حاوره: عمر كوجري
قال الأستاذ محمد إسماعيل سكرتير الحزب الديمقراطي الكوردستاني – سوريا في حوار خاص مع صحيفتنا «كوردستان» في معرض حديثه عن لقاء الوفد القيادي لـ PDK-S بجناب الرئيس مسعود بارزاني: كان اللقاء بفخامة الرئيس مسعود البارزاني ذا أهمية كبيرة، حيث تناولنا مع سيادته قضايا شعبنا الكردي، وحقوقه القومية المشروعة في سوريا، وتبادل وجهات النظر حول مجمل القضايا والمستجدات السياسية الراهنة على الساحة السورية، وكذلك سبل تفعيل دور وأداء حزبنا، الحزب الديمقراطي الكوردستاني – سوريا، في كافة المجالات، والأوضاع الاقتصادية والمعيشية التي يعيشها أبناء شعبنا الكردي في سوريا.
وعن حضور الرئيس البارزاني في مؤتمر الحزب الديمقراطي الكوردستاني – سوريا أكد إسماعيل:
لا شك أن حضور فخامته قد عكس أهمية كبيرة لحزبنا وشعبنا وقضيتنا القومية في سوريا، ومؤشراً لكافة الأطراف المعنية أن هذا الحزب هو حامل المشروع القومي الكردي، وإن كلمة جنابه البليغة كانت بمثابة منهاج لحزبنا التي نقتدي بها، ووقعها على مسامع المؤتمرين كان عظيماً ودافعاً للالتزام. من جهتنا نسعى في قيادة الحزب وكافة كوادره ومنظماته أن نكون عند حسن الظن.
وعن أسباب توقف الحوار الكردي الكردي قال السيد إسماعيل:
ب ي د تسبّب في تعكير الأجواء لأجل عدم الوصول إلى اتفاق نهائي كضربة استباقية استغل غياب تواجد الجانب الأمريكي عبر ممثليهم الدبلوماسيين، وانتقال الإدارة في واشنطن من الجمهوريين إلى الديمقراطيين، في تلك الأشهر الثلاثة حاولوا حرق مكاتب الأحزاب الكردية، واعتقلوا كوادرهم بالإضافة إلى التصريحات المسيئة ضد قيادات المجلس
وفي تصوره عن المجلس الوطني الكردي، أردف إسماعيل:
المجلس الوطني الكردي هو مكسبٌ مهمٌّ لأبناء شعبنا وقضيته الوطنية في سوريا كونه إطاراً شاملاً يضمُّ الأحزاب الكردية المؤثرة والمستقلين والمنظمات الشبابية والنسوية وقد تم ترتيب تواجد هؤلاء تحت سقف المجلس الوطني الكردي وفق رؤية سياسية موحّدة.
فيما يلي الحوار كاملاً:
*لنبدأ سؤال «كوردستان» الأول عن فحوى لقاء وفد من قيادة الـ PDK-S مع فخامة الرئيس مسعود بارزاني، لو تتفضلون الحديث عن أهم جوانب اللقاء؟
**كان اللقاء بفخامة الرئيس مسعود البارزاني ذا أهمية كبيرة، حيث تناولنا مع سيادته قضايا شعبنا الكردي، وحقوقه القومية المشروعة في سوريا، وتبادل وجهات النظر حول مجمل القضايا والمستجدات السياسية الراهنة على الساحة السورية، وكذلك سبل تفعيل دور وأداء حزبنا، الحزب الديمقراطي الكوردستاني – سوريا، في كافة المجالات، والأوضاع الاقتصادية والمعيشية التي يعيشها أبناء شعبنا الكردي في سوريا. واستمعنا الى الملاحظات والآراء المتعلقة في هذا المجال من فخامته، وقد كان فخامة الرئيس كما عهدناه، يهتمُّ بكافة أبناء شعبنا، وبجميع المكوّنات القومية المتعايشة، كما أبدى دعمه ومساندته للبارتي وللشعب الكردي وللعملية السياسية في سوريا.
