صبري رسول
الوقودُ هو شريان الحياة اليوميّة للإنسان، يعتمد عليها في مأكله ومشربه وتنقلاته، ونقل بضائعه، وفقدانها يؤدي إلى شلل الحياة كاملة.
هذه الأحوال المأساوية غيّرَتْ أنماط السلوك البشري، وجعل الإنسان شرهاً للكسب الطارئ، بأيّ طريقة كانت، ويفقدُ في الوقت نفسه قيماً نبيلاً اكتسبها في تربيته الأسرية والمدرسية، خلال عشرات السنين، لكنها لا تصمد أمام غريزة البقاء، فتتغيّر نتيجة دفاعه عن بقائه، هذا ما يذكّرنا بمقولة (ماركس) لكلّ نمطٍ من العيش نمطٌ من السّلوك.
وأي فعلٍ يُقدِمُ عليه المرءُ يحسبُ بإدراكه عملية الربح والخسارة، ويلجأ إلى ضرب أخماسٍ بأسداسٍ قبل القيام به.
هذه الأحوال المأساوية غيّرَتْ أنماط السلوك البشري، وجعل الإنسان شرهاً للكسب الطارئ، بأيّ طريقة كانت، ويفقدُ في الوقت نفسه قيماً نبيلاً اكتسبها في تربيته الأسرية والمدرسية، خلال عشرات السنين، لكنها لا تصمد أمام غريزة البقاء، فتتغيّر نتيجة دفاعه عن بقائه، هذا ما يذكّرنا بمقولة (ماركس) لكلّ نمطٍ من العيش نمطٌ من السّلوك.
وأي فعلٍ يُقدِمُ عليه المرءُ يحسبُ بإدراكه عملية الربح والخسارة، ويلجأ إلى ضرب أخماسٍ بأسداسٍ قبل القيام به.
الصّورة الأولى: العزاء في الجزيرة السّورية من العادات العريقة لدى أبنائها، فيقومُ النّاس بأداء هذا الواجب الإنساني والاجتماعي والديني حتى لو مرَّت على انتهاء العزاء أسابيع، فأنا تأخرت عن هذا الواجب تجاه وفاة حسن زينو في (تربه سبيه) أسبوعاً، فزرتُ ابنه سلام واعتذرت عن التّأخير، وفي هذه الأيام ليس بمقدور أحد أداء ذلك بمفرده، فالسيارة التي من نوع (شاحنة صغيرة) أو سيارة ركاب صغيرة يطلبُ صاحبها (4000 ل.س) إذا كانت المسافة (25كم) وراتب الموظف يكفي لـ(خمس سفرات) فقط، فمازوت أغلى من معدن (الماس) ومحطات الوقود مغلقة كلّها بسلاسل حديدية، بينما تنتشر محطات متنقلة على أرصفة الشوارع في طول المدينة وعرضها، كلّ محطة عبارة عن براميل وسيارة صغيرة وعبوات بيبسي معبأة بمختلف أنواع المازوت، العبوة الواحدة بـ(500 ل.س) كانت سابقاً بـ(65ل.س) أما عبوة البنزين بـ(900ل.س).
الصّورة الثانية: صغيري يحبُّ الحلويات بشكل كبير، ويأخذ حصته وحصة إخوته عندما يجلب أحدنا شيئاً منها.
في الأيام الأخيرة ألحّ عليّ بشراء قطعة حلوى له، ولأنّ ضيق الحال أمام متطلبات الأسرة يدفعني إلى الحذر الشديد في الصرفيات، تجاهلتُ طلبه المكرّر، لأني وجدتُ كيلو مشبك مسعر بـ(150ل.س) لأن كيس السّكر بـ(5700ل.س) سابقاً كان بـ(3250ل.س).
الصّورة الثانية: صغيري يحبُّ الحلويات بشكل كبير، ويأخذ حصته وحصة إخوته عندما يجلب أحدنا شيئاً منها.
في الأيام الأخيرة ألحّ عليّ بشراء قطعة حلوى له، ولأنّ ضيق الحال أمام متطلبات الأسرة يدفعني إلى الحذر الشديد في الصرفيات، تجاهلتُ طلبه المكرّر، لأني وجدتُ كيلو مشبك مسعر بـ(150ل.س) لأن كيس السّكر بـ(5700ل.س) سابقاً كان بـ(3250ل.س).