حذار من انتهاكات الأرض والعرض! رسالة إلى «الإدارة» اللاذاتية!

 إبراهيم اليوسف
بينما لايزال- مواطننا- في “البلد” كله، ومن بين ذلك في مناطق الإدارة الذاتية في حالة غرق في بحري: الدم والوباء الجديد ” كوفيد19″ بينما البلد كله، وأوله: مناطق الإدارة الذاتية سواء تلك التي ضيعتها، أو تلك التي تواصل القوى المتحكمة بقنديل ل- إضاعتها- بعد أن ترك النظام سوريا جلداً على عظم قبل العام2011، وراح يكشط الجلد، ويفتت العظم، وينخعه، لتتلمظ قوى كثيرة أصابعها، وهي تسرق “خردة” هذا المكان، أو خيراته وأولها: تركيا – روسيا- إيران، من دون أن ننسى – أمريكا- التي هي السبب الرئيس في ما آلينا إليه، من خلال التواطىء الأوبامي المعروف، ومن ثم ما بعد التوحشي الترامبي الذي تنصرف عيناه عن الدمار والجثث والدماء ليعاين الأمور بميزان الانصراف إلى مافي جيوب الأرض والحكام واللصوص، كأي قاطع طريق أزعر، منفلت. في هذا الوقت الذي  يتمسك مواطننا بأية قشة خلاص، بعد أن أيس، واشمأز، من أية حيلة، أو قوة، وأولها القوة الغيبية التي دمرت بيوت سيد الغيب – بيوت الله- منذ أول الحرب، وإلى الآن، وبعد أن بات كابوس أكبر يخيم على العالم، ولا مكان خارجه: وباء كورونا الذي يهدد البشرية بأن يجعلها أثراً بعد حضارات وملاعب حروب!
يومياً يتواصل معي، أخوة وأخوات، من مختلف الملل والنحل، في مكاننا، يشكون بؤس واقع الحال، وهاوية الجوع التي وصل إليها كل من ليست له يد في النهب، والسرقة، بما يذكر بأسطورة مائدة – الدجال- في إحدى الأساطيراليومية عن مرحلة نهاية العالم، وأوتوسترادات “الصراط المستقيم” الذي بات ” صراط الطغاة/ الفكرالشمولي الطاغي، بعد أن كان “صراط الله” وتأله كل “نكرة” منبوذ، ساقط، وباتت كلفة صراط الأرضي أعظم من كلفة صراط الرب، بيد أنني لما أستطع خوض غمار كتابة كل مايصل، لدواع كثيرة، منها أن بعض ما يتم، أفقياً، وعمودياً، أعظم من الاحتمال، والحبر، ومدونات الافتراض، ولئلا أهجو بشاعة – الوحش- المستيقظ في نفوس أبعاضنا على حين غرة!
يسيل لعاب الإدارة “اللاذاتية” المسيرة، لا المخيرة، وهذه تسميتي لها – حتى اللحظة- أنى وجدت مصدر مال، في حالة توحم هاتك، وحقيقة فإننا أنى قلنا: الإدارة فإننا نضيع الجاني الحقيقي وهو منظومة العمال الكردستاني – وحتى ليس ب ي د “الأداة”، ولا أدوات الأداة، إذ إن مكونات الإدارة أحد مايلي:
أحزاب ملحقة بها، نتيجة بؤس “بعض” قادتها، جملة وتفصيلاً، وإفلاسهم، وضيق أفقهم، وغرورهم، وسوء سياسات الجهات المتحكمة في المجلس الوطني الكردي، فيما يتعلق باستيعاب المختلفين معهم، انطلاقاً من حزبيتها الضيقة، ونتيجة زئبقيات بعضهم، ونقص حيلة آخرين ممن كان لهم حضورهم، إلا أنهم سقطوا في فخ ردات الفعل، فكان ماأقدموا عليه انتحاراً، وأن تمترسوا وراء مقولات هشة: متطلبات المرحلة ومصلحة شعبنا إلخ!
شخصيات غيرناضجة انتهازية، أو ذيلية معروفة، راحت تشكل نويات أحزاب ومؤسسات ودكاكين من خلال أعضاء معدودين لداع منفعي مباشر – الدريهمات التي تصل السكرتير ومكتبه- أو من خلال الاحتماء وأكاد أقول إن طلاب الاحتماء معذورون
ناهيك عن شخصيات ساقطة بكل المقاييس قفزت تجاه الإدارة، ومنها من هوساقط -أصلاً- مكشوف في امتحانات ب ك ك وب ي د حتى لحظة انطلاقة الثورة المجهضة في مهدها في آذار2011، ووجدنا صبية وصلوا واجهات الثورة، ولم يصمد هناك إلا الأكثر ذيلية ونفاقاً ودجلاً، وبات منهم أثرياء الحرب، ليتغربلوا، ويعملوا على حماية مصالحهم، ومنهم من بات يعول عليه: دولياً، نظراً لاستظهاره بما هوعربي أو دولي وهو ما يطبق الآن -على لصوص الائتلاف-  وثمة نسخ مصغرة منهم في محيط الإدارة. من هنا، فإننا إن نشخص واقع – الكراكوزات- الملحقة بالإدارة، فإننا لنحميها من الأحكام عليها، ومن بين هؤلاء حتى بعض المحسوبين على ” ب ي د” ممن لاحول لهم إلا في انخراطهم في تمثيلياتهم التنكرية!
