محمد مندلاوي
إن قدرنا التعيس جعل وطننا كوردستان يتاخم كيانات مصطنعة لشعوب غازية.. خرجت من أوطانها الأم على ظهور البغال والجمال ومشياً على الأقدام الحافية حاملين بأيديهم السيوف المصدأة والسهام المسمومة من أجل السلب والنهب والسبي والاحتلال الاستيطاني في أوطان الآخرين، التي لا تمت لهم بصلة قط، وليس لهم تاريخ فيها قبل ظهور الإسلام، وإحدى هذه الشعوب الغازية، التي جاءت من شبه جزيرة غير ذي زرع، والتي لا تعرف الرحمة، هم العرب الجزريون، الذين يتكلمون اللغة الجزرية، أي: لغة شبه الجزيرة العربية، التي عرفت حديثاً باللغة السامية، التي لا زالت الجزيرة الجرداء تحمل اسمهم، وهي وطنهم الأم، لأن ليس لهم وطن سواها، ومن يقول غير هذا فهو إما مخطئ، وإما يعرف ويحرف من أجل غاية شيطانية في نفسه، لأن الاحتلال بكل أنواعه ومسمياته لا تسقط بتقادم الزمن، وتزوير التاريخ دون خجل، والمدعو عبد السلام طه الذي استضافه الدكتور حميد عبد الله في برنامجه “شهادات خاصة” في قناة الفلوجة نموذجاً.
أطلب من القارئ العربي أن يسمح لي بإلقاء بعض الكلمات الثقيلة على مسامع العرب الذين يسئيون إلى الكورد، لأني لم أجد لا في بواطن الكتب، ولا على شاشات التلفزة، ولا على الأرض التي نقف عليها، أن عربياً أنصف الشعب الكوردي لنيل حقوقه المغتصبة في جزأين من كوردستان محتل من قبل العرب، بل شاهدت وقرأت أنهم -العرب- سبوا نساء الكورد واحتلوا وطنهم كوردستان في العقد الثاني الهجري بدءاً من مدينة موصل وإلى آخر قرية في كوردستان. وفي العصر الحديث،عصر تحرر الشعوب هضموا حقوقهم، واستمروا باحتلالهم لكوردستان،لم يكتفوا بهذا فقط، بل عربوا قراهم ومدنهم، حتى أن الأسماء الكوردية لم تسلم منهم هي الأخرى عربوها، وهجروا الكورد إلى صحارى العراق وسوريا، وضربوا القرى والمدن الكوردية بالنابالم وختمها اللعين صدام حسين بالكيماوي، والأنفال الخ الخ الخ فلذا لا يغتاظ منا العربي إذا رفعنا صوتنا عالياً في وجوههم وعرفناهم بحقيقتهم.. .
عزيزي القارئ الكريم، قبل الخوض في صميم الموضوع دعنا نذكر الدكتور حميد عبد الله بأن برنامجه لا بأس به ويشاهد في أصقاع العالم، إلا أنه يجب أن يعرف هناك مشاهدون له لا تَعبر عليهم إطلاق الجمل الغامضة؟ واللعب بالكلمات من قبله أو من قبل ضيوفه..، الذي نطلبه منه أن يستقيم في أداء مهنته، خاصة فيما يتعلق بالشعب الكوردي، لقد شاهدناه في مرات عديدة تجاوز ضيوفه على الشعب الكوردي وعلى وطنه كوردستان أنه لم ينبس ببنت شفة! مع أنه ليس هكذا، لقد شاهدناه في حلقات أخرى في برنامجه، أنه يقاطع ضيوفه دائماً حين يحاولوا أن يخرجوا على الواقع والحقيقة، إلا فيما يخص الكورد، يصبح مستمعاً فقط! يا ترى لماذا؟ كيف يريدنا أن نفسر صمته هذا ونحن من متابعي برنامجه دائماً؟. أ هكذا يصان شرف المهنة بالسكوت على الغلط؟! مرة يأتي بشخص عسكري من الأقلية التركمانية، من مخلفات الاحتلال عثماني وغيره يتهجم على الكورد ويزور التاريخ الحديث، الذي عشناه، لكن الإعلامي الكبير كمحاور مثقف لا يفعل شيء ينظر إلى فمه.. دون أن يسكته وذلك بتصحيح الكلام العاهن الذي قاله ضيفه. وأخيراً استضاف شخصاً.. جاء بكل الأخطاء والنواقص التي فيه وفي شعبه في العراق وألصقه بالكورد؟ وكالعادة لم يوقفه عند حده حين تكلم بطريقة عنصرية مقيتة ضد الكورد!. مع أنه قال في سياق البرنامج أن الشاهد لا طعان ولا لعان. يا ترى ماذا يكون كلام عبد السلام طه عن الكورد؟ أليس طعناً بالقامة الكوردية؟ أليس الطعن في اللغة العربية يعني من يعيب الآخر ويسيء إليه؟ وهذا ما قام به ضيفه ضد وزير كوردي مذكور اسمه أدناه.
