هوزان امين
منذ نشؤء فكرة تأسيس مؤسسة ثقافية وفنية في الامارات العربية المتحدة، ولاجل ان تغطي اكبر مساحة ممكنة لتقديم الخدمات الثقافية والفنية لشريحة الجالية الكردية في الامارات، و الذي يشكل فيه المثقف اللبنة الاساسية في تطويره وتقدمه، عموماً ولاسيما بين ابناء الجالية الكردية في دولة الامارات العربية المتحدة ، وتبلورت تلك الفكرة في ذهن بعض المثقفين الكرد من مدرسين ومعلمين هناك بغرض جمع الجالية الكردية تحت سقف واحد بدل حالة التشرذم التفكك الذي يعيشه ابناء الجالية الكردية هناك ، حيث هناك ظروف مختلفة تماماً يعيشها ابناء الجالية فدوماً هم منهمكون في العمل لتأمين لقمة العيش ولا رابط بينهم يجمعهم إلا بعض المناسبات القومية على مدار العام
وكانت هناك ضرورة لاطلاق مشروع كهذا كحافز للتقرب من بعضهم البعض والاستفادة من هذا التطور التكنولوجي من وسائل وسبل الاتصال بكل نواحيها الذي يقرب كل بعيد ويجعلهم يتعرفوا على بعض ويعرفوا هموم ومشاكل الجالية عن طريقها وضرورة اطلاق موقع الكتروني كخطوة أولى للاسباب الآنفة الذكر الى ان تطورت الفكرة وكبرت لتصبح مؤسسة ثقافية تجمع ضمناً كل الاحتياجات اللازمة ، ولكي يتم عن طريقها محاولة تعريف الكرد وثقافته الغنية التي يجهلها اغلب السكان العرب في الامارات وفي باقي دول الخليج والعالم العربي، ولهذا وضعت الخطوط العريضة لقانونها الاساسي ونظامها الداخلي، وبعد التشاور مع عدد من اهل الخبرة والاطلاع في هذا المجال من مثقفين كرد وعرب ، والبحث في العقبات المنظورة والمستقبلية المحتملة، خصوصاً ان الفكرة لم يسبق لها نظير في ذهن الجالية الكردية وهي حديثة العهد ووليدة لحظة مهمة وضرورية وحاسمة وخاصة بعد تشكيل كيان كردي شبه مستقل في كردستان العراق وبدأت الآمال الكردية تزدهر وتتحقق ، والظروف متاحة في دولة الامارات العربية المتحدة التي كانت تسمح قوانينها بقيام مؤسسات أو جمعيات للجاليات الموجودة على اراضيها ، بالإضافة الى لملمة شتات الكرد بعد ان كانوا بعيدين كل البعد عن بعضهم البعض وليس لهم هم سوى العمل وهذا هو الهدف المنشود الذي لاجله قدموا الى هذه الدولة بالإضافة الى بعض الاسباب السياسية الاخرى والتي جعلتهم يسلكوا دروب الغربة والمهجر ، بالطبع هذا لا ينفي ارتباطهم بالارض والأمل المنشود في قيام كيان كردي في الوطن الام والعودة حالما تسمح الظروف.
وهكذا بدأ الجدال والحوار حول تلك النقطة واتفقوا للوهلة الاولى على تسمية جمعية كردية للاكراد في الامارات تحمل اسم ( البيت الكردي) لتكون كالخيمة التي تحمي الكرد وتحافظ عليهم وتجمعهم في الآن ذاته ولكن لوجود جمعية أخرى للكرد الفيليين في العراق تحمل نفس الاسم ، ارتأوا الى ان يجعلوا اسمها مؤسسة ( سما) للثقافة والفنون ، لما لهذا الاسم من دلالات ومعاني في العديد من المعاجم وكذلك اللغات ، ففي اللغة العربية نجد بان هذا الاسم تحمل دلالات جميلة – السمو و الرفعة والعلو وكذلك في الكردية نجد لها معاني ودلالات تدل على محتوى ومبتغى المؤسسة اي الفرح والبهجة والسرور كما لهذه الكلمة معاني اخرى ومذكورة في ديانة العديد من اطياف الشعب الكردي كالايزيدية مثلاً تدل هذه العبارة في طقوسهم الدينية على الطهر والطواف بحركات راقصة ، كما لها معنى مشابه في طقوس الاكراد العلويين في شمال كردستان فلديهم رقصة تسمى (السماه ) حيث يرقصون على انغام الطنبور التي تعتبر احد أعمدة ممارساتهم الدينية وهي آلة مقدسة لديهم .
