إبراهيم اليوسف
بتكليف من رئيس تحرير صحيفة (المحرر العربي) نهاد الغادري قام الزميل وليد الهبل بتقديم أسئلة إلى عدد من المهتمين بالشأن الكردي (من سياسيين ومثقفين) في سوريا ومنهم: عبدالحميد درويش ــ نصرالدين إبراهيم ــ نذير مصطفى ــ مشعل تمو ــ إبراهيم اليوسف ــ وآخرون …….
وبعد الإجابة عن الأسئلة التي كانت ستنشر ضمن ريبورتاج كامل ، اعتذر السيد الغادري عن نشره ــ رغم تأكيده للزميل الهبل ضرورة أن يتحدث كل منا، دونما تحفظ …!، للعلم أن موادّ مسيئة للأكراد نشرت ( نبيه البرجي مثالاً ) على صفحات هذه الجريدة، وكنت قد أرسلت إليه عدداً من الردود دون أن تحظى بالنشر ــ
ولعلّ رد الكاتب نزار صباغ ــ على صفحات هذه الجريدة ــ على ردّ لي عليه لم تنشره الجريدة لي، أصلاً ،
ــ دليل- على حجم ديمقراطية هذا المنبر .
وهنا، لا يسعني، إلا أن أشير إلى أن عدداً من الصحف العربية: الحياة ــ السفير ــ النهار ــ المستقبل ــ كنا- كمثقفين أكراد – قد أرسلنا إليها بآرائنا، وردودنا، على موادّ مسمومة، نشرتها ، ولكن، للأسف، تم تغييب أصواتنا لعدم التزامها بأخلاقيات النشر، وهي تسعى في هذا المقام إلى: الغمز من الكردي ــ أو تحديداً دسّ السمّ عن طريق العسل ــ وهو ما يوضح بجلاء نمط الديمقراطية، و الرأي والرأي الآخرعند هؤلاء…!.
فيما يلي سؤالا الصحيفة، ومن ثم إجابتي الشخصية، أنشرها،بعد نكث الصحيفة بالوعد الذي قطعته…..على نفسها….:
1-هل تعتقد أن تحرك الأكراد باتجاه رفع الشعار القومي حالياً، جاء متأخراً في ظل زمن العولمة والهيمنة الأمريكية التي ترفض الشعوب العربية والكردية والإسلامية بأجمعها، وتضعها في خانة الاتهام، وتصنفها كمجتمعات وشعوب ارهابية يجب القضاء عليها.
2- يثير البعض الحقوق التاريخية للأكراد في سوريا، هل تعتقد فعلاً أن للأكراد مثل هذه الحقوق.خاصة إذا علمنا أن تاريخ الأكراد في منطقة الجزيرة السورية لا يزيد عن سبعين عاماً….!!؟
…………………………….
لعلّ ما كان يربط الكردي مع العربي ، مع غيرهما ، طيلة المرحلة الما ضية، هو الغطاء الإسلامي الذي أمحى عصبية كل قوم ، من خلال العلاقة الجديدة التي باتت تربط بين سائر مفردات الحالة الجديدة ، أو الفسيفساء الإسلامي ، ذي اللون الواحد ..! ولقد بين الكردي ، طوال انخراطه في إهاب الدين الإسلامي وفاءه –من طرفه – حيث نسيانه الكثير من خصوصياته ، لصالح الاندماج في المجتمع الجديد .
مؤكد إن كرديا واحداً ، أو فارسياً ، أو أفغانياً ، … أو سواهم ، ما كانوا ليقبلون بالانتماء إلى الإسلام ، لو أن ذلك كان سيعني الانتماء إلى قومية أخرى ، هي :
العروبة – كما أراد القومويون العرب لا حقا… جداً ، بل ولا الكردية ، ولا الفارسية، ولا الأفغانية ، ولا أية قومية أخرى البتة ، لأن اللجوء إلى أية قومية – أحادية ..! ، على أنها واجهة الإسلام ( وهذا ما فعله رادة التتريك على نحو واضح ، في وقت سابق ) هي طلقة رحمة في الوشائج المعتقدية ،التي كانت تربط وبقوة لا مثيل لها كل تلك الأقوام المنضوية تحت لواء الإسلام …
بتصوري الشخصي ، لا يمكن فهم – أي تحرك كردي صوب الدعوة إلى قوميته، إلا في ضوء كل ما سبق ، وان كنت على معرفة شخصية تامة ، بوجود تيار إسلامي – من بين الوسط العربي نفسه متجاوز تماما للعقدة – العروبوية – بيد انه خارج إطار ممارسة دوره حتى الآن ، لأسباب عديدة لا تخفى على أحد .
