خالد ابراهيم
لنعترف لا توجد قوة ذاتية كردية، خاصة مع التشرذم الذي تعانيه الحركة الكردية، كما لا توجد قوة سورية ذاتية، كلّ طرف يستقوي بأحدِ الأقوياء، ومنظومةُ العمال الكردستاني استخدمها الأمريكان لهدف واضح محاربة داعش التي كانت أمريكا نفسها خلف نشأتها، ومن قبل استخدمهم النظام السوري لقمع الكرد وإرهابهم، ومع هذا كنا نصفقُ لهم خوفاً أو وهماً بأنهم سيحققون حلمنا في روجافا، وكان مكشوفا ً لولا الدعم الأمريكي سياسياً والغطاء الجوي عسكرياً فما كان لهذه القوات أن تتفوق رغم البطولة التي يبديها المقاتلون الكرد، والدليل المغامرة في مواجهة الجيش التركي والمرتزقة الذين معه، فلو لم تتوقف الحرب باتفاق فأنها كارثية على المدنيين والمقاتلين لاختلال موازين القوى ووجود قوة جوية لا تمتلكها قسد.
لكننا كشعب له حقوق وآمال ومغلوب على أمره كنا ننتقد هذه المنظومة لما تقوم به من استبداد وكم الأفواه، وما أن تدخل في معركة مع طرف آخر ننسى مواقفنا ونصفق لها وندعو لها بالنصر، بينما هي تنسى مواقفنا وترجعُ إلى عادتها القديمة، نعم الكرد شجعان ومحبون للسلام، وفرقتهم جعلتهم مطمعاً، زاد من هذا الذل عدم وجود نخبة كردية تتصدى فكرياً وثقافياً لما وصلت له الحال، وعلى العكس تماماً نجد الكثيرين يطبلون بمناسبة وغير مناسبة، ليس لإنارة طريق الآخرين بل ليقولوا نحن هنا أبطال التواصل الاجتماعي، ويزيدوا من عدد اللايكات والمعجبات، وهذه التصرفات جعلتنا لوحدنا، نخسر تعاطف أو مواقف شرفاء، فقط لأننا تخلط بين الإنساني الذي يتفق عليه الجميع وبين ما هو لنا وننتقده وقت الراحة وفي وقت الشدة
نتحول إلى أبواق مدافعين عنه بحجة الكردايتي.
النظام عندما دعي للتفاوض، وضع شروطه لأنه أقوى نسبة لفصيل يستقوي بالأمريكي ويتجاهل أهله وقوته، والأمريكان أرادوا إيصال رسالة: أنّكم لستم إلا ورقة وانتهت، وجعلهم في فم الوحش التركي ليصنع المجازر بالأبرياء، و ليخرج أردوغان
محققاً أهدافه وعن طريق شريكه في الناتو، وبدلاً من أن يستنزف طاقته وطاقة مرتزقته فهو سيضمن عمقاً يصل إلى ٣٢ كم، هذا يعني بأن مشروع الإدارة الذاتية:” بح” وتصبحون على…..”
قلبي على هؤلاء الشبان والشابات الأبطال الذين ضحوا بأغلى مايملكون وهم يعتقدون أنهم يحققون حلمهم وحلمنا في كردستان.
قلبي على الأمهات اللواتي ندبن فلذات أكبادهن، وكنا يهلهلن فداءً لكردستان، وليس لعبدالله أوجلان أو آلدار خليل أو طه (الحافظ).
أخيراً أنا على ثقة من انتصار شعبنا، لأن إرادة الشعوب هي التي تنتصر، وأردوغان وكل محتل لسوريا سيخرج مخذولاً عاجلاً أم آجلاً.
للعلم ما يحدث لنا اليوم لم يكن جديداً وكان متوقعاً، وهو يحدث طيلة سنوات وبأشكال مختلفة، نحن بحاجة إلى إعادة النظر في ذاتنا قبل أن نلوم الأطراف الأخرى أو نتوسل منها الحقوق والاعتراف، نحن مطالبون اليوم قبل أي يوم آخر بالنظر إلى إمكاناتنا واقعاً والتفكير بما يمكن القيام به، وليس بشحذ الهمم من فراغ، أنا مع رفع المعنويات، لكن من المعيب تحويل الهزيمة إلى انتصار بالأقوال وليس بالأفعال، وكما يقول المثل : يذوب الثلج ويبين المرج.