصارع مع «بالوعة التاريخ». 


أهمية تحول 20 يونيو 1981 في تاريخ المقاومة الإيرانية 

وحول أهمية هذا الموضوع، قالت السيدة رجوي: «سلسلة الانتفاضات المناهضة للحكومة في كل هذه السنوات هي استمرار منطقي وتاريخي للحد الذي رسمه يوم 20 يونيو. الانتفاضات التي بدأت في يناير 2018، وعلى رأسها، انتفاضة نوفمبر الدامية في عام 2019، هي نفس استراتيجية 20 يونيو، والتي انتشرت في الشارع وتتحدث بلغة واضحة. 

كانت انتفاضة نوفمبر، التي اندلعت فجأة في 900 نقطة في البلاد في غضون 48 ساعة فقط، هي نفس النوع من صوت الرعد الذي سمع في سماء طهران في 20 يونيو 1981.». 

حملات النظام التشهيرية ضد المقاومة الإيرانية في المرحلة الأخيرة ورسالتها! 

وعن حملات النظام التشهيرية ضد مجاهدي خلق، قالت السيدة رجوي: «لا يمر يوم إلا ويبث فيه النظام أكاذيب وشيطنة ضد مجاهدي خلق والمقاومة الإيرانية. ولكن بهذه الطريقة ومن دون قصد وبكلمة معكوسة، يقود النظام المجتمع الإيراني وخاصة الشباب الذين يبحثون عن الحرية والعدالة إلى عنوان البديل الديمقراطي

قال خامنئي مؤخرا في خطاب ألقاه يوم 17 مايو «إنهم (مجاهدي خلق) يعملون على الشباب (الشباب) ويخططون له». 

وأضافت رئيسة الجمهورية المنتخبة من قبل المقاومة الإيرانية: «المقاومة الإيرانية ستحطم المؤامرات المتسلسلة في آخر أيام حكم الملالي. في هذه المرحلة، يعد القضاء على بديله الديمقراطي الوحيد الهدف الرئيسي للنظام المتأزم، من أجل البقاء على السلطة. وقبل عامين بالضبط، في 30 يونيو / حزيران 2018، خطط النظام لمجزرة واسعة النطاق، وربما أكبر هجوم إرهابي على تجمع المقاومة الإيرانية في فيلبينت، بباريس، حيث تم إحباطها في الساعات الأخيرة من الخطة واعتقل الإرهابيون. من الواضح أنه خلال هذين العامين، لم يدخر النظام الإيراني أي إجراء و ضغط للإفراج عن الإرهابيين وإغلاق الملف، لكنه لم يستطع من منع مواصلة التحقيقات وبدأ المحاكمة. وإلى هنا، هذا يعتبر نصرًا لجميع الذين يحاربون الإرهاب وأشدد على أن هذه هي نقطة البداية وأن قادة نظام الملالي يجب تقديمهم إلى العدالة لكونهم أكبر رعاة الإرهاب في عالم اليوم وكذلك جميع وكلائهم ومرتزقتهم داخل البلد وخارجه لضلوعهم في الجريمة». 

  
بعض مطالب المقاومة الإيرانية من المجتمع الدولي 
في هذا المؤتمر العالمي، أكدت السيدة رجوي ضرورة إسقاط نظام ولاية الفقيه كمطلب ملح للشعب الإيراني، وطرحت بعض مطالب المقاومة الإيرانية من المجتمع الدولي. بما فيها: 

  • نقول ونكرّر دائما أنه لا ينبغي السماح لهذا النظام ليحصل على رصاصة واحدة. لا يجوز أن يحصل حتى على فلس واحد من عوائد النفط الإيراني. يجب أن لا ينفق ولو دولاراً واحداً من موارد الشعب الإيراني.
  • إن المقاومة الإيرانية، كما أكدت منذ فترة طويلة، تدعو إلى إعادة فرض ستة قرارات لمجلس الأمن الدولي بخصوص المشروع النووي لهذا النظام .ونشدد على تمديد العقوبات الدولية على أي صفقة أسلحة مع هذا النظام.
  • يجب أن يعترف المجتمع الدولي بحق الشعب الإيراني في محاربة الاستبداد الديني.
  • يجب محاكمة قادة النظام في محكمة دولية لقتل 120 ألف من أبناء الشعب الإيراني، بما في ذلك في مجزرة 30 ألف سجين سياسي وقتل أكثر من 1500 مواطن في نوفمبر 2019.

  
غالبية مجلس النواب الأمريكي تدعم الشعب الإيراني والمقاومة الإيرانية 
في الآونة الأخيرة، أقر مجلس النواب الأمريكي، بأغلبية الأصوات من الجمهوريين والديمقراطيين، قرارًا مشتركًا يدين إرهاب النظام الإيراني ويدعم المقاومة الإيرانية بقيادة مريم رجوي لتشكيل حكومة علمانية ديمقراطية. وذكر الموقّعون على القرار أنه بسبب انعدام الحرية، رفض الشعب الإيراني نظام ديكتاتورية الشاه. والآن، لهذا السبب، يعارضون ديكتاتورية الملالي ويدعون إلى نظام جمهوري كنظام منشود يعتمد على الأصوات الحقيقية للشعب.