ومن هنا تماما ، يمكن الحكم على التقويم الزماني لرفع الكردي أي شعار خاص به ، والذي جاء انفعاليا كرد فعل ، جد متأخر عن سياقه الفعلي ، لاسيما عند ما نبصر أمام أعيننا كيف أن : الفارسي – التركي – العربي -شركاءه في المكان -كل منه بات يفكر بذاته ، وبخلاصه ، وان كان على حساب الآخر ..، وهو ماكان – كل منهم على حدة ومعا – يمنعونه على الكردي ..!! وفي ما يتعلق بمفهوم العولمة – أو الأمركة – لعلي أحد الأوائل – الذين اتخذوا موقفا واضحا منها ، ومنذ الأشهر الأولى – لطرح – مفهومها الجديد ، بيد أن عدم تفهم – الآخر – لمن حوله ، يدعو الآخر – نفسه، أن يكون انفعاليا ، تجاه ما يجري ضده في الخفاء ، أو العلن ، وان أية نظرة فاحصة للخط البياني لرؤى الإنسان الكردي ، ستؤكد أن هذا الكردي (الآن ) محض انفعالي تجاه الآخر ، وان ما قام به في أحداث – قامشلي – من – تظاهر سلمي – كان رد ا (انفعاليا ) طبيعياً ، على الانتهاكات الخارقة والخرقاء من قبل بعض رموز السلطة له ،الذين وجهوا الرصاص الحي الخارق الحارق والمتفجر! – وإذا كانت مواجهة الأجنبي مطلوبة ،في هذه البرهةالزمانية الأكثر حرجاً،وحساسية ،فلماذا لايتم الإجابة عن أسئلة المواطن السوري –الأكثر وطنية –وضمن حقل الديمقراطية،وإلغاء قانون الطوارىء-والأحكام العرفية –إلى آخر القائمة المقيتة –ومن بين أولى المهام المطلوبة كافة حقوق الكردي ،كشريك في الخريطة ،لاكمحض دخيل ،وكفا التفافاً على هذه الأسئلة، بدعوى وجود مؤامرة على الوطن ،مادمنا جميعا ضد أية مؤامرة تستهدف وطننا، وإذا كنت – أول كردي أشار – إلى أن السيد محافظ الحسكة أوعز الى الّشرط بإطلاق النار على الجماهير المذعورة ، القلقة على مصائر أبنائها بعد حادث الشغب ضمن الملعب، ويشهد على ذلك الالوف من الجمهور كما أكدت ذلك في رسالة إلى د. بشار الأسد ، فإنني-كصحافي – نبهت، وعبر العديد من وسائل الإعلام – ومنذ اللحظة الأولى – إلى أن تلك الرصاصة كان من الممكن أن تصيب عربياً، أو كردياً،أو سريانياً ، أو آشورياً أوأرمنياً أو شاشانياً، أو..سواهم … وكنت أول صوت قال في ليل 12-آذار- مارس – ينبغي ألا يتحول ماتم إلى انه صراع عربي كردي، وهو موقفي الشخصي،لقد قلت علناً وعبر إحدى الفضائيات : لوأن مثل هذا الظلم الشرس قد وقع على عرب، او أرمن، أو سريان، أو آشوريين، أو شركس وشاشان .. وكلهم أهلي في الوطن والإنسانية ،لأعلنت موقفي نفسه مع المظلوم ، ضد فاعل أو مرتكب الجريمة ، وضمن الوسائل الإعلامية – وهذا ما فعلته تماماً من خلال تجربتي في مجال الإعلام على امتداد حوالي ربع قرن من الزمان ،لاسيما وأنني ما إن سمعت صوت الرصاصات التي أطلقت بأمر من محافظ الحسكة،حتى قلت علنا: لقد نسيت ما جرى في الملعب بين فريقين رياضيين، بل ثمة لعبة أخرى يبدو هناك من يريد إدارتها، لقد كنا تماما إزاء فتنة الحسكة :
1- خيار ذوي الروح الوطنية الخيّرة وكان لهم حضورهم الملحوظ، رغم أضاليل أعداء الوحدة الوطنية .
