هاج العالم الاسلامي وماج بعد تصريحات بابا الفاتيكان الأخيرة.
المسلمون اليوم باتوا يتصيدون زلات لسان هنا وهناك لا لشيء سوى اثارة لفت الانتباه لهم، ليس حبا في الله ولا الرسول.
فلا الرسول عليه السلام ينتظر ان ندافع عنه، ولا كلمات البابا ما سيهدد الاسلام او يغير من مكانة النبي الكريم في نفوسنا.
بالتأكيد اخطأ بابا الفاتيكان، لكن هل هو وحده من اخطأ بتصريحاته ضد الاسلام والمسلمين؟
اقول لا..
نحن نخطئ كل يوم اكثر منه بألف مرة.
في كل خطبة جمعة نلعن أبو أبو المسيحيين، وأسلاف اسلاف اليهود.
في كل خطبة جمعة ندعو ان يدمرهم الله ويرمل نسائهم وييتم اطفالهم.
في كل مدرسة نعلم طلابنا ان المسيحيين نجس ومن أهل النار.
في كل بيت نعلم ابنائنا انهم عدونا الأول فإما نقتلهم او يقتلونا.
نحن نحرم حتى الترحم على موتاهم ولو كانوا اهل صلاح وافادوا البشرية، اذ كيف نترحم على كافر؟
نعم..
اخطأ بابا الفاتيكان.
لكننا مثله نخطئ واكثر.
مفتي الازهر، مفتي فلسطين، رجال الدين في السعودية والعالم الاسلامي ككل، أين هم من سماحة الاسلام الذي حث على فعل الخير وعدم ايذاء أهل الذمة ولو باللسان؟
لماذا بقوا صامتين على ما نقول نحن عن المسيحيين وتحركوا يوم تحدث بابا الفاتيكان عن شخص الرسول الكريم؟
نحن نكرر ما حدث يوم نشرت الرسوم الكاريكاتورية في الدنمارك..
نعالج الخطأ بالخطأ.
يوم نشرت الرسوم أقمنا الدنيا وما اقعدناها، حين انه كان يمكن معالجة الأمر بحكمة وروية.
كنا بذلك سنكسب تعاطف العالم معنا.
لكن ان تصبح تصرفاتنا رعناء، فلن نكسب تعاطف أحد.
لا تقولوا ان التعدي على الرسول عليه السلام اعظم من التعدي على المسيحيين باللفظ والسب، فالأمر لا يختلف كثيرا، اذ أن التعدي على دين سماوي لا يقل خطورة عن التعدي على الرسول الكريم.
نعم اخطأ بابا الفاتيكان، لكن المتحدث باسم الفاتيكان تحدث من فوره في شبه اعتذار للمسلمين، قائلا ان ما قصده البابا حرف عن معناه الحقيقي.
حتى ولو كان هذا التعليق اعتذارا هشا من الفاتيكان ومتحدثه الرسمي، فانه يبقى على الاقل نوع من الاعتذار عن الخطأ أو فالنقل انه ادراك لعمق الخطأ في اسوء الاحوال.
لكني لم اسمع يوما من مفت اسلامي، او أحد شيوخنا، ان سب المسيحيين وشتمهم والدعاء عليهم هو امر لا يجوز، ويتعارض مع سماحة الاسلام.
لم اسمع شيخا واحدا يقول ان هذا العمل خاطئ، ومن الاولى غرس المحبة في نفوس ابنائنا وطلابنا.
نعم..
اخطأ البابا
اخطأ كثيرا..
لكننا اخطأنا مثله، وما نزال نخطئ مثله كل جمعة، بل كل يوم.
إيلاف 16/9/2006