شاهين أحمد
ما أن يصدر تصريح مقتضب أو ينشر بوست مختصرأو مكتوب مصغرعلى صفحة أحد قيادات الدرجة الخامسة لفرع pkk في كوردستان سوريا حتى يحصل مايشبه “الاستنفار” من قبل بعض الجهابذة من شخصيات محسوبة ومصنفة في الخطوط الأولى لقيادة العمل القومي – الوطني الكوردي وذلك لجهة التهليل والترحيب لابل وحتى التطبيل والتزمير لما صدر !.
بداية وكي لايخرج علينا البعض من دعاة وحدة الصف ويلقي علينا الخطب ويوزع الإتهامات يميناً وشمالاً . نقول ليس هناك كوردي واحد يستطيع أن يرفض أويتهرب من وحدة الصف إذا كان يملك ذرة شرف وإحساس تجاه شعبنا وقضيته العادلة ،لكن علينا أن نمتلك الحد الأدنى من الصدق والصراحة والجراة تجاه ماحصل ويحصل .
منذ بدء العمليات العسكري التركية وبالتعاون مع بعض الفصائل المسلحة السورية المقربة من تركيا في منطقة عفرين – كوردستان سوريا ، ونتيجة انفلات وغياب الضوابط الإعلامية واختلاف الدوافع حفلت صفحات التواصل الاجتماعي ومختلف المواقع الالكترونية وكذلك المنابر المرئية والمسموعة والمقروءة بخطاب عاطفي كان في جزئه الغالب نوعاً من الترفيه السياسي أو هروباً من الفراغ القاتل الذي يعاني منه أغلبية الاخوة في في بلدان المهجر، وظهرت مصطلحات غريبة من لدن شخصيات وكتاب وسياسيين وحتى أطر وأحزاب من مختلف التوجهات السياسية والفكرية المختلفة وحتى المتناقضة ، تحاول زوراً تشبيه مايجري في عفرين بما جرى في كركوك !. وأدت هذه الغزارة في الخطاب العاطفي السطحي والفوضى الإعلامية إلى طمس الحقائق والقفز على الأسباب الحقيقية التي أدت إلى حدوث وتكرار هكذا كوارث وبنفس الأدوات ومن قبل ذات الجهات .
بداية وقبل كل شيء علينا أن نسأل أنفسنا وكذلك هؤلاء الاخوة الذين تفاعلوا مع مأساة أهلنا في كوباني سابقاً وعفرين حالياً بعض الأسئلة الضرورية التي تطرح نفسها بإلحاح علينا جميعاً كي نفهم الحدث من خلال معرفة الأسباب الحقيقية لهذه الكارثة وماسبقها وماقد يتبعها لاسمح الله .
ماهي المقاومة ومن هم هؤلاء المقاومون وماهويتهم ؟ مامشروع هؤلاء المقاومون وماتحالفاتهم ؟ من هم أصحاب القرار في هذه المقاومة ؟ مامدى التقارب في مصالح هؤلاء المقاومون مع المصالح القومية العليا لشعبنا الكوردي في كوردستان سوريا ؟ هل هذه المعركة هي معركة الكورد والسورييين أم أنها معركة خارجية تنفذ على أرضنا وبدماء أبناءنا ؟ هل كان البيت الكوردي السوري جاهزاً لخوض هكذا معركة ؟ كيف تعامل أبناء شعبنا في بلدان المهجر مع هذه الكارثة ؟ لماذا لم تساند اية جهة دولية أو اقليمية ذات وزن واعتبار هذه المقاومة ؟ وبالنتيجة مالفائدة التي جنيناها نحن ككورد سوريا بشكل عام وأهلنا في منطقة عفرين بصورة خاصة من هذه المقاومة ؟ . كيف تعامل المجلس الوطني الكوردي ENKS مع هذه الكارثة ؟ وكذلك كيف تعامل الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية مع هذه المعركة ؟
بكل اسف تعاملت أغلبية النخب المتعلمة لشعبنا وكذلك قواه السياسية مع هذا الحدث من خلال نمط إعلامي عاطفي سمته الغالبة كان الانفعال ، حيث رأينا كيف أن الأغلبية الكاسحة من الكوادرالقيادية – التي ناضلت عشرات السنيين في مختلف المدارس الفكرية والحزبية في إطار الحركة التحررية القومية الكوردية – ضلت الطريق وفقدت التوازن من خلال اللجوء إلى وسائط التواصل الاجتماعي المختلفة ليكتبوا ويعلقوا على الحدث وكل مايجري ويدينوا ويشجبوا ويهاجموا ويشتموا ويحللوا ويوزعوا الاتهامات يميناً وشمالاً ويخلطوا الأوراق لكي ” يختفي ” تحت أكوامها ” المسبب ” دون أن يدركوا بأنهم يقدمون خدمات مجانية لهذه الأداة التي تسببت في حدوث هذه الكارثة . ومن المفارقات المحزنة أن يلجأ البعض من هؤلاء الاخوة – الكوادر – إلى محاولات إيجاد شركاء لهؤلاء الذين تسببوا في حصول هذه المأساة ! . مارأيناه بكل أسف كانت سيولاً من الانفعالات العاطفية صبت جلها في بحور المأساة المستدامة لقضية شعبنا وفسرت من قبل بعض الأصدقاء وكأنها محاولة هروب لتجاهل مايجري والتنصل من مواجهته بمسؤولية .
