تجمع الملاحظين
لقد ورد إلينا العديد من الإيميلات، تنتقدنا مطعنة فينا، والكثير منها تتهمنا بالتهم المتداولة منذ ما يزيد عن نصف قرن من الزمن. كنا نتوقع ذلك، ولكن التوضيح فيما نبديه من ملاحظتنا حول الراهن، نعتقد أنها ستكون باكورة عهد جديد في التفكري الكردي، بشكل خاص بعد كارثتي غصن الزيتون، ونبع الفرات. حسب ملاحظاتنا آن الأوان أن نقطع الصلة مع المفاهيم والتصورات والانطباعات والمقاييس التي فقدت صلاحيتها بالتقادم.
رغم ما جرى، ويجرى الآن فالأصوات المناشدة والمصرحة بالمقدمات التي أدت إلى حدوثهما، تظل نادرة وخجولة، وبعضها تؤل الحادث بغير دواعيها. مع ذلك هي أصوات تعبر عن ظهور رؤى جديدة مبشرة بتدشين عهد جديد، يرقى بنا إلى مصاف الرؤى العصرية.
سنتطرق إلى إيميلين ارتأينا في تجمعنا أنهما كاف ليعلم القارئ الكريم أن التغاضي عن الحقائق لا تعدمها، بل تعود على أصحابها بأشد الخسائر. أولاهما يقول كاتبها إن إثارة الماضي من الإبادة تصب في مصلحة تركيا، بل أنتم عملاء لتركيا، أو بالأحرى أنتم من الأمن التركي تتوارون وراء هذا التجمع؟ كما يسألونا صاحبنا كم من الدولارات نقبض وإلى ما هنالك. ويركز أن ما نقوم به هو بأمر من المخابرات التركية، للتغطية على الإبادة المثارة ضد تركيا، حتى تعينوها ليكف الغرب عن الاعتراف بها.
هذا ما ألفناه وألفه من قبلنا من قاموا بالعمل الوطني. نسأل الأخ الكريم صاحب هذه الاتهامات عن نبشنا للماضي المؤلم، هل برأ الأرمن ذمتنا من تلك الإبادة المتبادلة؟ وإلى اللحظة ما زالوا يشاركونا مع الاتحاد والترقي في هذه الإبادة المتبادلة، إذن اعتراف الدول بهذه الإبادة سنكون نحن أيضا شركاء فيها، ونحن لا ننكر مشاركتنا، غير أننا كنا مأمورين، ولم نكن آمرين حينذاك. والفرق كبير بين الآمر والمأمور!
لم يكف الأرمن ومسيحي منطقتنا قاطبة عن التذكير بها لأجيالهم تحديدا، فالصغير منهم يعلم عن هذه الإبادة المتبادلة وبشكل مبالغ فيها؛ بينما ولدنا ونحن قريبا سنلتحق بالأموات، ولم نكن ندري أننا أبدنا، وبهذا الشكل الفظيع! هل كان أجدادنا محقين في تناسي تلك المأساة؟
كي لا نطيل عليكم سنترك الإيميل الآخر للحلقة القادمة. سنعرض بعض الأسطر من تقرير طويل لضابط روسي أثناء احتلال روسيا لأجزاء من شمال كردستان. ومن بعده سنعرض الوثائق العثمانية والروسية والأميركية. لأهمية تقرير هذا الضابط سنعرضه تباعا إلى أن ينتهي.
مقدمة
الليفتنانت كولونيل تواردوخليبوف القائد المؤقت لحاميتي أرضروم وديفي بونيو وقائد كتيبة المهندسين والمدفعية. يكتب الليفتينانت كولونيل عنها:
“الحرب بين الأتراك والأرمن”
“في خلال الحرب ظهر ما بين الأتراك والأرمن من العداء المعروف في سائر الأندية الأوربية بمظهر يعجز الوصف عنه، فمن الأمور المسلم بها أن الأرمن لا يطيقون الأتراك، ومن أجل ذلك دفعوا بأنفسهم إلى أن يظهروا بمظهر الشهداء؛ وأن يثبتوا في أذهان العالم بأن مدنيتهم الراقية وعقيدتهم المسيحية هما السبب في أنهم يذهبون ضحية لأعمال القسوة والوحشية التي لا مثيل لها.” أهـ (انتهى الاقتباس).
يتبع
تجمع الملاحظين، عنهم:
كاوار خضر