مما لا شك فيه أن تشكيل الهيئة الكردية العليا خطوة عظيمة و كبيرة بين الأكراد السوريين بعد طول انقسام , و تعبير عن نبض الشارع الكردي , وتوحيد لقواه المشتتة , و أمل كبير لملايين الأكراد لتحقيق حقوقهم المشروعة بعد كل تلك العذابات و الأهوال التي تعرضوا لها من الأنظمة السورية المتعاقبة , و الذي يعطيها أهمية أكبر هو تشكلها في هذه الفترة الحرجة التي تمر فيها المنطقة و خاصة سوريا , هذا من حيث الأهمية .
– أما من حيث التمثيل كان من الأفضل مشاركة عضو من اتحاد القوى الديمقراطية لأنهم يمثلون نسبة معينة من الشعب الكردي , و لهم آراء مخالفة لرأي المجلسين الكرديين , و ثلاثة أعضاء مستقلين و من المستقلين حقا من ذوي الاختصاص و الخبرة (قانوني , مثقف ….) , و عضو من الشباب الثائر ذو خبرة و ثقافة , و عنصر نسائي مستقل ذات خبرة من طرف المجلس الوطني الكردي الذي يغلب عليه العنصر الذكوري و كأننا لسنا من القرن الواحد و العشرون !! .
و بالتوزيع الذي ذكرناه آنفا يصبح عدد الأعضاء في الهيئة الكردية العليا ستة عشر عضوا بدل العشرة الحزبيين , وبهذا يصبح التمثيل صحيحا , و لا يستطيع أحد التحدث عن صحة تمثيل الهيئة الكردية العليا للكرد السوريين.
– استئثار بعض الأحزاب بقرارات المجلس الوطني الكردي : تركيبة المجلس الوطني الكردي معروفة حيث الأحزاب و المستقلون الممثلون لفئات وشرائح اجتماعية عديدة و من الشباب الثائر , و في المجلس آليات واضحة لانتخاب لجانها من الهيئة التنفيذية بطريقة التصويت , و ممكن التوافق ….
فلماذا لم تنتخب أعضاء الهيئة العليا من الهيئة التنفيذية يا اخوتي !
– المركزية الحديدية: هؤلاء الإخوة الممثلون في الهيئة الكردية العليا هم من أصحاب القرارات و الرأي في أحزابهم و في مجلسيهم , و عند غيابهم تصاب الحركة بالشلل , وحدث هذا أثناء تواجدهم في هولير , و يحدث الآن بتواجدهم فيها , ونقول للإخوة أعضاء الهيئة الكردية العليا المهمة كبيرة و الحمل ثقيل و الإنسان مهما يكن له طاقات محددة , لذلك على الإخوة أعضاء الهيئة الإسراع في تشكيل اللجان المتفق عليها في إعلان هولير لكي تأخذ تلك اللجان قراراتها بنفسها , بوجود الهيئة او غيابها , لأن الأحداث تتسارع بين ساعة و أخرى , و القرارات يجب أن تؤخذ بسرعة .
– نسأل الاخوة في المجلسين عن السر في التوزيع المتساوي في اللجان و نحن كمستقلين نعرف نسبة ما يمثله كل مجلس من الشعب ؟؟؟
– الاستقلالية : هذه الهيئة يجب أن تكون مستقلة , و تأخذ القرارات على ضوء مصالح الشعب الكردي السوري , من دون أملاءات من أي كان حيث الوقائع أثبتت و تثبت الآن بأن اخوتنا في جنوبي كردستان لا يقدمون ما يطلب تقديمه منهم – رغم ما قدموه – في هذه المرحلة التي نحن بحاجة ماسة إليهم , و قدمنا لهم الكثير في محنهم , و أما اخوتنا أكراد الشمال الذين قدمنا لهم الغالي و النفيس و حتى اليوم , و رغم تجاوز عددهم العشرون مليون نسمة , ولهم طاقات هائلة لم يقوموا حتى بمظاهرة بسيطة تؤيد حقوق اخوتهم في الغرب (ولله في خلقه شؤون) !!! .
و اعتمادا على ما ذكر نقول للإخوة أعضاء الهيئة الكردية العليا أخذ هذه المآخذ بعين الاعتبار , و أخذ مصلحة الشعب الكردي السوري بعين الاعتبار , واتخاذ المبدأ البراغماتي في التعامل مع العمق الكردستاني , و ترك الأفكار المثالية , و العاطفية التي سحقتنا نحن الأكراد السوريون !!