**لأول مرة يحضرُ فخامة الرئيس مسعود بارزاني مؤتمراً لحزب كردي في كوردستان سوريا، ما رسائل هذا الحضور؟ وكيف قرأتم كلمة سيادته البليغة؟
سؤال مهم، سأستحضر الماضي لكم قليلاً، فلأول مرة حضر القائد الخالد مصطفى البارزاني الأب الروحي للشعب الكردي في المؤتمر الوطني في نوبردان 1970 وكان وقع حضور القائد الخالد على أبناء شعبنا الكردي في سوريا مهماً ومؤثراً، والقيادة في ذلك الوقت، مع سكرتير الحزب الراحل الحاج دهام ميرو، والإخوة القياديين، قدّموا نموذجاً وطنياً كوردياً سورياً في النضال والتضحية والإخلاص، وقدّموا تضحيات كبيرة، وأداءً جماهيرياً منقطع النظير، لقد تحملوا تبعات النضال في السجون لثماني سنوات متواصلة، حيث شكلت جزءاً مهماً من التاريخ النضالي لحزبنا وللشعب الكردي في سوريا، ومحطة أساسية مهمة من مسيرة البارتي في سوريا.
أعود إلى سؤالك، في المؤتمر الثاني عشر لحزبنا الذي عقد في حزيران 2023 كان حضور فخامة الرئيس مسعود بارزاني لأول مرة كما تفضلت في مؤتمر حزبنا الحزب الديمقراطي الكوردستاني- سوريا مهماً، بالغ الأهمية، ولا شك أن حضور فخامته قد عكس أهمية كبيرة لحزبنا وشعبنا وقضيتنا القومية في سوريا، ومؤشراً لكافة الأطراف المعنية أن هذا الحزب هو حامل المشروع القومي الكردي، وإن كلمة جنابه البليغة كانت بمثابة منهاج لحزبنا التي نقتدي بها، ووقعها على مسامع المؤتمرين كان عظيماً ودافعاً للالتزام. من جهتنا نسعى في قيادة الحزب وكافة كوادره ومنظماته أن نكون عند حسن الظن، وأهلاً لهذه المسؤولية ولهذا الشرف العظيم الذي شرّفنا به سيادة الرئيس..
*مرّ شهران على مؤتمر الـ PDK-S ماذا فعلتم خلال هذه الفترة من استعدادات الحزب لعقد الكونفرانسات وتشكيل كوادر وهيئات جديدة؟
الحقيقة، قيادة الحزب منهمكة في العمل من أجل الانطلاق في العملية التنظيمية، وإقامة بعض الأنشطة المتنوعة في مكاتبنا، ولإيعاز المنظمات ومكاتب الحزب المختلفة لحثهم على تقديم برنامج مرحلي يتم تنفيذه وتقييمه بحسب مصلحة شعبنا وحزبنا، قبل البدء في المرحلة الأخرى من أجل تعزيز دور الحزب بين الجماهير، وليبقى البارتي متصدّراً للنضال الوطني الكردي في سوريا كما عهده أبناء شعبنا في كافة المحطات النضالية طيلة المسيرة النضالية منذ التأسيس والى الآن..
أما عن سؤالك عن الكونفرانسات الحزبية فيتطلب الأمر إجراء دراسة للمنظمات والمجالس لإزالة عوامل التوتر والصراع ليتمكّن الرفاق من الاختيار الصائب لقيادة الهيئات وفق الكفاءات وخلق استقرار تنظيمي، وهذا ما نسعى إليه في الأيام القادمة.
*حدث ما بعد المؤتمر بعض الاستقالات، ونشرها أصحابها على وسائل التواصل الاجتماعي من قبل قياديين لم يحظوا بالنجاح في المؤتمر، وكذلك استقالات بعض الكوادر الحزبية، ماذا تقول في هذا المضمار؟ وهل إمكانية عودتهم للحزب ممكنة؟
** نعم، تحدث بعض الإشكالات عادة في توقيت ما بعد المؤتمرات الحزبية، وفي مؤتمر بحجم البارتي، وفي ظروف إنقاص عدد القيادة إلى حدود النصف، لابد أن يكون هناك عدم رضى من قبل البعض ولكن بنسبة قليلة جداً قياساً بحجم الحزب والمؤتمر، حيث أن الجميع كانوا يعلمون مسبقاً أن نصف القيادة وأكثر لن يكون لها حظوظ بالقيادة كون العدد تم تقليصه بمعرفة وعلم الجميع، نعم هناك بضعة رفاق قياديين أعلنوا عدم رضاهم بالنتائج، وهم مناضلون، ولهم تاريخ طويل في العمل الحزبي، أتمنّى أن يراجعوا أنفسهم لأن وجودهم في البارتي هو أفضل خيار لهم أولاً، ولحزبنا ولشعبنا وقضيته القومية ثانياً..
