مارك روسّل
عندما جئنا للمرة الأولى ، مع جاك بيريس ، إلى كردستان السورية ، كانت كوباني محاصرة assiégée من قبل الدولة الإسلامية. على بعد مائة وعشرين كيلومتراً شرقاً ، وقام الجهاديون أنفسهم بمضايقة المواقع الكردية على أبواب بلدة سري كانيه الصغيرة. وقد عمل جاك هناك لمدة أسبوعين مع مقاتلي وحدات حماية الشعب ، وهم رجال ونساء ، معدمون تماماً ، معزولون بالحصار التركي ، حيث نسيهم الإعلام والسياسة الغربيان. وكان أيلول 2014 أوان المقاومة الكردية le temps de la résistance kurde .
” شيَّعت سري كانيه Sérékaniyé 13 “شهيداً ” قُتلوا أثناء القتال ضد داعش ، وهناك اثنان في كوباني. إن جميع الناس يشاركون العائلات لدفن جثامين الأبطال. وهي بين الألم والتمنّي وفورة المشاعر Entre douleur, recueillement et frénésie ”
بعد أربعة أشهر ، عدنا إلى روجافا. فتم استرجاع مدينة Sérékaniyé ، وارتدت الجبهة إلى مسافة عشرة كيلومترات ومن ثم تم تحرير Kobané من نير دعاة الإسلام joug islamiste من قبل قوات حماية الشعب ، بمساعدة من أبناء عمومة حزب العمال الكردستاني التركي والبشمركة العراقية. وإزاء هذه النقطة ، وفي مواجهة ضغوط وسائل الإعلام ، كان الأتراك قد استسلموا. وبقي بين المدينتين ، مائة وعشرة كيلومترات من الأرض في أيدي داعش.
وأتذكر ، خلال اجتماع للقادة الذين دعينا إليهم بشكل استثنائي ، لسماع بيان مشروع اعتقدت أنه مثالي utopique : “بحلول الصيف ، كنا سنفتح الطريق بين سري كانيه وكوباني ” .
حسنا نحن هنا ، تقريباً Eh bien nous y sommes, presque :
وأعلن آخر الأخبار عن السيطرة على تل أبيض من قبل وحدات حماية الشعب. مما يعني أنهم استولوا بالفعل على ثلثي الطريق. وخاصة أنهم يسيطرون الآن على نقطة العبور الوحيدة بين الرقة ، “عاصمة ” الدولة الإسلامية ، وتركيا. اللحظة حاسمة L’enjeu est décisif. فمنذ عام على الأقل ، كان تل أبيض أحد نقاط الدخول إلى سوريا من الجهاديين الأجانب الذين انضموا إلى صفوف داعش ، بموافقة أردوغان. إنما الأمر الأكثر أهمية هو أن نقطة العبور لخط الأنابيب هي التي تسمح للإسلاميين بالتصدير إلى جهة النهم والجشع المناسبين الأتراك بالنفط الذي سرق من الشعب السوري. إن إيقاف الضغط يعني إنهاء لعبة أردوغان المزدوجة: من جهة ، الناتو ، أوروبا ، ومن جهة أخرى ، دعْم داعش لتبديد شمل الكرد. وإذا تمكن هؤلاء – وهم ليسوا بعيدين عن ذلك – من السيطرة من الشرق إلى الغرب على الحدود مع تركيا ، فستكون بداية اختناق لداعش début d’asphyxie pour Daech ، فإذ حرّم أفراده من مبيعات النفط ومصادر إمدادها من الرجال والأسلحة ، فإن المنظمة لن تستمر طويلاً. وسيكون ذلك بمثابة ارتياح للجميع وانتصاراً كبيراً grande victoire للكرد.
تصوير: مارك روسّل
إنما لماذا لا توجد مصالحة وطنية كبيرة grande conciliation nationale بين الكرد العراقيين والسوريين والأتراك؟ إن هذه الدولة الكردية ، التي وعدت بها منذ قرن تقريباً ، ستفتح مجالًا للتسامح والقانون والتقدم الاجتماعي الذي تفتقر إليه المنطقة بشكل فريد. (وذلك بالاستفادة من فراغ السلطة في بغداد ، حيث مهَّد الكرد العراقيون الطريق بالفعل ، كحال أربيل). إن هذه الدولة الكردية ، التي لا يمكن لأحد أن يتحدى شرعيتها بشكل شرعي ، ستضع حداً لقرن من المعاناة والقمع والإحباط والعنف (إن الانتخابات الأخيرة في تركيا هي ليست علامة؟). هذه الدولة الكردية ، رغم المصالح الخاصة المعارِضة لها ، آمل أن أراها قائمة قريباً j’espère en être témoin un jour prochain .
إنما ، فرَضاً لو أن أمريكا وأوروبا تريدان ذلك ، سيكون من الضروري أن نفهم أولاً ، وأن نكون حكيمين ، وأن نتخلى عن الأبالسة الستالينية السيئة mauvais démons staliniens. فهذا يتطلب وقتاً وصبراً.
أعلم أن هذا غير محتمل. ولكن الحلم جائز ، وكذلك الصلاة أيضاً :
قد يتحقَّق ذلك أيها الأصدقاء الكرد الأعزّاء Puissiez-vous, chers amis kurdes, y parvenir. *
*-نقل هذا المقال عن الفرنسية: ابراهيم محمود، عن موقع laregledujeu.org، وبتاريخ 16 حزيران 2015.
وكاتبه مارك روسّل مهندس ، ومصور ومخرج. أنشأ شركتين لإنتاج الأفلام ، وأقام مجموعة معارض فنية كذلك . وأحدث مقال مؤثر له، هو : صمت الكرد Silence les Kurdes ، في 18 شباط 2018.
ولا أخفي شعوري أنني لحظة قراءتي لهذا المقال، تملكّتني فورة مشاعر، خصوصاً عند الانتهاء منه رغم مرور سنوات على كتابته، فجمرُ ما كان متَّقد، وأنا إزاء أجنبي قطع آلاف الأميال ليشاهد بأم عينه ما يجري، ويصفه بدقة، والأهم: أن يظهر عميق عاطفته للكرد أصدقاءً وقد صار لهم كيان سياسي معترَف به، وقبل ذلك: مناشدتهم في أن يعملوا معاً لهذا الغرض. ما شعور ” أولي أمر الكرد ” إزاء مشاعر رائعة كهذه ؟