وعلى حد علمي ان مفهوم كلمة سما في اللهجة الصورانية أكثر معنىً ودلالة ، يقال ان سنابل القمح تتمايل في وجه الرياح ، وهذه الحركة والتمايل بشكل متموج ومتناسق سميت عندهم بالسما ، حيث تبدو السنابل وكأنها تغني وترقص على انغام الرياح وتولد الفرح والبهجة ، وربما من هنا انطلقت التسمية الصحيحة والتي تدل على تلك الدلالات التي اشرت اليها ، وفي النهاية تصب جميعها في خانة الفن ومرتبطة بها ارتباطاً وثيقاُ .
اذاً فأختيار هذه الكلمة ليست بمحض الصدفة بل جاءت لتدل على معاني وأهداف المؤسسة بما فيها الفن والثقافة كاحد اهم الاهداف التي ستخطط لها في المسقبل .
اخذت الفكرة طريقها للتنفيذ في تلك الظروف التي كانت تمر بها الامة الكردية في كردستان ، الى ان تم الإعلان عن تأسيس (مؤسسة سما للثقافة والفنون ) في دبي بعد ان تم امضائها وقبول اوراقها وتم تسجيلها القانوني في السجل التجاري من الدائرة الاقتصادية ” في أواخر عام 2004 ، لممارسة النشاطات التالية :
1 – اقامة الندوات وتدريب الكوادر الفنية في المعاهد الخاصة .
2 – تنظيم المؤتمرات والندوات وإدارتها وإقامة الحفلات والمناسبات الترفيهية الفنية والوطنية
3 – تنظيم المعارض وإدارتها .
4 – احياء التراث والعناية بأدب الاطفال والسعي لانشاء مركز ابحاث ، والاستفادة من الكفاءات العلمية لتنمية وتعزيز المستوى الثقافي العام .
وهذا ان دل على شيء انما يدل على مدى تفهم دولة الامارات لخصوصيات الشعوب التي تعيش على اراضيها ومراعاتها لمشاعرهم واحساسيهم ، ومحاولة ابراز خصوصيات جميع الاقليات القومية التي تقيم هناك ، وما تغاضيها النظر عن انشطة لجميع المؤسسات في اكثر الاحيان لاحترامها للشعوب ولتقوية التآخي فيما بينهم ، ويكون هذا محل شكر وامتنان لهذه الدولة التي اختارت التنمية وخلق كل شيء جديد من اهم ميزاتها .
فتم الاعلان عنها رسمياً، وفُتح لها مركز، وباشرت المؤسسة بتقديم خدماتها، واكدت انها مؤسسة غير حزبية وهي رديفة وداعمة للثقافة الكردية كما لها عنوانها العريض الاخوة العربية الكردية وتقوية أواصر الاخوة والتعاون بين المثقفين الكرد والعرب ، وتعريف الشعب العربي في الامارات بعادات وتقاليد وتراث الشعب الكردي بالإضافة الى هدف مهم ورئيسي الا وهو الحفاظ على الموروث الفكري الكردي وتراثه وعاداته بين الجالية الكردية وصد حالة الانصهار والانجرار خلف الواقع الحياتي المعاش هناك .
هذه العناوين العريضة و الاهداف المستقبلية التي بادرت المؤسسة للوهلة الاولى القيام بها بالرغم من كبر وحجم هذه الاهداف الا انها تخطت مراحل مهمة في وضع الاسس والسكة التي ستسير عليها خلال عمرها الذي يقارب العامين والذي كان السبب في قيامي بهذا السرد وتسليط الاضواء على هذه المؤسسة على الرغم من ان البعض سيفكر ما الداعي الى ذلك وهي مؤسسة كما المؤسسات الاخرى تسطع نجمها في بداية اطلالتها ولكن سرعان ما تأفل وتختفي وراء هذه الجبال الشاهقة من التراكمات والافرازات والتعقيدات التي تظهر مع مرور الوقت بالإضافة الى الترسبات السابقة وسيكون الانانية وروح التسلط والسيطرة هي من علامات أجلها وافول نجمها …!؟ بالإضافة الى الموروث الفردي والتفرد في جسد وكيان المجتمع الكرد ي ، ولا سيما المثقفين منهم حيث طغت هذه السمة على العديد من ممثلي مؤسسات الكرد سواء في داخل الوطن او خارجه وكانت السبب في عدم النجاح والاضمحلال في بوتقة الخلافات الشخصية والانانية الفردية .
والجانب الآخر الذي اريد توضيحه من خلال بحثي هذا ان الجمعيات الكردية ليست وليدة الامارات وحدها ولم تكن التجربة الاولى للكرد في الدول العربية ، ربما تكون الاولى في دول الخليج وهذا يعطيها تلك الاهمية من وجهة نظري ، الا ان الكرد سبق وان اسسوا جمعيات ومؤسسات خيرية وثقافية تخدم ابناء الجالية الكردية في بعض الدول العربية ربما تكون بيروت و عمان هما المحطتان والتجربتان الاوليتان لمثل هكذا النشاطات، وفي بيروت تحديداً اريد ذكر المثال كوني عشت هناك وكنت على مقربة من تلك الجمعيات والمؤسسات.
