«مسعود بارزاني» في سطور

الأمازيغي: يوسف بويحيى
لا أريد أن أخوض في تاريخ لم أعشه ،لهذا أكتفي هنا بمعاصرتي للثورات الكوردية من منتصف التسعينيات إلى الآن بقيادة “مسعود بارزاني” ،من خلالها إقتنعت بأن “بارزاني” وحده من يستحق الإحترام في تاريخ النضال و الفكر و المبدأ و القيم و السياسة ،رغم أن الأغلبية ستتفق معي على أن السياسة لعبة خبيثة بلا أخلاق إلا أن “مسعود بارزاني” يعد القمر الصافي رغم تلوث المحيط ،بل أتحدى ان يأتيني أحد بشيء يتبث تورطه في شيء لاأخلاقي او صفقة ضد شعبه و وطنه و أي إنسان بريء…
*لماذا مسعود بارزاني زعيم الأمة الكوردية؟!
أسباب كثيرة تاريخية متراكمة متوارثة جعلت منه زعيم امة بلا منازع ،منها أنه لم تستطع أي قيادة كوردية أخرى أن تشكل عقبة للغزاة في كوردستان بقدر ما شكلها البارزاني ذاته ،لم يستطع أي قيادي ان يعطي صورة جميلة و قوية لكوردستان في نظر الأعداء و العالم بقدر ما إستطاع البارزاني ذلك وحده ،لم يستطع أي كوردي بناء كوردستان من إقليم متواضع إلى دولة مكتملة تنافس أغلبية الدول الإقليمية و الإفريقية…سواه ،ليس هناك قائد كوردي ثار ضد الظلم لصالح شعبه و وطنه دون أي مصلحة شخصية إلا البارزاني ذاته ،بل وحده الوحيد من لم يعمل كعميل و مرتزق لصالح جهات دولية و إقليمية ،البارزاني الوحيد من عمل و خدم أمته بكل صدق و وفاء بلا مقابل…،لهذا هو زعيم الأمة الكوردية بلا منازع.
*لماذا مسعود بارزاني مرجع الأمة الكوردية؟!
هي الأخرى لأسباب عديدة لا تعد و لا تحصى ،كونه الوحيد الذي ناضل من لا شيء ضد الديكتاتورية ،كما الوحيد الذي لم يتنازل و لم يساوم على حقوق شعبه و وطنه ،بل الوحيد الذي لم يخرج من كوردستان خوفا و لا إستسلاما للعدو ،والوحيد الذي لم يترك كوردستان للأعداء بٱعتبارها أمانة ،والوحيد من تحمل كل الضغوطات و المآسي لأجل إعلاء كلمة الكورد و كوردستان ،بل الوحيد الذي لا يحمل جواز سفر دولي إصرارا على ألا يخرج من كوردستان إلا شهيدا ،والوحيد من أقسم و أوقف إراقة الدم الكوردي و ربى أجيالا و أجيالا على ذلك ،والوحيد من أجمع شتات الكورد من الزوال و أوقف الإضطهاد و النزوح الكوردي ،والوحيد الذي أعاد الكورد إلى الحياة و الوجود ،بل الوحيد الذي لولاه لقتل الكورد على أيدي قادة الكورد قبل الأعداء….لهذا هو مرجع الأمة الكوردية.
*لماذا مسعود بارزاني جبل كوردستان المعاصر؟!
أولا لأنه ٱبن الجبل الخالد الذي سطر حدود كوردستان بدمه و عرق جبينه ،لأنه ولد من صلب الجبل و فوق الجبل و عاش في كهوف الجبال ،لأنه الوحيد الذي يحسب له الف حساب في كوردستان الكبرى من طرف العدو و الصديق ،لأنه الوحيد الذي لم يركع لأحد إلا لله و خدمة لشعبه و وطنه ،لأنه الوحيد الذي لا تغيير في كوردستان إلا بموافقته ،لأنه الوحيد الذي لا خطوة في العراق إلا بلمسته ،لأنه الوحيد الذي لا أمان و لا إستقرار للمنطقة إلا بإرضائه لحقوق شعبه ،لأنه الوحيد الذي يمثل كوردستان في نظر العالم بأسرها ،لأنه الوحيد الذي شكل العقبة لكل الأنظمة الإقليمية و الدولية حفاظا على حقوق شعبه و وطنه…لهذا مسعود بارزاني جبل كوردستان.