دعنا الآن نناقش ما زعمه ضيفه الأخير في برنامجه المشار إليه أعلاه، الذي عُرف بأنه “خبير بشؤون آثار” وخصص له الدكتور حميد حلقتين تكلم فيهما الضيف ما يحلوا له عن الآثار وغيرها في العراق، وفي جانب كبير منها عن تلك الآثار التي نهبت في تسعينات القرن الماضي من قبل أقارب رأس النظام المجرم صدام حسين، أو التي نهبت بعد عام 2003 من قبل موظفون في المتحف العراقي. رُب سائل يسأل، كيف تعرف أن الموظفين سرقوها.إليك الدليل، بعد عام 2003 قدمت قناة الـ BBC البريطانية الناطقة بالعربية حلقة عن الآثار المنهوبة في العراق، وزارت كامرة الـ BBC بناية المتحف العراقي وعرضت عشرات الخزائن الزجاجية التي كانت فيها قطع أثرية، ثم قال المذيع: أنظروا إليها جيداً لم تكسر أية زجاجة من الخزائن كلها فتحت بالمفاتيح وأخرجت منها الآثار، أليس هذا كلام يقبله العقل والمنطق، أن من يحمل مفاتيح الخزائن هو الذي أو الذين سرقوا الآثار التي فيها؟. وقال عبد السلام طه: هناك حائط مبني خلفه باب، هُدم الحائط وفُتح الباب، وهكذا عرفوا الآثار الأصلية من غير الأصلية، تلك المصنوعة من جبس. السؤال هنا، كيف عرفوا وراء الحائط يوجد باب إذا السارق ليس من نفس المتحف؟ كيف ميزوا بين النسخة الأصلية وغيرها؟ إذا هم ليسوا من داخل المتحف. في جانب آخر من الحلقة سأله الدكتور حميد عيد الله عن الثقافة في العراق. في جوابه الذي يقطر عنصرية قال: عبد السلام طه: إن وزير الثقافة السابق – يعني وزير الثقافة السابق فرياد راوندوزي- لا ينتمي إلى هذا الفضاء – يعني فضاء العراق..- وقال: أنه ينتمي إلى فضاء معين نتمنى أنه لا يتكرر، وأضاف: لكن هذا اليوم – يعني وزير الثقافة اليوم في وزارة عادل عبد المهدي- هو ابن العراق ابن سومر الخ. انتهى كلام عبد السلام في هذه الجزئية. نقول للجميع، لو لم تكن هذه عنصرية يعربية؟، يا ترى كيف تكون إذاً العنصرية أحمر ولا أخضر ولا..؟؟!!. هناك من يقول لنا لا تعمم. عجبي، أن شعبا إذا هذه عقلية مثقفيه، كيف تكون عقلية جهاله التي نسبتها 99%؟.
