ابراهيم محمود
” لقيط ” اسمه: روجآا، والنسبة كُردستان،
ولِعِلْم المعنيين بالتاريخ والسياسة الفاعلة فيه، فإن الاسم هذا لم يزل محافظاً
على موقعه وهو منسوب إلى كردستان، إذ لم يحدث قبل ظهور أول حزب كردي في سوريا سنة
1957، وقبل اتفاقية سايكس- بيكون1916، ولا بعد هذا الحزب وقد تشكلت دزينات من
الأحزاب الكردية ومرادفاتها، لم يحدث حتى اللحظة أن أشير إلى هذا ” اللقيط ” على
أنه ليس لقيطاً، على أن له مكانه وزمانه المختلفيْن وأولي أمره المختلفين، بقدر ما
جرى إلحاقه مصيراً وتدبير شئون بـ” الشمال ” وهوائه ” البارد، ولاحقاً بـ” الشرق ”
وهو جنوب كردستان، و” هوائه العاصف “، والمفارقة أنه حتى الأمس القريب جداً، وقبل
انفجار الوضع في سوريا قبل خمسة أعوام تقريباً، كان يُسمى بـ” الجنوب الصغير “،
تأكيداً على أنه متمم للشمال، ولتكون كردستان عموماً ثلاثة أجزاء، تأكيداً على مدى
صلاحية اللقب” لقيط “.
ولِعِلْم المعنيين بالتاريخ والسياسة الفاعلة فيه، فإن الاسم هذا لم يزل محافظاً
على موقعه وهو منسوب إلى كردستان، إذ لم يحدث قبل ظهور أول حزب كردي في سوريا سنة
1957، وقبل اتفاقية سايكس- بيكون1916، ولا بعد هذا الحزب وقد تشكلت دزينات من
الأحزاب الكردية ومرادفاتها، لم يحدث حتى اللحظة أن أشير إلى هذا ” اللقيط ” على
أنه ليس لقيطاً، على أن له مكانه وزمانه المختلفيْن وأولي أمره المختلفين، بقدر ما
جرى إلحاقه مصيراً وتدبير شئون بـ” الشمال ” وهوائه ” البارد، ولاحقاً بـ” الشرق ”
وهو جنوب كردستان، و” هوائه العاصف “، والمفارقة أنه حتى الأمس القريب جداً، وقبل
انفجار الوضع في سوريا قبل خمسة أعوام تقريباً، كان يُسمى بـ” الجنوب الصغير “،
تأكيداً على أنه متمم للشمال، ولتكون كردستان عموماً ثلاثة أجزاء، تأكيداً على مدى
صلاحية اللقب” لقيط “.
لم يحدث، ولا في أي مرحلة أن تشكل تنظيم حزبي كردي، أو حركة سياسية كردية، وهي تحرر
هذا الكائن الصغير من الاسم الملصق به ” لقيط ” وهو في عهدة أيد وأولي سُلط لم
يبلغوا سن النضج السياسي بدواعي ذاتية وخلافها، ليكون له اسمه ونموه العمري:
السياسي والثقافي والاجتماعي والسيادي الذاتي.
هذا الكائن الصغير من الاسم الملصق به ” لقيط ” وهو في عهدة أيد وأولي سُلط لم
يبلغوا سن النضج السياسي بدواعي ذاتية وخلافها، ليكون له اسمه ونموه العمري:
السياسي والثقافي والاجتماعي والسيادي الذاتي.
كان ” الشمال ” واعيته وخافيته ”
لاشعوره، كان ملهمه : نبراسه ومتراسه ” ساسه وراسه ” حتى عقود زمنية طويلة، والذين
تحدثوا باسمه أو مثّلوه أفصحوا عن ذلك في المضار السياسي والأدبي” الشعري خصوصاً
كردياً، وهم يعرّفون بأنفسهم أو يعرَّف بهم على أنهم قدموا من ” الشمال ” وأن
الشمال ذاكرتهم ورهانهم، وكل نشاط دون ذكر الشمال ومنغصات الشمال وأهواء الشمال
يجرّد الكردي من نسبه الكردستاني، ليتحول الشمال إلى عقدة مستعصية من جهة، وإلى
تعويذة تتمثل في أن كل من يسمّي في تعريف اسمي له جانباً رئيساً شمالي المقام مشكوك
في أمر زمرته الدموية قومياً، ومن ثم ليكون ” الشرق : الجنوب المفعَّل وجدانهم
بالتناصف ” .
