أجرى الحوار: الصحفي الكردي برزان عيسو
كيف ترون أوضاع الحركة الكردية في سوريا في ظل المستجدات الدولية؟
إن معظم قيادات الحركة الكردية في سوريا تعي مسألة التغيير الكوني ولو بنسب مختلفة ، وترى فيها ضالتها المنشودة لكن تقديرات القيادات لمدى انعكاسات هذه المتغيرات على سوريا وعلى قضية شعبنا الكردي تختلف بين طرف وآخر وكذلك مسألة استثمار هذا التغيير وهذه المستجدات بالشكل الأمثل لصالح القضية و في خدمتها، وعلى العموم تبقى مسألة الاستفادة في الحدود الدنيا باستثناء مواقف متميزة لبعض الأطراف، كما أن الحركة الكردية برمتها ما تزال قاصرة عن المهام والمسؤوليات التي تقتضيها المرحلة وفي المقدمة منها وحدة الصف والكلمة وبناء مرجعية سياسية قومية في سوريا تتولى مسؤولية وتمثيل الشعب الكردي في سوريا التي تعد إحدى أهم متطلبات المرحلة والظروف السياسية ..
ما هو أسلوب نضالكم في سوريا؟
لقد اتبعت الحركة السياسية الكردية منذ نشأتها أي منذ تأسيس أول تنظيم سياسي عام 1957 وحتى الآن أسلوب النضال السياسي السلمي واعتبرت قضيتها- رغم الخصوصية القومية- قضية وطنية سورية وربطت مصيرها بمصير أبناء الوطن السوري ورأت في تحقيق الديمقراطية سبيلا نحو تحقيق حقوقها القومية عملا بمبدأ الديمقراطية للبلاد والحقوق القومية الديمقراطية للشعب الكردي في إطار وحدة البلاد، ولذلك تسعى جاهدة إلى بناء تحالفات وطنية واسعة وشاملة ما أمكن نحو بناء حياة سياسية جديدة تتحقق من خلالها تلك الطموحات ..
كيف تقيمون الوضع السوري عامة والكردي خاصة في ظل المستجدات الدولية؟
المجتمع السوري بمعظم تلاوينه متعطش للتفاعل مع المستجدات الدولية و إلى التغيير والتحول نحو بناء حياة سياسية جديدة وفق قواعد ومبادئ الديمقراطية والعدل وسيادة القانون ..
لكن النظام هو الكابح لهذا التفاعل ويظل يمارس سياسة ذر الرماد في العيون ، تارة يتظاهر بإعلان الحرب على الفساد وأخرى يرفع راية الاصلاح وهلم جرا..
لكن لا جدوى فالكل يعلم أن ممارسات السلطات هذه لا تخرج عن نطاق الحلول الترقيعية التي لا تخدم سوى اعادة انتاج ذاته، أما الجانب الكردي فإن وضعه لا يختلف عن وضع شرائح المجتمع السوري من حيث المعاناة العامة إلا أنه – الكرد- إضافة لذلك يعاني جراء خصوصيته المتميزة من الفاقة والحرمان حتى من أبسط حقوقه القومية والإنسانية ، فضلا عن معاناته العميقة والصارخة جراء سياسة التمييز والإضطهاد القومي من خلال تطبيق القوانين والمشاريع الجائرة من لدن الحكومات السورية المتعاقبة وفي المقدمة منها قانون الاحصاء الاستثنائي لعام 1962المعروف ، ومشروع الحزام العربي السيئ الصيت وسياسة التعريب للمناطق الكردية ..الخ ولا تزال السياسة الظالمة تلك جاثمة على صدور أبناء شعبنا ومستمرة رغم وعود النظام ..
وفي كل الأحوال فإن تفاعل المجتمع السوري من خلال حراكه السياسي قائم ومستمر ويسعى بدأب وإن بخطوات بطيئة نحو تحقيق الحياة السياسية المنشودة.