في جانب آخر من اللقاء تكلم عن التوراة والقرآن اللذان ذكرا الطوفان، حاول أن يشكك بهما وذلك من خلال ادعائه بأن هناك آثار تقول غير ما يقوله ذلك الكتابان!. وفي سياق اللقاء استشهد بالعلامة (طه باقر) إلا أنه لم يقل ماذا قال (طه باقر) في كتابه الشهير (ملحمة كلگاميش) ص (141) طبع وزارة الأعلام العراقية، سنة (1975) قال ما يلي:” اسم الجبل الذي استقرت عليه سفينة نوح، بحسب رواية “بيروسوس” الذي هو (برعوشا، كاتب بابلي،عاش في القرن الثالث ق.م ) باسم جبل الـ “كورديين” أي جبل الأكراد” انتهى الاقتباس. ويضيف باقر في نفس المصدر: أنهم جاؤوا -السومريون- من (شمال شرق العراق)”. انتهى الاقتباس. أي أنهم جاؤوا من جهة مدينة (سومار= Somar) في شرقي كوردستان التي لا زالت تحمل اسم السومريين”سومار” وتقع مقابل مدينة مندلي الكوردية في جنوب كوردستان. يا عبد السلام طه، يا من تحاول أن تشكك بالكورد وتاريخهم العريق تفضل شكك بـ(طه باقر) إذا ترغب؟. نعتذر من القراء الكرام بتكرار بعض الفقرات التي كنا قد نشرناها قبل عقد من الآن في مقالاتنا وردودنا على من تطاول على القامة الكوردية.
في جزئية أخرى خلافاً لغالبية علماء الآثار، الذين يقولون أن السومرين من الجنس الآري، إلا أن عبد السلام يزعم: أنهم عرب. مع أن اسم العرب ظهر على مسرح التاريخ بعد سومر بقرون عديدة ليس كاسم لجنس؟ بل لكل من يقطن البادية؟ حيث ظهر اسم العرب لأول مرة في التاريخ سنة 853 ق.م. في نص للملك الآشوري شلمنصر الثالث ذكره المؤرخ (جواد علي) في كتابه الشهير (المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام) يقول: إن الاسم لم يكن يعني عند الآشوريين ما يعنيه عندنا من معنى، بل كانوا يقصدون به بداوة وإمارة “مشيخة” ويضيف (جواد علي): أن اللفظة – عرب- بهذا المعنى وبهذا الشكل، مصطلح يرجع إلى ما قبل الإسلام، ولكنه لا يرتقي تاريخياً إلى ما قبل الميلاد، بل لا يرتقي عن الإسلام إلى عهد جداً بعيد. انتهى كلام جواد علي. على أية حال. هذا هو (صموئيل نوح كريمر) (1897- 1990) قال: إن السومريين هم من الشعوب الآرية. السؤال: هل يوجد في العراق شعب آري غير الكورد؟؟. واعترف بآرية السومريين علماء كثر منهم مينورسكي، ونيكتين، وسن مارتن، وزرنوف، وجورج رو، وطه باقر، الخ الخ الخ.
إن الشيء الجيد لنا نحن الكورد أن هؤلاء العرب لا يجيدوا اللغة الكوردية، لأنهم لو أجادوا اللغة الكوردية لحرفوا كل اللغة السومرية كبقية الأشياء الأخرى التي تحدثت عن الكورد؟ حتى لا يبقوا تشابهاً بينها وبين اللغة الكوردية. مثلاً ذكر عبد السلام طه اسم “انانا” بتفاخر كأنها جدته، لكنه لا يعلم أن الكورد إلى يومنا هذا يقولون للجدة، والسيدة الكبيرة المحترمة “نه نه = Nana” أليس “نەنە” الكوردية هو امتداد لذلك الاسم السومري انانا؟. هل يعرف عبد السلام أن “نەنە” التي تعني اليوم عند الكورد السيدة كصفة كانت تسبق أسماء غالبية الآلهة في سومر وتبدأ بها، بصيغة” نەن- Nen” وهي ترخيم لاسم “نەنە- Nene” كـ(نەنتي) آلهة الشهور وراعية الزمن، و (نەنسگلا) آلهة دلمون، و(نەنكاسي) آلهة الخمرة، و(نەنكورا) آلهة الأصباغ، و(نەنكيزي اوتو) آلهة نباتية، و(نەنسار) سيدة الخضار