لبنان التي استضافت الاكراد على شكل موجات هجرة في احقاب زمنية مختلفة وآخرها كانت في الاربعينيات من القرن الماضي بعد قمع الانتفاضات الكردية بالحديد والنار من قبل الحكومة التركية ، من انتفاضة شيخ سعيد مروراً بآكري الى ديرسم ، ممى حدى بالعديد من العائلات الكردية سلوك دروب الهجرة ، هرباً من بطش وتنكيل النظام التركي واضطهاده وظلمه لهم ، واجتمعوا في بيروت وشكلوا في الستينات من القرن الماضي جمعيات كردية ثقافية وخيرية للاهتمام بشؤون الكرد والمحافظة على عاداتهم وتقاليدهم هناك ومساعدتهم في بعض الشؤون الادارية والقانونية.
والاهتمام بالثقافة والفلكلور الكردي خوفاً من الانصهار والتحلل في المجتمع اللبناني .
ولسنا هنا بصدد المقاربة او المقارنة وتوجيه الانتقادات الى تلك المؤسسات على الرغم من انها وقعت في تلك الفخاخ التي ذكرتها مسبقاً الا انها مستمرة لحد اليوم ولو بشكل ظاهري بعيد عن الفعالية ، والاكراد هناك شكلوا مجتمعاً واطلق عليهم ( اكراد لبنان ) وخاصة بعد الاندماج في المجتمع اللبناني وحصول العديد منهم على الجنسية اللبنانية ، وأخريات انتهوا وسحبت منهم الرخصة لعدم كفائتها و انشغالها بالنزاعات الجانبية وتدخل اطراف سياسية كردية من خارج لبنان في شؤونهم وشجونهم و احداث الحرب الاهلية والهجرة ……الخ , مثل (اتحاد الطلبة الكرد في لبنان و جمعية نوروز الفلكلورية الكردية – , وآ خرها كانت الرابطة الثقافية و الانسانية الكردية اللبنانية ) .
اما في عمان عاصمة المملكة الاردنية الهاشمية فالوضع اسوء مما هو عليه في لبنان اعتقد ، هناك جمعية كردية بإسم جمعية صلاح الدين الخيرية ( اشارة الى الفاتح والبطل الكردي صلاح الدين الايوبي ) كون اغلب الاكراد القاطنين في الاردن هم من بقايا جيوش صلاح الدين الايوبي منذ ما يقارب 800 عام وهم منصهرون تماماً في المجتمع الاردني، اما الباقون والذين ما يزالون متمسكين ببعض العادات والتقاليد الكردية هم من هاجروا مع الجيوش الانكشارية العثمانية ابان حملات الجيوش العثمانية في بلاد الشام قديماً ضد الانكليز والفرنسيين في نهايات القرن الثامن عشر واختاروا البقاء هناك واندمجوا مع المجتمع الاردني ولم نلحظ لهم نشاط اوفعالية سوى تأسيس تلك المؤسسة وكذلك اسس تحت ظلها فرق فنية (نوروز) وطبع كتب ( قاموس علي سيدو كوراني , القاموس العربي الكردي الحديث ) وبعض النشاطات الاخرى .
وهنا يبرز الفرق بين الواقع الكردي في لبنان والاردن واختلافها عن الامارات فالوجود الكردي في الامارات العربية المتحدة لم تتجاوز العقدين او اكثر من الزمن والجالية الكردية في دول الخليج عموماً والامارات تحديداً موجودة هناك منذ مدة زمنية قصيرة قياساً بالدول الاخرى التي ذكرتها، ونعلم الاسباب التي ادت الى هجرة هؤلاء.
سواء كانت سياسية هرباً من بطش وظلم وتسلط السلطات الحاكمة في كردستان وهم قليلون جداً كون أمثال هؤلاء يختارون اوربا ملجأً وملاذً لهم نتيجة قوانين وظروف مراعات هؤلاء عندهم بالإضافة الى مغريات الحياة هناك بالطبع اما الآخرون والذين يشكلون الاغلبية الساحقة فدواعي الهجرة تكمن في طلب العمل لرفع مستوياتهم المالية .
