إلى الأستاذ صلاح بدر الدين نقاط تحتاج للتفسير و التوضيح

بقلم : م.

رشيد     

      إن من أهم خصال الرجل العصري هو احترام الرأي الآخروالشفافية ، وتقبل النقد والحوار ، والأستاذ صلاح بدر الدين علماني و ليبرالي وديموقراطي يتفهم ما أقصده وسأطرحه ، سوف نتناول هموما ً وشجوناً  كرديةً (مصيرية وراهنة) على الصعيدين القومي والوطني، من خلال شخصيته المعروفة وحضوره الملحوظ كأنموذج حقيقي وفعال ، و بصفته   كقيادي سياسي بارز وكاتب جريء منذ بدايات الحركة الكوردية وإلى تاريخه.


      منذ رشدي أتابع كتاباته، وأهتم بتحليلاته ومواقفه حول الأوضاع والأحداث المتعاقبة من خلال مقابلاته ومقالاته ، وخاصة مايتعلق بالقضية الكوردية ، لقد تكونت لدي صورة عامة عن شخصه كسياسي ومثقف ، وآمل أن أكون صائباً و منصفاً لا مشمتاً ولا مادحاً ولا مبالغا …

     1- يعتبر من مؤسسي اليسار الكوردي في سوريا ، الذي يعني الحسم في الكثير من المفاهيم والمواقف القومية والوطنية والمسائل التنظيمية وأساليب النضال والعمل الحزبي :
          أ –  قضية الكورد في سوريا قضية أرض وشعب ، وليست قضية
          أقلية  كما كا يروج لها اليمين الكوردي آنذاك.
          ب- اخراج التنظيم الكوردي من اطاره العشائري والعائلي والمناطقي
              …..

واستقطاب طاقات شابة وجديدة من شرائح مختلفة إليه
              وتبؤهم لمواقع قيادية متقدمة ، وتوسيع القاعدة بين الطلبة
               والمثقفين ، والاهتمام بالمناطق المهددة بالتعريب كحي الأكراد
              بدمشق وأكراد لبنان وأحياء حلب…
          ج – التوقف عند علاقة الحركة الكوردية مع القوى الكوردستانية
              الأخرى لتعريفها وتحديدها.
      2- أحد بناة العلاقات التحالفية والأخوية ، بين الحركة التحررية الكوردية والحركة التحررية العربية وتوثيقها من خلال الجبهة الوطنية التقدمية في لبنان بزعامة جنبلاط ، وفصائل منظمة التحرير الفلسطينية برئاسة ياسر عرفات ، ومؤتمر الشعب العربي في ليبيا ، والأحزاب التقدمية والديموقراطية في اليمن والبحرين والجزائر…….إلخ ، وتتويجها بتأسيس جمعية الصداقة العربية ـ الكوردية  مؤخراً.
      3- أحد بناة علاقات الصداقة و التضامن والتعاون ، بين الحركة التحررية الكوردية والأحزاب الشيوعية والعمالية والاشتراكية …  وخاصة في المنظومة الاشتراكية التي كانت تقودها الاتحاد السوفياتي السابق.
      4- أحد دعاة تأسيس مرجعية كوردية على الصعيدين الكوردي السوري والكوردستاني ، وأشير هنا إلى المشروعين اللذين قدمهما في أواخر السبعينات من القرن الماضي بهذا الشأن ، وأذكرالشهيد الدكتور قاسملو أحد الموا فقين على ما يخص المشروع الكوردستاني.
      5- أحد رواد بناء المؤسسات والمنظمات الجماهيرية التخصصية والمهنية…..

كجمعية كاوا للثقافة الكوردية ، الفرق الفلكلورية والرياضية ، ودورات الكادر ، …….إلخ ، وفي هذا الاطار يشهد لحزبه بأنه أول من يمتلك الوثائق الحزبية والتاريخية….

من بين الفصائل الكوردية في سوريا.

      6- أول من رفع شعار مبدأ حق تقرير المصير لأكراد سوريا ، ودعا إلى التلازم بين النضال الطبقي والقومي والوطني ، واعتبار حزبه جزءاً من الحركة الوطنية الديموقراطية ، ورديف وحليف للحركة الشيوعية سورياً ، و دعا إلى مبدأ الاتحاد الطوعي والتعايش الاختياري بين الكورد والقوميات السائدة في الدول المقتسمة لكوردستان.


