محمد محمود بشار
منذ بدء الثورة السورية في 15 آذار عام 2011 و النظام السوري يحاول ايجاد وضع خاص للشعب الكردي في سوريا ، و ذلك من خلال اصدار مراسيم عديدة تتعلق بشكل مباشر بالحياة اليومية للكردي كمرسوم اعادة الجنسية للمجردين منها، و غيرها من المراسيم.
و كذلك عدم اعتماد النظام على سياسة ارتكاب المجازر في المدن الكردية، و ذلك بغية ضرب الثقة بين مكونات الشعب السوري و خلق شرخ كبير بين الشعبين الكردي والعربي.
و كذلك عدم اعتماد النظام على سياسة ارتكاب المجازر في المدن الكردية، و ذلك بغية ضرب الثقة بين مكونات الشعب السوري و خلق شرخ كبير بين الشعبين الكردي والعربي.
وسياسة النظام هذه ليست بجديدة على الشعب الكردي في سوريا، اذ إن النظام حاول مرارا و تكرارا في العقود الماضية خلق وضع خاص للكرد، و ذلك من خلال حرمان الكرد من ابسط حقوقهم القومية و اهمال المدن الكردية اهمالا شبه تام من الناحية الخدمية، و نشر الدعايات المرعبة عن الكرد في اوساط الشعب العربي.
حيث عاش الكردي عقودا من الظم و الظلام، تم حرمانه فيها من ابسط حقوقه كانسان.
حيث عاش الكردي عقودا من الظم و الظلام، تم حرمانه فيها من ابسط حقوقه كانسان.
الآن ورغم كل وعود و اغراءات النظام الاسدي و على الرغم من عدم استجابة الشعب العربي و باقي المكونات الاخرى للانتفاضة الكردية آنذاك في عام 2004، الان ان الشعب الكردي انتفض منذ بدء الثورة ضد النظام، و نادى بالاخوة العربية الكردية، و فند كل دعايات و اكاذيب النظام الذي عمل على نشرها عن الكرد طيلة كل تلك العقود.
وبعد ان عرف النظام بان جميع محاولاته باستمالة الكرد الى صفوفه باءت بالفشل، عمد الى تطبيق سياسة خاصة في المدن الكردية و تعتمد تلك السياسة على عمليات الاغتيال الفردية و الابتعاد عن ارتكاب المجازر الجماعية.
وبعد ان عرف النظام بان جميع محاولاته باستمالة الكرد الى صفوفه باءت بالفشل، عمد الى تطبيق سياسة خاصة في المدن الكردية و تعتمد تلك السياسة على عمليات الاغتيال الفردية و الابتعاد عن ارتكاب المجازر الجماعية.
حسب المخطط الاستخباراتي التي تم وضعه من قبل عقول امنية استخباراتية اكتسبت معظم خبرتها من خلال عملها في المدن الكردية سنين عديدة، فان النظام يسعى الى خلق فتنة بين القوى و الحركات الكردية من خلال استهداف القادة السياسيين و النشطاء الاعلاميين الذين يعملون علانية لانجاح الثورة و اسقاط النظام.
يستفيد النظام من الخلافات الكردية – الكردية وخاصة من الخلاف القائم بين الاحزاب الكردية السورية و انصار حزب العمال الكردستاني، لتأجيج جمرة الخلاف الداخلي.
و تكمن الاستفادة الكبرى للنظام في معرفته الدقيقة لتاريخ كل الاحزاب الكردية والكردستانية، فهو يستفيد الآن من بعض التصرفات التي قام بها عناصر من حزب العمال الكردستاني في مرحلة التسعينات، حين كان الحزب المذكور آنذاك يؤمن بفكرة (العنف الثوري) ، تلك المرحلة التي خلقت لدى اغلبية الكرد في سوريا انطباعا خاصا عن حزب العمال بانه حزب يعتمد على العنف في اسكات خصومه و منتقديه.
لذلك نجد الآن وكلما تمت تصفية احد القادة السياسيين او النشطاء الشباب يتم مباشرة اتهام حزب العمال الكردستاني.
