خورو شورش
كارثة هزت هذه المدينة حيث شب حريق في صالة للسينما راح ضحيتها حوالي (600) طفل كردي ما بين شهيد و مشوه و هو يوم تاريخي في ذاكرة الشعب الكردي في سوريا و في جميع اجزاء كردستان , و خاصة في ذاكرة و قلوب ابناءه من اهالي مدينة عامودة .
و ان الفلم المخصص ليعرض على اطفال المدارس باوامر رسمية كان يتميز بطابع من الرعب لدى الاهالي , حيث ان المدرسين و المدرسات كانوا يلزمون الاطفال على حضور الفلم , و يقولون ان الذي لم يحضر الفلم سيفصل من المدرسة , و كانت قيمة بطاقة دخول دور السينما 25 قرش سوري يجمع مبالغ هذه التذاكر لدعم ثورة الشعب الجزائري ضد فرنسا كما قيل انذاك , حيث ان كثيرا من العائلات لم تكن تملك قيمة الذكرة حيث اجبر بعضهم على بيع جزءا من قوتهم او ان يدين لاطفالهم قيمة التذكرة كي لا يفصل من المدرسة ؟
فكان بعض الاطفال يبكون على اهاليهم من اجل تامين قيمة التذكرة حيث كانوا يقولون :
لا اريد ان افصل من المدرسة اريد ان اصبح دكتورا اريد ان ادرس لا افصل من المدرسة…….
و ان الاهالي كانوا قد انهوا جمع التبرعات بسخاء للثورة الجزائرية قبل ايام من الحريق و ان التبرعات تخص ما يسمى بتبرعات اسبوع الجزائر و كان مدير ناحية عامودة انذاك مصطفى شعبان , و يعتبر هذا ثاني حريق بعد حريق (طوشا عامودة) اثناء الثورة ضد الفرنسيين ردا على المقاومة الوطنية لاهالي المدينة حيث ان عامودة احترقت ولا تزال تحترق حيث الاعتقالات التعسفية و النقل الاجباري للموظفين من اماكن عملهم الى اماكن اخرى بعيدا عن مدينة عامودة ما زالت مستمرة……
وهناك عدد من الاسئلة يطرحها ذوي الشهداء و من يهمه الامر تستوجب الاجابة :
1- حيث تم حشد اكثر من 600 تلميد دفعة واحدة في دور السينما مع العلم انها لا تستوعب اكثر من 150 تلميذا
2- كانت هناك مدن اخرى كبيرة لم يتم عرض الفيلم فيها و تم اختيار مدبنة عامودة ؟
3- تم اشاعة الخبر بان الفلم سيكون عن المناضلة الجزائرية (جميلة بوحيرد) ومن ثم تبين اثناء العرض بان الفلم مصري يحمل عنوان ((شبح منتصف الليل)) ؟
4-اين المدرسون و المدرسات و العاملون الذين كانوا يشغلون السينما هل ماتوا حرقا مع الاطفال ؟
5- حيث حضر الى قاعة السينما تلاميذ مدرسة المتنبي و خديجة الكبرى علما انه كان من المقرر ان يحضر تلاميذ مدرسة الغزالي فقط صف (الرابع و الخامس و السادس )؟؟
6- حيث صرح محمود طهماز رئيس النيابة العامة في قامشلو لجريدة المصور لعام 1960 م (( ان المسؤلية لم تحدد بعد )) و هذا يؤكد على ان المسؤلية اكبر مما يفكر فيه اهالي المدينة ؟؟
7- حكومة الوحدة جمال عبد الناصر كانت تكره الكرد كرها شديدا هل كانت و راء الفاجعة ؟
8- لماذا تم اطلاق صراح المتهمين اصحاب السينما و العمال بعد اقل من شهر من انقضائهم في السجن المركزي في قامشلوا دون تحقيق جاد و نزيه ؟
9- هناك صمت من قبل الناجين حين يسالون من قبل المهتمين بالامر و اهالي الشهداء و هم اكثر الناس معرفة بما جرى ؟
10- اول فلم سوف يعرض في سينما عامودة الذي كان يسما انذاك ٍ(سينما شهرزاد ) حيث كان هذا الفلم المخصص ليعرض على التلاميذ باوامر رسمية كان يتميز بطابع من الرعب و الخوف لدى الاهالي ؟
11- ان صاحب دور السنما قالوا بان الة العرض لا يتحمل اكثر من العرض سوى مرتين في اليوم لكن السلطات المحلية اجبرته على ان يكون العرض الثالث مخصصا لتلاميذ المدارس مساءا للمرة الثالثة ؟