2- خيار إطلاق الرصاص على المواطنين، ومايتبعه حتى الآن ، من عسف، وقمع، واعتقالات .. إلخ؛
، ممثلا ب : محافظ الحسكة – ومن معه، وهو يتحمل وزر كل ما تم.
سواء في ما يتعلق بأرواح كوكبة الشهداء :الكرد- والعرب – بل وتبعات ردودا لفعل التي أعقبت ذلك ،
بمثل هذا الوضوح من الرؤية، أبديت موقفي من الحرب على العراق ،مع (27 مثقفا كرديا
إذ كنا مع إسقاط نظام الدكتاتور، بيد أننا وقفنا في الوقت نفسه ضد إصابة
إصبع أي طفل عراقي بشوكة، بل وإننا استنكرتا آنذاك تهديد سوريا،
من قبل الأمريكان – في وقت حرج جدا، وذلك (4 نيسان وقبل سقوط صدام)
عندما كان يوحى إلى الكثير ين بأن جيراننا االأمريكان قادمون،
لامتصاص –د مهم، وفي الوقت الذي صمّت فيه أصوات متملقة ،
زائفة ، لم نجد لها أي اثر أثناء محنة الكردي وامتحانه ………!
-فعلاً،هذه التهمة تثير الضحك !
لقد قرأت ،وسمعت كثيرين من المنظرين الذين راحوا يتحدثون عن طارئية الكردي على الفضاء الزمكاني ،من خلال صبغ الجزيرة بحضارات ثقافية لاحقة ،رغم استمرار الحضارات الأصلية إلى جانب هاتيك الحضارات في ما بعد،وهو ما سأبينه في بحث لاحق قريباً،لدرجة أن بعضهم يحاول أن يوحي – وفي ظل التأليب على الكردي – أن أية آثار تكتشف –في أية بقعة من الجزيرة السورية، إنما هي عظام أحد جدوده ،أو حليّ المرحومة ّجدته !.
إن أية عودة إلى التأريخ –تؤكد إن قبائل عربية هاجرت من الجزيرة العربية إلى جنوب العراق،ووسط ا لمناطق القريبة من مجرى الفرات، بحثاً عن مواطن الاستقرار والعيش ،ولقد دامت عملية تحولهم من البداوة إلى الاستقرار قروناً،كي تتغلغل قبائل جديدة مع الفتوحات الإسلامية إلى اكثرالمناطق الداخلية السورية، وثمة ملاحظة مهمة ، وهي أن –أكراد –سورية كانوا يدينون قبل الإسلام بسائر ديانات المنطقة ،إلى جانب الزردشتية ــ ديانة الأكثرية ــ ومنها : اليهودية ــ المسيحية ــ وهو موضوع مهم لابد من معرفته في هذا المقام.
وفي ما يتعلق بالتاريخ الحديث دعني أقل لك : أن مزار جدي الذي دفن في القرن الثامن عشر موجود في ــ تل ــ قرية محمد دياب وكمبيالات أسرتي في قريتنا الحدودية ــ شامرلوك ( تل خاتون في منطقة تربه سبي ــ القحطانية ) التي هي الآن في حوزة أسرة حاجو ــ وهي بالطبع ــ نتيجة مصاهرتهم لنا ــ وهي- أي الكمبيالات – موجودة بين يدي ، وتعود إلى قرون …!.
