العدوّ يريد توحيدنا ونحن…؟؟!!

نارين
عمر

يا أيّها الكرد! يا أيّها الشّعب المغلوب على أمره!
الأعداء لا
يفرّقون بيننا أبداً, بل يروننا كلاً, واحداً, متوحّداً, هذا ما حدث تماماً في
نوروز الحسكة, حين استهدفوا جماهير شعبنا المحتفلين بعيدهم القوميّ. إنّهم لم
يستهدفوا هذه الجماعة أو المجموعة المحتفلة لصالح هذه الجهة أو تلك, ولا المحسوبين
على هذا الحزب أو ذاك, أو هذا المجلس أو المجالس الأخرى! إنّما استهدفوا الجماعتين
معاً, فقط لأنّهم ” كرد”. فقط لأنّهم شعبٌ واحدٌ ينتمي إلى أمّةٍ واحدة.
وها هم ينشرون على مواقعهم ووسائل إعلامهم على أنّهم “نتفوا الكرد. ذبحوا الكرد.
قطعوا رؤوس الكرد”. نعم, هم لا يقولون أنّنا قتلنا هؤلاء الكرد المنتمين إلى هذا
الحزب أو هذه الجماعة أو هذا التّنظيم. هم يرقصون على جثث شهدائنا, ويملؤون الكؤوس
من دمنا, ويحتفلون حتى الثّمالة, حتّى الجنون بإبادتنا كشعبٍ واحدٍ يسمّى “الشّعب
الكرديّ”, ونحن كنّا نحتفل في ساحةٍ واحدةٍ ولكن ككتلتين متفرّقتين, كمجموعتين
متباعدتين, كلّ مجموعة تهتف لصالح هؤلاء أو أولئك, والكثير منّا حتّى الآن يتذكّر
تلك المقولة المدويّة لدكتاتور عربيّ حين قال:
((لا فرق بين كلبٍ أبيض وكلبٍ
أسود, لأنّ الكلب يظلّ كلباً كيفما تغيّر لونه وشكله, وكذلك الكرد, فلا فرق بين
كرديّ وكرديّ مهما أبدوا لنا الطّاعة والّلين. يجب أن نحذر منهم, ولا نثق فيهم)).
”  “مع الاعتذار لكم على إيراد هذا المثل” ولكنّي أردتُ أن أؤكّد على أنّ هذا ما
قاله بحقّنا, فماذا نقول نحن بحقّ نفسنا؟!
فإذا كان الأعداء لا يروننا سوى شعبٍ
واحد, وسوى كلّ واحد, فلماذا ننظر نحن فقط إلى نفسنا كجماعاتٍ, وكتل, وتنظيماتٍ
ومنظّمات مختلفة, وكأنّ كلّاً منّا قد جاء من كوكبٍ آخر؟
لماذا لا نؤكّد للأعداء
على أنّنا حقّاً شعب واحد, من أمّةٍ واحدة؟ لماذا لا نبرهن لهم أنّنا لم نعد بعد
اليوم نعمل كمجموعات وتنظيماتٍ متفرّقة, مشتّتة, متناحرة؟ لماذا لا نردّ عليهم
بقوّة وحزم, ونقول لهم:
نعم, لا فرق بين كرديّ وكرديّ بيننا –نحن الكرد- اختلفنا
سابقاً, اقتسمنا, ولكنّنا منذ اليوم, منذ الآن سنبرهن لكم مَنْ نكون؟ وسوف نؤكّد
لكم بالدّليل القاطع على وحدتنا وتوحّدنا وإصرارنا على تحقيق الأهداف
والطّموحات.
أيّا القادة والمسؤولون!
أيّتها الكتل والتّنظيمات والمنظّمات
والتّيّارات الحزبيّة والمدنيّة!
لا نريد منكم بيانات استنكار وتنديد.
لا
نريد منكم الظّهور بابتساماتٍ ملفتة وبزيّ رسميّ جميل وأنيق على شاشات القنوات
التّلفزيونيّة الفضائيّة وغيرها, ولا عبر مختلف وسائل الإعلام والتّواصل الاجتماعي
وغيرها, وأنتم تردّدون مقولاتكم المأثورة والصّميميّة والمؤثّرة:
نعزّي النّفس
والرّوح باستشهاد هؤلاء. 
نتأسّف ونأسف كثيراً لما حصل لهم. 
لقد نبّهناهم من
قبل ولكنّهم لم يصغوا إلينا. 
إنّهم كانوا مجموعة من الشّباب المتحمّس لم يصغوا
إلى نداءاتنا الصّاعقة فحدث لهم ما حدث.
لا تقولوا: نحن مع وحدة كافة أطراف
الحركة الكرديّة, وكلّ الأحزاب والمنظّمات المدنيّة ومع وحدة واتحاد الكرد, ولا
تلقوا باللائمة على هذه الجهة وتظهروا نفسكم بمظهر الخائف على مصلحة الوطن والشّعب
والأمّة, وعلى أنّ غيركم هم الذين يسعون إلى التّفرقة وخلق الصّراعات
والخلافات.
سئمنا من تصريحاتكم. مللنا من خطاباتكم. صدمتنا صواعق
هتافاتكم.
فقط نريد منكم أمرين لا ثالث لهما:
-إمّا أن ترموا بنفسكم في أنهار
التّغيير والتّجديد, لتخرجوا منها أشخاصاً مخلصين, غيورين على المصلحةِ العامّة,
جديرين بالقيادة والرّيادة والإدارة وتسيير الأحوال, وهذا صعب المنال والتّحقيق, إن
لم نقل مستحيل التّحقيق
-وإمّا أن تتركوا هذا الشّعب المسكين, المغلوب على أمره
يقرّر مصيره بنفسه. أيّاً كان القرار الذي سيتخذه بنفسه؟ أيّا كان المصير الذي
سيختاره لنفسه.
ارحمونا, يرحمكم الله, ويرحمكم التّاريخ.
حلّوا عنّا, الله
يسامحكم والشّعب معاً.

