جان
كورد
كورد
الانتخابات
في تركيا انتهت بفوز حزب العدالة والتنمية الذي يمكن تسميته دون مبالغة بحزب السيد
أردوغان. ولا حاجة للسؤال عما إذا كانت
تلك الانتخابات نزيهة أو غير نزيهة، فإن معظم المراقبين في الداخل التركي وفي
الخارج قد أبدوا آراءهم “سلباً” تجاهها، بل منهم من اعتبرها ”
تركيبة فنية ضرورية” في أيدي الأردوغانيين لإرغام الشعب في تركيا على الرضوخ
لنظامٍ جديد يتسم ب”الرئاسة الأردوغانية” التي لن تشبع بعد اليوم من نيل
المزيد من الصلاحيات التي كانت في أيدي رئيس الوزراء، ولربما التي في أيدي السلطة
التشريعية أيضاً. فالسيد أردوغان لا يخفي طموحه في أن يصبح أقوى رئيس في تاريخ جمهورية
آتاتورك، وقادراً على شطب ما يشاء من الدستور التركي وتعديل ما يشاء وإضافة ما
يراه مناسباً لتحقيق طموحاته الشخصية والفكرية ومشاريعه السياسية عامةً.
في تركيا انتهت بفوز حزب العدالة والتنمية الذي يمكن تسميته دون مبالغة بحزب السيد
أردوغان. ولا حاجة للسؤال عما إذا كانت
تلك الانتخابات نزيهة أو غير نزيهة، فإن معظم المراقبين في الداخل التركي وفي
الخارج قد أبدوا آراءهم “سلباً” تجاهها، بل منهم من اعتبرها ”
تركيبة فنية ضرورية” في أيدي الأردوغانيين لإرغام الشعب في تركيا على الرضوخ
لنظامٍ جديد يتسم ب”الرئاسة الأردوغانية” التي لن تشبع بعد اليوم من نيل
المزيد من الصلاحيات التي كانت في أيدي رئيس الوزراء، ولربما التي في أيدي السلطة
التشريعية أيضاً. فالسيد أردوغان لا يخفي طموحه في أن يصبح أقوى رئيس في تاريخ جمهورية
آتاتورك، وقادراً على شطب ما يشاء من الدستور التركي وتعديل ما يشاء وإضافة ما
يراه مناسباً لتحقيق طموحاته الشخصية والفكرية ومشاريعه السياسية عامةً.
لجأ الأردوغانيون إلى هذه الانتخابات المبكرة لأنهم أردوا إقامة “النظام الرئاسي”
وليس لأنهم لم يجدوا من يشكلون معه “حكومة إئتلافية”، فمشروعهم الفكري – السياسي هو
الذي يحرك قوافلهم في الشارع التركي، وليس الرغبة في قيادة نظام ديموقراطي بالتشارك
مع قوى وطنية أخرى في البلاد.
وليس لأنهم لم يجدوا من يشكلون معه “حكومة إئتلافية”، فمشروعهم الفكري – السياسي هو
الذي يحرك قوافلهم في الشارع التركي، وليس الرغبة في قيادة نظام ديموقراطي بالتشارك
مع قوى وطنية أخرى في البلاد.
ومع الأسف فإن الكورد قد وقعوا كعادتهم في “الفخ
الأردوغاني” مثلما وقعوا في بدايات تأسيس الجمهورية في “الفخ الأتاتوركي”، وإذا
كانوا في تلك المرحلة السابقة قد انخدعوا ببريق “آتاتورك” ووعوده المعسولة بصدد
منحهم حقوقهم القومية ومشاركتهم في إدارة البلاد، ثم غدره بهم وإعدامه زعماءهم
جملةً، فإنهم هذه المرة قد قبلوا بأن يتم ابتزازهم من قبل أردوغان الذي أعلن الحرب
على حزب العمال الكوردستاني وأغار على “قنديل” بقصفٍ متواصل، فدخلوا الحرب، وهم
يعلمون جيداً أن أردوغان أراد منها تقوية ظهره بتأييد القوميين الطورانيين الذين لا
يجدون حلاً للقضية الكوردية سوى بالإبادة والتقتيل وصهر الشعب الكوردي ومنع أي
نشاطٍ قومي سياسي كوردي في تركيا، مثل سائر العنصريين في الدول التي تقتسم أرض
الكورد، فخدم “القنادلة” أردوغان بطريقة غير مباشرة، عوضاً عن اتخاذ خطواتٍ سياسيةٍ
جريئة وسريعة تحبط “المؤامرة” وترغم الأردوغانيين على انتهاج مسلك غير شن الحرب
عليهم. وشرع الناس في كوردستان يشمون رائحة البارود منذ الانفجار الدنيء في
(سروج)، إلاّ أن حزب العمال الكوردستاني ومن ورائه تابعه (حزب الشعوب
الديموقراطية) لم يتحركا في تلك الفترة لمقاومة “الابتزاز” الذي يمارسه كل من
السيدين أردوغان وداوود أوغلو، والأخير قد هدد الكورد بصراحة في مدينة (وان) أثناء
الحملة الانتخابية بأن عهد الاغتيالات سيعود إن لم ينتخبوا حزبه، بل انتظر
السياسيون والمقاتلون الكورد حتى صبت الطائرات حممها على الرؤوس، واختاروا طريق
الرد القتالي بذريعة “الدفاع عن النفس”، وبذلك دخلوا القفص الذي أعده لهم
الأردوغانيون.