بعيداً عن كل ما سبق ، إنني الآن مع الفسيفساء ( الحقيقي ) للمنطقة ، وألحّ على أن أهم ما ينبغي الاتفاق عليه هو تأسيس وحدة وطنية حقيقية ، غير مصطنعة ، بحيث يكون الجميع شركاء في الخريطة ، كما عرفهم التاريخ الفعلي للمنطقة منذ مئات السنين، وإذا كان لابد من قول كلمة ما أخيراً هي أن أي عقد اجتماعي يفرض على كاهل الجميع تقديم ــ تنازلات معينة ـ للانضواء تحت أ يّ إطار عام ، بيد أن مثل هذا التنازل لن يكون البتة لحساب ــ إطار ضيق ــ لصالح سواه ، ومن هنا فان الإطار الإسلامي ــ كان قادراً على لم الشمل إلى فترة طويلة ، وها هو مفهوم الإطار الوطني قادر الآن على أن يلعب مثل ذلك مثل ذلك الدور ، ولكن شريطة الإخلاص له ، لا أن يطلب من الآخر ، أن يكون صورة عن الذات ، وأحب أن أبين أن الشعب الكردي مرّ في ظروف جدّ مريرة ، بيد أنه حافظ على نفسه ، ولم يذوّب ــ تماماً ــ ولم تمح ملامحه … كما كان يراد لذلك …. ضدّه …،و يبقى أخيراً أن نجيب على سؤال ملح : كيف نرأب الصدع ..؟ و بعيداً عن كل ما تقوم به أجهزة السلطة ….
-إنه السؤال الأكثر وطنيةً….. وإلحاحاً.هيا نجب عنه معاً..!
—————
الحوار المتمدن 2004 / 5 / 3
أكراد سوريا مهاجرون أم يراد تهجيرهم…!!؟
تحت عنوان – سوريا والمسألة الكردية – كتب السيد ادوار حشوة – الأمين العام المساعد الحركة الاشتراكيين العرب في سورية –(مقالاً) نشر في في جريدة – المحرر العدد441/2004 يفتقر إلى ابسط مقومات المقال من حيث البناء ، فهو عبارة عن مجموعة أفكار، اقرب إلى حديث شفاهي، يمكن لأحدنا أن يعرضها وهو – في –باص نقل داخلي – أو بعد كأس ثالثة من الخمرة ، من هنا فهشاشة المبنى ، وتنعكس على هذا النحو – على هشاشة المعنى ، وهو أمر طبيعي في مثل هذا الحال .
يستهل كاتبنا مقاله بالقول : الأكراد جاؤوا إلى سوريا ((مهاجرين)) بسبب حملة التتريك التي قادها حزب الاتحاد و الترقي في الدولة العثمانية ، والتي استهدفت في تركيا الأرمن، وترافقت مع المذابح والتهجير، فاتجهت جموع كثيرة منهم نحو سورية …..!
ويرى ان هذا اللجوء كان كثيفاً في الشمال ، ثم توزغ في مدن : حلب- عفرين –حماة – دمشق- الخ………
واندمج الأكراد بالتالي مع الحياة السورية ( وتحولوا إلى مواطنين سوريين وتعربوا )) ومارسوا كل الحقوق . ودخلو أحزاب – الساحة ، في ما يتعلق بهذه الفقرة ، من آراء السيد حشوة ، أريد التوضيح أن وجود أكراد سوريا،و بعيدا عن الاحتكام إلى التاريخ البعيد – بل بالعودة إلى التاريخ المعاصر نفسه ، سبق – مجازر العثمانيين هذه، فعلى سبيل المثال مزار جدي الرابع – في قرية محمد دياب السورية – أبعد من هذا التاريخ ، ويعود إلى القرن الثامن عشر ، بل ان هناك سندات تمليك عثمانية لملكيةاسرتي في قرية – شامر لوك – وضمن أراضي تل خاتون في سوريا ، تدحض هذا الاجتهاد ، ناهيك عن عودة مزار العابد الكردي موسى الباجلي إلى مئات السنين ، وهو يسبق مرحلة الناصر صلاح الدين ، وناهيك عن أن باني مدينة حماة هو أبو الفداء الكر دي ، ولم يأت الأكراد إلى هذه المنطقة مؤخراً ،و هذا ما يقال عن أكراد دمشق ، وهو أمر يتناوله الاكرد في سوريا في منتهى الوعي ، لان وضع المواطن الكردي في منطقة الجزيرة –كوياني ( عين العرب) أو عفرين ، مختلف عن وضعه في المحافظات ا لسورية الأخرى من حيث قدم علاقته بمناطق سكناه..! وهو بهذا لا يبكي أية اند لس ،