ما رأيكم بإعلان دمشق وما تضمنه من الاعتراف ببعض الحقوق القومية للشعب الكردي في سوريا؟ وما هو سبب عدم مشاركتكم فيه؟
في حوار سابق أجبت على هذا السؤال ولاسيما ما يتعلق بسبب عدم مشاركة حزبنا – حزب آزادي الكردي في سوريا – بالإعلان وقد أوجزت حينذاك السبب في ثلاث نقاط أساسية وهي : – الميل الواضح للإعلان إلى الجانب الديني الاسلامي في شكل انحياز للإتجاه الأصولي وتعزيزه – المغالاة القومي العروبي لدرجة اعتبار الموقعين على الإعلان كلهم عرب – ما يتعلق بالجانب الكردي لا يرتقي إلى مستوى الحد الأدنى لقضيته كقضية أرض وشعب وإنما انحسر برأينا في مسألة المساواة من خلال حق المواطنة وجانب من الحق الثقافي ، أما الجانب السياسي وهو الأهم لنا فقد جاء في سياق حق المواطنة كأفراد وليس بشكل تمثلي حقيقي ..
ونضيف إلى الأسباب السالفة تلك سببا آخر وهو : – مع حترامنا لجميع الأطراف الموقعة على الإعلان – معلومات تفيد أن هناك قوى وشخصيات تحتل المواقع الأمامية في الإعلان وهي أصلاً لا تؤمن بمبدأ التغيير الديمقراطي، بل تبحث لها عن موطئ قدم داخل أروقة النظام ، كما تؤكد هذه المعلومات أن البعض يلتقي مع المنظمات الأصولية المتطرفة ويسعى إلى مساندتها وتغذيتها من خلال مظلات خاصة كالمنظمة العربية لحقوق الإنسان واللجنة الأهلية لنصرة العراق وفلسطين وكذلك لجان مناهضة العولمة.
ما هي طبيعة علاقاتكم مع المعارضة السورية الحالية عامة؟
علاقاتنا مع أطراف المعارضة السورية لاتزال في حدودها الدنيا وهي لم تتجاوز حتى الآن مستوى العلاقات الثنائية أي أننا لم ندخل معها في إئتلافات أو تحالفات واسعة وذلك بسبب المواقف السلبية لمعظمها تجاه القضية الكردية فهي تتحاشى الإعتراف بها كقضية أرض وشعب في سوريا، الأمر الذي يعرقل توجهنا في هذا الصدد لكننا رغم ذلك نواصل الحوار معها وقد قطعنا مع بعضها أشواطا متقدمة، كما أن هناك شخصيات عربية سياسية ذات آفاق معرفية واسعة لها مواقف متميزة جدا من قضيتنا بكل خصوصيتها وهي موضع تقديرنا واحترامنا الخاص وسنكون على تواصل دائم معها، أملنا وطيد بأن الحوار والتواصل سيخدمان قضايانا الوطنية المشتركة التي سنبني عليها معا حياتنا السياسية الجديدة ..
طبيعة علاقاتكم مع الحكومة السورية؟ و خصوصا في فترة عمل الأحزاب بشكل علني؟
الحكومات السورية المتعاقبة خلال عقود خلت هي الوجه المعبر عن طبيعة النظام القائم بكل حذافيره أي ليست منفصلة عنه ، وليس لحزبنا أية علاقة مع الحكومة أو النظام ، لأن أحزابنا الكردية لاتزال غير معترف بها من لدن النظام ، وما تراه من عمل أسميته علني فهو عبارة عن غض الطرف مراعاةً للظروف السياسية المحيطة القائمة منذ فترة ، بمعنى أن النظام يلاحق السياسيين جميعا بمن فيهم الكرد متى شاء ، فلاعلاقة رسمية إذاً مع النظام عدا البوابة الأمنية التي من خلالها يستدعي النظام من يشاء من الأطراف السياسية الكردية وغيرها بما فيها أحزاب جبهة النظام وذلك إما للاستجواب أو الاستفسار أو..الخ
ما مدى التغير الذي طرأ على الوضع العام في سوريا و على الوضع الكردي خاصة و خصوصا بعد استلام بشار الأسد الحكم من أبيه؟ و ما هو الفرق بينه و بين أبيه بالنسبة للقضية الكردية في سوريا؟
إن طبيعة النظام السوري ماتزال هي هي ، لكن مع استلام السيد الرئيس بشار الأسد لزمام الأمور حصلت تبدلات على الخريطة السياسية كانت لها انعكاساتها على البلاد ، كما أعلن السيد الرئيس من خلال كلمته الشهيرة أمام مجلس الشعب عن توجهات جديدة من شأنها مكافحة الفساد والبدء بإصلاحات جديدة تبعث على التطوير والتحديث ، وبالفعل بدأ الحراك السياسي يتنشط من خلال المنتديات واللقاءات والحوارات ضمن شرائح المجتمع السوري ..