رغم ان اكثريتهم يعملون في الحقل الثقافي والتعليمي أو تجار يعملون في الحقل التجاري .فالبنية الفكرية مؤهلة لاستيعاب الوضع وتفهمه ، و هنا تبرز نقاط الاختلاف اعتقد اي ان اغلب المهاجرين الى لبنان وغيرها اتوا قسراً ومجبراً لا بدافع ذاتي كما في الامارات ، لذا فعلى القيمين على هكذا مشاريع ان يراعوا تلك النقطة ويأخذونها بعين الاعتبار كون وجود الكرد في الامارات مؤقت بالنسبة للفرد وليست دائمة ربما تكون دائمة على الصعيد العام ، وسيستمر توافد الكرد الى هناك وستتغير الوجوه كثيراً انما استمرارية البقاء والعيش فيبدوا إنها ضئيلة مقايسة مع باقي الدول التي سكنها الاكراد وشكلوا كيانهم ومجتمعهم الخاص بهم هذه من ناحية اما من الناحية الاخرى فان هذا التتغير والتبدل الدائم للا شخاص سيخلق مشكلة بالنسبة لاي مؤسسة كانت ، كون المؤسسة تبنى على يد افراد وعدة افراد يشكلون هيئة وعدة هيئات يشكلون مؤسسة ضمن هيكلية معينة تضبطها قوانين وانظمة وصولاً الى القاعدة والجماهير ، يشكلون حلقة متكاملة اذا فقدت احدى الحلقات سيزعزع التزام الجماعة ، واعتقد انه يجب هنا البحث عن الحلقة المفقودة ومحاولة اكمالها، فوضع اغلب المؤسسات الغير حكومية تكون مشابه في اغلب الاحيان وهذا ليس حكراً على الكردية منها بالطبع اعني انه يشمل الواقع المؤسساتي العام في الشرق الاوسط ، فأغلبهم يطلقون شعارات طنانة ورنانة تحت مسميات عدة سواء خيرية او ثقافية او دينية ويخططون لاستقبال الهبات والعطايا من الشعب او من جهات حكومية في النهاية كل ذلك للدفع بهم وتشجيعهم على القيام ببعض المهام المنوطة بهم ولغسل ماء الوجه اذ يدخرون اكثر مما يصرفون ، او يدخلون دهاليز ظلماء لا يعرفون الخروج منها وتكون نهايتهم وخيمة على اكثر الاحيان .
والجانب الآخر نقص الخبرات والتجارب في ادارة الشأن المؤسساتي فنجد ان العديد من الدول تستعين بالخبرات الاجنبية لتسيير امورها ، فالله يكون في عون المؤسسات الخاصة ، هناك فرق بالتأكيد بين تلك وهذه فتلك اي المؤسسات الحكومية اسست كدعائم للدولة ولحمايتها اما هذه اي المؤسسات الخاصة تتأسس بناء على رغبة افراد ووعي وادراك بضرورة التطوع لخدمة اهداف معينة انما في النهاية فهي تاثر وتخلق ضبابية في الاجواء وعدم كفائة وخبرة في العمل ، وخلط بين الخطط والاهداف وبين المهام والوظائف .
ربما يأتي على بال القارئ ما الداعي الى كل هذا ما دمت تتحدث عن (سما) بشكل خاص هل لتبرير بعض اخفاقاتها في العمل ام لاجل ماذا …………؟
ربما لا انكر على حد علمي انه حدث خلافات بين الاعضاء المؤسسين وهذا امر شائع ومعاناة ذكرتها مسبقاً تتكرر وتحدث في اغلب المؤسسات ، والاختلاف حصل في وجهات النظر والرأي لدى الهيئة الادارية داخل مؤسسة سما ايضاً ، مضافاً الى مواقف البعض الآخر الذين حاولوا النيل منها عبر اطلاق الاشاعات والبلبلة على القائم بادارة شؤون المؤسسة وكانت الرادع لعدم قدرتها على تحقيق الاهداف والمهام المخططة خلال العام الاول من عمرها.
وكذلك الخلاف في موضوع تمثيل المؤسسة و الاشراف عليها ، خصوصاً لمسألة تحديد الصلاحيات والمسؤليات، وآلية تطبيق ذلك، الى الخلاف في مجالات العمل السياسي الممنوعة اساساً على المؤسسة التدخل فيها ومحاولة جر المؤسسة الى لعبة سياسية وتحويلها الى مؤسسة شبه سياسية مقابل وعود وحوار لا مسؤول ….
