إبراهيم اليوسف
ما أن دخلنا قصر الضيافة الدّّمشقي ّ ، واستقبلتنا نائب رئيس الجمهورية د.نجاح العطار،والبروفيسور أحمد برقاوي ، حتّى أشير إلينا لّلجلوس حول طاولة مستديرة، في قاعة الاستقبال،كي يتم الترحيب بنا من قبل د.نجاح العطار، والبروفيسور برقاوي، وليقوم د.سربست نبي ،بالتعريف بنا،واحداً تلوا آخر ،متناولاً بسرعة واقع الثقافة الكرديّة،وضرورة الاعتراف الدّستوري باللّغة الكردية في سوريا، ليفسح المجال أمام البروفيسور فاروق عباس ، الذي راح يتحدث عن واقع التعليم الجامعي، ومعاناة الطلبة الكرد، وإمكانية فتح أقسام للأدب الكرديّ في الجامعات السورية ، وسوى ذلك ،وليتمّ تقديمي، وأتناول ـ كما هو متفق عليه ـ الحديث عن واقع الإعلام الكردي،وأستطيع تلخيص مداخلتي في ما يلي:
ـ إنه بعد 12 آذار 2004 ،وسقوط تماثيل الطّاغية صدام حسين في العراق ، يلاحظ أن هناك تأليباً إعلامياً ضدّ الكرد بشكل عام ،والكرد في سوريا بشكل خاص،وذلك ليس خلال الفضائيات العربية،فحسب، بل تجاوز الأمر ذلك ليصل إلى الإعلام السوري، نفسه، إلى درجة أن هناك من هدّد الكرد السوريين، علناً، أو زوّر ما حدث في 12 آذار ، بل وزوّر تاريخهم ، وسوى ذلك من إساءات ، ومن هنا،فإنّه لمن الضروريّ أن يتمّ إعطاء المجال للمثقفين الكرد، بأن يردوا على هؤلاء الذين يشوهون صورة الكردي،انطلاقاً من روح شوفينية، وذلك بإفراد ساعات بثّ كردية في التلفزيون،بل والإذاعة السوريين،وتخصيص برامج كردية لتسليط الأضواء على الثقافة والفنّ الكرديين، يتحدّث عن كل أشكال الفسيفساء في منطقة الجزيرة، متناسين ثقافة أبناء ثاني أكبر قومية في سوريا يقدر عددهم بحوالي أربعة ملايين، رغم عدم وجود إحصائيات دقيقة بذلك ،يعيشون فوق ترابهم أباً عن جد…!
وإذا كان هذا الاقتراح الذي أقدّمه ـ هنا ـ مؤقتاً ، فإنني لأرى ضرورة أن يكون هناك تلفزيون كردي رسمي،وكذلك بالنسبة للإذاعة، وأن تتم الموافقة ـ في المقابل ـ على منح رخص رسمية للقطاع الخاص ، بإطلاق إذاعة وتلفزيون كرديين في سوريا…!.
وبأسف، فإنّني لم أجد حتّى الآن مسلسلاً كردياً، أو مسرحية كردية ، يبثّان من خلال التلفزيون السوري، وهنا، أوليس من حقّ الكردي أن يسمع من إذاعة و تلفزيون ـ بلده ـ أغنية بلغته الأم، أجل ، أو يعقل أنّنا في الألفية الثالثة، ولم نجد حتّى الآن مجرّد ترجمة لقصيدة كرديّة في إحدى صحفنا، أو مجلاتنا السوريّة،مع أن هناك ـ على سبيل المثال ـ في اتّحاد الكتّاب مجلة دورية فصلية تصدر عن الاتحاد بعنوان: “آداب أجنبية” يتم من خلالها ترجمة كل آداب العالم، بما في ذلك الأدب العبري، إلا أنه لم تترجم- حتّى الآن – قصيدة لشاعر كردي،من سوريا،مع أن إبداعات الأدباء الكرد، تترجم إلى كلّ اللغات الحيّة في العالم..!
– وهنا قاطعتني د.نجاح:
ـ ألم تطرحوا مثل هذا الاقتراح في اتّحاد الكتاب؟
لقد اقترحت أكثر من مرّة،على اتّحاد الكتاب، تخصيص ملفّ للأدباء الكرد في سوريا، ولكن دون جدوى….!
ـ د.نجاح : أتذكّر أننا طبعنا كتاباً لأحد الشعراء الكرد، وحدث أن….
– الكتاب الوحيد الذي ترجم عن اتّحاد الكتاب في سوريا لشاعر كردي، كان من كردستان العراق، وتمّت ترجمته عن طريق اتّحاد الكتّاب العرب،حيث كان ذلك الشاعر من عداد شعراء اتّحاد الكتاب في العراق، في سياق التضامن مع الشعب العراقي ، عشية سقوط تماثيل الدكتاتور صدام حسين ، أؤكّد أنّه لم تتمّ أيّة ترجمة لأيّ ديوان لشاعر أو أديب كردي من سوريا..!
قاطعتني د.نجاح: قد يعود السبب إليكم؟
ـ أنا شخصياً أعدت ملفاًّ أدبياً لمجلة” آداب أجنبية” منذ سنوات، تناولت فيه نصوصاً إبداعية كردية، ولم تتم الموافقة عليه..!..
كذلك،إن قانون المطبوعات السوري رقم 5ـ 2001 رغم كل الملاحظات التي تسجل عليه سوريّاً، إلا أنّه تجاهل وجود واقع لغة وثقافة أبناء الشعب الكردي في سوريا،للأسف ،وهنا أرى ضرورة أن يتمّ منح التّرخيص لصحف ومجلات كردية، تهتمّ بالأدب الكرديّ، وباللغة الكردية نفسها، وأن يتم دعمها من قبل الدولة.!