*كما في أيّ مؤتمر ماموستا محمد، لابدّ من حدوث بعض الأخطاء والهفوات، هل أنتم مستعدون لتلافي ما حصل من بعض الهفوات لإعادة القوة والمنعة للحزب الديمقراطي الكوردستاني- سوريا؟
** نعم، أؤكد لكن أن قناعاتنا ومشاعرنا وإرادتنا وتصميمنا على النجاح يملي علينا أن نستعدّ لتلافي أيّ نقص أو ضعف في أي مجال في الحزب.. ونعمل كلّ ما بوسعنا لتحمُّل تبعات النضال والتضحية من أجل تحقيق أهداف شعبنا وتقدُّمه في مختلف المجالات.. وجميع الرفاق على استعداد تام لاستثمار نقاط القوة التي يتميّز بها حزبنا من أعداد من الكوادر وتاريخ نضال وعمق جماهيري وعلاقات كوردستانية نعتزُّ بها.. وغيرها، كل ذلك من شأنه أن يعيننا من أجل التغلب على أي نقطة ضعف موجودة، أو تعترضنا في قادم الأيام.
*يعني هل بإمكاننا القول إنه تم بالفعل التواصل مع هؤلاء الرفاق لترتيب عودتهم للحزب؟
** هناك جهود لأجل المزيد من الاستيعاب، والاحتواء لكافة كوادر الحزب.. وحتى من الذين استنكفوا عن العمل الحزبي قبل عقد المؤتمر بسنوات، ولدينا برنامج واضح لاستعادة جماهيرية البارتي، وثقله النضالي ضمن الحركة الوطنية الكردية في كوردستان سوريا.
* قبل مؤتمر الحزب الأخير بعدة أشهر حضرتك كنت ناطقاً رسمياً للحزب، ألن تعيّنوا ناطقاً لدرء الوقوع في تنافر اجتهادات بعض القياديين والكوادر الحزبية؟
**الحقيقة نحن بدأنا بالأولويات، ومازال الأمر مبكّراً إلا أن قيادة الحزب في الوقت القريب ستكلّف ناطقاً رسمياً باسم الحزب لكي نتجنب الوقوع في تعددية الآراء وإشكاليات متعلقة بالمواقف.
*يجري الحديث دائماً عن إعلام حزبكم، ما تقييمكم وبرنامجكم لتطوير إعلام الحزب في فترة ما بعد المؤتمر الثاني عشر؟
في الحقيقة، الإعلام يحظى بأهمية كبيرة في هذه المرحلة، وفي كل وقت طبعاً، نحن في حزبنا جادون في تطوير وتفعيل الوسائل الإعلامية التي بين أيدينا، والانطلاق منها إلى آفاق أفضل ومستوى أوسع من أجل التغطية الإعلامية الشاملة ومواجهة الإعلام المضلّل والمحرض ضد حزبنا من خلال توفير قدر كافٍ من الكوادر المتخصصة في هذا المجال، وإن ما يميّز إعلامنا هو المصداقية والتي نسعى إليها دائماً في نقل الخبر على حقيقته لأبناء شعبنا بكل شفافية ووضوح، وما يلزمنا من معدات وكوادر نحن جادون للارتقاء بها إلى مستويات أفضل.
علماً أن الأرضية موجودة لدينا ومعقولة إلى حد مقبول من جريدة «كوردستان» لسان حال الحزب، وبرنامج آرك وراديو ريباز والموقع الرسمي للحزب، وبعض صفحات مواقع التواصل الاجتماعي.. ونسعى للانطلاق منها إلى آفاق أفضل.
*في سؤالنا هذا ننتقل من الشأن الحزبي إلى أسئلة تهمّ شعبنا الكردي وجماهيرنا، أين موقعكم كحزب وكمجلس كردي في المعارضة؟ وهل أنتم راضون عن أدائكم؟
نعم، إننا كحزب وكمجلس وطني كردي، لنا رؤيتنا السياسية الواضحة تجاه حقوق الكرد والموقف من النظام والمعارضة، ونظرتنا ورؤيتنا لمستقبل سوريا وعلاقاتنا مع كافة القوى الوطنية السورية، نحن منفتحون على كافة أطر المعارضة السورية، وعلى كافة الأطراف الإقليمية والدولية المؤثرة، وموقعنا إلى جانب المعارضة الوطنية السورية نحن ضمن الائتلاف وفق وثيقة تضمن حقوق شعبنا وهي إلى حدٍّ ما أفضل وثيقة تقرُّ بها المكوّنات السورية بحقّ الشعب الكردي. ونحن منفتحون على باقي أطر المعارضة الوطنية السورية.