إلا أنه سرعان ما خف واختفى هذا الحراك وحلت محله الملاحقات والاعتقالات وقد حمّلوا الحرس القديم مسؤولية التراجع عما حصل ..
أما عن الوضع الكردي وهو الآخر فقد تأثر بجملة قضايا وعلاقات سياسية منها خارجية كالإهتمامات الدولية بالشأن الكردي والتبدلات التي حصلت على الساحة العراقية ، وعلى العموم فإن الأمر مرتبط بالطبيعة الثابتة للنظام – وليس بهذا الشخص أو ذاك- كونه نظام شمولي يعتمد استبداد نهج الحزب الواحد ، أما الرجال فلكل أسلوبه وطريقة تعاطيه مع هذا الحدث أو ذاك !!
هل هنالك من فرق ما بين وجود خدام في السلطة وعدمه؟ و كيف تنظرون إلى وجود خدام اليوم بين صفوف المعارضة؟
لاشك أن السيد عبد الحليم خدام يتحمل جزءا من مسؤولية سياسة النظام السلبية بما فيها المسائل المتعلقة بملف الفساد وغيره وحتى ما يتعلق منها بوضع الشعب الكردي ومعاناته ، وعليه كي يثبت مصداقيته أن يعلن الانتقاد الذاتي عما شارك في صنعها من القرارات السياسية في هذا الصدد لأن مشاركته امتدت لعقود ، أما عن انتقاله إلى جانب المعارضة فقد لاقى استحسانا ، والمعارضة تتمنى أن يكون الجميع كذلك بل يعلن النظام عن الاعتراف بأخطائه ويعمل من أجل حياة سياسية جديدة تبنى وفق القواعد الديمقراطية وعلى أسس علمانية تنبثق عنها دولة الشعب والقانون ..
كيف تقيمون المعارضة السورية في الداخل و الخارج؟ و ما هو رأيكم من التدخل الأجنبي؟
يبدو أن معظم قيادات معارضة الداخل تسعى إلى التغيير الديمقراطي من خلال النظام القائم، الأمر الذي قد يؤدي إلى إعادة انتاج ذات النظام ، بينما قيادات المعارضة في الخارج تتراءا وكأنها قد حسمت أمرها مع النظام، ولها أجندتها وأساليب عمل خاصة كما لها علاقاتها السياسية وهي الأخرى توحي في اعتمادها على قوى الداخل، أي هي في معظمها تسعى إلى التغيير السلمي اليمقراطي على أساس انتفاء حالة الاستبداد والطبيعة الشمولية بوضع التوافقات الدستورية والقانونية لنظام ديمقراطي يمنع هيمنة فئة أو حزب أو أية مجموعة سياسية أو دينية على مقاليد الأمور ويبقى الحكم الفصل للإنتخابات و لصناديق الاقتراع وللتحالفات السياسية ..
أما عن تدخل الأجنبي بمعنى اعتماد التغيير من خلال تدخل عسكري أجنبي على غرار ما حصل في العراق فهو مرفوض من كل القوى الوطنية وينبغي درء البلاد من ويلاته ، أما وإن حصل فإن النظام القائم يتحمل المسؤولية الأكبر في ذلك لأن المطلوب من النظام هو التجاوب مع الجماهير ومتطلبات المرحلة وتقديم التنازلات لها والتسهيلات من أجل الانتقال السريع واللازم من الحالة الشمولية إلى الحالة الجماهيرية الديمقراطية !!