*لماذا مسعود بارزاني منبع الإنسانية للأمة الكوردية؟!
إذا كان “محمود درويش” قال يوما بأن الكورد شعب لا يعرف الحقد و ينسى الكراهية ،فإني أقول بأن خير مثال على قوله هو “مسعود بارزاني” ،مثال يحتدى به في كل شيء بما في ذلك الإنسانية المفرطة منه ،لأنه الزعيم الوحيد الذي لم يقتل شعبه و سامح أبناء جلدته ،والوحيد الذي أوى المتمردين عليه سياسيين و فنانين و كتاب و فلاحين كوردا و عربا و فرسا و تركا…بقلب رحب ،والوحيد من أكرم أولئك الذين هاجوه و هاجموه و أطعمهم و أمنهم من خوف ،والوحيد من يعطي من ماله الخاص لأجل حقوق و حاجيات شعبه ،هو الملجأ الآمن لكل الفارين من الديكتاتورية ،الوحيد الذي لم ينطق أبدا كلمة عدو في حق بني جلدته و شعوب العالم ،والوحيد الذي قتلت عشيرته و شعبه مع ذلك مازال محبا للسلام و الحياة و التعايش ،فكل من هجاه و عداه من الكورد و العرب و الفرس و الترك مايزال خبز البارزاني و كوردستان في بطونهم…لهذا لا أحد يستطيع منافسة مسعود بارزاني في الإنسانية.
*لماذا مسعود بارزاني عبقري الأمة الكوردية؟!
هنا أريد أن أذكر ببعض من إستهزأ بالكوفية الكوردية معتبرا إياها رمز الغباء و التخلف بأنه أكبر غبي في تاريخ البشرية إلى الآن ،كما لا أريد أن أذكر ٱسم الأغبياء كي لا أفسد جمال الكتابة ،لا يخفى على الكورد من هم الحثالة كونها الأخرى تعرف نفسها ،فمسعود بارزاني في عصره إستطاع أن يوصل القضية الكوردية إلى المحافل الدولية من أوسع الأبواب ،كما إستطاع أن يعلي علم كوردستان في أوطان أروبا و أمريكا و الخليج و دول الأنظمة الغاصبة ،وإستطاع أن يتكلم من داخل البرلمان الأروبي باللغة الكوردية الأم ،وإستطاع تدويل المشروع الكوردي دوليا و إقليميا بكل ذكاء و حنكة ،وإستطاع أن يربح المعركة الأخلاقية عندما طلب داخل البرلمان الأروبي بإسقاط تهمة الإرهاب على بني جلدته ،وإستطاع أن يؤسس قوة عسكرية حطمت كل الأساطير الإرهابية ،وإستطاع أن يضمن لقوة البيشمركة إعترافا دوليا رغم معارضة الأعداء ،وإستطاع أن يصد الإرهاب عوض كل العالم ليثبت أن شعبه مسالم محب للحياة و السلام ،وإستطاع أن يجري إستفتاءا تاريخيا و مكسبا كبيرا للكورد و كوردستان ،وإستطاع ان يضع اللبنات الأساسية لإلحاق قوة البيشمركة للحلف الأطلسي ،وإستطاع أن يفرض نفسه و قناعته على الدول الإقليمية و الدولية خدمة لشعبه و وطنه،و إستطاع صاحب الكوفية الحمراء أن يقوم بما لم يستطع أي رئيس و أمير و ملك دولة أن يفعله لشعبه و وطنه…،لهذا مسعود بارزاني عبقري الأمة الكوردية.
*لماذا مسعود بارزاني لن يتكرر أبدا؟!
