لاسبيل لوقف ارهاب نظام الأسد الا بانتصار الثورة

صلاح بدرالدين

  مرة أخرى يوغل نظام الاستبداد الأسدي بالاستمرار في اقتراف جرائمه ضد الانسانية واستخدام كل أسلحته حتى المحرمة دوليا ضد السوريين في جميع مناطقهم وعدم الاكتفاء باراقة دمائهم الزكية ونشر الرعب في صفوف المواطنين وتسعير النعرات الطائفية البغيضة وتحويل المدن والبلدات الى هياكل أشباح بل الانتقال مرة أخرى ومجددا لتصدير جرائمه الارهابية الى خارج حدود البلاد بالاعتداء على سيادة دولة لبنان الشقيق ومواصلة معاقبة أحرارهذا البلد الجار المسالم الذين قالوا منذ أن كان الشهيد كمال جنبلاط على رأس الحركة الوطنية اللبنانية والقيادة المشتركة مع منظمة التحرير الفلسطينية :
 لا لهيمنة نظام الأسد على سيادتهم لا لوصاية نظام دمشق المستبد على القضية الفلسطينية ونعم للشعب السوري في نضاله من أجل الحرية والديموقراطية وكل الدعم لثورته الوطنية الراهنة وكان له ولأعوانه ومرتزقته وشبيحته ماأرادوا في استهداف الشخصية القيادية الأمنية البارزة الشهيد العميد وسام الحسن رئيس دائرة الاستطلاع في قوى الأمن الداخلي المقرب من قوى الربع عشر من آذار الحليفة للثورة السورية والذي كشف خيوط مخطط مشروع الجريمة الجنائية قبل نحو شهرين ضد شعب لبنان ووحدته وتعايشه التي قررها رأس النظام ووضع معالمها رئيس مكتب الأمن القومي اللواء علي المملوك ومديرة مكتب الدكتاتور بثينة شعبان وأنيط تنفيذها بالعميلين الأمنيين الوزير السابق ميشيل سماحة واللواء جميل السيد أحد المشاركين في اغتيال الشهيد رفيق الحريري وقبل ذلك كان قد كشف عددا من خلايا عملاء الموساد الاسرائيلي وبينهم قيادات وكوادر في حزب الله وحزب العماد ميشيل عون الحليفين في جماعة الثامن من آذار التابعة لنظام الأسد .

  بحسب معرفتنا نحن السورييون بطبيعة نظام بلادنا الارهابية الطائفية المستبدة منذ حوالي خمسة عقود وتركيبته المبنية على منظومة أمنية متكاملة وخبرته في الجريمة المنظمة وعمليات ارهاب الدولة خلال كل هذه المدة الطويلة فانه سيستمر في نهجه الارهابي الراهن ( على الطريقة الايرانية ) الذي يعتبره سبيلا لخلاصه من غضب الشعب السوري وقراره المؤكد في اسقاطه وتفكيكه وتقديم رؤوسه لمحاكم الجنايات وتطبيق حكم الشعب عليهم عاجلا أو آجلا نعم وبحكم معرفتنا بهذا النظام الموغل بالاستبداد والاجرام فانه سيستخدم كل أسلحته وجميع وسائله القذرة بما فيها الطائفية ليس تجاه السوريين المقاومين الثوار وليس في مجال حبك الخطط لاثارة الفتن المحلية ذات الطابع العنصري – المذهبي في بعض المحافظات أو في ضرب الكرد ببعضهم في مناطقهم  بل في وجه كل من لايجاريه ولايدعمه في أفعاله من الجوار والأبعدين فبعد جريمة الأشرفية قد يتجه شمالا لاثارة فتنة مذهبية – عنصرية داخل تركيا أو محاولة اشعال فتيل حرب اقليمية تنجر اليها روسيا وايران الى جانب تركيا ثم التوجه جنوبا للتحضير لاعتداءات معينة ضد الأردن والمملكة العربية السعودية أو في العمل لتشديد الحصار الاقتصادي والضغط الأمني – العسكري على اقليم كردستان العراق عبر ايران وحكومة المالكي ومن غير المستبعد ممارسة وتنفيذ مخططات استهداف المناضلين والناشطين والداعمين للثورة السورية في جميع هذه البلدان والمواقع ومن الملاحظ أن هذا النظام ( القومجي الممانع ) لفظيا يعتمد في حماية نفسه وفي تنفيذ خططه الاجرامية بالداخل والخارج على الجانب الطائفي – المذهبي وحماته الايرانيين وأعوانهم والعراقيين الحاكمين وحزب الله ومجموعات من علويي تركيا وحزب العمال الكردستاني التركي كحلف اقليمي مدعوم من روسيا وبات واضحا التشابه الى درجة التماثل بين هذه الأطراف في جانب الدعاية والاعلام والتشهير والممارسات العملية  .


