حوار خاص مع «حواس عكيد»* عضو الهيئتين التنفيذيتين للمجلس الوطني الكردي وحركة الإصلاح في سوريا

من الملاحظ تسارع الاحداث في المنطقة وخاصة في اختلاف وصراع المحاور على الحالة السورية, بتصوركم هل سيلاقي توحيد المعارضة موقفا دوليا موحدا تجاه حل الازمة السورية, واذا لم يقبل ائتلاف المعارضة الجديد التعديلات الكردية لمؤتمر القاهرة السابق ماالبديل ؟

بالتأكيد توحيد المعارضة على اساس توافقي بحيث يراعى فيه مصالح جميع السوريين لبناء سورية ديمقراطية مدنية متعددة القوميات ومن دون إقصاء أي مكون من مكونات الشعب السوري هو الحل الانسب للازمة السورية, وسوف نقف بجدية في اجتماع الهيئة التنفيذية على ائتلاف المعارضة الجديد وكيفية التعامل معه, ونحن ملتزمون بقرارات الهيئة التنفيذية.
في ظل هذه الاحداث الدامية التي تشهدها البلاد ما الذي قدمه المجلس الوطني الكوردي للشعب السوري والثورة السورية بصورة عامة وللشعب الكردي بصورة خاصة؟

إن انجاز المجلس الوطني الكردي في سوريا هو في حد ذاته خطوة تاريخية بالاتجاه الصحيح , فقد استطاع المجلس ان ينقل حالة التشرذم السياسي على الساحة الكوردية الى ايجاد رؤية سياسية موحدة لأكثر من 80 بالمئة من الشعب الكوردي, كما استطاع ان ينقل رؤية الشعب الكوردي في سوريا الى الساحة العربية والأوروبية والأمريكية, وقد استطاع هذا المجلس من خلال هيكليته التنظيمية ان يحافظ على امن واستقرار أغلبية مناطقه ويبتعد عن جميع أساليب الاستفزاز والفوضى, كما اعلنا في أول اجتماع للمجلس بأننا جزء من الثورة السورية السلمية, وكانت مناطقنا ملاذا آمنا للشعب السوري المنزاح من بقية المحافظات , وبادرنا بتقديم يد العون الى إخوتنا النازحين من دون استثناء.

جدلية الخروقات الداخلية والخارجية لاتفاقية هولير بين المجلس الوطني الكردي ومجلس الشعب لغرب كوردستان كيف تقيمونها ؟ وهل تعتبر الاتفاقية لاتزال قائمة بحكم انتهاء الجدول الزمني لتطبيقها ؟

نحن نسعى الى الحد من هذه الخروقات, ونحن جادون في تطبيق اتفاقية هولير التاريخية بكافة بنودها وذلك من خلال الهيئة الكردية العليا واللجان المنبثقة عنها, ولكن برأيي حتى نطبق الاتفاقية على ارض الواقع لابد من السعي لإيجاد رؤية سياسية موحدة بين المجلسين .

لم يعقد مؤتمر المجلس الوطني الكردي في موعده المقرر, ويقال انه لم يرتق الى مستوى تحقيق آمال وطموحات الشعب الكوردي في سوريا, وظاهرة الاتحادات السياسية ضمن المجلس دليل على عدم الانسجام وعدم الرضى عن آداءه, ما رأيكم بذلك, وكيف سيكون مستقبل المجلس بتصوركم ؟

في الحقيقة ليس هناك تأخير في انعقاد المؤتمر لانه كما تعلمون تعتبر الدورة او المدة الزمنية هي سنة بين المؤتمر والمؤتمر الذي يليه, ونحن في الهيئة التنفيذية انتخبنا لجنة تحضيرية لإعداد مشروع لائحة تنظيمية ووثيقة سياسية للمؤتمر وعرضه على اجتماع الهيئة التنفيذية لاعتماده كمشروع يرتقي الى آمال وطموحات الشعب السوري بصورة عامة والشعب الكوردي بصورة خاصة؛ اما بالنسبة لظاهرة الاتحادات السياسية فنحن في اجتماعنا للهيئة العامة لحركة الاصلاح قررنا ضرورة انشاء اتحادات سياسية لبناء حزب مؤسساتي ديمقراطي هدفه الاساسي هو تفعيل دور المجلس الوطني الكوردي , وبرأيي إن بناء أي اتحاد سياسي يجب ان يكون هدفه الاساسي هو تفعيل دور المجلس الوطني الكردي لانه خطوة تاريخية لابد من الحفاظ عليه وتطويره.

