ارفعوا وصايتكم عن الملاك المبدع !

  عاصم عمر
  1- منذ صغري وأنا أسمع عبارة المساواة في
الحقوق والواجبات بين المرأة والرجل . (اذاعات, مدارس, أكاديميات, جرائد, قرارات
الأمم المتحدة…. كتب الديانات,, ندوات , والكثير من الوعظ والارشاد) ..ولكن لم
يتحقق. الا القليل ….. نسبيا والدليل على ذلك التردي في الايكولوجيا , وسائل
الانتاج ومستوى السلام محليا وعالميا أيضا. فان الاعتراف بحقوق المرأة حسب الشرائع
وضمن اللوائح شيء, وممارسة هذا الحقوق على أرض الواقع شيء آخر. وذلك دون أن ننزع
عنها انسانيتها وأن نجعل منها مفترسة في ساحات الوغى….. كما بدأ يظهر حديثا…..
وهذه واحدة من ظواهرالتحول الخطيرة في مجتمعنا المعاصر….. حيث تفقد المرأة  فيها
كل طبيعتها..!…؟
وكما أن قسما من المنجز نفسه لايتعدى الظهور السياسي وعملية اقحام للمرأة وعلى
الاغلب بمحسوبية في مجالات لا تتعدى عملية بروباغاندا وتجارة الجنس….. وسبب
محدودية الانجاز هذا هو الطغيان الذكوري , والثقافة المعتمدة على قداسة الماضي..
واستراتيجيتنا الغريزية المتبعة بتكليفها…. وارهاقها بعملية الانجاب والتي يصل في
نمطيته الى حد شكل منتج تجاري اضافة الى عوامل سايكو- بيولوجية لدى المرأة نفسها
والتي تفرض عليها التزامات وظيفية معينة والتزامات انسانية واخلاقية ولكن هذا لا
يبرر عملية تهميشها, اذ ان الدراسات المعاصرة تؤكد على انها أكثر ابداعا من الرجل
لوأعطيت فرصة متكافئة مع الرجل ضمن منافسة عادلة. وهنا لا أرغب الدخول في التحليل
المطول وتناول علاقات الانتاج وتطور وسائلها تاريخيا أو اجراء دراسة أكاديمية موسعة
لهذا البحث  وحيث انه قد يحلو للبعض ان يقيد ذلك بشروط تخص العقيدة .انما ارغب في
التركيز على جوانب أخرى هامة من حيث الوظيفة  الانسانية التي حجبها عنفوان الذكورية
أو ما يسمى بالماشيزمو (Machismo). والتي من أسوء مظاهرها احتكار رأس المال عنها و
حب الظهورلديه.

 

 
– سلمية وتسامح المرأة:

 