ماهي طبيعة العلاقات بين المعارضة و الغرب؟(برأيكم).
ج10- لا أمتلك المعلومات اللازمة حول طبيعة العلاقات بين المعارضة السورية في الخارج وبين الدول الغربية سواء أمريكا أو أوربا، وإنما نستطيع ابداء الرأي بقراءة بعض المعطيات ولو أولية مفادها أن المعارضة بثقلها المهم قد تنسج لها علاقات مع تلك الجهات وهي برأيي لا تتعدى مجال التفاعل مع التغيير والمستجد الذي يشهده الكون من خلال المجتمع الدولي، وليس بعيدا أن تكون هناك مجموعات لها ارتباطات غير مسؤولة مع تلك الجهات ، بالتأكيد لا تكون بمستوى الدور والفاعلية اللازمة في الداخل .
كيف تقيمون أنقلاب الوضع في كل من لبنان و العراق؟ و ما مدى تأثير ذلك على الساحة السورية؟(برأيكم).
إن ما يحصل على مختلف الساحات الإقليمية سواء في العراق أو في لبنان ..
وما ينتج عنها من تأثير على الساحة السورية لا يخرج عن مجال الصراع بين القديم والجديد، صراع بين موجة التغيير المتلاطمة وبين القوى المحافظة على الطبيعة القائمة والعقلية الشمولية التي تغذيها، ولئن تخللت هذه الصراعات مسائل أو مصالح جانبية إلا أنها على العموم وفي مسائلها الأساسية تنبع من كلتا الثقافتين ، ثقافة تتجه نحو التغيير وبناء حياة سياسية جديدة وثقافة تعمل للحفاظ على ما هو قائم مع التغليف بأشكال وألوان تتماهي مع حركة التطور والتقدم ..
كيف تقرؤون الحرب التي دارت على أرض لبنان ؟
الحرب التي دارت على أرض لبنان جاءت مختلفة في طبيعتها وطريقة اشتعالها عما سبقتها من الحروب التقليدية حيث دارت هذه الحرب ( بطريقة التحكم عن بعد) وغدى لبنان ساحة تصفية الحسابات ، كما كان هو الجهة الأكثر تضررا سواء في الأرواح أو في المباني والمعدات أو في موارده الاقتصادية أو في مواسمه السياحية ..
لكن من أبرز نتائجها تحريك الأطراف المعنية بعملية السلام بين العرب وإسرائيل ، ويبدو أن هناك خطوات جدية في هذا الاتجاه ..
هل للوجود الأمريكي في الشرق الأوسط تأثير عليكم؟ و إذا كان, فما هو هذا التأثير؟
مما لا شك فيه أن سبب التواجد الأجنبي أو وجود قوى أجنبية ومن بينها الأمريكية في المنطقة هو النظام البائد في العراق ولا شك أن لهذا التواجد ثقله وتأثيره على شعوب المنطقة ومن بينها الشعب الكردي ، وما كان ينبغي أن يكون وما يجب أن يكون اليوم هو تفاهم أبناء المنطقة وتفاهم شعوبها بالحوار الوطني الديمقراطي والاعتراف المتبادل بين الجميع وكل جانب بحق الجانب الآخر والتوصل إلى توافقات سياسية وقانونية تحمي الجميع ، والاحتكام لصناديق الاقتراع والتحالفات الديمقراطية بعد إنهاء الاستبداد والطبيعة الشمولية ، بمعنى آخر إشاعة الديمقراطية والتفاعل الجدي مع المتغيرات الكونية ورفع الذرائع بالتلاحم الوطني بعيدا عن الاقصاء والممارسات القسرية ، وبذلك يمكن أن يقف الجميع كسد منيع أمام أي تدخل أجنبي أو خارجي ولأي كان.
