أوقفوا السفاح بشار الأسد

عبدالعزيز التمو

سلوك الأسد في الأيام الأخيرة يذكرنا بسلوك القذافي قبل سقوطه، وهو يتضمن محاولات باعثة على الشفقة للبث للشعب وللعالم بان الامور تحت السيطرة، وها نحن ننهي قمع الثورة وكل شيء يعود الى حالته السابقة.

وحديثه عن قيادة المنطقة بعيده عن الواقع، بناها لنفسه من خلال المقربين له وخلية إدارة الأزمة لديه المتمسكين بأطراف السفينة الغارقة.
ولكن الحقيقة هي أن الرئيس السوري المنتهية صلاحيته لا يزال يصمد بفضل ثلاثة عوامل أساسية:
العامل الاول هو الدعم الروسي، والذي كان يحتاج الى أن يثبت أنه خلافا للأمريكيين بانه مخلص للمخلصين له ولا يهجرهم او يخونهم.
 العامل الثاني هو أنه ليس لدى سوريا نفط كاف يدفع اوروبا والعالم الغربي الى تدخل أكثر فعالية.
العامل الثالث هو أن اوباما يوجد في ذروة حملته الانتخابية ولا يرغب في أن يتهم بمزيد من المغامرة.


وهكذا يجد نفسه الشعب السوري يذبح في كل يوم من جديد في غياب المخلص وفي غياب العدل العالمي.


رغم كل المحاولات لتحديد موعد سقوط الجزار في دمشق ، ولكن واضح أنه ومؤيديه يعيشون على زمن الوقت بدل الضائع.


فالاقتصاد السوري تدمر على نحو شبه تام ولم يعد بوسعه أن يتحمل كلفة جيشه الكبير.

الحصاد الدموي الذي أصاب عشرات الاف العائلات، اراد منه النظام  تحويل الصراع من وطني الى شخصي وشامل.

وسيسعى طالبو الثأر ليس فقط الى طلب رأس الاسد، وعائلته وباقي المتورطين بسفك دماء السوريين بل وايضا الى حسابهم مع الجهات التي ساعدت على بقاء النظام: روسيا، ايران وحزب الله.
الاسد يصمد بفضل شريحة القيادة المقربة منه للجيش والاجهزة القمعية، التي تواصل القتال لانها تعرف ما ينتظرها.

المشكلة المركزية للأسد هي أن جيشه الذي يعد 300 الف جندي يكلف مالا كثيرا، وبالتأكيد في زمن القتال، ومن غير الممكن تجنيد المقدرات لتمويله على مدى الزمن.


كان ينبغي مع تسلم بوتين مهام منصبه كرئيس، ان يفهم جدا بان الاسد ليس ذخرا بل عبئا.

هكذا أيضا ايران، التي توجد في أزمة متزايدة عقب العقوبات الدولية التي تحدث أصداء داخلية وتردٍ في الأمن في الجمهورية الاسلامية.

الأسد نفسه بالطبع لن يمول استمرار القتال من ماله الشخصي الذي سرقه، وكذا محاولات تسريع بيع النفط في صفقات الدفع النقدي لن يشتري التمويل اللازم له رغم المحاولات الحثيثة لبيع النفط لكل من يرغب في السوق الحرة.

في الوقع الاقتصادي الذي انخفض فيه انتاج النفط بنحو 40 في المائة، احتياطي العملة الصعبة ينقص حين سحبت نحو نصف الايداعات البنكية حتى الان الى خارج الدولة، من المتوقع ان ينهار الاقتصاد السوري قريبا.
 ان السؤال المقلق حقا لا يقل عن توقيت انهيار النظام هو ما ينتظر سوريا في اليوم التالي.

من حيث المبنى الداخلي، فان الوضع ليس مشجعا تماما.
 صحيح أنه يوجد في سوريا قدر عالي من الوطنية، ولكن المشكوك فيه أن يكون كافيا كي يوحد، مثلا، يعدُّ الكورد السوريون ..

