إبراهيم محمود
تساءلتُ بيني وبين نفسي، وأنا لم أفاجَأ باسم من حاولت معرفة كتابات، أو صورة له، فلم أفلح، وهو محمد مصطفى، وقد نشر عني مقالاً طويلاً في موقع ” الحوار المتمدن- 15-8/ 2020 ” تحت عنوان لا يخفي نزعة الصّدامية” النسر المحلق: الدكتور نورالدين ظاظا وهلوسات الكاتب ابراهيم محمود ” كما لو أنه قرأ ما كتبتُه عن هذا الكردي الكبير قبل قرابة ” 15 ” سنة، في حلقات، ونشرته في كتاب ” الارتحال إلى الدكتور نورالدين ظاظا: موجز دراسة حياة مستمرة-2007 “، الآن حديثاً، معتمداً هو وسدنة أحزابه الكردية الذين يتاجرون باسمه إلى اليوم، وكانوا وراء هروبه القسري من سوريا، وهم يعرفون أنفسهم مع متحزبيهم، على مقال، هو حلقة شَرَكية، أعلنتُها حينها لصاحب الموقع نفسه ” عاموده ” وما يمكن أن يحصل، فاتخذه هو السدنة، وأولهم باسمه الصريح وفي نشرته الحزبية الصريحة، ليتخذ من نفسه محامياً عمن جبِنوا في الكتابة عن كرديتهم، وكونه محامياً أساساً، وعن الراحل، كما لو أن ليس له يد في هروبه من سورية ليرحل أبدياً مقهوراً في سويسرا، حيث أُهمِل مقصد المقال الواضح كلياً !
قرأت هذا المقال وأنا أستعيد مضطراً ما جرى قبل عقد ونصف من الزمن، من مواقف هذه الأحزاب الكردية التي لم تستطع أن تحقق أي شيء يستحق الذكر، للمعتبَر شعبها الكردي، وتتخذ من كتاباتي وإلى هذا اليوم، أشد المواقف عدائية، ربما أكثر من معاداتها لمن سلبوا ” شعبها ” الكردي حقه في الوجود كشعب، من أشكال الحصار الإعلامي، والتعتيم، والتشويه، حتى الآن، وأنا في إقليم كردستان منذ عام 2013، كما هو الجاري الآن، وبالتالي، لا أخفي أن محمد مصطفى الذي أتمنى عليه أن ينشر صورته لأتشرف بمعرفته كاتباً له شخصيته وليس أمَّعة، أو ليغطي هو نفسه على جبنه مع الذين لا يستطيعون حتى الآن تمثيل أنفسهم كتاباً في الدفاع عن كرديتهم ولو بالقدْر الأضعف من الإيمان، ومقاله اليوم، راهناً، يعيد ما كان، وكأن ما كان لم يمت، وليس هناك من موضوع ملح وخطير يهدد ” أمن الكرد القومي “، كما هو الزمن المستنقعي في أذهان هؤلاء السدنة وكتّابهم الإمعيين، وبينهم صاحب المقال الذي يهلوسني، وفي واجهتهم ذاك الذي سلق كتاباً عن الراحل الكبير تحت ” باط ” حميد درويش، وفوق رأسه صورة الراحل ظاظا مقهوراً مضاعفاً، ونشْر مقال كهذا لا يفسّره إلا خذلان هؤلاء المتحزبين مع كتابهم المتظللين بهم، دون أي اعتبار لما جرى ويجري الآن، وتجاهُل مَن الذي يتصدر ساحة المواجهة لهذه التحديات من الكتاب الفعليين، وعليه هو وسدنته مراجعة ذلك، وأعتقد أنهم جميعاً على علْم كامل بما تقدم، وأن اصطناع مقال كهذا، وهو موجَّه لقطيعهم الشعبوي، أو حتى لتهدئة أنفسهم وهي في حصارها لذاتها بذاتها، يستكمل ما كان، إنما كما يقال، ولو بتحفظ: التاريخ يعيد نفسه مرتين، في المرة الأولى كمأساة، وفي الثانية كمهزلة، بتعبير ماركس، وهو يصوّب قولة هيجل.