رغم أني اومن بالعظمة البشرية التي مصدرها العقل و البصيرة إلا أني أجزم بأن مسعود بارزاني واحد لا ثاني له ،شخصية لن تتكرر أبدا في التاريخ الإنساني لإكتمالها ذاتيا و موضوعيا ،شخص قل نظيره بل لا أحد من شعوب العالم الحالية يمتلك زعيما بشخصية مسعود بارزاني ،روح خلوقة و قنوعة و متواضعة و بسيطة و شامخة و مبدئية و شجاعة و عنيدة و قوية و رحيمة و رقيقة…،كتذكير أن هناك زعماء مروا و مازالوا لكن للأسف معظمهم مجرمين و قتلة ،هنا نتحدث عن الرقي و الشموخ و الإنسانية قبل الزعامة و القيادة لهذا لا أحد مثل بارزاني ،بل سيعجز التاريخ مستقبلا أن ينجب شخصية مثله…لهذا مسعود بارزاني واحد لا ثاني له.
*لماذا مسعود بارزاني كوردي حتى إن كنت لا تعرفه؟!
سؤال قد يظنه الجميع غريبا من خلال طريقة طرحه ،لكن سأحاول أن أسلط الضوء على ما أريد إيصاله من سؤالي ،لا احد ينكر أن مسعود بارزاني كوردي الروح و الجسد و الأصل ،بل كورديته متجذرة بحد جذور جبال كوردستان العميقة ،لكن ما أريده من كلامي هو أن شخصية مسعود بارزاني الوحيدة من تعكس الكورياتية بدون أدنى معرفة بشخصه العظيم ،بمجرد أن ترى صورة مسعود بارزاني و تدقق و تحللها عن باقي القيادات الكوردية ستقطع الشك باليقين أنه الكوردي الحقيقي بين أؤلئك المعنيين ،فملامحه و حركاته و سلوكياته و طباعه تثبت بأنه كوردي بلا أدنى شك ،إضافة إلى نمط حياته و هندامه و ميولاته الحياتية تؤكد صدقا كوردستانيته ببصمة الآلهة على معدنه النفيس ،من خلال التعمق في شخصية بارزاني سيلاحظ بالملموس ما كنا نحن الأمازيغ نقرأه عن الكورد و أخلاقهم و بطولاتهم و تاريخهم و قيمهم و فنونهم…،حقا هو قطعة حية من ذلك التاريخ الكوردي العظيم.
*لماذا مسعود بارزاني خلوق الأمة الكوردية؟!
للإجابة على هذا السؤال لم أجد أفضل من ٱلإستدلال بفكر العظيم الكوردي “زرادشت” و مدى ثأتير فكره و قيمه و أخلاقه على الشعب الكوردي ،إذ كان لزرادشت الدور الرئيسي في إعادة أروبا إلى صوابها النظامي و الأخلاقي ،بل أعاد للإنسان كنوزه المفقودة بفعل الطبيعة القاسية ،نعم كان لزرادشت دور كبير في إعادة الشرق الأوسط و آسيا و أروبا إلى الحياة الطبيعية ،فما كان لفلاسفة عصر التنوير و النهضة سوى الأخد من فكر زرادشت الذي لم يرى التاريخ إنسانا عظيما مثله ،لو دققنا جيدا في فلسفة زرادشت الأخلاقية و الإيمانية سنجد أن أخلاق الكورد و إيماناتهم بالفطرة ترمي بظلالها عليها ،نفس الشيء ينطبق على مسعود بارزاني الذي أراه برج أخلاقي يستمد سموه من فلسفة زرادشت بالفطرة و التاريخ ،حيث كان لزرادشت دور كبير في تغيير الأخلاق و الأنماط إلى الرقي و إعادة أمجاد الإنسان المتفوق ،لهذا العالم بأسره يعترف و يلاحظ دائما أن الكورد أخلاقيون و متميزون عن باقي شعوب المنطقة.
*لماذا مسعود بارزاني قدوة لكل العقلاء؟!