      7- اهتم بالمستقبل الكوردي المتمثل بالشباب ، وذلك بتأمين منح وزمالات دراسية وفـّرت الفرص للكثير منهم في الحصول على شهادات عالية وفي اختصاصات مختلفة ومن دول مختلفة ….

وقد صار لمعظمهم  الحضور المؤثر والمميز على الكثير من الساحات وفي العديد من المجالات….

 
       8- اخراج صوت الحركة الكوردية في سوريا وفك عقالها من العزلة المفروضة عليها داخلياً ، واطلاقه خارج المناطق الكوردية والدوائر القومية المنغلقة ، والحدود السورية المحاصرة ، فقد كان لوجوده خارج الوطن بصفته الحزبية الرسمية  دوراً في ذلك ، فنشاطاته الإعلامية والثقافية والسياسية وعبر الدوريات والإذاعات ، وحضوره في المحافل والمؤتمرات ….

أثرا إيجابياً في تثبيت هذا المنحى ، فالحرية والهدف وبيروت المساء والأفق والرأي العام…..

وغيرها تشهد على ذلك.
     
      لا نبالغ إذا قلنا بأنه متمكن ومتميز في فكره وأدائه ، وله حضوره وبصماته في المشهد السياسي والثقافي وطنياً وكوردستانياً… بالرغم من وجود خصوم كثر (قدامى وجدد) لشخصه و اعتراضهم على بعض ممارساته وسلوكياته….

التي تثير الكثير من الجدل والشك… لقد استقر منذ بضع سنين في كردستان العراق ويمارس جميع نشاطاته بكامل الحرية والحركة ، واستقال من عضويته الحزبية وتنشط في المجال الثقافي والفكري كباحث ومفكر عبر جمعية كاوا للثقافة الكوردية التي يديرها ، ثم ظهر مؤخراً كمشارك في مؤتمر واشنطن الخاص بأكراد سوريا ، ثم تحالف مع البيانوني وخدام  في ما يسمى بجبهة الخلاص التي يعول عليها ، وتحامل على مؤتمر بروكسل كثيراً (تحت عنوان المقاول) ، بمعنى آخر أنه مازال يصر على الاستمرار كلاعب  فاعل ومؤثر على الساحة السياسية السورية والكوردية وعلى طريقته ، بالرغم من تنصله عن مهامه كأمين عام للحزب الاتحاد الشعبي الذي أرسى قواعده الأيديولوجية والتنظيمية…

      إذاً : هناك مواضيع ومواقف ونقاط بحاجة إلى التوضيح ، حتى تكتمل اللوحة عندي (على الأقل) كمهتم بالشأن القومي والوطني ، وتظهر الحقيقة وتزول الغبار والضباب عن الغامض من القضايا والملتبس من الأمور…
1-    ما هو رده على النقاط الـ  31 التي وجهت إليه من قبل قيادات سابقة في حزبه ، باسم القواعد التي أسست  فيما بعد حزب يكيتي اثر انشقاق حزب الوحدة ؟؟

2-   لماذا انحل حزب الاتحاد الشعبي الكوردي في سوريا (المفترض أن يتحول إلى حزب طليعي كما كان مقرراً في برامجه) ؟ ، هل كان بسبب المركزية المفرطة ؟ أم بسبب الاختراق ( ….

) ؟ ، أم بسبب المراهنة المحلية والكوردية التي كانت الأقوى فنجحت في حله ؟ أم الأستاذ صلاح نفسه كان يريده حزباً شكلياً شعاراتياً  (لغاية في نفس يعقوب)  فقط ليكسبه الشرعية ويمنحه الصفة  الاعتبارية للحضور والتحرك والتحدث باسمه في المحافل الاقليمية والكوردستانية والدولية ، ليس إلا  ؟
3-   ألم تكن الغاية من موافقته على دمج  بقايا حزبه مع اليسار لتشكيل حزب آزادي (الحدث الذي أثار الكثير من السجال والجدال ومازال بين كوادر التنظيم أنفسهم) ، هي التخلص من الإرث الثقيل نتيجة الانقسامات والأزمات والاضطرابات التي عصفت بحزبه تنظيمياً وسياسياً وفكرياً ، وخاصة بعد التحولات السريعة والجذرية التي حصلت في الظروف والأوضاع الدولية والإقليمية والمحلية، وبعد التغيير الحاصل لديه شخصياً