…؟ !، وطرحها بديلاً عن الاحزاب السياسية الكردية في سوريا لمخاطبة النظام السوري ومطالبتها بالحقوق الثقافية للكرد في سوريا ، وشكل هذا الحدث انعطافاً حاداً في مسيرة المؤسسة ونتج عنها سلبيات ,ايجابيات في الآن ذاته ، السلبيات حسب وجهة نظري كانت في فتح جبهات حوار ومناقشة مع التنظيمات السياسية وأعتبروها تعدياً على صلاحياتهم ، كما اثارت زوبعة بين افراد الجالية هناك هذه من ناحية ، اما من الناحية الاخرى فقد أدى هذا الحدث الى اجتماع الجالية الكردية تحت قبة واحدة ولاول مرة في تاريخ الكرد في الامارات وجعلتهم وجهاً لوجة لمناقشة أهم القضايا الملحة التي تتطلب الحل الانجع وربما كانت هذه مفخرة لمؤسسة سما على قدرتها أو تسببها في جمع هذا الشتات الكردي ومثقفيهم في فندق هوليداي ان ، في بدايات شهر تشرين الثاني 2005 ، ونتج عن ذلك الاجتماع اعلان هيئة لإدارة امور الجالية الكردية في الامارات ، على ان يتوصلوا الى صيغة رسمية لادارة امور الجالية واعتقد ان هناك اجتماع آخر في بدايات تشرين الثاني هذا العام 2006ايضاً للتوصل الى صيغة نهائية ورسم جدول اعمال والسير عليها ، واعتقد ان هذه كانت من النقاط الهامة التي لا بد من ذكرها هنا متعلقة بتلك المشكلة التي تسبب بها البعض في تحوير مسار المؤسسة ، إلا ان الغيورين على المؤسسة رفضوا تلك الفكرة في تحويلها وتسييسها واصروا على ان هذه المؤسسة لا دخل لها بهذه الامور ، وأكدوا ان هذه من وظائف ومهام الاحزاب السياسية الكردية هناك ، وراعوا انتقادات الاحزاب السياسية وأكدوا على ان لهم الحق في هذه المطالب والسعي الى تحقيقها .
وكانت هناك اسباب أخرى من الخلاف في التمييز بين المؤسسة وبين مسالة العلاقات العامة والعمل الاعلامي الضروري ، الى موضوع التعريف والدفاع عن اهداف المؤسسة ، والفرق بين العمل والرأي الشخصي للبعض وبين العمل باسم المؤسسة، الى ما لا يخفى من الحساسيات والمواقف الشخصية للبعض.
والاختلاف الذي حصل بين بعض الاعضاء في محاولات يائسة منهم للسيطرة على المؤسسة من قبل طرف معين ، و كذلك طرح اسئلة عدة من قبيل من الذي يموّل المؤسسة …؟ ومن يدعمها…….؟ وماالدافع وراء ذلك ..؟ كل ذلك ذهبت ادراج الرياح وكشفت الحقائق على ما اعتقد .؟
و خاصة ً بعد سنتين من العمل المتواصل للمؤسسة رغم ما تقدم، وما مرّت به من منعطفات في مسيرتها اثرت على نشاطاتها بشكل واضح، وعقبات لازالت تحدّ من حركتها وتحجم بعضاً من دورها المطلوب، فقد تمكنت المؤسسة من الوقوف على قدميها ، وبعد اتخاذ الهيئة المركزية قرارها بالرجوع الى النظام الداخلي ودفع البعض الى التنحي جانباً وفتح المجال للجادين والراكضين خلف الامتيازات الوطنية لا الشخصية ، وادى ذلك الى ضرورة استقالة بعض منهم، واستقالة آخر بملئ إرادته بسبب عدم التفرغ وتحضيره للدراسات العليا في الجامعة ، الى حين الوصول الى صيغة مشتركة لانتخاب اعضاء جدد لعضوية الهيئة الإدارية للمؤسسة.
و بالعمل الجاد للاخوة القائمين عليها وبالأخص من جانب الحاج عارف رمضان والذي ابى ان يكون مصير مؤسسة سما مجهولاً وتبقى اسيرة الخلافات والنزاعات وبمجهوده الفردي الى جانب بعض الاخوة الغيورين على المؤسسة ، استطاعت المؤسسة تخطي تلك المرحلة ، بالطبع تلك الخلافات ربما اثر بعض الشيء وكانت عامل ضغط للتخفيف من الاعمال والنشاطات ونجد ذلك جلياً وواضحاً في نشاطاتها ، حيث ان اغلب النشاطات اقيمت في النصف الثاني من عمرها اي خلال عام تقريباً من الان واستطاعت ان تستقر وتستمر الى اليوم، معطاءة في جميع مجالات اعمالها وخدماتها ونشاطاتها المتعارفة، كتقديم
الخدمات الثقافية والفنية من عقد ندوات الى ملتقيات الى مهرجانات والى ما هنالك من نشاطات ثقافية في مختلف الجوانب والمجالات من خلال مركز دبي الرئيسي ، الى فرعها الشبه رسمي في كردستان العراق وفي عاصمتها اربيل والتي تطمح ان تصبح مؤسسة رسمية وفرع للمؤسسة الام في دبي رغم بعض الصعاب والعقبات التي تقف في وجهها من اطراف حاسدة ولا مسؤولة تريد دوماً التفرد بهذا الجانب ,كأن قيام مؤسسة اخرى ستنتزع منهم بعض مكتسباتهم وعطايا بعض الجهات لهم وكأن الثقافة وشأنها اصبحت حكراً عليهم ولا يحق لغيرهم سلوك دربها وحراثة حقلها وربما لايعلمون ان المؤسسة منذ بداياتها أكدت وفي اكثر من مناسبة و مقابلة اعلامية ، وآخرها كانت خلال مقابلة للسيد عارف رمضان في الفضائية الكردية ROjTV (انهم لا يطرحون انقسهم بديلاً او منافساً لاحد بل انهم جاؤوا لكي يتمموا المؤسسات الاخرى ويخففوا الحمل عن كاهلهم بعض الشيء وانهم في خدمة الثقافة والفن الكردي اين ما كانت ) وكذلك اكد ان المؤسسة لا تأخذ اي هبة او تبرع من أحد ومستمرة بالامكانيات المتاحة وبجهود شركة عارف رمضان وهي لا تنتظر من احد ان يُقدم لهم .
