ترتيب الحركة الكردية في سوريا

يحيى السلو

أولا:  (الجبهة) و( التحالف):

 إن مختصر التنظيمات التي ًشكلت  سواء الجبهة أو التحالف  تعتبر في جوهرها تنظيمات من العهد السوفيتي الطراز .

شكلوا هذه التحالفات كنوع من إنقاذ ماء الوجه أمام الشعب ,  بغطاء سياسة ( أنهم يكفرون عن ماضيهم ) .

لأنهم بالأصل فقدوا مصداقيتهم في الشارع الكردي وذلك نتيجة الانشقاقات والتبعيات الخارجية والخلافات الفردية والأنانيات …..

و..و….التي نخرتهم حتى العظام.

ثانياً:  شبه تحالف غير مكتمل بعد :

يضم  التنظيمات التالية: ( حزب آزادي – حزب يكيتي – تيار المستقبل الكردي ): توجهاتهم:

1-  يعتبرون  أنفسهم تيار معارض وجزء من المعارضة السورية.
2-  الدعوة لمقاطعة النظام .
3-  العمل من اجل ما بعد نظام البعث.
4- اعتبار النظام البعثي  نظام غير قابل للتغير .
5-  لا أمل من هذا النظام لحل القضايا… لا  الوطنية ولا الكردية.
6-  إقامة علاقات صحيحة مع الأحزاب الكردستانية في الأجزاء الأخرى.

بعيداً عن التبعية العمياء.
7  –  الانفتاح على المعارضة السورية ومحاولات إقامة علاقات صحيحة مع رموزهم  ( عرب وكرد أشور..) .
مع الزمن يتبلور هذا التحالف والذي يعتبر الأحدث والأقوى نوعاً ما في هذه الساحة  ..

وهذا التيار يحاول كسر العزلة عن الشعب الكردي في الداخل و الخارجً .

 ثالثاً:  وضع خاص لبعض القوى :

–  الاتحاد الديمقراطي    ( PYD ): الفصيل التابع  لحزب العمال الكردستاني .

لهذا الحزب وضع خاص .

حتى الآن الأحزاب والمنظمات السورية العربية والكردية منها لا يعتبرونه  من القوى الوطنية السورية , بل تنظيم خارجي .
هذا الحزب باعتباره امتداد لحزب العمال الكردستاني (PKK ) بقي وحيداً وبعيداً من التحالفات وأشكال التنظيم الحديثة , بالإضافة إلى ذلك يعتبر نفسه تنظيماً فوق الأحزاب والتنظيمات الكردية التي كانت ولا تزال موجودة في سوريا  وأنهم أصحاب ميراث مقاومة وشهداء.

أما الأحزاب الكردية بنظرهم في هذه الساحة ما هي إلا أحزاب (كرتونية)  .
وأساس هذه الخلافات ناتج :
1 –  ميراث العداوات التاريخية بين حزب العمال الكردستاني والحزبين الرئيسيين في كردستان الجنوبية (شمال العراق) وتبعية الأحزاب الكردية في سوريا للحزبين يجعل من الاتحاد الديمقراطي PYD تنظيم غير مرغوب حتى وجوده في ساحة سوريا.
2 – استثمار حزب العمال الكردستاني لهذا الجزء من كردستان في خدمة مصالحهم السياسة دون إعطاءه أي أهمية وعلى حساب طاقات هذا الجزء التي جاءت ضمن مساعي النظام لتفريغ الطاقات الداخلية وتصديرها خارج حدودها ..

إلى درجة وكأنه لا مسألة كردية في سوريا .
يبقى التنظيم الأقوى ( شكلا ) كونه يعتمد على ميراث حزب العمال الكردستاني في هذه الساحة من حيث :
–    نوعية الكوادر وتصقلهم في غمرة المعارك والساحات الميدانية.

القوة الاقتصادية بالدعم المباشر من PKK .
–   القوة الإعلامية ..

    – القوة العسكرية .
على الرغم من كل ذلك تيار في طريق التآكل , كون القوة تكمن في مدى القدرة على التجديد والتأقلم مع التطورات لا في الكم والحجم ولأنه حزب كأي حزب من أحزابنا الكردية التي انطلقت في هذه الساحة في الماضي بعدم امتلاكه استقلاليته كتنظيم كردي سوري ..

تنظيم مجرد منفذ أوامر حسب مصالح سياسية لقوى  تأخذ بالحسبان مصالحهم السياسية وعلاقاتهم التنظيمية والإقليمية فوق كل الاعتبارات وحسب الأولويات, وعلى الرغم من محاولات التغير ولكنها بقيت محدودة .