طبيعة العلاقات بين الكرد و العرب كشعب (بعيدا عن السياسة)؟
إن طبيعة العلاقات بين الشعبين العربي والكردي تعود لجذورها التاريخية التي سقتها تفاعلات تراثية لقرون خلت مما جعل كل من العرب والكرد يكتسب من الآخر المزايا والخصال الحميدة التي أصقلها التعايش الأخوي باستمرار ، ولئن حصل أحيانا ما يعكر صفو تلك العلاقات من جهات لها أغراضها ومآربها الخاصة أو من عقليات شوفينية متزمتة فلاشك أنه كان آيل في طريقه إلى الزوال في كل مرة دون أن يترك أي أثر سلبي ، لأن ما بنته القرون لا يمكن أن تهدمه النفوس الضعيفة في أيام أو في ساعات وفي سوريا وقبل بروز العقليات المتزمتة لم يكن هناك تمييز بين الكرد والعرب، بل ان العربي كان متعاونا أحيانا مع الكردي على عربي آخر وأحيانا أخرى العكس ، فمثلا في أواسط الأربعينات من القرن الماضي نشب قتال بين عشيرة كيكية الكردية وعشيرة بكارة العربية فوقفت عشيرة الحرب العربية إلى جانب الكيكية وكذلك الشرابية ، وحصل العكس ذات مرة في منطقة عامودا حيث وقفت عشلئر كردية إلى جانب عربية ضد كردية ، أي أن علاقات المودة والجيرة والدين والتاريخ كانت تطغى على مجرد اللغة المشتركة ..
الخ.
ما تأثير قيام كيان كردي فيدرالي في العراق على الساحة السياسية الكردية في سورية عامة و على حزبكم بشكل خاص؟
إن تقدم الوضع الكردي في أي جزء من كردستان له تأثير إيجابي على الأجزاء الأخرى بهذا الشكل أو ذاك ، ولا شك أن التطورات التي حصلت في العراق وما نتج عنها من ترتيبات الوضع في إقليم كردستان له التأثير المباشر على عموم أجزاء كردستان وعلى الجزء السوري بشكل خاص وذلك لعدد من الأسباب ، منها أن كردستان العراق قد أخذت تاريخيا منحى مركزيا لمجمل الشعب الكردي بسبب النضالات المتواصلة والتضحيات الجسيمة لأكثر من نصف قرن ، ومن ثم العلاقة الخاصة بين الحركة الكردية في كل من سوريا والعراق لدرجة التأثر بالخلافات والتوافقات هنا وهناك ، وهكذا بالنسبة لحزبنا الذي نسج علاقات سياسية خاصة مع الحركة الكردية في العراق وبشكل أخص مع الحزب الديمقراطي الكردستاني ..الخ
تغيرات الملف الكردي قبل خروج أوجلان من سوريا وبعده وخاصة بعد اشتداد وتيرة العداء بينPKK والحكومة السورية
بعد خروج السيد عبد الله أوجلان من سوريا أخذ pkk يعيد حساباته ويقف عند العديد من أخطائه وممارساته ولا سيما تلك التي كانت على حساب الحركة الكردية والشعب الكردي في سوريا، وأعلن أن جزءا هاما من مسؤولية اعتقال السيد أوجلان يتحملها النظام في سوريا بشكل مباشر، وقد علم pkkمجددا- وبعد المصالحة السورية التركية – أن ملف استثماره الإقليمي قد تمدد من سوريا لتشارك تركيا وإيران أيضا أي دول التقاسم الكردي ، الأمر الذي أثار الخلاف بين صفوفه وأدى إلى اتخاذ مواقف أخرى حيال عدد من القضايا ، ومن بينها الموقف من تسليم سوريا لعناصر الحزب إلى الحكومة التركية تطبيقا لاتفاقية أضنا الأمنية ..