هذا الحدث – الكارثة – هو نتيجة وعارض ومؤشر في وقت واحد. هو نتيجة حتمية ومتعمدة لسياسة ممنهجة وخطة مدبرة ومحكمة ولم تكن الحلقة الأولى ولن تكون الأخيرة في هذا المسلسل الدامي . وعارض لتفاعلات معروفة بين جهات وعناصروكل مايلزم تفاعلت واختمرت بما فيه الكفاية في ظروف مخبرية هيأت لها كل المستلزمات التي تحتاجها . وهو مؤشر قوي على دخولنا لمرحلة جديدة أكثر خطورة – وماحدث ليس إلا البداية – سماتها إزالة الغموض وحصول مفاجئات وانهيارات وولادة اتجاهات جديدة وحدوث تحولات جذرية عميقة تؤدي إلى عمليات فرز واستقطابات على مختلف الأصعدة .
مناسبة عرض ماسبق هو مانراه من تطبيل وتزمير لماصدر من كلمات عابرة من السيدة – آسيا عبد الله – القيادية في حزب pyd الفرع السوري لحزب العمال الكوردستاني pkk حول دعوتها لعقد مؤتمر للأحزاب الكوردية في سوريا .
في الحقيقة ورغم إيجابية الدعوة من حيث المبدأ لكنها لاتنسجم أبداً مع تاريخ وبرنامج منظومة حزب العمال الكوردستاني pkk بشكل عام وكذلك مع كل ماصدرمن فرعها السوري – pyd وماتسمى بالإدارة الذاتية المؤقتة التابعة له ومختلف المسميات الأخرى التي تفرعت وتعددت – والتي تحتل السيدة المذكورة موقعا قيادياً فيه بصورة خاصة .
طالما أنه لا في برنامج حزب pyd ولا في العقد الإجتماعي الناظم لعمل ماتسمى بإدارته الذاتية ولا في المسميات الأخرى المختلفة السياسية والعسكرية والإدارية التابعة للحزب المذكور ، وكذلك كافة التصريحات والبيانات التي تصدر بين الفينة والاخرى من مختلف قيادات الفرع المذكور أية إشارة ولو بسيطة أو عابرة إلى وجود الشعب الكوردي في سورية وقضيته العادلة . بالمقابل يصرحون بشكل شبه يومي بأن مشروعهم هو مشروع الأمة الديمقراطية ومجال اهتمامهم الأول يتمحور في الإيكولوجيا ، لابل حتى يعتبرون أن مجرد الإشارة إلى القوميات تخلفاً وجزءً من الماضي المتخلف ، ويجاهرون بانهم ضد الدولة القومية . والسؤال هنا : مالذي يجمعنا مع هؤلاء ؟ أي بمعنى أوضح ماهي مساحة التقاطعات والمشتركات بين المجلس الوطني الكوردي ENKS – الذي يطرح نفسه كحامل للمشروع القومي الكوردي في كوردستان سوريا – وبين منظومة TEV – DEM التي تعتبر نفسها كحامل لمشروع الأمة الديمقراطية ؟؟.
لماذا لم يتم الالتزام بالإتفاقيات الموقعة من ( هولير 1 وهولير 2 ودهوك وملحقاتها ) ؟
بتقديري إمكانية التلاقي والتجاوب مع هكذا دعوات واجبة وممكنة فقط إذا تحقق أحد الشرطين التاليين :
1 – إما تخلي حزب pyd وبقية المؤسسات والهيئات والإدارات التابعة له عن مشروعهم المسمى بالأمة الديمقراطية وتبني المشروع القومي الكوردي والإقراربشكل واضح بوجود الشعب الكوردي في سوريا على أرضه التاريخية التي ألحقت بسوريا بموجب اتفاقية سايكس – بيكو عام 1916 وفك ارتباطاته العضوية مع حزب العمال الكوردستاني pkk وكذلك فك تحالفاته مع نظام البعث القاتل ومختلف الميليشيات الشيعية الأخرى ومن ثم الإعتذار للشعب الكوردي خاصة والسوري عامة عن الجرائم التي ارتكبه طوال المرحلة المنصرمة ، والاستعداد الكامل لتقديم المجرمين إلى المحاكمات العادلة واتخاذ جملة إجراءات لبناء الثقة من تبييض السجون وإلغاء الإجراءات الأحادية وفتح مقرات الأحزاب الكوردية والمجلس الوطني الكوردي والكشف عن مصير المفقودين والمختطفين…الخ . والأهم السماح لبشمركة كوردستان سوريا المعروفة بـ ” لشكري روج ” الدخول إلى كوردستان سوريا والمشاركة في حماية شعبنا
2 – أو تخلي المجلس الوطني الكوردي عن المشروع القومي الكوردي والانسحاب من أطر المعارضة السورية والاعتذار للشعب الكوردي والالتحاق بالنظام القاتل وتبني مشروع الأمة الديمقراطية وحصر عمله وأهتماماته في مجال الإيكولوجيا والانخراط في مؤسسات وهيئات الإدارة الذاتية وماتسمى بفدرالية الشمال ……الخ
وإلا التطبيل والتزمير لهكذا دعوات لامبر له على الإطلاق ومضيعة للوقت ومحاولة متعمدة لخلط الأوراق وتقديم لوحة ضبابية لأبناء شعبنا الكوردي في كوردستان سوريا وتشويه لحقيقة الصراع وحرفه عن المسار وتوظيف الإمكانات في القضايا الهامشية ومحاولة يائسة لتبرئة pyd من كل ماحصل والتغطية على فشله وهزائمه …وللموضوع بقية .