والنباتات التي تؤكل، و(نەنمو) سيدة النباتات ذات الألياف، و(نەنسون) أم دموزي، و(نەنليل) زوجة إنليل، و(نەنسينا) آلهة الشفاء، و (نەنمار) آلهة الطيور، والآلهة (نەنكي) سيدة المكان، والآلهة (نەنتو) سيدة الولادة، والآلهة (نەنخرساج) سيدة الجبل، و(نەنماخ) السيدة الكبيرة، الخ. ثم يقفز عبد السلام طه على كل حقائق التاريخ ويزعم دون خجل: أن السومرين عرب!!!. مع أن 99% من علماء التاريخ والآثار يقولون: إن السومريين آريين، من الشعوب الهندوأوروبية. وأن لغتهم بخلاف اللغات الجزرية (السامية) لغة التصاقية امتزاجية مثل اللغة الكوردية، يشكلون من عدة كلمات كلمة واحدة. كذلك لغتهم فيها المفرد والجمع فقط، مثل اللغة الكوردية. بينما العربية فيها المفرد والمثنى والجمع. وفي لغتهم المذكر فقط، أيضاً مثل اللغة الكوردية فيها المذكر فقط. بينما العربية فيها المذكر والمؤنث. وحروف العلة السومرية كلها توجد في اللغة الكوردية. كذلك بعض الحروف الموجودة في اللغتين السومرية والكوردية ولا توجد في اللغة العربية وهي: 1- حرف گ. ٢- حرف ژ. 3- حرف پ. 4- حرف چ. كي لا أطيل، لمن يريد الزيادة يراجع مقالنا: السومريون كانوا كورد.. حتى وأن لن تظهر أدلة جديدة. بثمان حلقات. ومقال آخر بست حلقات تحت عنوان: ولدت الحضارة السومرية من رحم حضارة ايلام الكوردية. حتى لا يتبجح عبد السلام كثيراً باسم العراق، إن كان العراق عربياً كما زعم فليصرف لنا اسم العراق لغوياً، حسب قواعد اللغة العربية، وأن لا ينصرف فليقل لنا لماذا؟ لأنه يا عبد السلام اسم أعجمي، أي غير عربي؟ هل عرفت الآن هذا؟. سيبقى هذا سؤال قائماً حتى يجيب عليه عبد السلام. تكلم عن الآجر التي بنيت بها سومر وبابل هل أن آجر كلمة عربية؟ أم كوردية، فارسية؟ تعني الطابوق المشوي بالنار، لذا سمي “آگور= Agur”، لكن بما أن اللغة العربية تفتقد إلى حرف الـ” گ= G” قلبوا حرف الـ” گ” إلى حرف الجيم وقالوا آجور، أو آجر. تطرق عبد السلام إلى مسلة “حمورابي” التي أخذها ملك إيلام (عيلام) كغنيمة حرب إلى شوش (سوسة) العاصمة، قد لا يعلم عبد السلام طه أن الحدود بين سومر أو بابل و إيلام في ذلك العصر كان نهر دجلة؟. للعلم أن إيلام مدينة كوردية تقع في شرق كوردستان؟ والعلماء يقولون أن شعبي إيلام وسومر كانوا يتكلمون لغة واحدة غير جزرية، غير سامية.
ذكر عبد السلام في سياق زعمه أن مدينة “نەیپور = “Neypwr طبعاً عبد السلام عربي لا يستطيع أن يلفظ اسمها الأصيل بطريقة صحيحة فلذا عربوها العرب إلى “نوفر أو نفر” وهذه أيضاً يتلكأ في تلفظها عبد السلام حين يلفظها. إن هذه المدينة اسم على مسمى، كانت على ضفاف نهر الفرات – دجلة والفرات نهران ينبعان من شمال كوردستان، دجلة من بحيرة هزار وهو اسم كوردي، والفرات من قرب مدينة (وان) الكوردية ولها بحيرة شهيرة ببحيرة وان، وقبل أن يصبان في بحر الخليج الفارسي يلتقيان قرب مدينة قرنة – لذا نبتت فيها قصب كثير جداً فلذا سمي بـ”نەیپور = “Neypwr أي: مليئة بالقصب، أي القصب الكثيف، لأن القصب بالكوردية تسمى “نەی = Ney” حتى أن آلة العزف المسمى “ناي” مأخوذة من نبتت النَي الكوردية. والـ”پر = Pr” تعني بالكوردية كثيف،مليء. وذكر عبد السلام اسم