أما بالنسبة لسؤالك عن رضانا لأداء المعارضة فإن كافة مسارات العملية السياسية في سوريا تشهد بطئاً واضحاً، سواءً أكانت من طرف جنيف أو أسيتانا.. وأبناء الشعب السوري وقواه الوطنية ليست راضية بما فيه الكفاية في أداء بسبب عدم توافق الأجندة الدولية سواء الدول المهمة الكبيرة والعظمى أو اللاعبين الأقل منهم، إلا أننا نعدُّ وجودنا وحضورنا ضمن المعارضة السورية وعلى طاولة التفاوض يعني أن حقنا موجود على الطاولة، ولا يستطيع أي أحد تجاوزنا.
*حضرتكم، قلتم في تصريح إعلامي قبل أيام أن الوضع في كوردستان سوريا كارثي، ولو كانت الحدود مفتوحة لما بقي أحد، برأيك لماذا؟ وهل لكم دور في إيقاف هذه الكارثة البشرية؟
نعم، هذه حقيقة يجب أن نقولها، الوضع كارثي ومأساوي، الأوضاع الصعبة ناجمة عن عدم الاستقرار، ومن الجوانب الأمنية والمالية حيث هناك تحكُّم من قبل مسلحين يتحكّمون بمصير الناس، وهناك هبوط مريع وقياسي لقيمة الليرة …، كل هذه العوامل تؤدّي إلى المزيد من الهجرة وعدم الاستقرار والقلق من المصير المجهول..
رؤيتنا واضحة لحل هذه المخاوف وخلق الاستقرار، وهي أن يتم بناء إدارة تشاركية يتشارك فيها جميع مكونات المنطقة بإشراف دولي، وعدم تحكُّم طرفٍ معينٍ بمصير أبناء شعبنا، وهذا ما نسعى إليه من خلال مواقفنا ولقاءاتنا مع الأطراف الدولية والإقليمية المؤثرة بالإضافة إلى المعارضة الوطنية السورية، وسنبقى مدافعين عن أبناء شعبنا، ونسعى لخلق الاستقرار في المنطقة.
* يتبادر لذهني سؤال أستاذ محمد: لماذا المجلس الكردي متمسّك بالائتلاف كصيغة معارضة وحيدة؟ لماذا لا يفعّل منصة خاصة به؟
نحن متواجدون ضمن الائتلاف وفق وثيقة معروفة تضمن إلى حدٍّ ما الحقوق القومية للشعب الكردي ووجوده في سوريا، وإن الائتلاف هو طيفٌ واسعٌ من أبناء الشعب السوري وقواه الوطنية من عرب وكرد وسريان وأشوريين وتركمان وديمقراطيين وليبراليين ومتدينين، أي أنه يعكس فسيفساء الشعب السوري، وهو أوسع إطار معارض سوري.. من جهة أخرى نحن منفتحون على باقي أطر المعارضة، ونحن ضمن جبهة السلام والحرية وفق برنامج سياسي لثلاثة من أهم مكوّنات الشعب السوري كانوا مهمشين في عهد النظام، من تيار الغد مع المجلس العربي والمنظمة الآثورية الديمقراطية والمجلس الوطني الكردي في سوريا.
ونسعى من خلال علاقاتنا الدبلوماسية مع كافة الأطراف الدولية المؤثرة.. أن تكون لنا خصوصيتنا القومية كمعارضة موجودة في الداخل، ونعمل بمثابة جسر بين الداخل والخارج. بالإضافة إلى سعينا لتفعيل أدائنا، وتواصلنا من أجل أن نكون في اعتبار الجميع سواءً كنا منصةً أو كياناً سورياً له خصوصيته. أي نحن متواجدون، ونسعى إلى الشراكة الفعلية مع كافة أطياف المعارضة السورية.