لاشعوره، كان ملهمه : نبراسه ومتراسه ” ساسه وراسه ” حتى عقود زمنية طويلة، والذين
تحدثوا باسمه أو مثّلوه أفصحوا عن ذلك في المضار السياسي والأدبي” الشعري خصوصاً
كردياً، وهم يعرّفون بأنفسهم أو يعرَّف بهم على أنهم قدموا من ” الشمال ” وأن
الشمال ذاكرتهم ورهانهم، وكل نشاط دون ذكر الشمال ومنغصات الشمال وأهواء الشمال
يجرّد الكردي من نسبه الكردستاني، ليتحول الشمال إلى عقدة مستعصية من جهة، وإلى
تعويذة تتمثل في أن كل من يسمّي في تعريف اسمي له جانباً رئيساً شمالي المقام مشكوك
في أمر زمرته الدموية قومياً، ومن ثم ليكون ” الشرق : الجنوب المفعَّل وجدانهم
بالتناصف ” .
كل الذين شهدت الساحة ” الكردية ” في سوريا أنشطتهم في الواجهة
السياسية والأدبية الشعرية المجلجلة كانوا يتنازعون لزمن طويل على كيفية تفعيل
الأثر الشمالي في حلهم وترحالهم ، ودون تحديد الأسماء، وبدت العملية وما زالت كما
لو أن هذا ” الجنوب الصغير: اللقيط اعتباراً ” مصاباً بلعنة: التشديد على أنه ملحق،
وما يعنيه الملحق من إذلال المقام والمقال الجغرافيين والثقافيين والسياسيين، وأنه
في ضوء ذلك محكوم باستحالة النمو ليكون القزم الجغرافي والسياسي والاجتماعي والقومي
والدلالي ومن أولي أمر المعنيين به بين فكي كماشة الجهات.
السياسية والأدبية الشعرية المجلجلة كانوا يتنازعون لزمن طويل على كيفية تفعيل
الأثر الشمالي في حلهم وترحالهم ، ودون تحديد الأسماء، وبدت العملية وما زالت كما
لو أن هذا ” الجنوب الصغير: اللقيط اعتباراً ” مصاباً بلعنة: التشديد على أنه ملحق،
وما يعنيه الملحق من إذلال المقام والمقال الجغرافيين والثقافيين والسياسيين، وأنه
في ضوء ذلك محكوم باستحالة النمو ليكون القزم الجغرافي والسياسي والاجتماعي والقومي
والدلالي ومن أولي أمر المعنيين به بين فكي كماشة الجهات.
وأن يكون روجآا ”
الآن ” وليد المستجد، فإنما هو في واقع الأمر ترجمة أمينة، وفلتة لغوية، من قبل من
يسعون إلى تبني هذا الاسم وتصريفه، والإشارة إلى أن اللقيط ذاك ما زال في حكم الاسم
المقحَم، متقاذَف بين شمال كان ولما يزل وبعنف أكبر وأفظع، وشرق أسنِد إليه الدور
المنافس، وما في ذلك من تشويه مضطرد لهذا اللقيط الذي يفتقد مع الزمن المزيد من
ملامحه العائدة إلى المكان والزمان اللذين يتمثلانه .
الآن ” وليد المستجد، فإنما هو في واقع الأمر ترجمة أمينة، وفلتة لغوية، من قبل من
يسعون إلى تبني هذا الاسم وتصريفه، والإشارة إلى أن اللقيط ذاك ما زال في حكم الاسم
المقحَم، متقاذَف بين شمال كان ولما يزل وبعنف أكبر وأفظع، وشرق أسنِد إليه الدور
المنافس، وما في ذلك من تشويه مضطرد لهذا اللقيط الذي يفتقد مع الزمن المزيد من
ملامحه العائدة إلى المكان والزمان اللذين يتمثلانه .