تذكير خطة مريم رجوي، الرئيسة المنتخبة للمقاومة الإيرانية، ذات المواد العشر من أجل إيران حرة في هذا القرار ودعمها كأساس لإقامة إيران ديمقراطية، يشير إلى صلاحية المقاومة الإيرانية واعتبارها والاعتراف بها من قبل غالبية الكونغرس كبديل صالح ووحيد للنظام؛ ويسلط القرار على وجه الخصوص،  الضوء على مخاوف أعضاء الكونغرس بشأن الأنشطة الإرهابية للنظام ضد مجاهدي خلق والمقاومة الإيرانية. 

وفي خطابها في المؤتمر، قالت السيدة رجوي: «قرار مجلس النواب الأمريكي الذي يعترف بحق الشعب الإيراني في إقامة جمهورية ديمقراطية تقوم على الفصل بين الدين والدولة وخالية من الأسلحة النووية هو أنموذج رصين لجميع الحكومات والمجتمع الدولي بشأن إيران والشعب الإيراني». 
خطة 10 مواد للمقاومة الإيرانية من أجل إيران حرة 

في برنامجها المكون من 10 بنود، والذي دعمته أغلبية أعضاء مجلس النواب الأمريكي ورحب به الشعب الإيراني ومجموعة واسعة من المجتمع الدولي، تؤكد السيدة مريم رجوي على السيادة الوطنية والشعبية وجمهورية حرة وتعددية. فصل الدين عن الدولة، والمساواة الكاملة بين الرجل والمرأة في الحقوق السياسية والاجتماعية والثقافية والاقتصادية ومشاركة المرأة على قدم المساواة في القيادة السياسية وإلغاء أي تمييز بين الجنسين، وإلغاء جميع قوانين شريعة الملالي ومحاكم الثورة اللاإسلامية، والحكم الذاتي ورفع الظلم والاضطهاد عن الطوائف والقوميات الإيرانية على غرار مشروع المجلس الوطني للمقاومة من أجل الحكم الذاتي لكردستان الإيرانية، وحماية البيئة في إيران وإحيائها. وإيران غير نووية وخالية عن أسلحة الدمار الشامل وضرورة السلام والتعايش والتعاون الدولي والإقليمي. 

عقد مؤتمر دولي سنوي للمقاومة الإيرانية 

بعد اجتماع المقاومة الإيرانية عبر الإنترنت في 20 يونيو 2020 في اتصال مباشر مع 2000 نقطة اشتراك في دول مختلفة من العالم، سيعقد هذا العام التجمع السنوي للمقاومة في 17 يوليو 2020 تضامنا مع الانتفاضة الإيرانية.

في هذا التجمع الذي سيحضره مئات الشخصيات الدولية والوفود السياسية من مختلف دول العالم، سيتناول المشاركون التطورات في إيران والمنطقة والمآلات، وآخر مواقف المقاومة الإيرانية في تلبية مطالب الشعب الإيراني وتحقيق السلام والأمن والاستقرار في الشرق الأوسط، وكذلك خارطة طريق المقاومة الإيرانية للعام المقبل. 

النهاية 
  
@m_abdorrahman 
*کاتب ومحلل سياسي خبير في الشأن الايراني. 
  

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

صلاح بدرالدين في البلدان المتحضرة التي يحترم حكامها شعوبهم ، وعلماؤهم ، ومفكروهم ، ومثقفوهم ، تولى مراكز الأبحاث ، والدراسات ، ومنصات الحوار الفكري ، والسياسي ، والثقافي ، أهمية خاصة ، وتخصص لها بشكل قانوني شفاف ميزانية خاصة تبلغ أحيانا من ١ الى ٢ ٪ من الميزانية العامة ، وتتابع مؤسسات الدولة ، بمافيها الرئاسات ، والوزارات الحكومية…

إبراهيم اليوسف لا ريب أنه عندما تتحول حقوق الإنسان إلى أولوية نضالية في عالم غارق بالصراعات والانتهاكات، فإن منظمات المجتمع المدني الجادة تبرز كحارس أمين على القيم الإنسانية. في هذا السياق، تحديداً، تأسست منظمة حقوق الإنسان في سوريا- ماف في مدينة قامشلي، عام 2004، كردّ فعل سلمي حضاري على انتهاكات صارخة شهدتها المنطقة، وبخاصة بعد انتفاضة آذار الكردية 2004. ومنذ…

عنايت ديكو   الوجه الأول: – أرى أن صفقة “بهچلي – أوجلان” هي عبارة عن اتفاقية ذات طابع أمني وجيوسياسي بحت، بدأت معالمها تتكشف بشكل واضح لكل من يتابع الوضع عن كثب، ويلاحظ توزيع الأدوار وتأثيراتها على مختلف الأصعدة السياسية، الأمنية، والاجتماعية داخل تركيا وخارجها. الهدف الرئيسي من هذه الصفقة هو ضمان الأمن القومي التركي وتعزيز الجبهة الداخلية بجميع تفاصيلها…

اكرم حسين العلمانيّة هي مبدأ سياسي وفلسفي يهدف إلى فصل الدين عن الدولة والمؤسسات الحكومية ، وتنظيم الشؤون العامة بما يعتمد على المنطق، والعقلانية، والقوانين الوضعية بدون تدخل ديني. يتضمن مبدأ العلمانيّة الحفاظ على حرية الدين والمعتقد للأفراد، وضمان عدم التمييز ضد أي شخص بسبب دينه أو اعتقاده. تاريخياً ظهرت العلمانية مع اندلاع الثورة الفرنسية حيث خرجت الطبقة البرجوازية…