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

اكرم حسين في خطوة جديدة أثارت استياءً واسعاً في اوساط السكان ، تناقلت وسائل التواصل الاجتماعي قراراً منسوباً لهيئة الاقتصاد التابعة “للإدارة الذاتية” برفع سعر ربطة الخبز من 1500 ليرة سورية إلى 2000 ليرة سورية ، وقد جاء هذا القرار، في وقت يعاني فيه اهالي المنطقة من تهديدات تركية ، وضغوط اقتصادية ، وارتفاع غير مسبوق في تكاليف المعيشة….

عبدالله ىكدو مصطلح ” الخط الأحمر” غالبا ما كان – ولا يزال – يستخدم للتعبير عن الحدود المرسومة، من لدن الحكومات القمعية لتحذير مواطنيها السياسيين والحقوقيين والإعلاميين، وغيرهم من المعارضين السلميين، مما تراها تمادياً في التقريع ضد استبدادها، الحالة السورية مثالا. وهنا نجد كثيرين، من النخب وغيرهم، يتّجهون صوب المجالات غير التصّادمية مع السلطات القمعية المتسلطة، كمجال الأدب والفن أو…

صلاح بدرالدين في البلدان المتحضرة التي يحترم حكامها شعوبهم ، وعلماؤهم ، ومفكروهم ، ومثقفوهم ، تولى مراكز الأبحاث ، والدراسات ، ومنصات الحوار الفكري ، والسياسي ، والثقافي ، أهمية خاصة ، وتخصص لها بشكل قانوني شفاف ميزانية خاصة تبلغ أحيانا من ١ الى ٢ ٪ من الميزانية العامة ، وتتابع مؤسسات الدولة ، بمافيها الرئاسات ، والوزارات الحكومية…

إبراهيم اليوسف لا ريب أنه عندما تتحول حقوق الإنسان إلى أولوية نضالية في عالم غارق بالصراعات والانتهاكات، فإن منظمات المجتمع المدني الجادة تبرز كحارس أمين على القيم الإنسانية. في هذا السياق، تحديداً، تأسست منظمة حقوق الإنسان في سوريا- ماف في مدينة قامشلي، عام 2004، كردّ فعل سلمي حضاري على انتهاكات صارخة شهدتها المنطقة، وبخاصة بعد انتفاضة آذار الكردية 2004. ومنذ…