الذين قدِموا من ” الشمال
” من أكثر من قرن من الزمن، واستمروا أجيالاً سياسيين ومتبني سياسات تقوم على تقاسم
الجهات الكردية ربما أكثر تنافساً بين الأنظمة التي تقاسم كردستان، والذين يجدون سن
رشدهم وبوصلة حركتهم في ” الاتجاه الصحيح ” بعلامتها الشرقية ” الجنوبية ” وما في
ذلك من برهان جلي على أن اللقيط يعنيهم ويعرّيهم فهم وراء اسمه وعدم تسجيل اسمه
الجغرافي والسياسي والثقافي الفعلي في خانة الجهة التي تناسبه باقتدار معترَف
به.
” من أكثر من قرن من الزمن، واستمروا أجيالاً سياسيين ومتبني سياسات تقوم على تقاسم
الجهات الكردية ربما أكثر تنافساً بين الأنظمة التي تقاسم كردستان، والذين يجدون سن
رشدهم وبوصلة حركتهم في ” الاتجاه الصحيح ” بعلامتها الشرقية ” الجنوبية ” وما في
ذلك من برهان جلي على أن اللقيط يعنيهم ويعرّيهم فهم وراء اسمه وعدم تسجيل اسمه
الجغرافي والسياسي والثقافي الفعلي في خانة الجهة التي تناسبه باقتدار معترَف
به.
آلاف مؤلفة من الضحايا الكرد يقدَّمون قرابين الجهات التي لا تسمّيهم إلا
باعتبارهم من جهة جغرافية مشوهة وعاجزة عن النمو وقابلية التبلور العضوي والسياسي،
دفعوا وما زالوا يدفعون الغالي تباعاً وبالكاد يحتفَظ بحقوقهم الاعتبارية طالما
أنهم مشدودون إلى ذلك ” اللقيط ” الذي هو من صنعهم، لا من صنع الأعداء، وأن روجآا
في حداثة اسمه لا يعدو أن يكون جرّاء الجاري من أدوار تجعل من ” الجنوب الصغير ”
ساحة سفك دماء، ومنازلات شعارات وعاهات سياسية عصية على التداوي وأدوات مسخَّرة
لهذا الغرض غير معقمة وهي تبث آفات هنا وهناك، وهو الاستهتار الأعظم لاسم يطلَق
جزافاً وفي حمّى التنابذ بالألقاب، أو الاستخفاف بالمكان، دون معاينة كلفته ومآله،
ليستمر اللقيط لقيطاً وهو في صراخه المكتوم ودمه المراق دون توقف.
باعتبارهم من جهة جغرافية مشوهة وعاجزة عن النمو وقابلية التبلور العضوي والسياسي،
دفعوا وما زالوا يدفعون الغالي تباعاً وبالكاد يحتفَظ بحقوقهم الاعتبارية طالما
أنهم مشدودون إلى ذلك ” اللقيط ” الذي هو من صنعهم، لا من صنع الأعداء، وأن روجآا
في حداثة اسمه لا يعدو أن يكون جرّاء الجاري من أدوار تجعل من ” الجنوب الصغير ”
ساحة سفك دماء، ومنازلات شعارات وعاهات سياسية عصية على التداوي وأدوات مسخَّرة
لهذا الغرض غير معقمة وهي تبث آفات هنا وهناك، وهو الاستهتار الأعظم لاسم يطلَق
جزافاً وفي حمّى التنابذ بالألقاب، أو الاستخفاف بالمكان، دون معاينة كلفته ومآله،
ليستمر اللقيط لقيطاً وهو في صراخه المكتوم ودمه المراق دون توقف.
دهوك – في 12
كانون الثاني 2015
كانون الثاني 2015