ولا ادري ما الذي يقصده السيد حشوة ، بقوله:إن الأكراد (( تعربوا )) ….!!؟ هل يريد ان يقول : ان التعريب هو الهدف الأخير من المواطنة ، سدرة المنتهى ، بالنسبة إليه ؟
أم انه يتحد ث عن ظاهرة طبيعية في هذا المجال، بحيث نجد انزياحات قومية، تحت ظل ظروف معينة
ومن هنا، قد يكون هناك تكريد عربي أيضا، وبالعكس، رغم ان سياق الحد يث يد ل على غير هذا الاحتمال لأنه
يرى ان التعر يب هو و سام رفيع يعلق على صد رالكردي، و لاالتكريد وسام رفيع يوضع على صدر العربي ، واذا كانت الاموربهذه السذاجة لكان الله سبحانه وتعالى خلق العالم جميعاً بلغة واحدة ، كي يلفظ جميعهم اسمه الواحد …ما دام انه خالفهم أجمعين…..!!…
وهناك عدد كبير من الأخوة يتحد ثون عن ان أول رئيس جمهورية سوري – فوزي سلو – كان كردياً –وكذلك بالنسبة إلى حسني الزعيم …. وسواهما ، ولعل مثل هذا الكلام يدل على – فعالية- الكردي آنذاك في المجال السياسي ، والوطني ، وثقله في هذا المنحى ، وان التهميش الذي تم –هو الذي يثير الأسئلة ، فلماذا تم تغييب ذلك العنصر الفاعل – نهائياً -عن الساحة السياسية !!!،
إلا إذا اعتبر بعضهم تسلل كردي ما عبر حزب جبهوي الى مسؤولية ما، وليس من خلال كرديته انجازاً كبيراً للأكراد ، ومثل هذا حتى وان تم يكون ضمن نطاق ضيق ، لاينا سب و حجم تواجد الكردي في سوريا ، وثمة كثيرون يرون ان هناك- لوبيًا كردياً – وان الأكراد أغنياء ، كما يقول محمد سيد رصاص أحد الذين كتبوا بلؤم عن الأكراد في هذا المجال!!، هي محاولات للالتفاف على المطالب المحقة للأكراد، مع ان عامة الأكراد هم أكثر المواطنين فقراً ،لا سيما وان الكردي ، والمسجل في عداد الأجانب محروم من العمل لدى دوائر ومؤسسات الدولة ! مع ان السيد حشوة نفسه يقر قائلاً : وهؤلاء الأكراد في كل التاريخ السوري لم يرتكبوا معصية ضد وطنهم السوري ، و لابرز فيهم أي فصيل يدعوا للانفصال عنه، وشاركوا في المعارك من أجل الاستقلال وضدالغزو الصهيوني ، ويكرر السيد حشوة – عبارة –طالما ادعاهابعض المزورين للتاريخ المرئي –وعلى البعد المنظور جداً-حين يرى أن هناك من هرب من العراق بسبب مظالم صدام حسين ،أو من جاء مع عبدا لله أوج آلا ن في مطلع ثمانينيات القرن الماضي نتيجة ممارسات قمع الجنرالات الأتراك بحقهم ،وهو ماتدحضه أدلة الواقع ،إذأننالانستطيع الحديث عن عشر أسر كردية –من هذا النوع –وهو بحد ذاته رقم كبير ،قياساًإلى العائلات التي استقرت في سوريا مؤخراً! -إن وجدت – ولا أريد أن أمضي إلى أية أدلة ـتؤكد –ما أطرحه في هذا السياق .