مارأيكم عن القضية الكردية في تركية وكيفية حلها؟وهل تشكلPKK المحور الاساسي في حل القضية الكردية في تركيا؟
رغم هيمنة العقليات السلفية على النظام فإن الوضع في تركيا يتقدم لصالح قضايا حقوق الإنسان وحق الشعب الكردي في رفع الغبن عن كاهله وتمتعه بحقوقه القومية الديمقراطية ، خاصة وأن الظرف مناسب لاستثماره السياسي سلميا إذا علمنا أن تركيا تواجه ضغوطا جمة من حلفائها التاريخيين ، ذلك بعد أن تحقق الحركة الكردية هناك شكلا من التوافق بدلا من الخلاف والتناحر ، ولاشك أن مسؤولية pkk هنا تكون أكبر لأنه يمتاز بحجمه واتساعه وعليه أن يمارس دوره بمد جسور الثقة مع الجميع ويترفع عن عقلية التفرد بالساحة السياسية ذلك انسجاما مع روح المرحلة وسماتها الديمقراطية المتقدمة وتفاعلا مع حركة التغيير في العالم وفي المنطقة ..
كيف كنتم تقيمون PKK سابقا؟ الآن كيف تقيمونه في ظل المستجدات الدولية؟
رغم ماكان عليه pkk من القوة والاتساع الجماهيري كنا نراه متورطا مع الأنظمة التي تقتسم لكردستان وللشعب الكردي وكنا نعلم أنه سيخسر الرهان على هذه الأنظمة وبالفعل فقد خسر ، والآن وبعد المستجدات الدولية أملنا أن يقف هذا الحزب من مواقفه وعلاقاته السابقة مواقف نقدية جريئة وأن يرتب أوضاعه بما ينسجم مع المرحلة وتطلعاتها نحو الديمقراطية التي هي العلاج الأنجع لقضايا الشعوب ومعاناتها ، وأن يعزز علاقاته النضالية مع الحركة الكردية في عموم أجزاء كردستان وأن يمارس التنسيق الأمثل معها كي لا يقع في شراك التناقض والتعارض معها وخصوصا تلك التي قاربت إنجاز كبرى مهامها القومية ولاسيما في كردستان العراق ..
ماهية علاقاتكم مع pkk؟ وكيف كنتم تنظرون إلى وجوده على الساحة السياسة في سوريا؟و وجود أوجلان في سوريا؟
ليس لحزبنا علاقات اليوم مع pkk، بينما لم يكن حزبنا يدخر وسعا في مد يد المساعدة لهذا الحزب حين نزوح كوادره من تركيا إلينا واستقبلناهم ومعنا كل الغيورين من أبناء شعبنا الكردي في سوريا من الأحزاب والجماهير ولم يكن يبخل عليهم أحد – وليس منة- ولم يتوان أحد عن تقديم المصاريف النقدية والمواد العينية وبعضهم كانوا يسكّنونهم مع أفراد عوائلهم ، لكن بعد أن تحالف هذا الحزب مع النظام السوري وبدأ بتشكيل خلايا له على الساحة السورية وفرض الأتاوات وتجنيد الشبان والشابات وممارسة القتل والتشويه مع من يعترضهم من أبناء الشعب الكردي وبالتنسيق مع النظام السوري وعلى حساب الحركة الكردية بدأت الهوة تتسع بين هذا الحزب ومعظم أطراف الحركة الكردية ومن بينها حزبنا ، خاصة بعدما تبين أن زعيمه السيد عبدالله أوجلان قابع لدى النظام في شكل من الأسر ، ويمارس دوره القيادي في توجيه الحزب (والتحكم به عن بعد) بما لايتعارض مع توجهات النظام السوري ومراميه..
