سيامند إبراهيم*
من معايير الصحافة التي تحترم نفسها وقرائها هي الالتزام الأخلاقي في نقل الخبر بمصداقية, بالإضافة إلى الدقة والحيادية المطلقة في نقل الأخبار, كما حددها الباحث الألماني (جو هبوكنز) والذي يركز في كتابه القيّم (فن الخبر), وفي هذا المجال برزت وكالة ( رويترز) كواحدة من أهم المصادر التي تنقل الأخبار في العالم ولا تنصاع للضغوطات الممارسة من قبل حكوماتها, وبقيت تؤدي رسالتها بصدق وموضوعية لا متناهية.
ومن الصحف في أوروبا ممن حافظت على مصداقيتها ولم تنحاز إلى جانب سلطاتها على الرغم من السياسات الخاطئة لدولها بل فضحت سياستهم وبقيت محافظة على شفافية أدائها بروح من المسؤولية العالية وكسبت ثقة القراء, وفي أحايين كثيرة أسقطت حكومات.
إنها صورة رائعة لما يجري في العالم الغربي حيث (السلطة الرابعة) هي التي تؤدي وظيفتها على أكمل وجه, ولا تخلو صحافتهم أيضاً من كم هائل من الصحف الصفراء التي تنقل الأخبار الفضائحية أو غيرها ممن يهم شرائح واسعة تهتم بهكذا أخبار, وقد انتقل مرض هذه الصحف الصفراء عندناً أيضاً, وعلى أثر سقوط النظام الصدامي البائد تقع عيناك على الكثير من الصحف الصفراء في سوق الصحافة العربية الرخيصة والبعيدة كل البعد عن أداء رسالتها الصحفية بكل صدق وأمانة, ومن هذه الصحف جريدة (المدار) الصدامية والتي تعتبر لسان حال للنظام الصدامي البائد, إن هذه الصحيفة والتي لم تتوقف منذ سقوط الطاغية صدام حسين في نقل الأخبار الملفقة والتهم الرخيصة بحق القيادات الكردية والشيعية في العراق, وتشويه سمعتها بشتى الأخبار وعدم احترام قرائها بل والضحك على الناس السذج الذين يتوقفون أمام الأكشاك ويقرؤون أخبار ملفقة وكاذبة كما جاء في يوم السبت وفي العدد( 145- 2006 ) حيث جاء في المانشيت العريض “الزعامات الكردية تقيم حفلات ماجنة للمار ينز) وفيها تبرز صورة لإحدى الراقصات تعانق جندياً عراقياً, وما إن تدخل في تفاصيل هذا الخبر والموضوع الذي كتب عن هذا الموضوع المثير, حتى تفاجأ بالبهتان والدجل في نقل هذا الخبر!! كيف جاء الخبر؟
– ((تكريت/ من عامر الفياض.
– شهد أحد القصور الرئاسية سابقاً مقر الفرقة الرابعة للجيش العراقي في تكريت… وبدأ الحفل بالسلام الوطني الكردي وبعدها ألقى السيد عبد العزيز قائد الفرقة كلمة حيا فيها الجنود الأمريكان… وشاركت في الحفل مجموعة من الراقصات الكرديات اللواتي جلبن من المحافظات الشمالية فيما قدمت الفرقة الموسيقية فقرات من الدبكات الشعبية الكردية والأنغام الموسيقية..
وفرقة الموت الرابعة التي يسيطر عليها الاتحاد الوطني الكردستاني بزعامة جلال الطالباني وتشرف عليها وزارة الدفاع الأمريكية ( البنتاغون) )).
نقول لكم يا أصحاب جريدة المدار وأنتم عارفين كل المعرفة أن السيد جلال الطالباني لا علاقة له بهذه التي تدعونها فرقة الموت في(كركوك), فالسيد جلال يمارس مهامه الرئاسية في بغداد, وهو أبٌ لكل العراقيين بكرده وعربه وتركمانه, ومسيحييه..
وهذه الفرقة الرابعة تابعة للجيش العراقي ولا علاقة لها بالاتحاد الوطني كما يدعي مراسلكم الذي يشوه الحقائق رأساً على عقب, فالحقيقة يا سادة, أن الحفل صحيح جرى في أحد القصور الرئاسية لكن جهينة الصدامي حرفت الأخبار ووقائع الحفل, والحقيقة هي أن الفرقة الرابعة للجيش العراقي أقامت الحفل يوم( 29) بقيادة عبدا لعزيز المفتي الذي كان ضابطا في الجيش العراقي لمدة( 35) سنة، و بإشراف مباشر من نائب قائد الفرقة (جواد نبيل كاظم) أخ الفنانة الراقصة (سميرة نبيل كاظم) و حضور العقيد الأمريكي (فافر)، حفلا تكريمياً ترحيباً بالوحدة ( 101) الأمريكية و ذلك في إحدى قصور صدام في مدينة (تكريت).
و قد تم إحضار ثلاثة راقصات عراقيات و منهم الراقصة (عواكف حسن البياتي) زوجة رجل الاستخبارات الصدامي السابق (سعد هادي) و الذي كان مسجونا لمدة( 11) شهراً في(أم قصر) و أطلق سراحه بطلب من السلطات العراقية.
وتم إحضار الراقصة (عواطف) من مدينة (كركوك) تحت حماية مشددة.
و قد قام أحد المشاركين بأخذ صور للحفلة الراقصة و نشرتها جريدة (هوال) الكوردية و يظهر في الصور انعكاس الطابع الصدامي لحفلات الجيش حيث كانت تحضر (الراقصات) إلى داخل المعسكرات للترفيه عن الجنود.
وبنظرة متأنية إلى ملامح ووجوه الراقصات نجد أنهم عربيات مائة بالمائة وليس كما يدعي مراسل الجريدة بأنهن كرديات؟!! وهذه الجريدة تبتعد كل البعد عن الحقائق ولا تستحق الاحترام وهي لا تتوان في أية لحظة في الانقضاض على القيادات الكردية, وتقوم ببث الإشاعات الكاذبة بحق الكورد والشيعة في العراق, وتقوم بهذه الحملات الإعلامية التافهة والتهجم بترويج هكذا أكاذيب تنطلي على بسطاء الناس وتقوم بتشويه القيادات الكردية التي انتخبها الشعب العربي قبل الكردي, ونقول لأصحاب هذه الجريدة إن حبل الكذب قصير وإن الأموال التي يضخها بقايا النظام الصدامي ومن يساندهم لن توقف مسيرة هذه القيادات الكردية والعربية الشريفة التي تريد الخير للعراق الفدرالي ولتسكت وتخرس أقلامكم المأجورة هذه, والزمن كفيل برميكم إلى مزبلة التاريخ.