4-   ما هو مصير العلاقة الحميمية القديمة بينه وبين ذراعه الأيمن الذي كان يمثله وينوب عنه في أحيان كثيرة ، ألا وهو الأستاذ مصطفى جمعة الذي يحتل موقعاً حزبياً جديداً في حزب آزادي  ؟

5-   ما هو موقفه ، وما مدى علاقاته مع بقايا أعضاء حزب الاتحاد الشعبي ، المتمسكين باسم الحزب وتقاليده والمتمترسين خلف شعاراته وأدبياته القديمة ؟

6-   ما هو موقفه من بعض قيادات حزبه البارزين الذين تخرجوا من مدرسته التنظيمية والفكرية ، الآن وقد جعلوا من أنفسهم الورثة الشرعيين للبارزانية من بين اكراد سوريا في الوقت الذي كانوا من ألد أعدائها وأشرس المحاربين ضدها ، تحت شعار محاربة الرجعية والعشائرية والإقطاعية…..

إلى ما هنالك من اتهامات و….

، هؤلاء الذين لم يتوانوا لحظة في إنشاء محاكم حزبية ميدانية لتصفية وإقصاء كل من كان له صلة أو ميل بالبارزانية ، الآن وقد استقروا في معقل البارزانيين ، و يوزعون وثائق حسن سلوك وشهادات الوطنية والصلاحية على الأكراد السوريين وخاصة الزائرين منهم والمقيمين…..

لا بل حصلوا على جوازات لتمثيلهم في المحافل والمؤتمرات المعنية والمهتمة بالشأن الكوردي ؟!      

7-   ما هو موقفه من الأحزاب التي تشكلت على أنقاض حزب الاتحاد الشعبي ، من الكوادر والقيادات التي جمدت او طردت أو وقفت عن العمل ضمن أطره (ذاتياً أم اجرائياً)  كالـ : يكيتي و تيار المستقبل  ، وكذلك من الجمعيات والمنتديات والفرق  في المجالات الأدبية والحقوقية والفلكلورية….

على غرار تلك الأحزاب  ؟

8-   لقد دخل جزء ليس بيسير من الاتحاد الشعبي في تركيبة حزب الوحدة الذي يرأسه الأستاذ اسماعيل عمر، فما هو موقفه وعلاقاته بهذا الحزب ؟

9-   في مقابلته مع تلفزيون التآخي أشار إلى تشكيل لجنة تحضيرية للإعداد لمؤتمر عام  يعني بشؤون الحركة الكوردية في سوريا ،  تدخل في تركيبها  شخصيات كوردستانية ليست من سوريا ، من هم هؤلاء ؟ وهل يوافق الأستاذ صلاح  على إحياء و إعادة تشكيل لجنة وصاية كوردستانية على الحركة الكوردية في سوريا على غرار سابقتها التي كانت تسمى بالاستشارية في الستينات من القرن الفائت ؟  وهل أصبحنا نفتقد إلى مثل تلك الشخصيات الوطنية القديرة والجديرة والمهتمة والمستقلة حتى نستغيث بأشقائنا الكوردستانيين لينوبوا عنا ويقرروا مصيرنا ، أم أن وراء الأكمة ما وراءها  ؟