ويبدو أن ” كردنا ” هؤلاء، وفي واجهتهم ” محمد:هم” يتجاوز الحالة الثانية بما تفتقت عنه قريحته الفذة؟!
وليست ” هلوستي: هلوساتي، فهي كثيرة كما يبدو ” إلا الصورة الأنقى والأدق عن مكوكيات هؤلاء الذين يمكنني كتابة اسمائهم بالحرف، سوى أنني أتركها لمن له صلة بذلك، أي في تجبّنهم عن كتابة ولو مقال في السياق الذي ذكرت، وكما كنت أكتب إلى جانب كتاب آخرين.
دون ذلك ما الذي يدفع بمحمد مصطفى ” وأتمنى أن ينشر صورته مجدداً ” ليعرَف بها جيداً، وبعد قرابة ” 15 ” سنة من نشر المقال، و” 13 ” سنة من نشر الكتاب، وما تعرض ويتعرض له العالم من تغيرات ومن فظائع كردية- كردية، ليكون إبراهيم محمود الوحيد الذي يبقى في واجهة مشاغل هذا الكاتب وأولي أمره؟ ما الذي حفّزه ومن معه، ومن وراءه لينشر مقالاً طويلاً، ويحشر فيه جيشاً عرمرماً من الأمثلة والمسوغات لتأكيد وطنية ظاظا وألمعيته، كما لو أنني لم أشر إلى ذلك في مقالاتي الأخرى؟ أليس لأن إبراهيم محمود هو بعبعه النفسي ومن يحفزونه على ذلك؟، أليس لأن هناك ما يعكس الهلوسات واقعاً؟ ومتى كان يُرد على المهلوس بعد هذه السنين إلا لمن يعيشون فوبياها، والأمر الآخر: كيف لهذا النبيه الوجيه أن ينشر مقالاً طويلاً بهذا العنوان، وعمن يهلوس، وبعد كل هذه السنين، دون مراعاة أو حساب هذا المتغير الزمني؟ ترى، هل الهلوسات إلى هذه الدرجة بقيت تطارده هو وأسياده، ليتنفس بكل هذه الحمولة المرعبة؟ وانطلاقاً من مقال نذير مصطفى، جهة الحديث عن كونه أشار إلى أنني عرفت بنفسي باحثاً أبحث في قضايا إشكالية. أي ثمن مقبوض على مراجعة كتابة كهذه ونشر ما يجدد سخامها؟
يقول الغافل عما يجري ( قرأتُ مؤخراً عدة مقالات عن ما كُتب عن الدكتور نورالدين ظاظا فوجدتُ عنواناً صادماً يسيئ الى تاريخه اللامع ودوره الوطني الناصع وفكره القومي والانساني الساطع الا وهو مقال الباحث ابراهيم محمود تحت عنوان (هل كان نورالدين ظاظا خائناً حقاً ؟ صورة طبق الاصل عن وثيقة سرية ) فيها أجحاف وتجني واضح على تاريخ هذا المناضل العتيد ويترك في نفس القارئ شعوراً عميقاً بالمرارةِ والأسى، وهنالك عدة مقالات أخرى مثل (نورالدين ظاظا واحداث 2011) و (الارتحال الى نورالدين ظاظا )، والسؤال هنا لماذا البت في حادثة حصلت حتى قبل ميلاد الكاتب نفسه بخمس سنوت ؟! وهل يليق مثل هذه الإِساءة بكاتب وقامة مثل ابراهيم محمود ؟وخصوصاً تطاوله على رمز قومي كان كالطائر النورس رائداً ومؤسساً للحركة القومية في سوريا وتوفى منذُ زمن بعيد في ديار الغربة في عام 1988، وهل من شيم الثقافة والمثقفين وضع الموتى في قفص الأتهام ونبشِ قبورهم والإساءة الى ماضيهم ؟ هذا لا يليق بمن نصب نفسه يوماً عمدة للمثقفين والمتثاقفين ؟ وسخر منهم في كتاباته من علياء النرجسية المحضة .
