والتقى الوفد خلال زيارته بالعديد من الدبلوماسيين في وزارة الخارجية والعاملين في الإدارة الأمريكية المسؤولين عن الملف السوري وملف الشرق الأوسط، كما التقى الوفد عدداً من أعضاء الكونغرس وبعص الباحثين في مراكز الدراسات السياسية والاستراتيجية في واشنطن.
وبحث الوفد الكردي خلال زيارته الأزمة السورية وموقف المجلس الوطني الكردي منها ورؤيته للخروج منها، وكانت القضية الكردية في سوريا على رأس جدول أعمال الوفد الكردي خلال زيارته إلى واشنطن.
ولإلقاء الضوء على الزيارة ومعرفة تفاصييل أكثر عنها وما تم بحثه خلالها، كان الحوار التالي مع د.
كاميران حاج عبدو، عضو اللجنة السياسية لحزب الوحدة الديمقراطي الكردي في سوريا – يكيتي، وعضو مكتب العلاقات الخارجية في المجلس الوطني الكردي؛ والذي كان ضمن وفد المجلس إلى واشنطن.
1- بداية ما هي أهمية الزيارة التي قمتم بها إلى واشنطن واللقاءات التي أجريتموها هناك؟
بقناعتنا تأتي أهمية هذه الزيارة كونها أول زيارة رسمية لوفد كردي من سوريا إلى واشنطن وبدعوة رسمية من وزارة الخارجية الأمريكية.
إضافة إلى ذلك جاءت الدعوة باسم المجلس الوطني الكردي، وهذا يعني أن المجلس هو العنوان الرئيسي لشعبنا الكردي وطموحاته.
ومن هنا يتضح للجميع يوما بعد يوم بأن الشعب الكردي في سوريا مكون وعامل رئيسي في أي تغيير مرتقب، فلا يجوز إهمال دوره وحقوقه.
2- الدعوة وجهت لكم من وزارة الخارجية التي كانت محطتكم الرئيسية في واشنطن، ماهي القضايا الأساسية التي تمت مناقشتها مع الجانب الأمريكي؟
إذ أن أحد الأسباب الرئيسية هو عدم توحد المعارضة وبعض التدخلات الإقليمية، ناهيك عن الدور الصيني- الروسي.
والنقطة الثانية التي ركزنا عليها، هي أهمية دور الولايات المتحدة الأمريكية وأصدقائها في توحيد رؤية المعارضة السورية واتفاقها على برنامج سياسي واضح يكون كفيلا بالمحافظة على سلمية الثورة وشمولها لكل أرجاء البلاد، مثلما بدأت.
و طبعاً كان وضع الشعب الكردي وحقوقه كانت موضوعاً رئيسياً على جدول أعمال لقاءاتنا، حيث شرحنا لهم رؤيتنا كمجلس وطني كردي لحل القضية الكردية في سوريا بشكل ديمقراطي وعادل وفق القوانين والمعاهدات الدولية ومبادئ حقوق الانسان.
3- ما هو موقف الإدارة الأمريكية بالنسبة لطروحات المجلس الوطني الكردي ومواقفه بشأن الثورة السورية وحل القضية الكردية؟
لقد اتضح لنا من خلال زياراتنا ولقاءاتنا مع الجهات المختلفة في الإدارة الأمريكية بأن طروحات المجلس الوطني الكردي تلقى كل الدعم والتأييد من لدن الإدارة الأمريكية.
سواء ما يتعلق بالوضع السوري العام وأهمية توحيد المعارضة على أساس برنامج سياسي واضح يضمن للكل (أفرادا وجماعات) الحرية والمساواة في دولة ديمقراطية تعددية لامركزية، أو ما يتعلق بالوضع الكردي و طرحنا المبني على أساس حق الشعوب في تقرير مصيرها ضمن إطار وحدة سوريا.
ناهيك عن رؤيتنا المتعلقة بشمولية الثورة وسلميتها التي لاقت كل التأييد من الأمريكيين.
وفي هذا السياق أريد الإشارة إلى أن أحد المسؤولين البارزين في الإدارة الأمريكية قال لنا بأنهم يؤيدون تماما رؤية المجلس الوطني الكردي سواء ما يتعلق بحماية الثورة وإنجاحها أو ما يتعلق بسوريا المستقبل.
حيث أكدوا لنا أيضا بأنه لا بد أن يتمتع الشعب الكردي في سوريا المستقبل بحقوقه.
4- ما مدى جدية ومصداقية هذا الموقف الأمريكي الايجابي من طروحات المجلس الوطني الكردي ومواقفه ولاسيما بشأن حل القضية الكردية في سوريا؟
فعصرنا هو عصر الديمقراطية وحقوق الإنسان والشعوب و مطالبنا مبنية أساسا على هذه المبادئ.
5- هل يمكن تفسير ذلك بأن الأمريكيين سوف يضمنون حقوق الأكراد في سوريا بعد سقوط نظام الأسد وأن الاضطهاد وإنكار الحقوق الكردية سوف تصبح جزءاً من التاريخ المظلم لحقبة البعث؟
هنا أريد أن أكرر بأن الأمريكان أكدوا لنا بأن سوريا المستقبل لابد أن تضمن حقوق الشعب الكردي.
هذا هو الموقف الرسمي الأمريكي.
بعيدا عن هذه الوعود أريد أن أقول بأن حقبة إنكار حقوق الشعب الكردي زائلة لا محال، فنحن أصحاب قضية عادلة قوتنا أصلا تكمن في عدالة قضيتنا.
فشعب حافظ على وجوده وخصوصيته القومية كل هذه العقود من الظلم والاضطهاد سوف ينتصر بالتأكيد.