واتى اغتيال الشاب الكردي (جوان محمد قطنا) في هذه الظروف، حيث استهدفت الاجهزة الامنية في عملية الاغتيال هذه احد ابرز النشطاء الاعلاميين ضمن الحراك الشبابي الثائر في مدينة الدرباسية، وكذلك عمدت تلك الاجهزة الى توفير المناخ الملائم لتأجيج الخلافات الكردية – الكردية و اتهام حزب العمال الكردستاني من خلال الاعتماد في عملية الاغتيال على عناصر امنية مدربة بشكل جيد وتتقن اللغة الكردية، تلك العناصر التي بمجرد دخولها الى المنزل الذي تم خطف (جوان) من داخله، تكلمت معه بالكردية و اتهمته بانه شتم (عبدالله اوجلان) زعيم حزب العمال الكردستاني.
ولكن الاحزاب السياسية و الحركات الشبابية الكردية ادركت حجم الخطر الذي يهدف اليه مخطط النظام الاستخباراتي فبادرت تلك الحركات الشبابية متحدة الى اصدار بيان مشترك، جاء في:
((نتوجه اليوم لكافة الفعاليات الكوردية والعربية و الوطنية الشبابية و المجتمعية و السياسية للوقوف بقوة في وجه أي اعتداء سافر على نشطاءنا الشباب لتفادي أي خطر يهدد وحدة و مكانة شعبنا الكوردي في سوريا، كما و نناشد جميع القوى التي تعز عليها دماء شعبنا الكوردي في سوريا و الشعب السوري عامة للوقوف إلى جانب النشطاء والسعي لحمايتهم من كل اذىً محدق.))
و تكمن الاستفادة الكبرى للنظام في معرفته الدقيقة لتاريخ كل الاحزاب الكردية والكردستانية، فهو يستفيد الآن من بعض التصرفات التي قام بها عناصر من حزب العمال الكردستاني في مرحلة التسعينات، حين كان الحزب المذكور آنذاك يؤمن بفكرة (العنف الثوري) ، تلك المرحلة التي خلقت لدى اغلبية الكرد في سوريا انطباعا خاصا عن حزب العمال بانه حزب يعتمد على العنف في اسكات خصومه و منتقديه.
لذلك نجد الآن وكلما تمت تصفية احد القادة السياسيين او النشطاء الشباب يتم مباشرة اتهام حزب العمال الكردستاني.
واتى اغتيال الشاب الكردي (جوان محمد قطنا) في هذه الظروف، حيث استهدفت الاجهزة الامنية في عملية الاغتيال هذه احد ابرز النشطاء الاعلاميين ضمن الحراك الشبابي الثائر في مدينة الدرباسية، وكذلك عمدت تلك الاجهزة الى توفير المناخ الملائم لتأجيج الخلافات الكردية – الكردية و اتهام حزب العمال الكردستاني من خلال الاعتماد في عملية الاغتيال على عناصر امنية مدربة بشكل جيد وتتقن اللغة الكردية، تلك العناصر التي بمجرد دخولها الى المنزل الذي تم خطف (جوان) من داخله، تكلمت معه بالكردية و اتهمته بانه شتم (عبدالله اوجلان) زعيم حزب العمال الكردستاني.
ولكن الاحزاب السياسية و الحركات الشبابية الكردية ادركت حجم الخطر الذي يهدف اليه مخطط النظام الاستخباراتي فبادرت تلك الحركات الشبابية متحدة الى اصدار بيان مشترك، جاء في:
((نتوجه اليوم لكافة الفعاليات الكوردية والعربية و الوطنية الشبابية و المجتمعية و السياسية للوقوف بقوة في وجه أي اعتداء سافر على نشطاءنا الشباب لتفادي أي خطر يهدد وحدة و مكانة شعبنا الكوردي في سوريا، كما و نناشد جميع القوى التي تعز عليها دماء شعبنا الكوردي في سوريا و الشعب السوري عامة للوقوف إلى جانب النشطاء والسعي لحمايتهم من كل اذىً محدق.))