حتى الامس القريب كانت اللغة اللاتينية لغة الثقافة والمثقفين وكانت هناك حكمة دارجة في الاوساط الثقافية تقول : (عن الموتى لا تتحدث وإن تحدثت فليس بسوء) ولا ننسى الحديث الشريف ” اذكروا محاسن موتاكم وكفُوا عن مساوئهم ” أي لا يجوز على الميت إِلا الرحمة.
يتباهى الباحث ابراهيم محمود في مقاله بأنه باحث في قضاية إشكالية ولكن السؤال الذي يطرح نفسه هنا ما جدوى الاثارة والاكشن في محاكمة الموتى ؟ )..)
السطر ما قبل الأخير مستخرج من المقال التخويني والمنشور في ” صوت الأكراد، العدد 273-2005 “، وبالتالي، فإن تصرفاً كهذا يثير أكثر من مغزى إعادة ” قضية ؟ ” كهذه إلى الواجهة، وبالطريقة هذه، حيث كثر الذين يتقلبون، وينتقلون من حزب إلى آخر، ومن موقف إلى آخر ارتزاقياً، ولا أشك أن كاتب المقال؟ في صدارتهم، ويتخذون من أي علامة مهما ضؤل شأنها من تحويلها إلى متراس ليختفوا وراءه، وذلك من باب التشويه، وليؤكد أنه: كاتب عند الطلب.
تُرى، هل إبراهيم محمود ” المهلوس ” هنا، ومنذ تاريخ كتابة ذلك المقال هو هو، ولم يكتب شيئاً آخر، كما هم هم، وقد أوقف التاريخ على عتبته؟ أم ترى الموضوع في مجمله أكثر من الصيد في الماء الكردي العكر، وفي هذا الظرف؟
تُرى، هل من قرابة بين مقابلتي في حلقتها الأولى على قناة ” بهدينان ” في ” 11-8/ 2020 ” وتركيزي على النقد الكردي وتداعياته، وبؤس المحصّل فيه، في برنامج ” Civanê kewê “،، وهذا ” المقال “؟ لا أستبعد ذلك. إذاً، فلينتظروا ما أفصحت عنه في الحلقة الثانية عن هؤلاء المتفقهين عبر راية الكردية واللغة الأم وهم متخشبون ؟!
أقول ذلك، وأنا حصيلة تاريخ طويل، ولي أخطاء، وما أكثرها، انطلاقاً مما أكتب هنا وهناك، وإلى هذه اللحظة، ويسعدني أن تكون لي أخطائي، وأنا أعمل وأحاول الاجتهاد، أمّا أن أُختصَر في مقال هو ذاته ليس كما زعِم وجُرّ خارج سياقه، مقال من بين آلاف المقالات، وأكثر من مائتي كتاب، فهذا يفصح عما هو مأساوي ومهزلة مركَّة لمن يوحي أنه بالطريقة هذه، ومن ينتشي على هذه الطريقة.
أنتظر كتابة تعريف بالكاتب هذا، مع صورته، وبعدها*… وبعدها يكون للكتابة شأن آخر، في الوقت الذي أتأسف على كتابة كهذه، وعلاقة كهذه، وتصرف يعرّف بصاحبه بالطريقة هذه .
يظهر أن متتاليات ما بعد ” وعي الذات الكردية ” ستعيد دورتها المأساوية؟ يا للأسف الشديد !
*-أتساءل هنا، ماالذي دفع بمحمد مصطفى، إلى نشر ” مقاله ” في موقع ” الحوار المتمدن ” وليس في ” موقع كردي مباشر أولاً، وله حضوره، أي ” ولاتي مه “؟ أي تخوف من إجراء كهذا يا تُرى؟ حيث قراءة المقال هنا تكون أكثر، والاهتمام أكبر بالمقابل؟؟؟ أقول ذلك، وربما سينشر فيه لاحقاً، وهذا له تفسير آخر. ثمة ما سيقال حول ذلك لاحقاً، فللقول صلة..!