كيف ترون المستقبل السوري مع القضية الكردية في سوريا؟
إن القضية الكردية في سوريا هي قضية وطنية بامتياز وقد حازت مؤخرا على اعتراف واحترام معظم قوى وشخصيات وطنية سورية عربية وسريانية ..الخ ولوفي حدها الأدنى ، والحركة الكردية ومعها جماهيرها مصممة على متابعة المسيرة حتى تحقيق طموحات المجتمع السوري في حياة ديمقراطية حرة، يرفل الجميع بالمساواة في الحقوق والواجبات ويتمتع الكرد في سوريا بحقوقهم القومية كشعب يعيش على أرضه التاريخية ، خاصة وأن سوريا مقبلة على التغيير والتحول الديمقراطي من خلال موجات وعواصف التغيير التي تجتاح المنطقة والعالم ..
برأيكم كحزب سياسي كردي كيف يمكن حل القضية الكردية في الشرق الاوسط؟
القضية الكردية في الشرق الأوسط ، هي قضية أكبر مجموعة بشرية محرومة من حقوقها في العالم، تعدادها يقارب الأربعين مليون نسمة محرومة من كافة حقوقها القومية وحتى الإنسانية وبقيت لعقود طوال أسيرة الأنظمة الحاكمة في البلدان التي تقتسم لكردستان دون حل ، وبعد المتغيرات التي حصلت في العالم احتلت قضية شعبنا الكردي موقعها المناسب في سلم اهتمامات المجتمع الدولي، وهي تسير نحو الحل لا محال وفي عموم أجزاء كردستان ، وتبقى الأبواب مشرعة لها على كل الخيارات في الحل ، والحركة الكردية تميل إلى خيار التعايش مع الشعوب العربية والتركية والإيرانية كل حسب واقعه السياسي لكن على قاعدة الاعتراف المبدئي بحق تقرير المصير ..
كيف تنظرون إلى أمريكا و الغرب؟
من الصعب تحديد جواب واضح لهكذا سؤال ، إذ يبقى الجواب هلاميا ، فنحن ننظر إلى أمريكا والغرب على أنها دول حضارية متطورة ومتقدمة وتحتل الصدارة في توجيه دفة السياسة الدولية ، ومن حق الشعوب أن تمارس سياسة كسب عواطفها واحترامها ، وبالتالي فإن موقف أي منا يتحدد منها من خلال مواقفها هي تجاهنا ، بمعنى أن مواقفنا نحن الكرد يتحدد من خلال مواقف الآخرين من قضية شعبنا ودرجة اهتمامهم وتعاطيهم معها ، وهكذا بالنسبة لأمريكا وعموم الغرب ..
ما هي معاناتكم ؟ و ما نسبة الكرد الذين تمثلونهم في الساحة السياسية الكردية في سوريا؟
معاناتنا هي من معاناة شعبنا الأمرين الاضطهاد وحرمانه من أبسط حقوقه القومية الديمقراطية وحتى الإنسانية ، كما أن حركتنا السياسية ومنها حزبنا تعاني غياب الحريات الديمقراطية وغياب قانون عصري ينظم الحياة السياسية في البلاد ، فضلا عن ظروف القمع والملاحقة والسجن التي تعاني منها معظم الحركة الوطنية في البلاد..
أما عن نسبة الكرد التي يمثلها حزبنا فمن الصعب تحديدها بدقة ، لكن ما أستطيع قوله أن أحزابنا الكردية في سوريا رغم حجمها الصغير فهي تتمتع بعمقها الجماهيري ذلك أن جماهير شعبنا الكردي تمتاز بتوجهاتها السياسية والتفافها حول أحزابها عند المنعطفات والانتخابات العامة ، فقد سجل حزبنا أرقاما مهما في بعض الدورات الانتخابية وصلت إلى عشرات الآلاف رغم غياب الحريات ورغم مضايقات السلطات، وحزبنا اليوم وبعد أن أنجز وحدته لحزبين أساسيين ويعد من الأحزاب الكردية المميزة في الحجم والأداء السياسي، فلاشك أنه سيمتاز بقاعدته الجماهيرية العريضة المناسبة لحجم هذا الحزب ودوره ..
