تجمع الملاحظين
يخبرنا، بصراحة، عن بجهالتنا، مبينا عن الفارق بيننا وشركائنا؛ حيث هم على درجات عالية، يصعب علينا الوصول إليها، وكذلك هم ذوو النفوذ والقوة…
يشعرنا كأب، ومرشد، ومعلم، وأخ؛ أننا على ضآلة ماحقة من العلم بهذه التجارة؛ حتى أننا لم نستطع تحديد أدنى حد للربح والخسارة مع هؤلاء الشركاء، وكذلك لم نحسب للمستقبل أي حساب، والذي سيجعل هذه التجارة ترتد علينا كارثية.
وفي الفقرة التي تلي الآنفة، يتوجه إلينا باعتبارنا (أطرافا كردية)، ولا يرى فينا أننا كذلك، وهو محق، لأن نتائج تجارتنا بيّنة مع شركائنا الدوليين، وحتى المحليين. ولا نشعر بالمساءلة حين نلتقي بهم كـمستقلين وعندما نتباحث معهم بشأن القضية! دققوا في عبارته تلك، وانظروا كيف يدقق في الوضع؟ يشك في درجة استقلاليتنا، وحوارنا معهم من موقع التكافؤ. كما يرى أن لنا قيمة تجارية محولة، يمكن الخفض والرفع فيها. بالمختصر المفيد: يرى أننا بين أيديهم سلعة يتداولها الشركاء وغير الشركاء في البازار.
وما يراه عين الصواب، فكل نضالاتنا القديمة والحديثة استخدمتها الأطراف كسلعة فيما بينها. ولا يكتفي بهذا فحسب، فيذهب إلى وضع أصبعه على العلة الأساسية: أننا لا نملك قوة حقيقية، ولا نملك شرعية، كوننا بلا دولة؛ ولكن ما نقوم به أننا نحاور وكأننا دولة، ونملك قوتها. فيرى أن ما نذهب إليه في هذا المنحى خطأ كبير، يجب علينا استدراكها.
نرى أن علامتنا أصاب كبد الحقيقة. وهو، ربما الوحيد، الذي يدلنا على ما نرتكبه في مسيرتنا النضالية. تشخيص يختلف جذريا عن غيره من المشخصين، وغيره يشخص الوضع من طرف غير محايد، أما هو كناقد متمرس في مجال النقد يتناول أخطاءنا بعلمية الناقد الفذ. لو أننا نأخذ ما يشير إليه، نكاد نجزم، أن نخبة سياسية كردية ستبرز للوجود، سيضع حدا لمهازلنا هذه، وسينهي كوارثنا المستديمة المسببة من جراء الجري خلف غير الجدراء أو الأدوات.
يتبع
تجمع الملاحظين عنهم :
كاوار خضر