بهزاد عجمو سليفاني
أيران هذا الأخطبوط المرعب والتي سيطرت على أربعة عواصم في منطقة الشرق الاوسط وعينها على كل العواصم من أفغانستان حتى المغرب مستفيدة من الأخطاء التي وقعت بها الإدارة الأمريكية المتعاقبة وهشاشه وضعف وهزال أنظمة المنطقة فإيران تريد أحياء المشروع الصفوي والسيطرة على كل ثروات المنطقة لتصبح الدولة العظمى الوحيدة من أفغانستان حتى المغرب لذا فليس من المنطق أو المعقول بان وضعت هذا المخطط الكبير وأنها سيطرت حتى الآن على العراق واليمن وسوريا ولبنان التي تبتعد عنها مسافة الف وأربعمائة كيلو متر قد استثنت كوردستان بأجزائها الأربعة وهي على مرمى حجر منها وأن تكون قد غضت الطرف عنها هذا إذا لم تكن قد سيطرت فعلياً على القسم الأكبر منها عن طريق الاختراقات بواسطة أعوانها من الكورد
ففي كوردستان باشور على سبيل المثال لا الحصر فأنها مسيطره فعلياً على نصف الإقليم عن طريق حزب الاتحاد الوطني وعينها على هولير لأنها الشوكة الوحيدة الباقية في حلقها من بين كل أجزاء كوردستان بعد أن أصبح القسم الأكبر منها تحت عباءة ملالي ايران وأصبحت هي تتحكم بها فالقاصي والداني يعلمون بأن برهم صالح أيران التي رشحته وعينته رئيساً لجمهورية العراق رغماً عن أرادة معظم الكورد وأحصنة طروادة هي كثيرة داخل كوردستان من اجل أن يفتحوا البوابات لدخول جحافل أيران من الحرس الثوري فهي تعرف كيف تسخر أعوانها من الكورد لأهدافها الخبيثة في المنطقة قبل بضعة أشهر عندما عقد مؤتمر القمة العربية فقد أرسل قاسم سليماني برهم صالح مبعوثاً شخصياً له للمؤتمر ولملوك ,امراء دول الخليج وزوده برسالة شفهية مفادها بأن أيران تريد علاقات حسن جوار جيده مع دول الخليج وليس لها أطماع في السيطرة عليها لذا فعلينا أن لا نسمح لأمريكا بأن تأتي من آلاف الكيلومترات للتدخل في شؤون المنطقة وأن كان يوجد بعض الخلافات بيننا فنستطيع حلها عن طريق الحوار فعن أي حوار يتحدث برهم صالح بالنيابة عن سيده قاسم سليماني بينما ترى دول المنطقة وشعوبها أنياب الذئب الإيراني بارزة وهو واقف على أبوابها وأن على دول الخليج ان لا يسمحوا بدخول القوات الامريكية الى أراضيها ولكن برهم صالح فشل في مهمته وإيصال رسالته لأن ملوك وأمراء دول الخليج يعملون بانه ليس سوى أداة من أدوات أيران وأن سيده هو قاسم سليماني والمضحك المبكي قبل شهر أراد أن يلتقي بالسفير الإيراني في بغداد فذهب هو بجلالة قدره وهو رئيس جمهورية العراق الى السفارة الإيرانية ليلتقي بالسفير الإيراني فأي رئيس جمهورية هذا الذي يذهب للقاء سفير دولة في مكان أقامته بدل أن يأتي السفير الى مبنى رئاسة الجمهورية وهذه الواقعة يعلمها معظم العراقيين ولكن أيران وأدواتها يلعبون في الوقت الضائع فأمريكا لها استراتيجية واضحه في المنطقة وهذه الاستراتيجية تتجلى في نقطتين هامتين أولاً السيطرة على كل منابع النفط والغاز في منطقة الشرق الأوسط وثانياً تعتبر الامن القومي لإسرائيل هو من أمنها فترى بأن إذا امتلكت أيران السلاح النووي لن تتردد باستخدامها ضد إسرائيل لذا فالخطة الاستراتيجية لضرب المفاعلات النووية والبرنامج الصاروخي الإيراني هي جاهزة وفي درج مكاتب البنتاغون والقادة العسكريين ينتظرون من ترامب تحديد ساعة الصفر والبوارج والمدمرات وطائرات F-35 والقواعد الصاروخية هي على أهبة الاستعداد ولكن ترامب يمارس عملية الهروب الى الأمام حتى الآن خشية انعكاس نتائج هذه الحرب على الانتخابات القادمة ولكن لن يستطيع عملية الهروب الى ما لا نهاية فهناك فترة زمنية محددة قد حددها له اللوبي اليهودي في أمريكا و بالطبع إسرائيل من ورائها فإذا لم يحدد ترامب ساعة الصفر فعليه أن لا يفكر بالنجاح في الانتخابات القادمة وولاية ثانية ولذا فإن ترامب مضطر ومأمور بان يحدد هذه الساعة في الأشهر القليلة القادمة لتحطيم القدرات النووية وبرنامجها الصاروخي وشل حركة أيران في المنطقة وأضعافها وإنهاكها وإذا وجهت ضربة قوية على رأس الأخطبوط فأذرعها لن تكون قادرة على الحراك أمثال برهم صالح وحزبه وكل الذين على شاكلتهم من الكورد الذين يريدون أن يقنعونا ويخدعونا بان ملالي أيران اللابسين عباءة الشيطان هم ملائكة الرحمن وهم أصدقاء للكورد وكوردستان وأن العدو الأوحد للكورد هو أرودغان ولكن الكورد يعرفون أعدائهم جيداً فأنهم في بغداد ودمشق وأنقره وطهران فأمام هذا المشهد الدراماتيكي للواقع الكوردي فان المشروع النهضوي الكوردي منذ آلاف السنين وحتى الآن لم يرى ضوء الشمس لأسباب معظمها يعود الى بعض السياسيين والحكام الكورد وذلك بسبب الطبيعة الفاسدة لهم ولا نقول كلهم لأنه لا يوجد في الكون شيء مطلق فكل شيء هو نسبي ثم بسبب تخلفهم وجهلهم السياسي وسياساتهم الفاشلة وخلق الصراعات والخلافات لشق الصف الكوردي وإعطاء الاولوية لمصالحهم الخاصة ووضعها فوق المصلحة الوطنية الكوردية وعدم معرفتهم بقراءة الخارطة السياسية الدولية والإقليمية واستنتاجاتهم الخاطئة وأن هدفهم الاكبر هو السلطة والثروة وعدم معرفتهم باستغلال الفرص التاريخية التي سنحت لهم وأيضاً الفرص المعاصرة هذه الأسباب مجتمعة هي السبب الذي يجعل المشروع الوطني الكوردي يتقدم خطوة الى الأمام وخطوتين الى الوراء بل ربما ثلاث وأربع وفي النهاية نعود الى النقطة التي انطلقنا منها فهذا هو قدرنا بان لم يرى مشروعنا النهضوي ضوء الشمس حتى الآن .