ورغم ذلك قامت المؤسسة بإحياء المناسبات الوطنية الكردية والاعياد القومية ، وبالخصوص عيد نوروز ، ودعوة الشخصيات العلمية والادبية الكردية والعربية ، لالقاء الدروس والمحاضرات، التي تعتبر الاوسع نطاقاً والاعم والاشمل، كما وكيفاً، لابناء الجالية الكردية في الامارات .
سأحاول بايجاز عرض ابرز النشاطات التي قامت بها المؤسسة في دبي وكردستان ، وكانت المؤسسة طموحة بإقامة العديد من النشاطات في سوريا الا ان الظروف السياسية المحيطة بالكرد هناك كانت الرادع والسبب في عدم قيامها بذلك .
أولاً – اطلاق موقعها الالكتروني( www.semakurd.net (على الانترنيت لتغطية كافة النشاطات التي تقوم بها المؤسسة ولتكون منبراً حراً لكل من يريد إبداء رأيه او نشر مقالته عليها، بثلاث لغات والكردية باللهجتين ( الكرمانجي والصوراني ) ويتم تحديثها بشكل مستمر تتناول الوضع الثقافي الكردي والعربي في جوانبها العديدة في كردستان بأجزائه الاربعة بالإضافة الى اخبار الفن والادب في العالم العربي ، ويكاد يكون هذا الموقع الوسيلة الوحيدة للاكراد في الامارات للتواصل فيما بينهم ومعرفة اخبار الجالية حيث يتم نشر كل مناسبات الكرد هناك بأفراحها وأحزانها .
ثانياً – عقد الملتقى الثقافي الكردي العربي الاول في امارة الشارقة وكانت هذه من باكورة نشاطاتها والتي جعلت من المؤسسة منبراً حراً لاطلاق الخطوة الاولى نحو بناء الجسور بين المثقفين العرب والكرد في 2/12/2005 .
حيث حضر هذا الملتقى المئات من المثقفين من داخل الامارات وخارجها من الكرد والعرب والقيت العديد من المحاضرات .وتلقت المؤسسة حين ذاك أكثر من مائة برقية تهنئة من شخصيات واحزاب ومؤسسات رسمية وجهات اعلامية .
ثالثاً – إقامة مهرجان فني و موسيقي في صالة ميديا بعاصمة اقليم كردستان العراق ( اربيل) بتاريخ 30/1/2006 بمناسبة توحيد الادارتين في كردستان والذكرى الستين لتأسيس جمهورية مهاباد وميلادالشاعر والسياسي الكردي اوصمان صبري .
احياها العديد من الفنانين المشهورين وحضرها وفد رفيع المستوى من حكومة اقليم كردستان ، وممثلي العديد من المؤسسات ، بالاضافة الى جمهور غفير قدر بالمئات .
رابعاً – مشاركة المؤسسة في مهرجان التسوق الدولي في دبي ( القرية العالمية ) وبالتعاون مع وزارة الثقافة في اقليم كردستان العراق وقامت بإستضافة فرقة اربيل الفلكلورية في جناح خاص لعرض اللوحات الفنية الراقصة وتعريف الكرد وفلكلوره اما الملايين من المتسوقين والمتطفلين في 15/2/2006 ، وعلى اثرها تم بث حلقة على الهواء مباشرة في فضائية ( سما دبي ) عن الفرقة عبر مقابلات ولقاءات مع اعضاء الفرقة وعرض فقرات فنية ودبكات فلكلورية لهم وكذلك التحدث حول معاني ودلالات مشاركة فرقة كردية ولأول مرة في مهرجان دولي كمهرجان دبي للتسوق .