الأردوغاني” مثلما وقعوا في بدايات تأسيس الجمهورية في “الفخ الأتاتوركي”، وإذا
كانوا في تلك المرحلة السابقة قد انخدعوا ببريق “آتاتورك” ووعوده المعسولة بصدد
منحهم حقوقهم القومية ومشاركتهم في إدارة البلاد، ثم غدره بهم وإعدامه زعماءهم
جملةً، فإنهم هذه المرة قد قبلوا بأن يتم ابتزازهم من قبل أردوغان الذي أعلن الحرب
على حزب العمال الكوردستاني وأغار على “قنديل” بقصفٍ متواصل، فدخلوا الحرب، وهم
يعلمون جيداً أن أردوغان أراد منها تقوية ظهره بتأييد القوميين الطورانيين الذين لا
يجدون حلاً للقضية الكوردية سوى بالإبادة والتقتيل وصهر الشعب الكوردي ومنع أي
نشاطٍ قومي سياسي كوردي في تركيا، مثل سائر العنصريين في الدول التي تقتسم أرض
الكورد، فخدم “القنادلة” أردوغان بطريقة غير مباشرة، عوضاً عن اتخاذ خطواتٍ سياسيةٍ
جريئة وسريعة تحبط “المؤامرة” وترغم الأردوغانيين على انتهاج مسلك غير شن الحرب
عليهم. وشرع الناس في كوردستان يشمون رائحة البارود منذ الانفجار الدنيء في
(سروج)، إلاّ أن حزب العمال الكوردستاني ومن ورائه تابعه (حزب الشعوب
الديموقراطية) لم يتحركا في تلك الفترة لمقاومة “الابتزاز” الذي يمارسه كل من
السيدين أردوغان وداوود أوغلو، والأخير قد هدد الكورد بصراحة في مدينة (وان) أثناء
الحملة الانتخابية بأن عهد الاغتيالات سيعود إن لم ينتخبوا حزبه، بل انتظر
السياسيون والمقاتلون الكورد حتى صبت الطائرات حممها على الرؤوس، واختاروا طريق
الرد القتالي بذريعة “الدفاع عن النفس”، وبذلك دخلوا القفص الذي أعده لهم
الأردوغانيون.
لقد خسر حزب الشعوب 20 مقعداً برلمانياً من أصل 80، أي ربع
مقاعده، التي كان قد حصل عليه قبل هذه الانتخابات، ولهذه الخسارة أسباب،
منها:
مقاعده، التي كان قد حصل عليه قبل هذه الانتخابات، ولهذه الخسارة أسباب،
منها:
-الناخب الكوردي لا يريد العودة إلى الحرب مهما كانت الدوافع
قوية.
قوية.
-الناخب الكوردي في الغالبية متدين، وهذا ما أهمله حزب الشعوب
الديموقراطية باستمرار.
الديموقراطية باستمرار.
-الناخب الكوردي لا يرى فارقاً كبيراً بين هذا الحزب وأي
حزب تركي آخر من حيث البرنامج والدعوة إلى الديموقراطية والسلام، فهو ليس بتنظيم
كوردي، لا رايةً ولا منهجاً ولا لغةً وحتى إن بعض القياديين أتراك أقحاح في وعيهم
وتربيتهم وسياستهم.
حزب تركي آخر من حيث البرنامج والدعوة إلى الديموقراطية والسلام، فهو ليس بتنظيم
كوردي، لا رايةً ولا منهجاً ولا لغةً وحتى إن بعض القياديين أتراك أقحاح في وعيهم
وتربيتهم وسياستهم.
-حزب الشعوب الديموقراطية، على الرغم من حصوله على 80 مقعد
قبل هذه الانتخابات لم يتمكن من إظهار نفسه في الإعلام الوطني والعالمي كحزب سياسي
مستقل، وإنما كوسيط “غير مستقل” بين حزب العمال الكوردستاني والدولة
التركية.