ماهية علاقاتكم مع الحركة الكردية عامة؟ و حزب الأتحاد الديمقراطي خاصة؟
علاقاتنا اعتيادية مع كافة فصائل الحركة الوطنية الكردية ، وعلاقاتنا متميزة مع البارتي ولنا تنسيق وتعاون مع حزب ييكيتي وتيار المستقبل، ونحن الآن بصدد مناقشة ترتيبات بناء مرجعية كردية لعموم الحركة الكردية ، أما علاقتنا مع الاتحاد الديمقراطي فهي غير منتظمة ، ينبغي الارتقاء بها ، وهذا يتوقف على جانبه وعلى قدر قراره في الانسجام مع الحالة الكردية في سوريا ..
دعت السلطات مؤخرا الحركة الكردية في سوريا بشكل رسمي للحوار ، فلماذا استثنت بعض الأحزاب ومنها حزبكم ؟ وهل تعلقون الآمال عليها كمدخل لحل القضية الكردية في سوريا ؟
لم تدع السلطات أي من أطراف الحركة الكردية إلى حوار جدي من أجل حل القضية الكردية في البلاد ، وما حصل كان ذو شطرين : الشطر الأول أن أحد فصيلي الحزب الشيوعي الجبهوي وتحديدا جناح يوسف الفيصل ممثلا بأحد أعضاء مكتبه السياسي أفاد أنه يتحرك بتوجيه من السيد رئيس الجمهورية من أجل إعادة الجنسية إلى المجردين منها بموجب إحصاء 1962 الاستثنائي وحمل مذكرة يريد جمع تواقيع سكرتيري الأحزاب الكردية ، حيث تحفظنا نحن ويكيتي ولم نوقع ذلك أننا لاحظنا توجه المذكرة نحو حصر القضية الكردية في مسألة الاحصاء المذكور ، أما الشطر الثاني فكان دعوة السيدة نجاح العطار نائب رئيس الجمهورية من خلال وسيط كردي لمناقشة موضوعة الاحصاء تحديدا، ودعي فيما بعد عدد من المثقفين الكرد ودعي أيضا حزبنا ويكيتي من نفس الجهة ، وتمت الاستجابة من جانب حزبينا برسالة ملخصها إن كان الأمر يخص الاحصاء فإن سبيل الحل هو صدور مرسوم بإلغاء نتائج هذا الاحصاء وإعادة الجنسية إلى المجردين منها والتعويض لهم ..
وإن كان الأمر يتعلق بحوار في الشأن الكردي فينبغي دعوتنا خطيا لذلك وحتى الآن لم نتلق أي جواب ، والخلاصة أن الأمر في شطريه ودعوة المثقفين وقبلها دعوة الوجوه الاجتماعية الكردية من قبل السيد محمد سعيد بخيتان الأمين القطري المساعد لحزب البعث ، كل ذلك كان من أجل اختزال الوضع الكردي في مسألة الجنسية والاحصاء، فكان لحزبنا ويكيتي موقفه بالرفض الواضح حيالها، ولا نعتقد أن النظام يتجه الآن للحوار في قضية بمستوى القضية الكردية وتقديم الحلول لها بهذه السهولة ولا يمكن المراهنة على تحرك من قبيل ما حصل ..
كلمة أخيرة :
إن التواصل والتفاعل بين مختلف الأوساط الكردية هي ضرورة لا غنى عنها ، ويمكن من خلالها تبادل المعلومات والاطلاع المرجو على مختلف الأوضاع التي تهم الشأن الكردي في عموم الأجزاء ومن ثم بناء المواقف اللازمة تجاهها، وإنني وفي سياق هذا التوجه أدعو الأوساط الثقافية والسياسية المعنية إلى تبادل المزيد من المواقف والمعلومات التي تفيد التفاهم والتوافق على طريق وحدة الصف والموقف التي أحوج ما يكون إليها شعبنا الكردي ، ولا يفوتني أن أشكر جريدة OZGUR GUNDEM الكردية والقائمين عليها وأخص بالذكر الكاتب الصحفي برزان عيسو لما سنحوا لي من فرصة الحيث من خلال صحفيتهم الغراء .
مع التقدير والاحترام .
بشار أمين