كركميش (Karkemisch) بالصيغة العربية قرقميش التي تعني بالكوردية “تل الجاموس” لأنها مكونة من مقطعين مثل اللغة السومرية من “گەر= Ger” أي تل، كما أسلفت أن العرب لا يوجد عندهم حرف الـ “گ” فلذا قلبوه كافا. و”ميش= Misch” تعني الجاموس، والماشية. بما أن المدينة تقع على كتف الفرات فلذا الأهالي ربوا الجاموس، لأن الجاموس يعشق الماء ولا يستطيع العيش بدونه، وملائم لطبيعته. للزيادة راجع مقالنا بعنوان: دفعة مردي وعصا الكوردي، حلقة رقم 4 من 9. عزيزي القارئ، لاحظ عنصرية عبد السلام طه يسمي ساطع الحصري وطني!، الذي هو ليس بعراقي، وكانت نزعته تركية طورانية، ولم يجد اللغة العربية ودعا صراحة في مقالاته إلى الطورانية والتتريك، وكان عضواً في جمعية الاتحاد والترقي التركي الطوراني. حتى قال عنه شعراً الشيخ (أبو السعود) كما جاء في الموسوعة الحرة: ساطع أظلم لما وسد الأمر إليه … خسف الدين بجهله لعنة الله عليه. وفي المقابل يقول عبد السلام طه.. عن المواطن الكوردي أنه ليس من فضاء العراق؟؟!! إذا الكورد ليسوا من فضاء العراق، لماذا لا تتركوهم وشأنهم؟. إذا هذه ليست عنصرية فكيف تكون العنصرية يا دكتور حميد عبد الله؟!. في منتصف اللقاء سأله المحاور عن سرقة الآثار في التسعينات القرن الماضي بدأ كما غالبية العرب بسرد كلام غير منطقي: إن العراق تعرض في التسعينات إلى الحصار الخ. هات لنا وثيقة واحدة من الأمم المتحدة أو مجلس الأمن تقول أن العراق فرض عليه حصاراً؟ بل كان حذراً لعدة مواد تدخل في صناعة الأسلحة فقط، لو كان حصاراً كيف سمحت الأمم المتحدة أن يدخل الرز والسكر والقمح والشاي والمواد الطبية الخ الخ الخ، لا أدري متى تتعقلون؟ متى تتكلمون عن الأحداث كما وقعت على الأرض؟ متى ومتى ومتى. ذكر عبد السلام طه بهنام أبو الصوف، كان شخص اشتغل بالآثار إلا أنه غير نزيه في عمله كآثاري وكان حاقداً مثل صاحبنا عليه ما يستحق، أن هؤلاء خطرون على التاريخ والآثار لأنهم يغيرون كل شيء يقع تحت أيديهم إلى اللون الذي يريدون. إن بهنام أبو الصوف هو من إحدى الطوائف المسيحية، إلا أن اسمه كوردي، فارسي يعني الاسم المفضل، وهو مختصر لـ”بهترنام”. يزعم عبد السلام أن العرب في العراق أقدم من دخول الإسلام، لكنه لم يقدم أي دليل على زعمه، لأنه لا يملك شيء في هذا المضمار. إن عبد السلام طه لا زال يحلم بالدولة المركزية، عجبي، في طول اللقاء وعرضه يتحدث عن جهل الناس بالثقافة لكنه يتناسى أن لا وجود في العراق للدولة المركزية منذ 16 سنة!، يظهر أنه كان في سبات جنب أهل الكهف، ولم يسمع أو لم يقرأ دستور العراق الاتحادي!! هذه هي نماذج العرب في العراق يقف ضد إرادة 85% من شعب العراق وكوردستان الذين صوتوا على الدستور الاتحادي، إلا أن في مخيلة عبد السلام.. أن الدولة المركزية وقائد الضرورة لا زالت قائمة!!. في سياق كلامه كرر عدة مرات شمال العراق، وهو تسمية عنصرية لإقليم كوردستان لا زالت معشعشة في أذهان بعض الذين يضعون العصي في عجلة التاريخ، لا يعرفون أنها سوف تسحقهم! أليس بهذا الكلام غير المسئول أنه لا يحترم دستور البلد الذي يدعي أنه ينتمي إليه؟ الذي جاء في بنوده 5 مرات اسم إقليم كوردستان دون لاحقة العراق..؟.