خامساً – طبع ونشر العديد من النتاجات الثقافية من كتب ودوواين شعر وكذلك تسجيل الاغاني للفنانين الكرد ونذكر منها { (طباعة ديوان شعر قوافل المطر للشاعرة أفين شكاكي – وكتاب اوصمان صبري الكتاب والشاعر ، للمؤلف حيدر عمر باللغة الكردية – ديوان شعر (اثرها ) للكاتب والصحفي الكردي طه خليل باللغة الكردية – وديوان شعر للشاعر عزيز غمجفين باللغة الكردية – بالإضافة الى ديواني شعر باللهجة الصورانية – كما تم توزيع كمية من كتاب الاكراد الاردنيون ودورهم في بناء الاردن الحديث لمؤلفها محمد علي الصويركي الكردي مجاناً على الجالية في الامارة مساهمة للمؤسسة في دعم الكاتب ومساهمة في نشر هذا الكتاب القيّم ، كما تنشر كتب الكترونية في موقع المؤسسة اما من ناحية الاصدارات الفنية التي اصدرتها المؤسسة – 1- كاسيت وسي دي (عيشو ) للفنان الكردي ريبر وحيد – 2- وكاسيت ( نرفين) للفنان صفقان اوركيش ، كما تم تسجيل 4 كليبات تصويرية بالتعاون مع المؤسسة للفنان ريبر وحيد من البومه (عيشو ) منها – عيشو – باراني باراني – روكا آزادي ) } .
سادساً – إقامة دورات فنية وتأهيل الكادر الفني لتلفزيون (هريم )لمدة شهر كامل في مدينة الاعلام في دبي (Midya city )وتسجيل حلقة بحث في التلفزيون حول اسباب غياب الحوار بين المثقف العربي والكردي ومن اللفتات الجميلة أن هذا الكادر قام بإعداد حلقة تلفزيونية في ستديوهات ميديا ستي في دبي بعنوان : ( إشكالية القضية الكردية عند المثقفين العرب ) .
وكان ضيوف الحلقة : السيد عماد مزوري ممثل حكومة إقليم كردستان ، و الكاتب والإعلامي الإماراتي الدكتور علي الشعيبي ، والمفكر والكاتب الكردي أحمد خليل ، والسيد عارف رمضان ممثل كردستان في إتحاد رجال الأعمال العراقيين .
والبرنامج كان من إعداد وتقديم : علاء الدين جنكو .
وقد ناقشت الحلقة الإشكالية الحاصلة عند الإخوة العرب حيال القضية الكردية ، وقد أجمع الكل على أهمية دور الإعلام في توضيح هذه الإشكالية .
سابعاً – فتح دورات تعليمية للغة الكردية بالاضافة الى العربية والانكليزية والفارسية وكذلك دورات تعليمية في الكومبيوتر والانترنيت في فرع المؤسسة بأقليم كردستان العراق وتخريج العديد من الطلاب من البنات والشباب وتوزيع الشهادات عليهم بعد اجراء الامتحانات النظرية والكتابية لهم .
ثامناً- أ – المشاركة في مهرجان دهوك الثقافي في الفترة مابين 24 / 9 / — 26 / 9 / 2005 ، حيث مثل المؤسسة فيها السادة عارف رمضان وعلاء الدين جنكو وعدنان بشير وحسن برازي ، وعلى هامش المهرجان التقى العضوان المؤسسان لسما الحاج عارف رمضان والاستاذ علاء الدين جنكو بالسيد رئيس إقليم كردستان العراق السيد مسعود البارزاني ,اكدوا خلال تلك المقابلة انهم جادون ومصممون على اتمام مسيرتهم وعدم الاخلال بعهودهم التي قطعوها امام الشعب وامام السيد مسعود البارزاني وربما تكون هنا النقطة المركزية في تصميم القيمين على المؤسسة والاستمرار مهما كانت العقبات .
ب – إلقاء مجموعة محاضرات في اتحاد أدباء كردستان في هولير في يومي 27 و28 / 2005حيث شارك كل من الكاتب عدنان بشير والكاتب حسن برازي ورجل الأعمال الكردي عارف رمضان نيابة عن الكاتب علاء الدين جنكو الذي اضطر للعودة إلى الإمارات ، وقد قام السيد عارف رمضان بإلقاء محاضرة حول شخصية وحياة الشاعر والكردي الراحل ملا أحمد بالو نالت رضا الجمهور ( هذه المحاضرة جزء من بحث قام بأعداده الدكتور علاء الدين جنكو بالتعاون مع مؤسسة سما للثقافة والفنون .
وهذا البحث قد انتهى بعد ان جمعت المعلومات عن حياة الشاعر وخصاله وأشعاره ،
وسيتم طبعها على شكل كتاب عن طريق مؤسسة سما في الفترة القريبة القادمة .
ت – إحياء ذكرى الفنان الراحل محمد شيخو من قبل فرع اربيل للمؤسسة بمناسبة الذكرى السابعة عشر لرحيله في آذار 2006 .
ث – الاحتفال بيوم المرأة العالمي في مركز المؤسسة بالعاصمة اربيل وبحضور جمهور غفير وشخصيات بارزة ومسؤولة منهم : سكرتيرة اتحاد نساء كوردستان ورئيسة لجنة المرأة في برلمان كوردستان والبروفيسورة شكرية رسول وممثلة التركمان في برلمان كوردستان …؛وتم انهاء الحفل بوصلات غنائية من قبل الفنانة الشابة والمتألقة دلنيا قرداغي وعبدالقهار زاخويي .