12- لم يسمع الاهالي اي جلسة قضائية علنية او سرية للبحث في اسباب حريق سينما عامودة و لم يسمعوا باي حكم على اي شخص ؟
13- لماذا ارسل مدير ناحية عامودة شخصا ما قبل الحريق بنصف ساعة باخراج و لديه من السينما؟
14-الحارس عيسى الزبال قد اسند ظهره الى ذلك الباب الوحيد للسينما و الذي كان قد اغلقه بنفسه و كان ذلك بامر من المسؤلين كما كان يصرح به ؟
15-لم يحضر الى مكان الحريق سوى سيارة اطفاء و احدة و صغيرة بعد ان التهم الحريق سقف الصالة الذي كان من القش و الخشب الذي فحم اطفالا كانوا كسنبلة لم تفتح على الحياة بعد؟
16-لماذا لم يحضر الى المكان اي سيارة اسعاف ؟
17-هناك نافذة صغيرة فقط مفتوحة و تطل على بئر سقط فيه العشرات من الاطفال هربا من حريق قادم؟
18-حتى الان لا توجد احصائية عن عدد الشهداء و ذلك بسسب الدفن الجماعي لهم (كل 15 طفلا او اكثر ضمن قبر واحد) في مقبرة شرمولا حيث ان هناك من يقول ان عدد الشهداء يتراوح ما بين (272-283) شهيد ؟
19-في ذلك الوقت كانت هناك اذاعة كردية في القاهرة و تم منع البث في سوريا و بذلك هل كان جمال عبد الناصر عنصريا مع اكراد سوريا فقط؟؟؟
و بذلك يكون قد مضى 46 عاما على الفاجعة التي انطبعت على ذاكرة كل كردي و جدان و اعماق كل اهالي عامودة و هذا ما ثناقلته اذاعة لندن حيث قالت (كارثة تهز شمالي سوريا في مدينة عامودة شب حريق هائل في يوم امس في دور السينما راح ضحيتها 600 طفل ما بين شهيد و جريح و تتراوح اعمارهم ما بين العاشرة و الخامسة عشر وما زال البحث جاريا عن اسباب الحريق) الساعة 12 ظهرا بالتوقيت المحلي في 14-11-1960م
و يقول الشاعر احمد الحسيني في قصيدة بالغة الكردية المترجمة الى العربية اذ يقول :
ذهبت و اصبحت و قودا للثورات
و اصبحت لهف السكارى
و اصبحت هدية الحاقدين
و ذهبت على شفاه شرمولا و بذغت كشمس قبل مغيبها ……؟
و اصبحت الجزائر مقرا و تو قيعا لاتفاقية الجزائر 1975م بين شاه ايران و صدام حسين و ياسر عرفات لينهوا فيما بعد ثورة الكرد بقيادة المرحوم الملا مصطفى برزاني .
و هناك العديد من الكتاب و الشعراء كتبوا عن سينما شهرزاد (عامودة) , و تم مؤخرا بتاريخ 14-4-2005 م في قرية شورة عرض مسرحية تتحدث عن تفاصيل الفاجعةفي سينما عامودة, و قامت بها فرقة سرخبون و كان يقولون يا ليت لم تكن جزائر ضيفا لعامودة , و تم اصدار اوامر من المحافظ بمنع القيام باي ذكرى تابينية بعد الاربعينية الاولى و تم اعتقال بعض اعضاء البارتي في ذلك الوقت مع بعض المثقفين بسبب قيامهم باحياء الذكرى , و امر المحافظ اثناء ذلك التابيين باعتقال من رددوا الشعارات المعادية لمن تسبب في حريق سينما عامودة و كان الشعار كالتالي (على صخرة الاخوة العربية الكردية سنحط رؤؤس الذين تسببوا في حريق شسينما عامودة, و غيرها المطالبة باجراء تحقيق عادل في ذلك القضية ) و تم اعتقال (عصمت فتح الله) حيث تم اصدار الامر من المحافظ باعتقاله فورا و هو كان يهتف بالجموع.
و لم يتم تعويض اهالي الضحايا و لم يتلقوا اي دعم و كان الاهالي قد قاموا بالاضراب عن الطعام لمدة اسبوع و هدد المحافظ بكسر المحلات و زج اصحابهم بالسجون اذا لم ينهوا اضرابهم , و ان التمثال يرمز الى البطل (محمد سعيد اغا دقوري )و هو في حالة انقاذ الاطفال