المرأة أكثر
المخلوقات كرها لاراقة الدماء, حيث لم يسبق لي أن سمعت بامرأة تعمل جلادا, تعمل
قصابا ، قادات معارك، مثيرات حروب، متسببات في مذابح جماعية، حكاما طغاة ، لم تؤله
أمرأة نفسها، الأنبياء كلهم رجال وكما أنها حرمت من المراكز الدينية والوعظ
والارشاد بغية الابقاء عليها محرومة من مراكز القيادة وخوفا من تحررها من السلطة
الذكورية ولذلك لا يوجد لها مكانة في المراكز الدينية , قادات الحروب كلهم رجال،
بعض اللغات لا تحتوي على اسم فاعل للمرأة القاتلة (الكردية) لم يسبق لي ان سمعت
بنساء معذبات في السجون أو ضباط مخيفين لدى فروع أمن النظم الدكتاتورية ، التخريب
والهجمات الوحشية التي تسفك فيها الدماء، من أعمال عنف وقتل كما يحدث في أمريكا أو
أوروبا أو مشاكل السطو على البنوك أواللصوصية على المساكن وترهيب الآمنين،القيام
بالأعمال الارهابية الا فيما ندرومدفوعة من قبل الرجل, تشكيل عصابات سرقة ولصوص…
أعمال الاغتصاب والسبي…. امتلاك الآخرين كملك يمين ,. تجار النخاسة..
والعبيد….98% من.. كل الاعمال السلبية المتصفة بالعنف التي ذكرت انما هي صفات
ذكورية بحتة.
.ومن أشد أنواع الظلم في مجتمعاتنا الشرقية ان المرأة لاتزال تقتل
بجريرة ذكر , دون معاقبة الجاني …., أي ان العنف واحدة من أفظع صفات “الماشيزمو”
الذي يمارسها ضد المرأة علما أني لا أنفي عنه الجانب الانساني والاخلاقي ولكنه
مغموس بكل هذه الصفات العنيفة اضافة الى معاناته السلوكي من وهم العظمة وخداع الذات
والانانية المفرطة, وربما كان سيكون هناك البعض من هذه الصفات لدى المرأة أيضا لو
لم تسلب منها من قبل الرجل أو أعطيت اليها الفرصة أو تطلبتها الضرورة ولكن الرجل قد
سلبها هذه الامكانية بالكامل وأسبغها على نفسه, وفرض سلوكه على الأنثى مستخدما
العنف نفسه كما يشاء… والمصيبة في ان الأنثى نفسها لاتفعل ما يكفي لاثبات نفسها
كشريك في اتخاذالقرار والفعل في مجتمعنا الشرقي بل تعودت على السلبية التي البسها
الرجل, كنتيجة طبيعية لدهر من الممارسة الاستقصائية وسحق شخصيتها حتى باتت مستسلمة
ولم تعد تكافح بما فيه الكفاية , وحيث نرى لم يكن لها صوت ولا قرار في كل الحروب
العالمية أو المحلية التي جرفت بلدانها والعالم, وهي دائما الأكثر ضعفا وعرضة للأذى
كانت مستسلمة وتدفع أثمانها بكل ما تمتلكه, وهي مغلوبة على أمرها, لذا كانت تكتفي
بالاستسلام لارادة الذكورية وتنفيذ رغباته كشريك سلبي في اساءاته وحروبه المنتشرة
على سطح هذا الكوكب.
واذا ما دققنا النظر على ما أصاب العالم من الحروب والدمار
والاساءة الى العالم الايكولوجي نفسه لوجدنا ان الرجل هو من يتحمل المسؤولية , كما
ان الرجل حتى الآن مطبوع في سيكولوجيته وثقافته الموروثة عدم الثقة بقدرات المرأة
على انها كائن ضعيف غيرمؤهل للقيادة (وحتى في الدول الكبرى كمثال) هيئة الامم
المتحدة لم يسبق أن ترأستها انثى , أمريكا, روسيا, فرنسا, الصين , اليابان, جميع
الوظائف الادارية السيادية والتي ربما يتطلب أداؤها استخدام العنف والقسوة يحتلها
الرجال وبشكل خاص تلك التي ترتبط بسلامة العالم من سلاح الدمار الشامل ومن رئاسات
الحكومات والبرلمانات, ووزراء الخارجية… سلسلة لا تنتهي من الاستثناءات الوظيفية.
كلما ذكرناه حتى الآن هي المساوىء الذي يتميز به “الماشيزمو” الذكوري… وفي
المقابل بالتأكيد هناك العديد من نقاط العطالة لدى الملاك المبدع أيضا ولكننا في
مجال المقارنة بين أفضلية الصفات الايجابية لسلامة البشرية وتطوره الحضاري
والانتاجي وبناء علاقات انسانية أفضل, وكما ان المرأة تشكل نصف المجتمع… وحجم
المعانات لديها نتيجة للصراعات والاحداث يبلغ ضعف ما لدى الرجل (تغتصب, تسبى, تباع
, تسلب من كل ما تملكها وحتى ان مفهوم المهر في بلداننا, والزواج القسري المبكر,
وتجارة الجنس في أكثر بلدان العالم تقدما.. ألمانيا واليابان.. لا يزال رمزا لهذا
الذل.).. فلماذا يتم كل هذا التغييب والاستخفاف بكيان المرأة.

 

 
– صفات
الملاك المبدع وأحيانا لماذا؟

 