6- هناك من يقول بأن واشنطن لم تحسم موقفها تماماً بعد بشأن رحيل الأسد وإسقاط نظامه، ما مدى صحة ذلك وهل ناقشتم هذا الأمر أيضاً وعرفتم الموقف الأمريكي في هذا الشأن؟
لقد أكد لنا الأمريكان عكس ذلك تماما، أي أن مسألة رحيل الأسد محسومة تماماً بالنسبة لهم ولا يعولون عليهم أبداً.
7- بالنسبة للمعارضة السورية والمجلس الكردي جزء منها، ما هو الموقف الأمريكي من التشتت والتشرذم في صفوف المعارضة وهل صحيح أنه كان هناك ضغط وإن غير مباشر عليكم لتليين موقفكم والتراجع عن بعض الطروحات للتقرب من باقي أطياف المعارضة والتوحد معها؟
أما بالنسبة للشطر الثاني من السؤال فأريد أن أؤكد أنه لم تمارس أية ضغوط علينا كما تقول لـ ”تليين موقفنا.“ بل على العكس، موقفنا كان موضع ارتياح لدى الإدارة الأمريكية.
8- التقيتم بجهات أخرى غير وزارة الخارجية، ما هي أبرز هذه الجهات والمؤسسات وما هي أهميتها وتأثيرها أو لنقل نفوذها على المطبخ السياسي الأمريكي بشأن القضية الكردية في سوريا؟
بالاضافة إلى لقاءاتنا مع وزارة الخارجية الأمريكية التقينا بمسؤولين من البيت الأبيض، كما التقينا على هامش زيارتنا بجهات ومؤسسات مهمة بأعضاء بارزين في الكونغرس ومجلس الشيوخ بالإضافة مراكز دراسات لها تأثير على القرار السياسي في الولايات المتحدة الأمريكية منها معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى ومركز التقدم الأمريكي وغيرها.
9- وهل كانت لكم لقاءات أخرى؟
10- لننتقل من أمريكا إلى سوريا والاجتماع الأخير للمجلس الوطني الكردي الذي أصدر برنامجاً سياسيا مرحليا، ماذا يعني برنامج مرحلي، أليست كل البرامج السياسية مرحلية مرتبطة بظروف معينة تتغير بتغيرها، أي أنه ليس هناك برنامج دائم؟
و لكن شئنا أم أبينا هناك ثوابت نضالية تبقى استراتيجية كمسألة سوريا المستقبل على أساس اللامركزية السياسية ومسألة تمتع شعبنا بحقه في تقرير مصيره أسوة بشعوب العالم قاطبة.
أما ما تشير إليه بسؤالك عن البرنامج السياسي المرحلي، فنحن نعتقد أنه جاء لتوسيع الهامش التفاوضي مع أطياف المعارضة.
11- إذا كان هذا البرنامج السياسي المرحلي للمجلس، ما هو برنامجه المستقبلي أو لنقل الاستراتيجي إن صح التعبير؟
ففي المجال السوري العام نرى بأن سوريا المستقبل يجب أن تؤمن الحرية والمساواة لكل السوريين (أفرادا وجماعات) وتلتزم المواثيق والعهود الدولية ومبادئ حقوق الانسان.
ونرى بأن الضمانة الأساسية لذلك هي بناء دولة ديمقراطية تعددية علمانية على أساس اللامركزية السياسية.
أما على الصعيد الكردي فتؤكد وثيقتنا السياسية بأن الشعب الكردي في سوريا شعب أصيل يعيش على أرضه التاريخية ولابد أن يتمتع بحقه في تقرير مصيره ضمن إطار وحدة سوريا.
12- حق تقرير المصير واللامركزية السياسية كانت العنوان الأبرز للوثيقة التي أصدرها المجلس بعد مؤتمره التأسيسي، ولكنها غابت عن البرنامج المرحلي، هل يعني ذلك تخلياً عن مقررات المؤتمر وبالتحديد عن حق تقرير المصير واللامركزية السياسية؟
فحق تقرير المصير هو حق لكل الشعوب لا يستطيع أحد التخلي عنه إن كان مجلسنا أو أي مؤسسة أحرى فهذا حق شرعي، هذا من جهة.
و من جهة أخرى فقد أكد المجلس الوطني الكردي في برنامجه السياسي المرحلي على قرارات المؤتمر الوطني الكردي، إذ جاء فيه: (في ظل هذه الأوضاع عقد المجلس الوطني الكردي اجتماعه بتاريخ 21/4/2012 وأكد على قرارات المؤتمر الوطني الكردي في سوريا المنعقد بتاريخ 26/10/2011).
13- رغم مرور أكثر من سبعة اشهر على تأسيس المجلس إلا أن نشاطه وفعاليته ضعيفة على الأرض وبين الجماهير، ما هو السبب في ذلك؟
لا ننكر أن هناك سلبيات تعتري سبيل المجلس الوطني الكردي، فنحن نعيش في دولة منعت فيها السياسة لمدة خمسة عقود من حكم البعث.
ولكن دعني أؤكد لك بأن المجلس الوطني الكردي يبقى قوة رئيسية موجودة في الداخل السوري بين جماهيره.
بالاضافة إلى أننا تمكنا من بناء علاقات جيدة على الصعيد الكردستاني واللإقليمي والدولي أيضاً.
شكرا جزيلا لتفضلكم بالإجابة على أسئلتنا…
_____________
د.
كاميران حاج عبدو: عضو اللجنة السياسية لحزب الوحدة الديمقراطي الكردي في سوريا – يكيتي، وعضو مكتب العلاقات الخارجية في المجلس الوطني الكردي.