كما أنّه، رغم وجود المئات من الصّحفيين والكتّاب الكرد في سوريا، إلا أنه لاتوجد لهم أية هيئة خاصة تضمهم، بل ولايتمّ قبول هؤلاء الكتاب الذين يكتبون حتى باللغة العربية في اتّحاد الكتّاب أو الصحفيين، لايوجد إلا بضعة أعضاء كرد في اتّحاد الكتّاب السوريين ، أنا شخصيا ً لم يتمّ قبولي إلا بعد سنين طويلة من توافر الشّروط في، لأنه كان يتمّ رفض قبولي دوماً…!
– د.نجاح: لماذا لا يتم قبولهم؟
بالتأكيد ، لأنّهم كرد، لاسيّما إذا عرفنا أنّ من يكتبون بلغتهم الأم ، لايتمّ الاعتراف بكتاباتهم، وهناك العشرات من خريجي الصّحافة الكرد الذين لايعملون في الصحف والمنابر الإعلامية الرسمية ، لايوجد صحفيّ كرديّ يعمل في أية صحيفة ، أو مجلة سورية رسمية ، للأسف، وللمفارقة الموجعة أنّ الصحفي المتفوّق على دورة الزّميل إبراهيم حميدي، مراسل جريدة الحياة اللندنية ، هو الآن في مدينة ـ قامشلي ـ يعمل بائع ملح، وهناك من يعمل فرانا ً، ناهيك عن خرّيج الصحافة” الأجنبي” الذي يعيش ظروفاً أكثر بؤساً ..!
كما إنه لايوجد في وزارة الإعلام أيّ لجنة تجيز التّرخيص للمطبوعات الكردية، أسوة بالمطبوعات العربية، كما أنه يتم حظر المواقع الألكترونية الكرديّة….!
– د.نجاح:هاهي مشكلة الإحصاء ستنتهي..! ، و سيادةا لرئيس د.
بشار مهتم شخصياً بملف الإحصاء، ووافق على مقترح حول إشراك أ حد الأخوة لمختصين من ا لكرد في لجنة ملف الإحصاء
– إبراهيم : نحن وفد ثقافي،لم نأت من أجل الإحصاء، القضية الكردية في سوريا ليست إحصاء فقط..!، بل إننا مجموعة لانمثل إلا أنفسنا،لأن هناك زملاء آخرين غيرنا،لم يتمثلوا في هذا الوفد،بسبب عدم وجود أية هيئة رسمية لنا، كما أسلفت ، وإن الأحزاب الكردية هي التي تمثّل القضية الكردية في سوريا..!
-“طبعاً، كان هناك زميل آخر، أكدّ بدوره أنّنا مجموعة مثقفين لا نمثّل كلّ المثقفين الكرد في سوريا”
– د.نجاح: إن شاء الله نأخذ هذه المشاريع بعد الانتهاء من هيئة الإحصاء ، وسنستلم هذا المشروع متكاملاً ـ بعد حل مشكلة الإحصاء،يلزم القليل من الصبر….!
– د.سربست نبي: كلّنا ثقة بأنّ هذه المطالب المشروعة سوف تتحقق..؟!
صالح بوظان: هناك حالة احتقان كبيرة، ثمّة خطورة في تأجيل هذه القضايا”……”
– د.نجاح: ليس معقولاً أن تستمرّ الحال هكذا، إن الأطراف التي التقيتها، وهي تمثل الكرد السوريين، ولعلّها تمثلاً إجماعاً كردياً..؟…….
– إبراهيم: نأمل أن تتسع اللقاءات لتشمل الأحزاب الأخرى التي لم يتمّ اللقاء بها…
– د.
نجاح : ـ نعم، هناك أحزاب أخرى سنسعى للالتقاء بها..!
طبعاً، ما أن انتهيت من مداخلتي الشفاهية، حتّى طلبت منّي د.نجاح كتابة النقاط التي أثرتها، وتقديمها إليها، فقمت بذلك في ما تبقّى من الوقت ، وبينما كان يتحدّث كل من الزملاء: أحمد اسماعيل، خالد محمد، د.ميديا محمود، رزو أوسي، صالح بوزان ، بتدوين مداخلتي، وتقديمها إليها.
——————–
· أعتقد أنه آن الأوان لقيام أعضاء الوفد كلّ بنشر مداخلته..!
· رغم تركيزي- دوماً -على أهمية دور الأحزاب الكردية في سوريا ، أجد أنه من الضرورة أن تركّز الأحزاب من جهتها على ضرورة دور المثقفين الوطنيين الكرد ، لاسيّما في القضايا الحسّاسة، وعدم تجاهلهم، بل الاستئناس بآرائهم في القضايا المصيرية ، لا أن يتمّ مصادرة حقّهم في التعبير،بعيداً عن العقليةا لوصائية، الناتجة عن تورّم الذات ، لدى بعضهم ، ممن يرون في المثقف مجرد مبوّق لأمجاد حزبوية ،مثلما أنّها لا تقبل بأيّة وصاية على ذاتها، ولقد تبين في 12 آذار أن دور المثقف ، لم يكن ليقل عن دور السياسي الميداني ،وذلك من أجل خلق حالة تكاملية بين المثقف والسياسي الكرديين، مستفيدين من الدروس الآذارية ، كما يجب،وللحقيقة، أنّه قد تمّ تفعيل العلاقة بعيد هذه المحطة الآذاريّة، مباشرة ، لكنّه للأسف ، سرعان ما تم ّتناسي ذلك …..؟!