لتربية الكوادر تربية شمولية واستمرارية النظر إلى هذا الجزء فقط في إطار التبعية وفي خدمة مصالحهم  فقط من منظورهم السياسي والتنظيمي .
أما مسألة الشعارات ذات الطابع البعثي  والقفز من فوق الحقائق ما هي إلا دونكيشوتيات القرن الماضي.
– الوفاق الديمقراطي الكردي  السوري:
حزب يسعى  لأخذ مكانته في اللعبة السياسية   ولو كان يقترب من حيث التحرك العام مع الجبهة والتحالف ولكن يبقى  بالنسبة لهم , تحرك تكتيكي لا أكثر..

لأنهم بالأساس مختلفين معهم في التوجهات و الطروحات.

وهم اقرب إلى التحالف الجديد.

وسبب اخذ مكانتهم بجانب الجبهة والتحالف أعتقد جاء:
اولاً- من فكرة حماية الذات من عناصر الاتحاد الديمقراطي PYD  .

لأنهم ملاحقين من قبلهم  باعتبارهم تيار انشق من حزب العمال الكردستاني ويعتبرهم حزب العمال : خونة يجب تصفيتهم.

وفعلاً  تم اغتيال عدة شخصيات قيادية من قبلهم.وعلى رأسهم المنسق العام..
ثانياً – كون قياداتهم لا تزال تستقر في الإقليم الكردستاني و بحماية الاتحاد الوطني الكردستاني مع الدعم المباشر..

وكما أسلفنا الذكر أحزاب هذه التحالفات امتداد للأحزاب الرئيسية هناك .

رابعاً :  تيارات وأحزاب لا تزال خارج إطار اللعبة السياسية بعد,  ولم تبرز وتتبلور توجهاتها ومكانتها .

الوضع الأخير: بدأ يتبلور شبه قناعة تامة لدى كافة الأطراف تقريباً بعدم جدوى التحرك إلا في إطار  بوادر العمل للتحرك  لتشكيل مرجعية كردية على أن تمثل هي الكرد السوريين في كافة المحافل الدولية والوطنية والمناسبات الرسمية وعلى أن تكون هذه المرجعية متفق عليها من قبل كافة الأطراف.
و يبقى الاستفهام …هل نستطيع تجاوز الأنانيات الفردية المدمرة..؟

——–* عن جريدة المستقبل / العدد / 8 /

 

 

شارك المقال :

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 Comments
Oldest
Newest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments
اقرأ أيضاً ...

محمود عمر*   حين أزور دمشق في المرّة القادمة سأحمل معي عدّة صناديق لماسحي الأحذية. سأضع إحداها أمام تمثال صلاح الدين الأيوبي، وسأهدي أخرى لبيمارستانات أخواته الخاتون، وأضع إحداها أمام ضريح يوسف العظمة، وأخرى أمام قبر محمد سعيد رمضان البوطي، وأخرى أضعها في قبر محو إيبو شاشو، وأرسل أخرى لضريح هنانو، ولن أنسى أن أضع واحدة على قبر علي العابد،…

مصطفى جاويش بعد مضي عام على معركة ردع العدوان وعلى سقوط النظام السوري ووصول احمد الشرع الى القصر الرئاسي في دمشق بموجب اتفاقيات دولية واقليمية بات الحفاظ على سلطة الرئيس احمد الشرع ضرورة وحاجة محلية واقليمية ودولية لقيادة المرحلة الحالية رغم كل الاحداث والممارسات العنيفة التي جرت ببعض المحافظات والمدانة محليا ودوليا ويرى المجتمع الدولي في الرئيس احمد الشرع انه…

ماهين شيخاني مقدمة يواجه الشعب الكوردي في سوريا منذ عام 2011 تحولات سياسية وأمنية عميقة، أفرزت بيئة معقدة تتداخل فيها عوامل داخلية وخارجية. وفي ظل غياب تسوية سياسية شاملة، برزت ثلاثة أطراف رئيسية تركت أثراً مباشراً على مسار القضية الكوردية وعلى الاستقرار الاجتماعي والسياسي في مناطق توزع الكورد. هذا “الثالوث” يشمل الجماعات المتطرفة، والإدارة الذاتية، والمجلس الكوردي، وكلٌّ منها يمتلك…

حسن مجيد في الوضع الكوردي العام وبشكل خاص في إقليم كوردستان العراق كل أصناف المعارضة مرفوضة وخاصة المسلحة منها فالقيام بأعمال الشغب حتى لو لم تكن مرتبطة بأجندات إقليمية أو خارجية فقط يحق لك أن تعارض ضمن مجالات حرية الرأي والتعبير . إن النيل من المنجز بطرق غير شرعية وتخريبية تخدم المتربصين والذين لايريدون الخير للكورد . الواجب الوطني…