وإذا كنت أقوِّم أولي الأمر العابر، هكذا، فإنني لأفرق بين قاداتهم، والبطانة التي يتبادلان الحماية والتستر، وهكذا بالنسبة للطيبين، والبسطاء، والسذج، والحالمين سوريالياً، على إيقاع استراسالات بنات الأحلام، لأن أي استحقاق يتم فهو يتم لابن المكان، نتيجة مقاومته قبل 2011 وبعدها، باعتبار الدماء التي سالت هي دماء شعبنا وليست ملكية مطوبة باسم هؤلاء العابرين، إلا أنني وأمثالي إن نرافع -أحياناً-  في الكتابة والواقع. في حوارات الندوات والمؤتمرات، إلى حد أقصى درجات المواجهة، فلأسباب عدة: لأن عدو الكرد والمتمثل الآن، في الأردغنة، غذا عبر سيروماته المبرمجة ثقافة العداء على الكرد، بعد أن أعدتها، وهيأتها، وكونتها الأنظمة المغتصبة لكردستان في الأجزاء الأربعة، وبات لها وكلاء حصريون: ساسة وإعلاميون وأحزاب ومؤسسات غدوا وجوه الثورة، بعد أن كانوا عوناً على تفريغها من محتواها، ولطالما اتخذا موقفاً، وقلت كلمتي في مؤتمر أو مشروع فضائية تافهة، دفاعاً عن كرديتنا، في وجه: عجيان أتاتورك  أردوغان أو عفلق أو صدام حسين أو ملالي طهران أو الأسد، ولي مقال أرجىء نشره باستمرار عن دفاعي عن: ب ي د، في وقائع كثيرة، لأن الطرف الآخر شوفيني مارق، يدعي أخوة الكردي واستهداف أخيه، وهواستهداف لكل كردي!
مناسبة هذه المقدمة الطويلة هي القرار الذي صدر باسم – الإدارة الذاتية- وإن بتوصيف آخر، في ما يتعلق بأملاك مهجري – ب ك ك- من الكرد، والمغيبين، نتيجة ظروف الحرب والقهر والجوع، وهو مجرد قناع للصوصية. لقوننة اللصوصية، ولا أريد التحدث عن تناقضاته التي أترك تناولها للمختصين، وإن كنت سأتابع ذلك، من خلال كتائبي- الكتابية، وهي في حقيقتها، لاتزيد عن نفخة ” السحلية/السليمانية ” وليس فعلة الضب، في  أسطورة محرقة النبي إبراهيم!
زارني في العام 2016 شخص كان قادماً من الوطن، وهو ليس من كرد سوريا. حدثني عن إنجازات -الإدارة- وقال لي: لقد أهداني ” الكادرو” شقة، في منطقة المطار. حقيقة، لم يذكر الرجل نوعية ملكية الكادرو لها. قبل أيام، التقيته، وسألته:
ماذا عن بيتك في قامشلي؟ وهل لديك سند استملاك فيه؟
فرد علي: إن الشخص قالها له شفهياً، وليست لديه أية وثيقة، ولا يدري مصيره، إلا أنه “يعرفه”. وأعتقد أن – الكادرو- كان صادقاً في كلامه آنذاك، وأن الرجل ذا الخدمات بالنسبة للإدارة كان ساذجاً، كما أعرفه، وهومجرد رجل أعمال وآمال!
على ب ي د، وأقول ب ي د: أن تكف عن سياسات الجشع التي تتم، إذ عليها أن تقطع علاقتها بملقنيها – في ماوراء الجبال- أوالكواليس، أو الدهاليز، لأن هؤلاء هم أهلنا، مع أنني أقدر غيرة كل مقاتل من ب ك ك “من كرد تركيا أو إيران أو العراق” وقاوم  في مواجهة داعش، وأمثاله، وإن كان قد زج في المكان الخاطىء لأن قضية “ب ك ك” في مكان آخر، ولن يرضى شعبنا بمخططاته، كما أن خيرات المكان يجب أن تكون أية إدارة ناجحة جهة موزعة لها على أبناء المكان: بيتاً بيتاً، لأنها أمانة وليست ملكية بعرق جبين أحد من اللصوص، كما أنه من الممكن أن يشكل الأهالي – المهجرين جمعيات ولجاناً لهم لحماية أملاكهم، من اللصوص المنظمين وأزلامهم، وهو كلام أوجهه للخيرين في “ب ي د” ممن هم أهلنا، وأعول عليهم في أية – وحدة صف- من دون فكر كاريكاتيري أو سياسات سوريالية أو أعلام وصور غريبة مفروضة علينا بالبوط العسكري.
مهمة أخرى باتت أمامنا، كمنظمات حقوقية، كمؤسسات مدنية غير تابعة. ككتاب مجربين في الدفاع عن الأهل أن نقيم ندوات عن هذا القرار ولا أقول القانون، لأن لا قانونية، ولا شرعية له، خارج قانونية أوامر مجرد لص، وقعت، وتنفذ بأيدي وأسماء منتفعين عابرين!

