العقيد رياض صلاح الدين منشقّ أم مطرود؟

بيسكي كردي
أسئلة ضرورية وحيوية تطرح نفسها عند التعمّق بالسيرة الشخصية للعقيد رياض صلاح الدين: كيف لشخص مثله يحمل الجنسية السورية ولا يحمل العراقية منها أن ينتسب للفرقة الذهبية العراقية؟ هل يحق له أن يتكلم عن روجآفا والقضية الكوردية وهو ومنذ سنين كان ضابطاً في الجيش العراقي؟ لماذا يدعي أنه من مؤسّسي بيشمركة روجآفا في 2015، في حين هذه القوة أنشأت عام 2012 وعلى أيدي خيرة من الضباط والسياسيين الكورد الروزافايين الأحرار؟ ما غايته من تقديم معلومات غير صحيحة في أن قيادات بيشمركة روجآفا من إقليم كوردستان، في حين العميد “محمد رجب” قائد قوات بيشمركة روجآفا من مدينة عفرين؟
انضمّ العقيد رياض صلاح الدين إلى قوات بيشمركة روجآفا في شباط / فبراير ٢٠١٥ بصفة معاون قائد لواء، وفصّل منها وطرد في تموز / يوليو من نفس العام، انضمّ إلى تلك القوات بكل هدوء وسهولة وبموافقة ومراقبة تامة وشديدة من أعلى المستويات من القيادة العامة لقوات البيشمركة، وذلك لكشف شبكة الفساد والتجارة التي رياض صلاح الدين كان أحد أعضاءها، وقد هرب إلى سوريا وكان معه أحد أقاربه ويدعى “أحمد يوسف جميل” الذي كان في دورة لتهيئة الضباط، والخاصة بقوات بيشمركة روجآفا في فيش خابور، ولم يحصل على الرتبة العسكرية.
رياض صلاح الدين، من قرية “خجوكة” التابعة لمحافظة الحسكة، وأحد أبناء “دوقو” وهي عائلة تابعة لعشيرة “محلمية”، في عام 1982 غادر والده سوريا هارباً إلى العراق، بسبب كثرة الديون التي عليه، وكان عمر رياض وقتها (12) عاماً، انضمّ رياض بين عامي (1993 – 1994) إلى الكلية العسكرية، وانضم أيضاً لقوات “زيرفاني” عند تأسيسها عام 2001، ثم فصلوه في 2002، بعد دراسة أمنية، شملت ملفات عديدة، منها علاقاته المشبوهة بتنظيمات معادية لإقليم كوردستان، وتهم أخلاقية وفساد إداري.
سجن في نهاية عام 2015 مدة أربعة أشهر من قبل القيادة “الزيرفانية”، لأنه شكّل كتلة من حوالي (60) عنصراً من أقاربه ومعارفه، واتفق مع شاهين جيلو، لتهريب عناصر من بيشمركة روجآفا – عمداً – وبعد السجن وضعوه في مقر “الزيرفانية” قسم الحركات، لأنه أبعد عنها.
في رواية أقل ما يقال عنها بأنها انتهازية، وعلى وكالة معروفة للقاصي والداني أنها لم تحتكم للعقل يوماً وتنجر دائماً وراء المصالح والأجندات المشبوهة وتستثمرها، لتعادي بها القضية الكوردية وكوردستان بشكل علني ومباشر، تصبّ جام غضبها وغلها على إقليم كوردستان، ولم تفلح يوماً، لأن إقليم كوردستان يدرك تماماً ماذا يفعل ومتى وكيف؟ 
يخرج أحد الضباط، وبين ليلة وضحاها ينتقل بعقله من فكر إلى فكر، معلناً انشقاقه عبر وكالة هاوار التابعة لحزب الاتحاد الديمقراطي PYD عن قوات بيشمركة روجآفا، وبأسلوب متطفل بعيد لا يليق بجندي يحمل رتبة عسكرية، وأنها قوات تلقى الدعم المادي والعسكري من تركيا، وتحارب مكتسبات الشعب الكوردي، وتضحي في المعارك لأجل إقليم كوردستان.
خلال معلومات أولية حصلت عليها من بعض الأصدقاء، منهم بارزانيين وآبوجيين ومستقلين، وكل الآراء تركزت على مسألة واحدة أن العقيد رياض لم يكن منشقاً عن قوات بيشمركة روجآفا، بل كان مطروداً بقرار رسمي من قيادة تلك القوات، فلماذا ظهر في هذا التوقيت الحسّاس؟ وما الرسالة التي أراد مجنّدوه توصيلها؟ ومَن يدعمه ويقف وراءه؟ وهل تصريحه – المشكوك في صدقه وصحته – يخدم القضية الكوردية في كوردستان سوريا؟
العقيد الذي طرد من قوات بيشمركة روجآفا، بسبب ما ارتكبه من مشاكل وتخريب وحماقات وسلوكيات غير أخلاقية وتكتلات عسكرية، محاولاً مراراً وتكراراً توريط بيشمركة روجآفا في صراعات لا ناقة لهم فيها ولا جمل، وتحت قيادة قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من جهات لا تريد الخير للكورد، كمحاربتهم في تحرير الرقة ودير الزور وغيرها من المناطق العربية، وكما هو معلوم في الأوساط السياسية والعسكرية والاجتماعية أن بيشمركة روجآفا قوة كوردستانية، لم ولن تقاتل إلا دفاعاً عن المناطق الكوردية.
العقيد حاول ذلك، دون إذن من قيادة البيشمركة، وقد طلب مراراً من البيشمركة الدخول إلى هذه المناطق العربية، والقتال تحت راية قوات سوريا الديمقراطية، لكن رد قيادة بيشمركة روجآفا كان الرفض المطلق، وهو الآن موجود في روجآفا منذ عدة أشهر، بسبب طرده منها، وحاول بكل الوسائل ومنذ ذلك الحين جذب البعض من العناصر الشباب إلى طرفه، ولكن محاولاته باءت بالفشل، وبعد الفشل الذريع، يعلن نفسه منشقاً، ويصرح تصريحات لا أساس لها من الصحة، لتشويه سمعة البيشمركة على وكالات إعلامية معادية للقضية الكوردية، والجميع يدرك حقيقة ما قدمه البيشمركة في المعارك ضد داعش والحشد الشعبي، في معاركهما ضد الكورد.
 
