لبى نحو (٤٠) أربعين شخصا من الوطنيين المستقلين، وناشطات وناشطي المجتمع المدني، والتعبيرات الاكاديمية، والثقافية، والشبابية، والمناضلين القدامى، دعوة لجان متابعة مشروع حراك بزاف لاعادة بناء الحركة الكردية السورية بالمشاركة في الندوة الحوارية الافتراضية التي التأمت يوم الثامن من الشهر الجاري، تحت عنوان : ( كيف السبيل لحل أزمة الحركة الكردية السورية ؟؟ ” .
لقد كانت هذه الندوة الموسعة الاولىى من نوعها التي جمعت طيفا من المستقلين يحملون آراء وتوجهات متنوعة في تفاصيل الشأنين القومي، والوطني، ويتميزون بتجارب نضالية مختلفة قبل الثورة السورية المغدورة وخلالها، ومابعدها خصوصا في الأعوام العشرة الأخيرة الغنية بالاحداث، والتطورات السريعة، وعلى ضوء ذلك شهد اللقاء حوارا صريحا تميز بالشفافية والوضوح، واحترام الرأي الاخر، وجسد بتنوعه الحالة الواقعية للفكر السياسي الكردي السوري بالمرحلة الراهنة.
وبعد قيام الطرف الداعي بتقديم الشرح الوافي التفصيلي لمشروعه المطروح منذ أعوام، أبدى المشاركون بغالبيتهم قبولهم المبدئي العام لمشروع حراك “بزاف” لاعادة بناء الحركة الوطنية الكردية السورية، المقرون ببعض الاختلافات حول التفاصيل، والتساؤلات حول الآليات، والوسائل، والمصاعب التي تعترض تحقيق المشروع.
المشتركات، والتمايزات
ظهر في سياق المناقشات التي ساهم فيها اعداد من الحضور توافقا حول جملة من القضايا الخلافية ضمن الحركة الكردية ومن ابرزها :
١ – الاعتراف بوجود أزمة فكرية، وسياسية، وثقافية ضمن صفوف الحركة الكردية .
٢ – تحميل مسؤولية الانقسام، والتشرذم، لاحزاب طرفي الاستقطاب بصورة متفاوتة.
٣ – معاناة الحركة من التبعية للخارج، وللمال السياسي، والادلجة، وفقدان استقلالية القرار المستقل.
٤ – حاجة الحركة الكردية السورية الماسة للتجديد، والدماء الشابة، والابتعاد عن المحاور المتصارعة .
٥ – الناي بالنفس عن العمل المسلح، وعدم عسكرة المجتمع، وتعميق وتوسيع النضال السلمي الجماهيري.
٦ – ضرورة اتخاذ التدابير السريعة للانقاذ، وإعادة توحيد الحركة الكردية من دون استبعاد أي طرف يرضخ للقرار الوطني الديموقراطي الغالب.
والى جانب هذه التوافقات المبدئية العامة ظهرت أصوات تناصر احد طرفي الاستقطاب الحزبي، والحفاظ على الامر الواقع من دون تبديل، كما ظهر تباين بشأن تعريف الحركة الكردية السورية، وهل هي مقتصرة على الأحزاب فقط ام تشمل كل الوطنيين ومن مختلف الطبقات، والفئات الاجتماعية.
وضع اليد على الجرح
كان – البزافييون – بمنتهى الوضوح بشأن الازمة واسبابها، وسبل حلها، حيث اظهروا انه ليس من وظيفتهم اسقاط الأحزاب، واداراتهم، ومؤسساتهم، او معاداة الأطراف الداعمة للأحزاب، وانهم مع التجربة الموعودة في إقليم كردستان العراق ودعم الاشقاء هناك في كفاحهم العادل، ويفصلون بين موقفهم الاخوي المبدئي منهم، وبين موقفهم النقدي لاحزاب – الانكسي – وأحزاب طرفي الاستقطاب، ويعتبر البزافييون ان الخطوة العلاجية الأولى للازمة تبدأ بترسيخ، وتعزيز، وتوحيد الأداة النضالية الوحيدة للكرد السوريين وهي الحركة السياسية الكردية السورية التي تعاني التفكك، والانقسام، والتراجع، والانحراف الفكري، والضياع، وبدون إعادة بناء الحركة، وشرعنتها من خلال الطرق المدنية الديموقراطية، لن تتحقق المصالحة الكردية الكردية، والكردية الوطنية السورية، والكردية القومية الكردستانية، ولن يظهر المحاور الكردي المسلح بالمشروعين القومي والوطني، ولن يتم تحرير المناطق المحتلة في عفرين والجزيرة، ولن يتم حل القضية الكردية السورية حسب إرادة الكرد، وضمن مفهوم مبدأ حق تقرير المصير في سوريا تعددية ديموقراطية موحدة.
لقد حققت الندوة الحوارية أهدافها،في مناقشة قضايانا المصيرية، والخروج باستخلاصات توافقية سيتم توثيقها للانطلاق منها مستقبلا نحو ندوات حوارية أوسع، وفي الوقت الذي نحيي فيه كل من حضر وساهم خاصة من داخل الوطن، ناسف لعدم تمكن البعض لاسبابهم الخاصة من المشاركة، كما نقدم الاعتذار لكل من لم يتسنى لنا دعوتهم لهذا الحوار وهم بالعشرات والمئات على امل مشاركتهم تباعا في الندوات المقبلة .
لجان متابعة مشروع حراك “بزاف”
٩ – ١ – ٢٠٢٣