كما و جاء في البيان:
((الشهيد جوان كان احد الناشطين الفاعلين في الحراك الشبابي في الدرباسية ضمن مجموعة شبابية نشطة وهي تنسيقية أحرار الدرباسية حيث ساهم بفعالية فيها وذلك من خلال تصويره للمظاهرات وارسالها للإعلام من أجل قضية الشعب السوري وخدمة ثورته ومؤكداً على وطنية قضيته الكوردية في خضم هذه الثورة المجيدة، وكذلك كان الشهيد جوان من عائلة عميد الشهداء الشهيد مشعل التمو .))
اي ان تلك الحركات الشبابية الكردية لم تتهم اي طرف كردي، و انما نوهت بان الشهيد جوان كان ناشطا فاعلا ميدانيا و اعلاميا و دعت كل القوى و الاحزاب الى التكاتف في وجه النظام لحماية الشباب الثائر.
كما نشر بعض انصار حزب العمال الكردستاني بيانا باسم تنظيمهم الاكبر في سوريا و هو (حركة المجتمع الديمقراطي) على صفحات الفيسبوك، جاء فيه:
((نؤكد لشعبنا أن السلطات السورية كانت على علم بعملية الخطف، ويؤكّد ذلك الكمين التي نصبته لأفراد الحماية الشعبية، وتواجدها في المنطقة في ذاك التوقيت، وكذلك عدم اللحاق بالخاطفين، إلى جانب استخدامها للرصاص الحيّ في تصفية الناشط جوان وأحد عناصر اللجان، ونرى بأن ذلك يهدف إلى إحداث فتنة داخلية يخطط لها النظام ضدّ شعبنا الكردي في الدرباسية والمنطقة.
وكذلك ننبّه شعبنا إلى ضرورة أخذ الحيطة والحذر من هذه الألاعيب، وتجنب الفتنة، التي طالما سعي النظام إلى إحداثها في منطقتنا.
منسقية حركة المجتمع الديمقراطي TEV-DEM
26-3-2012))
وكذلك ننبّه شعبنا إلى ضرورة أخذ الحيطة والحذر من هذه الألاعيب، وتجنب الفتنة، التي طالما سعي النظام إلى إحداثها في منطقتنا.
منسقية حركة المجتمع الديمقراطي TEV-DEM
26-3-2012))
كما و اصدرت عدة احزاب منضوية تحت اسم (اتحاد القوى الديمقراطية الكردية) بيانا حول عملية اغتيال الناشط (جوان قطنا) جاء فيه:
((إن اتحاد القوى الديمقراطية الكردية في سوريا يدين ويستنكر اغتيال الناشط الشبابي جوان على يد عصابات الأمن والشبيحة…
كما يهيب بأبناء شعبنا الكوردي الى توخي الحيطة والحذر والتصدي لكل المحاولات الجبانة التي تحاول خلط الأوراق وجر المنطقة الكوردية إلى أتون التناحر الأهلي والاحتراب الكوردي ، وخلق حقائق جديدة على الأرض لمصلحة النظام القاتل في سوريا .))
((إن اتحاد القوى الديمقراطية الكردية في سوريا يدين ويستنكر اغتيال الناشط الشبابي جوان على يد عصابات الأمن والشبيحة…
كما يهيب بأبناء شعبنا الكوردي الى توخي الحيطة والحذر والتصدي لكل المحاولات الجبانة التي تحاول خلط الأوراق وجر المنطقة الكوردية إلى أتون التناحر الأهلي والاحتراب الكوردي ، وخلق حقائق جديدة على الأرض لمصلحة النظام القاتل في سوريا .))
إن كل الدلائل تشير الى ان الاجهزة الامنية (القمعية) مازالت مستمرة في سياسة الاغتيالات الفردية و ذلك لتأجيج الخلافات الكردية – الكردية من جهة و افراغ ساحات الثورة في المدن الكردية من ابرز القادة السياسيين و النشطاء الاعلاميين من جهة اخرى.
وللحديث بقية…..