في بداية الحلقة الثانية ذكر “دوني جورج” ذلك البعثي الذي كان مديراً للمتاحف العراقية، إلا أن دوني هذا بعد دخول الأمريكان إلى العراق، ذهب إلى أمريكا واستقر هناك حتى وافته المنية، جرى عليه كلام كثير لا أريد الخوض فيه لأنه ليس موضعنا. ثم تكلم عبد السلام عن النهب الذي تعرض له المتحف العراقي في بغداد أثناء قضاء الجيش الأمريكي على نظام حزب البعث المجرم ورئيس الديكتاتور صدام حسين. حاول عبد السلام طه أن يتهم الأمريكان بأنهم لم يحموا المتحف الخ. ماذا يفعل الجيش الأمريكي مع عشرات الآلاف من الهمج الرعاع حين يهجموا بدفعة واحدة على بناية واحدة؟. أليس نهبهم للآثار دليل كافي على أن هذه الآثار التي في المتاحف لا تمت بكم -العرب- بأية صلة لا من قريب ولا من بعيد؟ هل يوجد شعب أصيل يسرق تاريخه. أن عبد السلام طه كخبير في الآثار لا بد أن يكون ملماً بشيء من التاريخ الحديث والقديم، هل نسي انقلاب 14 تموز وكيف نهبت دوائر الكيان العراقي وقصور الملكية؟. هل نسي الفرهود الذي تعرض له اليهود في أربعينيات القرن الماضي؟ حتى صار مثلاً يضرب في حالات النهب، كلما يريد أحدهم نهب مال الآخر يقول له :شنو قابل مال يهودي. ثم نسي أو تناسى كيف نهب بعض بيوت الكورد (الفيلية) الذين هجرهم حزب البعث المجرم إلى إيران، وبيت كاتب هذه السطور واحداً منهم الخ الخ الخ. أليس كل هذا يؤكد للجميع أنكم – العرب- طارئون على العراق، ليس بوطنكم الأصلي؟ فلذا كلما تسنح لكم الفرصة تعيدوا ذات السلب والنهب الذي قمت به عندما جئتم في صدر الإسلام من صحراء الربع الخالي وغزيتموه وسبيتم نسائه وأطفاله وبعتوهم في أسواق النخاسة؟ أنصحك أن تقرأ كتاب (المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام) لـ(جواد علي) الذي يقول: العرب عرفوا قديماً عند الرومان بـ ” Saracens” وهي ترجمة لكلمة سَراقين. يا عبد السلام طه لا تطلق الكلام على عواهنه، أن وجود سومر سبق استيطانكم في العراق عنوة بآلاف السنين، فلذا لا يوجد شيء في العراق يربطكم به سوى الكذب والتدليس وتزوير الحقائق وهذا ديدنكم. ويستمر عبد السلام بسرد الأكاذيب حيث يربط الاسم السومري للتربة التي هي:” گ Gi =” بالگاع وهي الأرض. حتى هذا الگاع ، هل هي عربية؟ بالطبع لا. لكن باللغة الكوردية “گڵ= Gl” هي التربة. و”گالەGale =” هي الطين المصخرج. و”گل= Gl” مادة شبيهة بالحنة لغسل شعر الرأس الخ. يقول أن حضارة العراق 7000 سنة ثم يخفضها إلى 5000 سنة كأنه جالس في مزاد الخ، أي نعم هذا عمر الحضارة في وادي الرافدين لكنها ليست للعرب صلة بها، تاريخ العرب في شبه الجزيرة العربية لا أحد ينازعهم عليه . دون خجل يقول أننا الأعراب أنتجنا هذه الحضارة والدكتور حميد عبد امتختخ إلى هذا الكلام السائب كما يقال الكلام ليس عليه جمرك، قل كما تشاء لا حسيب ولا رقيب عليك، أنها قناتكم كما يقال تتكلموا بفلوسكم. ذكر اسم منطقة”خورسآباد” في نينوى، لمن لا يعلم أنه الصيغة العربية لاسم “خسروآباد” الملك الساساني الكوردي. حقاً أنه جاهل لا يجيد ألف باء التاريخ. يدعو إلى تعليم الأطفال في المدارس بالحضارة السومرية وغيرها مثل اليابان الخ. لكنه لا يعلم أن اليابانيين اليوم كالعرب في العراق ليسوا السكان الأصليين. أن المصادر التأريخية تؤكد بأن شعب (الآنة) هم السكان الأصليون (لليابان)، ولم يشر إليهم التأريخ خارجها. أما هؤلاء اليابانيون الذين ذكرهم عبد السلام طه كانوا قديماً يعيشون في شمالي منغوليا، ونزحوا منه كمجموعة غزاة واحتلوا ما يعرف اليوم بجزر اليابان؛ ومنحوها هويتها الحالية، في حين أن سكان اليابان الأصليين هم شعب (الاينو- AINU) أن الأينو يتكلمون لغة خاصة بهم، ولا يزال جزء صغير من المواطنين في اليابان ينحدرون من هؤلاء الاينو، وظل اليابانيون الغزاة الوافدون من شمال منغوليا، يعتبرون الشعب الأصلي وهم (الاينو) مواطنين من الدرجة الثانية حتى القرن (التاسع عشر). حقاً أنها قصة شبيهة بمجيء العرب من شبه الجزيرة العربية وتعاملهم العنصري الاستعلائي مع الشعب الكوردي.