قبل هذه الانتخابات لم يتمكن من إظهار نفسه في الإعلام الوطني والعالمي كحزب سياسي
مستقل، وإنما كوسيط “غير مستقل” بين حزب العمال الكوردستاني والدولة
التركية.
-حزب الشعوب الديموقراطية لم يتمكن من كسب ثقة الأحزاب الكوردية الأخرى
المتواجدة على الساحة، واكتفى بالدعوات للتعاون والتنسيق معها، مع المحافظة على دفة
القيادة الفعلية كحزب مستفرد بالقرار السياسي الكوردي، تماماً مثل شقيقه التوأم
“حزب الاتحاد الديموقراطي” في غرب كوردستان.
المتواجدة على الساحة، واكتفى بالدعوات للتعاون والتنسيق معها، مع المحافظة على دفة
القيادة الفعلية كحزب مستفرد بالقرار السياسي الكوردي، تماماً مثل شقيقه التوأم
“حزب الاتحاد الديموقراطي” في غرب كوردستان.
بالطبع هناك أسباب أخرى تتعلق
بقياديين للحزب وعدم خبرة في النشاط السياسي وبساطة في التعامل مع المجتمع الدولي
والموقف من حرب النظام الأسدي على الشعب السوري… و… و…
بقياديين للحزب وعدم خبرة في النشاط السياسي وبساطة في التعامل مع المجتمع الدولي
والموقف من حرب النظام الأسدي على الشعب السوري… و… و…
والسؤال المطروح
الآن هو:
الآن هو:
ما قيمة بقاء النواب الكورد في برلمانٍ يقسمون فيه بالحفاظ على الدستور
التركي والوفاء للأتاتوركية، ولا يشكلون فيه سوى أقلية من ضمن أقليات المعارضة
البرلمانية، وكيف ستكون العلاقة بعد الآن بين نواب حزب الشعوب الديموقراطية
والأغلبية الأردوغانية، وكذلك بينه وبين الطورانيين ونواب حزب الشعب الجمهوري، حزب
مصطفى كمال (آتاتورك)؟ ما هي استراتيجية العمل في هكذا ظروف؟
التركي والوفاء للأتاتوركية، ولا يشكلون فيه سوى أقلية من ضمن أقليات المعارضة
البرلمانية، وكيف ستكون العلاقة بعد الآن بين نواب حزب الشعوب الديموقراطية
والأغلبية الأردوغانية، وكذلك بينه وبين الطورانيين ونواب حزب الشعب الجمهوري، حزب
مصطفى كمال (آتاتورك)؟ ما هي استراتيجية العمل في هكذا ظروف؟
برأيي، قبل التحرك
للقيام بعملٍ ما، أن يعقد حزب الشعوب الديموقراطية مؤتمراً وطنياً كوردياً يدعو
إليه كل الأحزاب الكوردية والكثيرين من ذوي الخبرات المختلفة والشخصيات الوطنية في
شمال كوردستان للتباحث طويلاً حول وضع استراتيجية قومية بعيدة المدى، والكف عن
ترديد الأسطوانات القديمة والظهور كتابع لأوامر من “قنديل” أو من سجن “عمرانلي”، بل
القيام بالواجبات الملقاة على عاتقه كحزبٍ نال أصواته ومقاعده على الأغلب من الناخب
الكوردي، وليس من الناخب التركي، لأن بقاء القضية الكوردية في شمال كوردستان مرهونة
بالعلاقة بين أضلاع المثلث (قنديل، عمرانلي، الدولة) سيحطم كل ما لدى الكورد من قوى
ولن ينفع السلام والتآخي والتضامن في البلاد على أساس العدالة والمساواة والتآخي
بين الشعوب.
للقيام بعملٍ ما، أن يعقد حزب الشعوب الديموقراطية مؤتمراً وطنياً كوردياً يدعو
إليه كل الأحزاب الكوردية والكثيرين من ذوي الخبرات المختلفة والشخصيات الوطنية في
شمال كوردستان للتباحث طويلاً حول وضع استراتيجية قومية بعيدة المدى، والكف عن
ترديد الأسطوانات القديمة والظهور كتابع لأوامر من “قنديل” أو من سجن “عمرانلي”، بل
القيام بالواجبات الملقاة على عاتقه كحزبٍ نال أصواته ومقاعده على الأغلب من الناخب
الكوردي، وليس من الناخب التركي، لأن بقاء القضية الكوردية في شمال كوردستان مرهونة
بالعلاقة بين أضلاع المثلث (قنديل، عمرانلي، الدولة) سيحطم كل ما لدى الكورد من قوى
ولن ينفع السلام والتآخي والتضامن في البلاد على أساس العدالة والمساواة والتآخي
بين الشعوب.
إن إفشال “المؤامرة الانتخابية” هذه يتطلب توحيد القرار السياسي
الكوردي.
الكوردي.