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

صلاح بدرالدين في البلدان المتحضرة التي يحترم حكامها شعوبهم ، وعلماؤهم ، ومفكروهم ، ومثقفوهم ، تولى مراكز الأبحاث ، والدراسات ، ومنصات الحوار الفكري ، والسياسي ، والثقافي ، أهمية خاصة ، وتخصص لها بشكل قانوني شفاف ميزانية خاصة تبلغ أحيانا من ١ الى ٢ ٪ من الميزانية العامة ، وتتابع مؤسسات الدولة ، بمافيها الرئاسات ، والوزارات الحكومية…

إبراهيم اليوسف لا ريب أنه عندما تتحول حقوق الإنسان إلى أولوية نضالية في عالم غارق بالصراعات والانتهاكات، فإن منظمات المجتمع المدني الجادة تبرز كحارس أمين على القيم الإنسانية. في هذا السياق، تحديداً، تأسست منظمة حقوق الإنسان في سوريا- ماف في مدينة قامشلي، عام 2004، كردّ فعل سلمي حضاري على انتهاكات صارخة شهدتها المنطقة، وبخاصة بعد انتفاضة آذار الكردية 2004. ومنذ…

عنايت ديكو   الوجه الأول: – أرى أن صفقة “بهچلي – أوجلان” هي عبارة عن اتفاقية ذات طابع أمني وجيوسياسي بحت، بدأت معالمها تتكشف بشكل واضح لكل من يتابع الوضع عن كثب، ويلاحظ توزيع الأدوار وتأثيراتها على مختلف الأصعدة السياسية، الأمنية، والاجتماعية داخل تركيا وخارجها. الهدف الرئيسي من هذه الصفقة هو ضمان الأمن القومي التركي وتعزيز الجبهة الداخلية بجميع تفاصيلها…

اكرم حسين العلمانيّة هي مبدأ سياسي وفلسفي يهدف إلى فصل الدين عن الدولة والمؤسسات الحكومية ، وتنظيم الشؤون العامة بما يعتمد على المنطق، والعقلانية، والقوانين الوضعية بدون تدخل ديني. يتضمن مبدأ العلمانيّة الحفاظ على حرية الدين والمعتقد للأفراد، وضمان عدم التمييز ضد أي شخص بسبب دينه أو اعتقاده. تاريخياً ظهرت العلمانية مع اندلاع الثورة الفرنسية حيث خرجت الطبقة البرجوازية…