 

تعتبر كركى لكى ذي موقع استراتيجي وحساس في نفس الوقت, هل هنالك اتفاق بينكم وبين مجلس الشعب لغرب كوردستان والمكونات الأخرى في هذه المنطقة حول شكل من أشكال الحماية كتفعيل اللجان الأمنية المشتركة للهيئة الكوردية العليا مثلا في حال وجود خطر قادم, وحتى لاتتكرر مأساة سري كانيى ؟
هناك تواصل بيننا وبين الاخوة في مجلس الشعب لغرب كوردستان, ونحن متعاونون في المجال الخدمي ونسعى من خلال لجنة العلاقات الى تفعيل جميع اللجان المنبثقة من الهيئة الكردية العليا, وقد بادرنا كمجلس وطني كوردي الى تفعيل لجنة السلم الاهلي ونسعى لتفعيل هذه اللجنة مع كافة الشرائح والمكونات في مجتمعنا والتكاتف من اجل الحفاظ على امن واستقرار مناطقنا وعدم افساح المجال لتكرار مآساة سرى كانيى وذلك على اساس بناء ادارات مدنية مشتركة وفاعلة.

* “حواس عكيد” عضو الهيئتين التنفيذيتين للمجلس الوطني الكردي وحركة الإصلاح في سوريا و رئيس الدورة الحالية للمجلس المحلي للمجلس الوطني الكردي في كركى لكى …
 

شارك المقال :

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 Comments
Oldest
Newest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments
اقرأ أيضاً ...

مسلم شيخ حسن – كوباني يصادف الثامن من كانون الأول لحظة فارقة في التاريخ السوري الحديث. ففي مثل هذا اليوم قبل اثني عشر شهرًا انهار حكم عائلة الأسد بعد أربعة وخمسين عاماً من الدكتاتورية التي أثقلت كاهل البلاد ودفعت الشعب السوري إلى عقود من القمع والحرمان وانتهاك الحقوق الأساسية. كان سقوط النظام حدثاً انتظره السوريون لعقود إذ تحولت سوريا…

زينه عبدي ما يقارب عاماً كاملاً على سقوط النظام، لاتزال سوريا، في ظل مرحلتها الانتقالية الجديدة، تعيش واحدة من أشد المراحل السياسية تعقيداً. فالمشهد الحالي مضطرب بين مساع إعادة بناء سوريا الجديدة كدولة حقيقية من جهة والفراغ المرافق للسلطة الانتقالية من جهة أخرى، في حين، وبذات الوقت، تتصارع بعض القوى المحلية والإقليمية والدولية للمشاركة في تخطيط ورسم ملامح المرحلة المقبلة…

محمود عمر*   حين أزور دمشق في المرّة القادمة سأحمل معي عدّة صناديق لماسحي الأحذية. سأضع إحداها أمام تمثال صلاح الدين الأيوبي، وسأهدي أخرى لبيمارستانات أخواته الخاتون، وأضع إحداها أمام ضريح يوسف العظمة، وأخرى أمام قبر محمد سعيد رمضان البوطي، وأخرى أضعها في قبر محو إيبو شاشو، وأرسل أخرى لضريح هنانو، ولن أنسى أن أضع واحدة على قبر علي العابد،…

مصطفى جاويش بعد مضي عام على معركة ردع العدوان وعلى سقوط النظام السوري ووصول احمد الشرع الى القصر الرئاسي في دمشق بموجب اتفاقيات دولية واقليمية بات الحفاظ على سلطة الرئيس احمد الشرع ضرورة وحاجة محلية واقليمية ودولية لقيادة المرحلة الحالية رغم كل الاحداث والممارسات العنيفة التي جرت ببعض المحافظات والمدانة محليا ودوليا ويرى المجتمع الدولي في الرئيس احمد الشرع انه…