سيامند إبراهيم*
المقابر الجماعية أصبحت إحدى سمات لبناننا الحر, و آخرهم كوكبة من الشهداء الأكراد في قرية القاع, لقد دفع الشعب الكردي طوال تاريخه النضالي الثمن غالياً من عهد (صلاح الدين الأيوبي) و إلى الآن, صورة الجنازة الحزينة على الأكف في (جند يرس) كانت أكثر من رهيبة.
عندما قام الآلاف بحمل هذه الجثامين الكردية التي كانت تبحث عن رزقها كي تسد رمق أطفالها, الذين سد وطنهم الكبير الأبواب في وجوههم ليلجأوا إلى وطن الحب والتسامح لبنان الصغير بحجمه الكبير في حبه للآخرين؟! كانوا كلهم أملاً في انتهاء الحرب, وعودة الحياة إلى طبيعتها, لكن كانت الصدمة كبيرة, والحدث جلل, والصدمة للشعب الكردي كبيرة, مصائب الشعب الكردي أكبر من أن يسطرها المرء في سطور حزينة تذرف الدموع في مآقي هذا الزمان اللعين, الزمان والأنظمة التي جعلتنا نعيش في هكذا واقع أليم؟! نحن مصدومين, من هذا الوضع المزري والعيش في ظل هذه الأنظمة الاستبدادية التي تتحكم برقابنا وعبادنا, أي أرض ستستقبلنا وتحتضننا يا عالم, يا أصحاب الضمائر الحية؟! صور المأساة تبعث في النفوس الأسى والحسرة وتجرح القلوب, لا نعرف إلى متى نذرف الدموع على شهداء الأكراد في سقيز, وان, بينغول كركوك, الموصل, يشعر المرء بأن ثمة انقطاع بيننا وبين هذه الشعوب وما الدين الذي يجمعنا أصبح منسياً في خبر كان؟ المجازر الرهيبة بحق الشعب الكردي لا تعد ولا تحصى, متى نكفكف الجراح ونزيل من قاموس الكردي العبارات التالية, القمع الرهيب, المقابر الجماعية, الاضطهاد, سياسة التعريب والتتريك والتفريس, إنها الحياة التراجيدية المستمرة التي نعيشها منذ أن وضعت الرحال عندنا هذه الشعوب؟ إلى متى نتعامى عن الحقائق التاريخية, أتدرون ماذا فعل القائد العربي المسلم خالد بن الوليد في مدينة (رأس العين) لقد دخل كنيسة رأس العين بعد أن أقروا بالجزية وأخذوا الأمان من العرب المسلمين, فماذا قال وماذا فعل سيف الله المسلول خالد بن الوليد, اقتحم الكنيسة وقتل البطريرك (مريموش), وقتل النساء والشيوخ والأطفال والعجائز, أتدرون ماذا قال؟ قال كلمته المشهورة ” صولوا عليهم يا أولياء الله, هذا يوم الثواب يا أصحاب رسول الله,(1) أجل إنها واقعة تاريخية حقيقية، حقيقية جداً: القتل المباح بهذه الطريقة المشينة للأبرياء, كنت في زيارة لكردستان العراق ومررت بالعديد من القرى والقصبات والنواحي وقد رأيت بأم عيني العديد من القرى التي سويت بالأرض’ بقايا أطلال المساجد, والهلال الإسلامي الذي كان يشمخ فوق مأذنة المسجد أصبح مرمياً وقد صدأ بين التراب, فحمل بعض القرويين الذي عادوا إلى قراهم بعد هذا التدمير؟! بيوت الماعز والبقر, البيوت الطينية البسيطة كلها أصبحت أرض منبسطة أصبحت أطلالاً منسية, تحكي للأجيال القادمة جرائم هذا الدكتاتورالعروبي البائد (صدام حسين), والذي لا يخجل ولا يحمل ذرة من القيم والكرامة وهو يحمل القرآن الكريم يوم محكمته ويستشهد بآيات من القرآن الكريم, دمر مئات المساجد في كردستان العراق والآن لما دنا الموت من شخصه أصبح مؤمناً على الطريقة الاسلاموية العروبية؟ وشر البيلة ما يضحك؟!!!
—————-