العقيد رياض خريج معسكر قلاجولان التابع للاتحاد الوطني المعروف بعلاقاته الوطيدة مع الـ PKK، وضابط سابق في الجيش العراقي، على الرغم من جنسيته السورية، أما عن حديثه عن كيفية تطويع الشباب في بيشمركة روجآفا واتهاماته الباطلة، فالجميع يعلم أن الشباب ينتظرون شهور عدة حتى يتم قبولهم في تلك القوات، وذلك بعد دراسة شاملة عن حياتهم، وهناك الآلاف من الذين سجلوا أسمائهم من المستقلين والحزبيين، ولا زالوا ينتظرون الموافقة، لأداء هذا الواجب القومي.
خلاصة القول، ولتكن رسالة أخوية لأنصار PYD و PKK و YPG فهناك المئات من كوادر وقيادات الـ YPG والـ PKK انشقوا من صفوف قواتهم، والتجئوا إلى إقليم كوردستان، لم يظهروا في الإعلام للنيل من الـ YPG أو PKK أو سرد قصص وهمية وشخصية، رغم أنه هناك حقائق دامغة ومهمة يجب أن تقال، لكن في إقليم كوردستان لم يتم استخدامهم بهذا الشكل الرخيص.

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

د. محمود عباس   إن حملة وحماة القومية النيرة والمبنية على المفاهيم الحضارية والتنويرية لا يمكن أن يكونوا دعاة إلغاء الآخر أو كراهيته. على العكس، فإن القومية المتناغمة مع مبادئ التنوير تتجسد في احترام التنوع والتعددية، وفي تبني سياسات تعزز حقوق الإنسان والمساواة. ما أشرت (هذا المقال هو بمثابة حوار ورد على ما أورده القارئ الكريم ‘سجاد تقي كاظم’ من…

لوركا بيراني   صرخة مسؤولية في لحظة فارقة. تمر منطقتنا بمرحلة تاريخية دقيقة ومعقدة يختلط فيها الألم الإنساني بالعجز الجماعي عن توفير حلول حقيقية لمعاناة النازحين والمهجرين قسراً من مناطقهم، وخاصة أهلنا الكورد الذين ذاقوا مرارة النزوح لمرات عدة منذ كارثة عفرين عام 2018 وحتى الأحداث الأخيرة التي طالت مناطق تل رفعت والشهباء والشيخ مقصود وغيرها. إن ما يجري…

المهندس باسل قس نصر الله ونعمٌ .. بأنني لم أقل أن كل شيء ممتاز وأن لا أحداً سيدخل حلب .. فكانوا هم أول من خَرَج ونعم .. بأنني كنتُ مستشاراً لمفتي سورية من ٢٠٠٦ حتى الغاء المنصب في عام ٢٠٢١ واستُبدل ذلك بلجان إفتاء في كل محافظة وهناك رئيس لجان افتاء لسائر المحافظات السورية. ونعم أخرى .. بأنني مسيحي وأكون…

إبراهيم اليوسف بعد الفضائح التي ارتكبها غير الطيب رجب أردوغان في احتلاله لعفرين- من أجل ديمومة كرسيه وليس لأجل مصلحة تركيا- واستعانته بقطاع طرق مرتزقة مجرمين يعيثون قتلاً وفسادًا في عفرين، حاول هذه المرة أن يعدل عن خطته السابقة. يبدو أن هناك ضوءًا أخضر من جهات دولية لتنفيذ المخطط وطرد إيران من سوريا، والإجهاز على حزب الله. لكن، وكل هذا…