ج – اعداد ريبورتاج وحلقة تلفزيونية عن اليزيدية ولالش وكذلك اجراء مقابلة خاصة مع مير تحسين بك أمير اليزيديين في كوردستان والعالم من قبل وفد من المؤسسة التي زارته تلبية لدعوة رسمية من جنابه .
ح- إستضافة العديد من الشخصيات الكردية واقامة ندوات ومحاضرات لهم مثال البرفسور نادر نادروف و طوسيني رشيد والعديد من الشخصيات الاخرى .
خ – إقامة مجلس عزاء ( تأبين في أربعينية شيخ الشهداء معشوق الخزنوي ) في 2005 ، حيث تحولت الى ندوة مفتوحة للوقوف على مسيرة هذا الشيخ الجليل ونضاله حتى استشهاده ، وحضرها العديد العديد من المثقفين و رجال وشيوخ القبائل من الكرد والعرب وتم تغطية هذا الحدث الهام آنذاك عبر فضائية Roj TV .
د – انتاج وصنع 10000 ( عشرة الاف ) قلم ونقش وطباعة علم و خارطة كردستان عليها وتوزيعها على شكل هدايا في كردستان باجزائها الاربعة ، والخليج وأوربا .
ذ – مشاركة مؤسسة سما في مهرجان الشارقة للكتب المستعملة ، وتبرع المؤسسة بمبلغ رمزي لصندوق مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية والتي يعود ريعها لصالح جمعية الاطفال المعاقين ، وتلقي المؤسسة أثر ذلك برقية شكر من تلك الجمعية .
ر – مشاركة مؤسسة سما في العديد من المهرجانات والندوات والمحاضرات في دبي وفي كردستان لا سبيل لحصرها وعدها .
تاسعاً- إنشاء مكتبة كردية في دبي تحتوي على المئات من الكتب الكردية والعربية ( سياسية – ثقافية – ادبية ) لتكون مرجع ومصدر لكل من يرغب بالتعرف على الكرد وتاريخهم .
عاشراً – اقامة حفلة نوروز في الامارات بمشاركة العديد من الفنانيين الكرد والعرب المشهورين منهم شفان برور وناصر رزازي وزوجته المرحومة مرزية رزازي والفنان العراقي ماجد المهندس بتعاون ومشاركة العديد من الشركات التجارية الكردية في الامارات ، كما ولاول مرة اقامت المؤسسة حفلة نوروز في مدينة (ايو ) بالصين بمناسبة عيد نوروز بالتعاون مع العديد من الشركات الكردية في 2006 .
هذه ابرز النشاطات التي طغت على اعمال المؤسسة خلال العامين المنصرمين من عمر المؤسسة كما هناك العديد من النشاطات الاخرى التي تصب في خانة العمل الخدماتي والانساني والتي تصب في المجرى الثقافي والفني لعمل المؤسسة .
كما توفقت المؤسسة على تامين مواردها المالية ولو بالحدالادنى الضروري ـ لاكتفائها الذاتي بالاعتماد على نفسها، ضماناً لاستمراريتها واستقلاليتها ، كل ذلك بدعم ومساندة مجموعة شركات عارف رمضان التجارية .
لا يسعني في النهاية الا ان اقول بأن الزمان والمكان مناسبين لمحاولة ملىء تلك الهوة بين المجتمع الكردستاني والمجتمعات الاخرى .لان الفراغ عميق يستوجب ملىء ذلك الفراغ بالوسائل الديمقراطية والوطنية .
و تحت ستارٍ ثقافي ومؤسساتي بعيد عن الاطر الحزبية .
والافكار الدامغة التي بقيت تقيد الحركة وتفرض قالباً معيناً .
وكل ما نتمناه ان تتفادا المؤسسة التكرار وتعمل على خلق الجديد دائماً .
ولا شك بان المؤسسة ستساهم في سمو مستوى الحوار ودفعها قدماً الى الامام ونتمنى ذلك ، ويجدر بي هنا شكر المدرسين الكرد في الامارات الذين يبذلون جهداً كبيراً في تعريف الكرد وقضيته بالطلاب العرب والوافدين اليها من القوميات الاخرى ، والشكر كل الشكر للقيمين عليها , وأخص بالذكر المؤسسين الأوائل لهذه المؤسسة التي سيبقى لهم شرف تأسيس هذه المؤسسة و نيشانأً معلقاً على صدورهم .
المصادر : أرشيف مؤسسة سما للثقافة والفنون و ( موقع سماكرد الالكتروني )
****************
Hozan_34@hotmail.com