في نهاية اللقاء كعادة عموم العرب الدكتور حميد عبد الله لم يستطع أن يتحرر من الذي فيه عن الكورد ذكرهم بصيغة إتهامية يقال هناك آثار مسروقة في متاحف الكورد حتى لم يقل إقليم كوردستان. لا أدري كيف نستطيع نعيش مع هؤلاء ا لـ ب ش ر. لكن عبد السلام طه حتى هذا لا يعجبه، يقول هذه ليست متاحف كوردية بل متاحف عراقية!!. أضع قدمي وما قدمي فيها في كل ما قلته في هذا البرنامج. قليلاً من الصدق والكرامة يا هذا؟ شعب قائم بذاته يعيش على أرض وطنه كوردستان استقطع الاستعمار البريطاني الكافر جزءاً منه وألحقه قسراً بالكيان العراقي المصطنع الذي استحدثه خدمة لمصالحه لا زلتم على النهج الذي رسمه لكم ذلك الكافر الغربي!! أي بشر أنتم يا ترى؟!، أي مخلوق أنتم؟!. عليكم اللعنة. مرة أخرى يخالف عبد السلام الدستور الاتحادي ويقول عن كوردستان شمال العراق.ويقول هل أن التنقيب فيها جرى بموافقة الآثار المركزية. يريد من الكورد أن يستشيروا المحتل العربي الغريب عن العراق وكوردستان عن التنقيب في أرض كوردستان عن الآثار!!. وفي سياق اجتراره لا يعتبر الإيزيديين كورداً!! يا ترى ماذا يكونون أن لم يكونوا كورداً يا عبد السلام أفندي؟؟ سؤال موجه لك رد عليه أن تستطيع، ماذا يكونوا أن لم يكونوا كورد؟.
في نهاية هذا الرد على ادعاءات عبد السلام طه وسكوت حميد عبد الله عليه، دعني عزيزي القارئ أضع أمامك نبذة مختصرة عن طبوغرافية أرض العراق، وصف معالمها. كما يقول لنا العلم والتاريخ أن آخر عصر جليدي كان قبل 20 ألف سنة، عندها غطى الجليد غالبية أراضي الكرة الأرضية، ولم تبقى أرض يابسة سوى وسط الكرة الأرضية كشبه الجزيرة العربية وكوردستان وجزء من إيران والأناضول وشبه جزيرة يونان الخ. لكن بعد ارتفاع درجات الحرارة وذوبان الجليد تدفقت مياه كثيرة جداً من الجليد الذائب نحو تلك المناطق يقال أن منسوب البحار ارتفع من 100 إلى 200 متر فلذا غطت المياه سوريا وشبه جزيرة العرب والعراق لآلاف السنين، ولم تسلم من ارتفاع هذه المياه سوى الأراضي المرتفعة ككوردستان، التي لم تتأثر بها ولم تنتهي الحياة فيها حيث بقيت مستمرة لأنها مرتفعة عن سطح البحر مثال كهف “شانيدر “Shanidar =الذي وجدوا فيها عظام وأدوات للإنسان عمرها 50 ألف سنة، أن هذا الكهف ارتفاعه عن سطح البحر 1800 متر. وهكذا قرية چەرمو – جَرمو، في كوردستان أقدم قرية في العالم وأقدم مجتمع زراعي، ترتفع عن سطح البحر 800 متر.
“يعيد التاريخ نفسه لأن الحمقى لم يفهموه جيداً” (ونستون تشرشل)
08 02 2019