*برأيك، كيف يمكن التغلُّب على نقاط الضعف؟ وكيف يمكن تفعيل أداء المجلس الوطني الكردي؟
**المجلس الوطني الكردي هو مكسبٌ مهمٌّ لأبناء شعبنا وقضيته الوطنية في سوريا كونه إطاراً شاملاً يضمُّ الأحزاب الكردية المؤثرة والمستقلين والمنظمات الشبابية والنسوية وقد تم ترتيب تواجد هؤلاء تحت سقف المجلس الوطني الكردي وفق رؤية سياسية موحّدة.
يبقى علينا أن نفعّل أداءه بشكل يليق بمكانته، ويليق بالقضية الكردية في سوريا وتاريخه النضالي أي لابدّ من تطويره، وتفعيل دوره، ونحن نسعى إلى ذلك في هذه المرحلة المضطربة من أجل تشكيل كافة مكاتب وهيئات المجلس، والإشراف على برنامجه العملي ونشاطاته وتقييمها لوضع المجلس وتعزيز دوره على الخارطة السياسية في سوريا.. لكي يلعب دوراً مهماً في مستقبل البلاد كما يأمل منه أبناء شعبنا.
*بعد كارثة زلزال 6 شباط الفائت، وتثبيت وجود مؤسسة البارزاني الخيرية في عفرين وجنديرس، لماذا لم تتواجدوا أنتم أيضاً في المنطقة؟
** في الحقيقة، دخول مؤسسة البارزاني الخيرية في عفرين وجنديرس خلق مناخاً جيداً لدى رفاقنا للعمل بين أبناء شعبنا هناك، وإن المجلس الوطني الكردي، وكذلك منظمات حزبنا الحزب الديمقراطي الكوردستاني سوريا بدأت تتطلع إلى استثمار جهودها وزيادة التحرُّك بين أبناء شعبنا للوقوف إلى جانب شعبنا تجاه ممارسات وانتهاكات بعض الفصائل المسلحة.
وهناك سعيٌ من أجل فتح المكاتب سواءً للحزب أو للمجلس، وإمكانية استثمار أية فرصة من أجل ذلك لما لها ضرورة في هذه المرحلة العصيبة في مدينة ومنطقة عفرين والنواحي التابعة لها. ونؤكد أن المكاتب التي نريد أن نفتحها والأعمال والنشاطات التي نقوم بها ليس بغرض المجال الحزبي الضيق، نحن سنتواجد بين شعبنا، مع احترام وتقدير المكونات الأخرى الموجودة، وهذه هي مواقفنا الثابتة تجاه المشاركة في الوطن السوري. وحالياً هناك وفد بشخص رئيس الائتلاف السوري السيد سالم المسلط، وعضوية ممثل المجلس الوطني الكردي الدكتور عبد الحكيم بشار عضو المكتب السياسي لحزبنا، ونائب رئيس الائتلاف، ولهم سعيٌ واضحٌ في هذا المجال من خلال تخفيف المعاناة عن الناس وإمكانية فتح المكاتب وغيرها.
*برأيكم، من الذي أوصل الحوار بين أحزاب المجلس الوطني الكردي وأحزاب الوحدة الوطنية إلى الفشل؟ وما دور الراعي الأمريكي والأوربي في ذلك؟ وهل من إمكانية للعودة للحوار من جديد؟
الحوار الكردي- الكردي كان خطوة مهمة، ويتطلع إليها باهتمام أبناء شعبنا الكردي المتعطش لحالة الاستقرار، وخلق مناخ إيجابي من أجل التوصُّل لاتفاقات لتوحيد الموقف الكردي إزاء الأحداث والقضايا الراهنة في سوريا، الجانب الإيجابي الآخر هو وجود الجانب الراعي الأمريكي كضامن مهم لهذا الاتفاق، والذي أساسه اتفاقية دهوك (سياسية- إدارية وعسكرية) ونتيجة الاهتمام الأمريكي في المرحلة الأولى قطعنا شوطاً مهماً، فقد حققنا أكثر من نصف الاتفاق في فترة زمنية قياسية إلا أن ب ي د تسبّب في تعكير الأجواء لأجل عدم الوصول إلى اتفاق نهائي كضربة استباقية استغل غياب تواجد الجانب الأمريكي عبر ممثليهم الدبلوماسيين، وانتقال الإدارة في واشنطن من الجمهوريين إلى الديمقراطيين، في تلك الأشهر الثلاثة حاولوا حرق مكاتب الأحزاب الكردية، واعتقلوا كوادرهم بالإضافة إلى التصريحات المسيئة ضد قيادات المجلس.. لا سببَ سوى نسف الاتفاق.. والإساءة واستهداف الحوار.