– من طبيعة ممارستها في ادارة العائلة
فهي تفاوض من أجل ايجاد الحلول لمشاكل العائلة ولكن لاتصادر ولا تتخذ القرارأوأن
الصلاحية مغتصبة منها أساسا وتترك للرجل/ تحاور الأولاد وتعمل على ترويض المشاكس
وتلهمهم ثقافة التسامح ونبذ العنف وتفض مشاكلهم بالتوافق دون اللجوء الى العنف/ترضى
بالحلول التوافقية والشراكة كونها متعودة على قبول الضرة “المشاركة في الزوج
الواحد” المرأة أقل غيظا من الرجل , أكثر اهتماما بشؤون الادارة وتوزيع المهام
والاقتصاد ضمن البيت لأنها تمارسه يوميا بينها وبين أفراد العائلة والأولاد
والجيران, تعرف قيمة النظام والطاعة أكثر من الرجل لأن سلامة البيت والعائلة متعلقة
بها  أولا.. وكما.. تهتم بالموارد والمخزون وادارتها ، و تخشى المسؤولية والمحاسبة
من قبل الرجل لأن من شأن أي خطأ المحاسبة الفورية أمام الرجل وأفراد العائلة على
السواء, لأنها على المستوى العملي مثل المياه التي تدير حركة الطاحونة، وهي أكثر
احساسا بالألم وتحمله حيث تعلمته من الولادة , من الحيض، من صراخ الطفل ومعاناته،
تحمل تبعات تربيته ومحبته، وهي اكثر دراية في قراءة الحالة الشعورية لجموع بطانة
العائلة والرجل بشكل خاص، وهي أكثر من تعرف ترويض الرجل وتنفيس غضبه, بقي ان نعرف
ان المرأة أكثر اخلاصا من الرجل في مهامها وتحب عملها أكثر منه، وصبورة أكثر لما
تمضيه من الوقت في البيت مع الاطفال، كما ان الغريزة الحيوانية لدى الرجل أو تعادل
ستة اضعاف الغريزة لديها مما يجعل من المرأة أكثر استقرارا واتزانا بينما الرجل
أكثرعبودية للشهوة وسببا لانحرافه عن النظام ودخول مجال الفساد. وكذلك المرأة أكثر
وفاءا وتضحية من الرجل حيث تظل تلازم أطفالها حتى بعد الافتراق عن الشريك الذكر
وتكرس نفسها لأطفالها، كما بقي ان نعلم أن متوسط عمرها تتجاوز الذكر ب12 عاما وهذه
أيضا لها دلالتها .
……يتبع بالقسم الثاني.
– اسطنبول 31/12/2015.

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

إبراهيم اليوسف لا ريب أنه عندما تتحول حقوق الإنسان إلى أولوية نضالية في عالم غارق بالصراعات والانتهاكات، فإن منظمات المجتمع المدني الجادة تبرز كحارس أمين على القيم الإنسانية. في هذا السياق، تحديداً، تأسست منظمة حقوق الإنسان في سوريا- ماف في مدينة قامشلي، عام 2004، كردّ فعل سلمي حضاري على انتهاكات صارخة شهدتها المنطقة، وبخاصة بعد انتفاضة آذار الكردية 2004. ومنذ…

عنايت ديكو   الوجه الأول: – أرى أن صفقة “بهچلي – أوجلان” هي عبارة عن اتفاقية ذات طابع أمني وجيوسياسي بحت، بدأت معالمها تتكشف بشكل واضح لكل من يتابع الوضع عن كثب، ويلاحظ توزيع الأدوار وتأثيراتها على مختلف الأصعدة السياسية، الأمنية، والاجتماعية داخل تركيا وخارجها. الهدف الرئيسي من هذه الصفقة هو ضمان الأمن القومي التركي وتعزيز الجبهة الداخلية بجميع تفاصيلها…

اكرم حسين العلمانيّة هي مبدأ سياسي وفلسفي يهدف إلى فصل الدين عن الدولة والمؤسسات الحكومية ، وتنظيم الشؤون العامة بما يعتمد على المنطق، والعقلانية، والقوانين الوضعية بدون تدخل ديني. يتضمن مبدأ العلمانيّة الحفاظ على حرية الدين والمعتقد للأفراد، وضمان عدم التمييز ضد أي شخص بسبب دينه أو اعتقاده. تاريخياً ظهرت العلمانية مع اندلاع الثورة الفرنسية حيث خرجت الطبقة البرجوازية…

اننا في الفيدرالية السورية لحقوق الانسان والمنظمات والهيئات المدافعة عن حقوق الإنسان في سورية، وبالمشاركة مع أطفال العالم وجميع المدافعين عن حقوق الطفل وحقوق المرأة وحقوق الانسان، نحيي احتفال العالم بالذكرى السنوية الثلاثين لاتفاقية حقوق الطفل، التي تؤكد على الحقوق الأساسية للطفل في كل مكان وزمان. وقد نالت هذه الاتفاقية التصديق عليها في معظم أنحاء العالم، بعد أن أقرتها الجمعية…