  لاأعتقد أن السوريين بثوارهم ومناضليهم ووطنييهم يراهنون في خلاصهم وتحرير وطنهم على الخارج الاقليمي والدولي وهم لاينتظرون بفارغ الصبر قدوم الأخضر الابراهيمي الذي يساهم من حيث لايدري في ادامة محنة السوريين وتعرضهم للمجازر اليومية والذي لم يأت بجديد مثل سلفه أنان واذا ما استمر في – لعبته – من دون ادانة النظام وتأييد الثورة الوطنية فسيصبح شريكا بجرائمه كما ستتوجه أصابع الاتهام الى الدول العربية الصامتة أو التي لاتبيع الا الكلام الفارغ مثل نظام الاخواني محمد مرسي وغيره .

  من المفيد اشعار الجميع من الجوار الى الأبعد أن نظام الأسد سيبقى ليس تحديا للشعب السوري بل تهديدا للسلم العالمي والأهلي والاقليمي ولمصالحهم وحتى وجودهم والسبيل الوحيد لخلاصنا جميعا من هذا الخطر المحدق هو دعم مساعي توحيد صفوف قوى الثورة والحراك وخاصة الجيش السوري الحر وتزويدها بماتحتاج من سلاح وعتاد وكل مقومات الصمود وسحب الأيدي من التدخل في شؤوننا الداخلية وخاصة من جانب قطر وتركيا والكف عن فرض أطياف سياسية معينة من مجالس وهيئات وجماعات ليست نابعة من ارادة الشعب بالداخل الثوري واحترام ارادة الداخل في الحق بتقرير المصير السياسي لثورتنا وقضيتنا الوطنية وادراك أن الثورة السورية لها طبيعة خاصة مميزة نتمنى عدم المس بخصوصيتها التعددية كانعكاس لتعددية المجتمع السوري القومية والدينية والمذهبية .

شارك المقال :

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 Comments
Oldest
Newest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments
اقرأ أيضاً ...

خالد حسو إن مسيرة الشعب الكوردي هي مسيرة نضال طويلة ومستمرة، لم تتوقف يومًا رغم الظروف الصعبة والتحديات المتراكمة، لأنها تنبع من إرادة راسخة ووعي عميق بحقوق مشروعة طال السعي إليها. ولا يمكن لهذه المسيرة أن تبلغ غايتها إلا بتحقيق الحرية الكاملة وترسيخ مبادئ العدالة والمساواة بين جميع أفراد المجتمع، بعيدًا عن أي شكل من أشكال التمييز القومي أو الديني…

مسلم شيخ حسن – كوباني يصادف الثامن من كانون الأول لحظة فارقة في التاريخ السوري الحديث. ففي مثل هذا اليوم قبل اثني عشر شهرًا انهار حكم عائلة الأسد بعد أربعة وخمسين عاماً من الدكتاتورية التي أثقلت كاهل البلاد ودفعت الشعب السوري إلى عقود من القمع والحرمان وانتهاك الحقوق الأساسية. كان سقوط النظام حدثاً انتظره السوريون لعقود إذ تحولت سوريا…

زينه عبدي ما يقارب عاماً كاملاً على سقوط النظام، لاتزال سوريا، في ظل مرحلتها الانتقالية الجديدة، تعيش واحدة من أشد المراحل السياسية تعقيداً. فالمشهد الحالي مضطرب بين مساع إعادة بناء سوريا الجديدة كدولة حقيقية من جهة والفراغ المرافق للسلطة الانتقالية من جهة أخرى، في حين، وبذات الوقت، تتصارع بعض القوى المحلية والإقليمية والدولية للمشاركة في تخطيط ورسم ملامح المرحلة المقبلة…

محمود عمر*   حين أزور دمشق في المرّة القادمة سأحمل معي عدّة صناديق لماسحي الأحذية. سأضع إحداها أمام تمثال صلاح الدين الأيوبي، وسأهدي أخرى لبيمارستانات أخواته الخاتون، وأضع إحداها أمام ضريح يوسف العظمة، وأخرى أمام قبر محمد سعيد رمضان البوطي، وأخرى أضعها في قبر محو إيبو شاشو، وأرسل أخرى لضريح هنانو، ولن أنسى أن أضع واحدة على قبر علي العابد،…