وليد حاج عبدالقادر / دبي
تعلمنا من المنطق التحليلي ووفق شروطه التي تفترض حين التعامل مع أية ظاهرة على ضرورة البحث في مسبباتها والعوامل الأساسية التي منها أوعليها نمت وتضخمت !!.. وعليه فأن المنهج العلمي يستوجب – علينا – وبصرامة في التخلي عن الولاء والعاطفة كما وبالتجرد من المحاباة وما شابه، على هدي القاعدة القانونية في أصول المحاكمات – كمثال – حين وجود شبهة قرابة بين القاضي والمتهم، أن يعتذر القاضي ووجوب قبول الإعتذار، وكذلك في العمليات الجراحية الطبية، بامتنناع الجراح في اجراء العملية الجراحية لأفراد عائلته!. وهنا يتوجب التنويه بأن موضوعنا هذا يتماس مع عدة قضايا هامة، ومنها تحديدا مسألة الهجرة بأنواعها ودوافعها المختلفة والتي ما ابتدأت مع الثورة السورية بقدر ما كانت من الأمور المتوقعة حدوثها كواحدة من المفرزات كإنعكاسات او نتاجات السياسات الشوفينية الممنهجة والتي سعت الى افراغ مناطقنا الكردية من اهلها والدفع بهم صوب عمق البادية – بداية –
وجميعنا يتذكر خطط التعريب وحركة الإنتفاع الممنهجة بطابعها المسرحي ، والتي استهدفت غالبية الفلاحين الكرد لتهجيرهم الى جنوب الرد في عمق البادية الحسكاوية ، بعد الإستيلاء على اراضيهم وممتلكاتهم في قراهم الأساس، ومع الأيام ظهرت عوامل أخرى ترافقت مع محفزات جديدة بقوة وطاقة مضاعفة دفعت بالناس الى الهروب لا الهجرة والتي مازال كثير من التقاة وبحكم وجوبية التقية يجيرها كمقياس للآدمية لا التابعية فقط، ومن هنا حدث الخطل وتضخم وأصبح مثل ال – غرغرينا – يفتك بالجسد والبناء المجتمعي، فهل هي برمجيات ممنهجة تتالت؟ وكانت الأخيرة منها هي ما ارادها امثال قدري جميل ومن قبله مدرسته البكداشية؟ فكانت مماوهات التقية – العقائدية – في إعادة – رسم وتنفيذ خطة – وبالعذر من الكاتب السوداني الطيب السوداني وروايته – موسم الهجرة الى الشمال – فتغير الى موسم الإعادة الجبرية الى الشمال؟ لابل الشتات؟!. ورغم الشفافية الواضحة في ذلك، نرى الحلقيات بمجاميعها وهي تطوق طواطمها وتغلفها بهالات مطوبة وتتناسى بأنه لطالما يحترمون طواطمهم، لابل وقد يعبدونها! فلماذا يلعن أولئك الذين لهم طواطم غير طوطمهم؟!. وبايجاز شديد؟ متى استطعنا ان نجعل من اختلافنا وفاقا حينها سنتأمل أن يكون لنا غدا مشرقا ولشعبنا مستقبل واعد، نعم! ومع أنه من البديهي أن نختلف! لابل دعونا نختلف في كل شيء سوى في انتمائنا وعمقنا الإجتماعي ببعده القومي.. كلنا يتبجح بالديمقراطية كمصطلح ديكوري ولكن؟ أين نحن منها أفرادا وجماعات؟ أوليست هي ذاتها المعلبة كما قصة التابوت ومقاس الجثة أو الجسد المطلوبة لا التابوت؟. ومعها ما يفعله الإستبداد وفق متلازمة الرهاب كأنصال مصنع لإنتاج القرف ومعها سيف التخوين والإرتداد ؟ . وعليه أفلا يفترض بنا أن نقر عمليا بأنه هو الإستبداد الذي لا يعرف لغة ولا قوما كما وحزبا ، هي النزعة شبه المؤلهة وبأطرها المقدسة كطابو وإن بدت مهلهلة !! هو الإستبداد والتفرّد مهما جملوها بجمل ـ ثورية باهتة ـ فيخرجنّ أحدهم علينا وكمن يؤشّر بسبابته فيفرض ما يملى عليه !! ومع هذا ترى بعضهم يقول بأن التكفيريين يريدونها حرب إبادة! نعم ونوافقهم الرأي، ويقولون بأن النزعة العروبية هي التي تستهدف الوجود الكردي!! فنوافقهم أيضا وإن كانت الغالبية منهم مؤطرة بشكل ما في تحالفات معهم!! وليفرض الواقع جملة من الأسئلة: هل استطاعت كل النظم المستبدة والشوفينية أن تنجز ما نفذ عمليا بعد عام ٢٠١١ ؟ أناس حاربوا ويحاربون؟ نعم لأنهم وحدهم المقاتلون وطبقة المحاربين الأوحد ومن دونهم .. !! أما الآخرون فسنهجّهم صوب الحدود وما تبقى فالسجون لابدّ لها أن تكون محطات لكل من أصر أن يختلف … نعم ! قد نفهم الصخب والضجيج وسرعة الزوغان و … إستبدادية النمطية الحزبية الهائمة في مسلكية العقل الباطني وعنجهية الأنا كمتلازمة مرضية ليس إلا !! أما سواها فلنحتكم الى المنطق الوثائقي ومجريات استنباط الدلائل واستنطاقها ؟! أن أعتبر ممارساتي فيها من وحي القداسة وطهر الإلتزام بتماه وتناقض ذاتوي صرف!! ومن دون سفسطة أو صف للكلمات: هل يتجرأ واحد من تقاة ال ب ي د وممارسي العنف اللفظي بالمرور مجرد المرور على خانة كل القوى العربية وفي مقدمتها النظام فيناقش – مثلا – في مسألة الجمهورية العربية السورية؟ أو يتساءل وببساطة عن تفسير النقاط الخمسة الموقعة مع قدري جميل عبر دمشق؟ لابل وآلية فضاء العبور والعودة – لقادة ثورة روچ آڤا – عبر فضاء دمشق الفيحاء ؟ واختزال القضية الكردية الى مادون مكرمة الشيوعية البكداشية ؟ أشك طبعا في ذلك!. فهل يدرك إذن؟ أولئك الذين يطوبون وبصلابة الموقف الأوحد ويبنون حوله أسيجة من الباطون المسلح ويرون في كل اختلاف مهما كبر أو صغر خلاف يتوجب بتره!! أيدري هؤلاء بأنهم يمارسون لا جمودا عقائديا في أوضح تجلياته فحسب؟ بل تدليسا تمت منهجته وايضا لا مؤدلجا فقط، استندت في الأساس على مصطلح – عجه له جي – او القفز / حرق المراحل ، مع استحداث لواحق غير هامة تستوجب استنذافها حرقا وبالتالي تقديمها أضحية وعلى مراحل، كل ذلك وباحترافية قطيعية حتى – لوبون – سيعجز عن توصيفها، لأن الهدف كان ومنذ البدايات التركيز على قداسة القائد وطوباوية الحزب الذي هو القائد ذاته في عموميته كما بشار او نحرق البلد من جهة! ويافطة ببونط عريض: ان القائد هو الاوحد من يملك خاصية التفكير والحزب يستحيل أن يخطئ! وفتوى – تكالب القوى العالمية و .. – وطبيعي أن أمثال هؤلاء ستكون صدمتهم عنيفة في أول ظاهرة تشقق لجدران الباطون المسلح، وهي في العادة حينما تحدث تستجلب معها ارتدادات جانبية كثيرة. وهنا: هل فهم القطيع بأنه قد تم تجزيء الكرد بالقص واللصق وبما يلائم رغبة النظام وتوابعه؟.
عندما يتقمص القوم / عروبي لبوس / الإسلاموي / لابل ويطرح واحدهم ذاته كبعثي يعبث حتى بالمفاهيم الدينية فيجيرها جبرا لذاتوية عنصرية بغيضة لا تحض سوى على الكراهية خلاف الأديان التي ما وجدت سوى لنشر ثقافة التسامح والمحبة والمساواة بين البشرية جمعاء، ولهذا فقد فهمت مؤخرا لماذا ادعى عفلق اسلامه، واستوعبت حقيقة قلقنا عندما وجهوا الناس لتنطلق في المظاهرات من المساجد، ومع هذا – يقول بعضهم – كان لي موقف!! نعم صحيح ! وكان لي رأي!! وأيضا صحيح .. ولكن عندما نلزم / نجبر الحالتين – قصدي الموقف والرأي – ليخرسا والأدهى نقمع في ذواتنا قوة العقل ونتلقى النصوص من بشر وقد طوطمناهم / قدسناهم / فيصبح كل مايقولونه مطاع وغير قابل للنقاش!! .. كما الماركسيين زعما والديمقراطيين بهتانا!. وهنا؟ أوليس من العار أن تستجدي ممن لايملك حرية قراره أن يمنحك مالا يملكه هو!!.. وهنا قد يتساءل أحدهم ويتهمنا في العسف المتقصد ومغزى زج اسم قدري جميل بصوته الجهوري لا الجبلي في العنوان وهو من – يسعى !! – للدفع بالتقاة الى التحول من عقلية العسكرتاريا ومنطق الرشاش والمسدس بكاتم صوته الى عقلية التسيس وبالتالي التحاور الذي يفترض – جدلا – على أنه ستربك العسكرتاري كثيرا لابل ستدخله في عالم من المتناقضات السياسية وستفشله، ومن أهم عوامل ذلك الفشل في هكذا حالة هو: اتخاذ هذه الخطوة بالذات واعتبارها تكتيكا او ذريعة ولربما كحالة استراحة لإلتقاط النفس.. العسكر كنفوس وأشخاص هم اكثر من يحملون أرواحهم على أكفهم ولكن؟ غالبا ما يلاحظ بأن هناك من يوجه الأمور من خلف الستار وفقا لغاياته وأهوائه.. وقبل ان أختم هذه الكلمات بخلطتها المتنوعة! سأذكر القراء وقدري جميل بمقولة له فصلها كأطقم تتناسبت مع قامته أولا ! و .. ليته اهدى بعضها لكل فرد من اعضاء الوفد الذي التقاه في موسكو ، طقم الفشل السياسي الكردي على حساب الإنتصارات العسكرية وعشرات الآلاف من الشهداء – حسب قوله – و : – والله لأتطوع بالحرس القومي – . فهل سيليق المقام وكخاتمة أن نقول: مبروك عليهم الجيش الوطني والأطقم استاذ قدري جميل قدري ؟ كم تذكرنا وتنشط في وعينا أمثال محمد كرد علي؟! ليس غيره.. أجل ليس غيره وسيرته امامكم إقرأووه