10-        هناك قاسم مشترك أعظم بينه وبين حزب pdksy البارتي الذي يتزعمه الأستاذ نزير مصطفى ، ألا وهو الالتزام بنهج البارزانية (البارزانيزم كما يسميه الأستاذ صلاح) ، فلماذا لا ينضم  إليه ؟ وما المانع ؟ وماهي الأسباب ؟ ، أم أن البارتي قد شق طريقه في إطار الجبهة مع التحالف ــ  الذي يضم في تشكيلته خصمه التاريخي حميد حاج درويش ــ نحو إعلان دمشق ؟ وهو بعيد عن هذا الاتجاه ؟
11-        في مقابلاته ومقالاته يؤكد على ضرورة توحيد الصف الكوردي ، فهل العداءات الشخصية القديمة المتأصلة ، والخلافات الفكرية الأساسية ، والمناصب الحزبية والمصالح الشخصية ، والتحالفات والتدخلات الكوردستانية والمحلية (الصفقات والاصطفافات) ، ستسمح بإقامة تلك المرجعية ؟
12-        على ماذا يستند وجوده في جبهة الخلاص مع خدام والبيانوني ، وهل وجوده  فيها يخدم القضية القومية والوطنية ؟ مع الإشارة إلى تاريخ كل منهما والموقف السوري الرسمي منهما ؟
13-        تحدث عن ظهور أحزاب عديدة تشكلت أثناء وعقب انعقاد مؤتمر بروكسل  لتضفي الشرعية على المشاركين في المؤتمر الذين لا مسند ولا مرجع لهم ، فهل ينوي تأسيس حزب جديد لنفس الغاية ؟ أم سيعود إلى الاستناد على بقايا حزبه القديم ؟ أم أنه لا يحتاج إلى هذا ولا ذاك ، لأن لديه من الأوراق والرصيد والذخيرة لتؤهله وتشرعن  حضوره ومشاركته في كل الفعاليات والمؤتمرات التي تخص الشأن الكوردي القومي والوطني  ؟
14-        ما هو سبب اقامته في كوردستان العراق دون غيرها ؟ ما هي الضرورات والمبررات والجوازات… ؟

ـــــــــــ   انتهت   ــــــــــــــ

2006 / 06  / 20

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

صلاح بدرالدين في البلدان المتحضرة التي يحترم حكامها شعوبهم ، وعلماؤهم ، ومفكروهم ، ومثقفوهم ، تولى مراكز الأبحاث ، والدراسات ، ومنصات الحوار الفكري ، والسياسي ، والثقافي ، أهمية خاصة ، وتخصص لها بشكل قانوني شفاف ميزانية خاصة تبلغ أحيانا من ١ الى ٢ ٪ من الميزانية العامة ، وتتابع مؤسسات الدولة ، بمافيها الرئاسات ، والوزارات الحكومية…

إبراهيم اليوسف لا ريب أنه عندما تتحول حقوق الإنسان إلى أولوية نضالية في عالم غارق بالصراعات والانتهاكات، فإن منظمات المجتمع المدني الجادة تبرز كحارس أمين على القيم الإنسانية. في هذا السياق، تحديداً، تأسست منظمة حقوق الإنسان في سوريا- ماف في مدينة قامشلي، عام 2004، كردّ فعل سلمي حضاري على انتهاكات صارخة شهدتها المنطقة، وبخاصة بعد انتفاضة آذار الكردية 2004. ومنذ…

عنايت ديكو   الوجه الأول: – أرى أن صفقة “بهچلي – أوجلان” هي عبارة عن اتفاقية ذات طابع أمني وجيوسياسي بحت، بدأت معالمها تتكشف بشكل واضح لكل من يتابع الوضع عن كثب، ويلاحظ توزيع الأدوار وتأثيراتها على مختلف الأصعدة السياسية، الأمنية، والاجتماعية داخل تركيا وخارجها. الهدف الرئيسي من هذه الصفقة هو ضمان الأمن القومي التركي وتعزيز الجبهة الداخلية بجميع تفاصيلها…

اكرم حسين العلمانيّة هي مبدأ سياسي وفلسفي يهدف إلى فصل الدين عن الدولة والمؤسسات الحكومية ، وتنظيم الشؤون العامة بما يعتمد على المنطق، والعقلانية، والقوانين الوضعية بدون تدخل ديني. يتضمن مبدأ العلمانيّة الحفاظ على حرية الدين والمعتقد للأفراد، وضمان عدم التمييز ضد أي شخص بسبب دينه أو اعتقاده. تاريخياً ظهرت العلمانية مع اندلاع الثورة الفرنسية حيث خرجت الطبقة البرجوازية…