من أكثر فئات المجتمع السوري تعرضاً للظلم والحيف على يد النظام الأسدي ..

ففضلاً عن الاضطهاد وقمع الحريات التي يعاني منها سائر مكونات الشعب ..

ينفرد الكرد بمعاناتهم الخاصة ..

التي تمثلت في حرمان الآلاف منهم من أبسط حقوقهم في الوجود الاعتباري ومنعهم من الحصول على الجنسية السورية سنوات طويلة -قبل أن يكون منحها لهم أولى ثمرات الثورة السورية المباركة –
كما حاول النظام طويلاً طمس الهوية الكردية وعمل على إلغائها ..

لدرجة أنه غير أسماء القرى الكوردية  إلى أسماء عربية ..

ناهيك عن حرمانهم من التحدث بلغتهم الام و الاحتفال رسميا بعيد النيروز ..

والسياسات العنصرية التي طبقت بحقهم كالحزام العربي الذي اراد منه التغيير الديموغرافي للجغرافية الكوردية وسياسات التعريب التي طبقها النظام الاسدي على مدى عقود.
 على أمل أن يحل النظام الجديد على الوطن وقد تخلص من ربقة الطغاة ..

ونال جميع السوريين حقوقهم الإنسانية كاملة في سوريا الحرة الموحدة
مااشبه اليوم بالبارحة كان القذافي يستعرض عضلاته في الساحة الخضراء وسيف الاسلام يصيح طز بالمحكمة الدولية ، واليوم نشاهد بشا ر الأسد يستعرض في مجلس شبيحته نشوة الانتصار بتدميره حصون الثورة السورية  وقتل شبيحته لاطفال الحولة الابرياء.
4/6/2012

شارك المقال :

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 Comments
Oldest
Newest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments
اقرأ أيضاً ...

إبراهيم اليوسف ما أن تسقط الأنظمة الدكتاتورية بعد عقود من القمع والدماء، حتى تبدأ الأسئلة الكبرى بالظهور حول مستقبل المجتمع وما خلفته تلك السنوات من أزمات نفسية، اجتماعية، وسياسية. إذ أنه وبعد أربع عشرة سنة من القتل والدمار، انهار النظام السوري، كما كان متوقعاً، تحت ثقل الجرائم التي ارتكبها، متوهماً أن وصفة القمع التي ورثها عن أبيه ستظل…

اكرم حسين مع سقوط نظام الأسد، واجهت سوريا مرحلة انتقالية مليئة بالتحديات، تتطلب رؤية واضحة ، وإدارة حكيمة ، لتجنب الانزلاق نحو الفوضى أو التقسيم، وهو السيناريو الذي عانت منه العديد من الدول التي شهدت تغييرات جذرية في أنظمتها السياسية. فالتجارب التاريخية تُظهر أن الفترات الانتقالية غالباً ما تكون مصحوبة بصراعات بين القوى السياسية المختلفة التي شاركت في إسقاط…

شكري بكر بعد قراءة متأنية بالشأن الكوردستاني بشكل عام والكوردي في سوريا بشكل خاص نرى بأن حزب العمال الكوردستاني يعمل مع القضية الكوردية ببروباغندا يهدف لحرمان الشعب الكوردي من ممارسة حقه في تقرير مصيره بنفسه . من هنا نرى بأن الحوار الكوردي الكوردي أن يشمل المجلس الوطني الكوردي كإطار يمثل عدة أحزاب كوردية بالإضافة إلى بعض الكيانات…

إبراهيم اليوسف بين عامين: عبورٌ من ألمٍ إلى أمل…! ها نحن نودّع عامًا يمضي كما تمضي السحب الثقيلة عن سماءٍ أرهقتها العواصف، ونستقبل عامًا جديدًا بأحلامٍ تتسلل كأشعة الفجر لتبدّد عتمة الليل. بين ما كان وما سيكون، نقف عند محطة الزمن هذه، نتأمل في مرآة أيامنا الماضية، تلك التي تركت على جبين الذاكرة بل القلب ندوبًا من الألم والتشظي، وفي…