شركاء … ولكن!… :
يسوغ السيد حشوة الإجراءات الاستثنائية المتخذة بحق الأكراد ،ويعزوها إلى مثل هذه الهجرة إلى الأراضي السورية ،وإن تباطؤ-السلطات في وضع حل لمسألة الإحصاء-وسواها،إنما يعود إلى تأنيها للتفريق بين الأكراد الوافدين-والاكرادالسوريين،رغم انه يرى ان أكراد تركيا والعراق قد عادوا في السنوات الماضية بعد تحسن أوضاعهم هناك،وهو كلام ينسف روح المحاججة التي بني عليها رؤيته أصلا،ناهيك عن ان الإحصاء الاستثنائي قد تم في محافظة الحسكة-فقط-في العام 1962-ولقد مر اثنان وأربعون عاماً على هذه الهجرة إلى سوريا ،أي بعد 1980 –بالنسبة للأكراد في تركيا – وعام 1988 بالنسبة للأكراد العراقيين !!!؟.
ويبدو الحل الذي يرتئيه السيد حشوة بإعادة الأكراد الوافدين إلى دولتي الجوار :تركيا –العراق –أمرا في غاية الخطورة ،في ظل عدم وجود واقع من هذا النوع ،وهو بهذا يستهدف الأكراد السوريين الأصلاء ،المتواجدين أباً عن جد، وهو رأي متهور، خطير ،لا يليق بسياسي عريق ،وأمين عام حزب عربي ،له قضيته –هوا لآخر – لا سيما أنني سبق وقرأت كثيراً من آ رائه ،و أعجبت بها ، أيما إعجاب ، مع أن الحلول المقابل’ التي يضعها من أجل إنهاء معاناة الكردي ،وبما لايقبل الإبطاء ،بما في ذلك تجنيس من سلبوا حق الجنسية ،فهو وليد حس وطني ،إنساني ،يمكن الاعتداد به ،رغم وهم بعضهم أنه يجسد كامل الحق الكردي .!
وهنا ،أتذكر بعض الآراء الشوفينية المسعورة بصدد مواطنة الكردي ،حيث راح هؤلاء ليتهموا المواطن الكردي المحروم من الجنسية بأنه عبارة عمن ارتكب أعمالا إجرامية في إحدى دول الجوار ،ولجأ إلى سوريا ،ولاقى الأمان والطمأنينة ،فلم يغادرها إلى حيث موطنه الأول،وهو تفسير مضحك ،ولا يصمد أمام التحليل ، واعتمادا على لغة الوثائق ، لا الكلام السوقي ، المجاني ، الذي يعتمد عليه أصحاب هذه الآراء .
الكردي .. ومن خلال وحدة وطنية غير صورية :
على الرغم ان السيد حشوة –لا يرى وجود مسأ لةقومية في سورية،بيد انه يؤكد في النها يةوجودها،وهوما يدل على التخبط في الرؤى،بيد انه سرعان ما يتجاوزهذه المصيدة المكشوفة ،كي يتحدث بروح مسؤولية عن ضرورة تخيرالنخب السياسيةالمتنورةالتي ترفض الانقسام ،بل واللجوءالى (العقلانيةفي معالجة المسألة الكردية ضرورة وطنية لاتحتمل التأخير في ظروف يستخدم فيها العامل الخارجي هذه الورقة للأضرار بالوحدة السياسية للوطن السوري )وهذا بتصوري – بيت القصيد – وينبغي أن تتضافر كافة الجهود الخيرة للتركيز عليه ،بعيداً عن المضللين الذين يرون طارئية الكردي –مكانياً-أو أ ن التلميذ الكردي –يجلس على مقاعد المدرسة مثل قرينه ،ولا فرق بينهما ….. الخ ، لأن هناك جملة حقوق –الكردي- لابد أن يقر بها رسميا ، بل و أن تنجز، سواء أكانت في ميدان مشاركته في الحياة السياسية العامة في بلده ، و غير ذلك …، وأن تكون له حصته في أية تشكيلة وزارية ، وبرلمانية ، أو إدارية ، ناهيك عن حقوقه الثقافية ، التي آن الاوان لمنحه إياها ، أسوة بسواه ، ان لم يكن هناك ثمة هدف لتهميشه ، وابتلاعه ، وتذويبه ، والى آخر ما هنالك من سياسات أكدت عدم نجاعتها من قبل ….!!!!
————-
الحوار المتمدن 2004 / 4 / 12
أعلاه، أنموذجان-فقط- من عشرات ردودي على بعض المثقفين السوريين، أو العرب، حول الانتفاضة، أو الكرد