ما من إنسان عاقل ستجده يكره الأحرار ،لهذا فمسعود بارزاني قدوة ليس فقط للكورد بل لكل انسان حر عاقل ،قدوة إنسانية متكاملة ذاتيا و أخلاقيا و فكريا ،أرى أن أي شعب في أمس الحاجة لهذا النوع من الركائز البشرية ،فلو تمعنا بمنطق سديد سنستنبط أن كل من الأمة الأمازيغية و العربية و التركية و الفارسية…لا تملك زعيما كمسعود بارزاني في عصرنا هذا ،لهذا لا أتوانى عن قول هذه الحقيقة ولو على حياتي ،كما أعمل بجهد على أن أحت الشباب الأمازيغي للقراءة و الٱطلاع على شخصية “مسعود بارزاني” و تاريخه و فكره و تجاربه و مواقفه كونه المرجع الحي لكل الشعوب المضطهدة في تاريخنا المعاصر الحالي ،إعتراف ليس فقط مني كأمازيغي لي ذكريات مع “مسعود بارزاني” و لكن حقيقة أقر بها اعداء كوردستان قبل الإنسانيين.
*لماذا “يوسف بويحيى” يعترف بمسعود بارزاني؟!
لا أستطيع لملمة الإجابة في سطور و لا حتى في كتاب ،لكن لدي دوافع رئيسية على إقتناعي بالبارزاني الإنسان السياسي و المقاتل و الثائر النظيف الذي صادفت معرفته في حياتي ،فإن كان ٱسم كوردستان و الكورد مازال متداولا فإن للبارزاني الفضل الكبير في ذلك ،بإعتباره الوحيد من عمل على إبقاء الكورد على الخريطة عن باقي كل القيادات الكوردية الرديفة ،بغض النظر على ذكريات طفولتي بالبارزاني التي تسكنني إلى الآن إلا أنه الوحيد من إستطاع أن يقلب كل شيء رأسا على عقب في حياتي ،بل الوحيد من عمل لأمته و شعبه بكل وفاء و إخلاص دون مقابل ،يوما ستكون كوردستان مستقلة حرة لكن كونوا متيقنين أن “مسعود بارزاني” واحد لن يتكرر أبدا إلا إذا عاد نفس التاريخ للوراء ،وهذا أمر مستحيل.

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

إبراهيم اليوسف لا ريب أنه عندما تتحول حقوق الإنسان إلى أولوية نضالية في عالم غارق بالصراعات والانتهاكات، فإن منظمات المجتمع المدني الجادة تبرز كحارس أمين على القيم الإنسانية. في هذا السياق، تحديداً، تأسست منظمة حقوق الإنسان في سوريا- ماف في مدينة قامشلي، عام 2004، كردّ فعل سلمي حضاري على انتهاكات صارخة شهدتها المنطقة، وبخاصة بعد انتفاضة آذار الكردية 2004. ومنذ…

عنايت ديكو   الوجه الأول: – أرى أن صفقة “بهچلي – أوجلان” هي عبارة عن اتفاقية ذات طابع أمني وجيوسياسي بحت، بدأت معالمها تتكشف بشكل واضح لكل من يتابع الوضع عن كثب، ويلاحظ توزيع الأدوار وتأثيراتها على مختلف الأصعدة السياسية، الأمنية، والاجتماعية داخل تركيا وخارجها. الهدف الرئيسي من هذه الصفقة هو ضمان الأمن القومي التركي وتعزيز الجبهة الداخلية بجميع تفاصيلها…

اكرم حسين العلمانيّة هي مبدأ سياسي وفلسفي يهدف إلى فصل الدين عن الدولة والمؤسسات الحكومية ، وتنظيم الشؤون العامة بما يعتمد على المنطق، والعقلانية، والقوانين الوضعية بدون تدخل ديني. يتضمن مبدأ العلمانيّة الحفاظ على حرية الدين والمعتقد للأفراد، وضمان عدم التمييز ضد أي شخص بسبب دينه أو اعتقاده. تاريخياً ظهرت العلمانية مع اندلاع الثورة الفرنسية حيث خرجت الطبقة البرجوازية…

اننا في الفيدرالية السورية لحقوق الانسان والمنظمات والهيئات المدافعة عن حقوق الإنسان في سورية، وبالمشاركة مع أطفال العالم وجميع المدافعين عن حقوق الطفل وحقوق المرأة وحقوق الانسان، نحيي احتفال العالم بالذكرى السنوية الثلاثين لاتفاقية حقوق الطفل، التي تؤكد على الحقوق الأساسية للطفل في كل مكان وزمان. وقد نالت هذه الاتفاقية التصديق عليها في معظم أنحاء العالم، بعد أن أقرتها الجمعية…