بعد جهود الأمريكان ومحاولة استئناف الحوار قدّم المجلس الكردي وثيقة ضمانات لست نقاط واقعية وافق عليها الجانب الأمريكي والسيد مظلوم عبدي كضامن ل ب ي د .. وقّعا على هذه الورقة على أساس استئناف الحوار لكن لم يتمكنوا من جلب الطرف الآخر للمفاوضات، وأعلنت قياداته أن الحوار قد انتهى، ومازال الجانب الأمريكي يتواصل مع الأطراف المعنية لكن لا يوجد الضغط الكافي من اجل إرغامهم على قبول الاتفاق حيث أننا نعلم بان ب ي د لا يقبل ولا يؤمن بالشراكة بالأخص مع طرف كردي.
إن الوصول إلى الاتفاق وخلق الاستقرار سيعيد الاطمئنان لدى أبناء ولكن يجب أن تكون هناك إرادة للعمل المشترك، وتوفير هذا الأمر ليس ضرباً من الخيال، ولو كانت هذه الإرادة موجودة لدى ب ي د لما احتجنا إلى الأطراف الوسيطة حيث انهم تنصلوا من اتفاقيتي هولير ودهوك وملحقاتها أيضاً.
*مادور حزبكم في «الأوطان الجديدة» للكرد في الشتات والمهاجر؟ هل لديكم مخطط للتواجد معهم؟ أو مشروع لترتيب وتسهيل إعادتهم إذا رغبوا يوماً في العودة؟
البارتي متواجد حيث وجود أبناء شعبنا الكردي في سوريا، وفي أي مكان سواء كان في الداخل وفي المدن الرئيسية السورية، أو حتى في المهاجر والدول الإقليمية وأوروبا، في كل هذه الأماكن هناك منظمات لحزبنا ولدينا كوادر مؤهلة ونشطة نسعى جاهدين لرفع مستوى أدائهم لتفعيل التواصل معاً بإشراف قيادة الحزب، وتعزيز الوحدة التنظيمية والفكرية والرؤى السياسية الموحّدة، وهذا ما نعمل عليه من خلال مقررات مؤتمرنا المؤتمر الثاني عشر في رفع مستوى أداء التنظيم ليبقى البارتي متصدراً للنضال الوطني الكردي في سوريا، وبالرغم أن كل منظمة لها خصوصيتها وأولوياتها إلا أن وجود حقوق شعبنا الكردي هو عامل مشترك بيننا جميعاً، التقرير السياسي والبرنامج السياسي هو العامل المشترك بين الجميع إضافة إلى المجلس الوطني الكردي الذي يعد خيمة واسعة لكافة القوى والفعاليات الوطنية، وفي هذه المرحلة لوحدة الرأي والموقف يتقارب الجميع، ونتمنّى عودتهم في حين توفر الاستقرار من خلال إيجاد حل سياسي شامل، وأن يكون للكرد دور في مستقبل هذه البلاد .
*هناك الحديث عن تحشّدات واضحة لأمريكا في شرقي سوريا” دير الزور” واستنفار عسكري، لو توضحون ذلك؟
**نعم، هناك أنباء عن مطالبة القوات الأمريكية لمقاتلي قسد بالخروج من الرقة ودير الزور ومنبج، إنهم سوف يتعاملون مع الإدارات المدنية هناك، وثمة مؤشرات لتشكيل مقاتلين من مجموعة من العشائر في المنطقة من الجبور والعكيدات وغيرهم.. بالاضافة الى التواجد الكثيف للأسلحة والمعدات الثقيلة التي تُستقدم لمنطقة دير الزور، وتحديداً المناطق المتاخمة للحدود العراقية السورية، وتمتد إلى حدود الأردن بالإضافة إلى تحرك وتواجد شخصيات عشائرية مهمة لحل الخلافات بين أبناء العشائر المختلفة، فيُفهَم من ذلك أنه تحرك واضح من قبل الأمريكان والتحالف الدولي، هذا الأمر من شأنه أن يوجس، ويخيف كلاً من النظام والـ ب ي د خاصة في هذه المرحلة التي تتقارب فيها الحكومة التركية بعد الانتخابات البرلمانية والرئاسية الأخيرة إلى واشنطن أكثر بمعنى أن هناك مرحلة جديدة تبدا في مسار الأزمة السورية.