فلا تتاجروا بمصير الناس فقد ربتهم أمهاتهم لأمل في المستقبل لا لنزوة هذا وذاك والتسلق على مشاعر الناس وطموحاتهم ويعتلي الخازوق .
فأين الحكماء والزعماء والغرانيق الأولى فيكم وأولئك الأبطال من ورق.
اتخذوا من الحمار مثلا لكم إذا لم تجدوا من يهديكم الصراط المستقيم ومن يقول الحكمة لكم أيها الشباب في هذه الظروف العصيبة والرهيبة ومن قادمات الأيام كي لا تنزلقوا وتنتحروا فغلطة البداية هي غلطة النهاية…
سوف تضللون الاتجاه على الدوام وعند كل خطوة ما دمتم على ثقافة آبائكم مصرون وعلى زبالة ثقافة الآخرين راهنون وعلى روح الضغينة والغل لبعضكم تحيون.
لن يرحم المستقبل المغفلين إذا لم تتصرفوا بحكمة وتحركتم ا بتوازن وببعد نظر وشجاعة مقاتل والآن بتنا نخشى بعضنا أكثر من ذي قبل وانتم متخندقون فألهاكم التكاثر والبطولة والزعامات الوهمية واعلموا أن على شواهد قبور أجدادكم الخبر اليقين.
وأعلموا أيضاً أن نضال الشعوب من أجل الحقوق والتغيير والتقدم والحداثة هو عمل جماعي ربما يكون للنخبة من دور ريادي وليس بطولات فردية بالرغم من ظهور هذا النموذج النبيل بين صفوف الشعوب في المفاصل الحرجة والمفصلية خلال صيرورة التغيير والنهوض ولهم الفضل والتأثير وأحيانا هم قوة الحل أو الحل ذاته ولكن ذلك لا يحصل بمنأى مناصرة الشعوب واحترام مشاعرهم أبداً وكل عمل خلاف ذلك يؤسس للاستبداد وثقافة الطواغيت والقيادة الرعناء والنتيجة ستكون بلا نتيجة .
هذا الكلام لمن استطالت آذانهم ولمن لم يتعظوا من تاريخ السلف والتاريخ الشخصي والجماعي وهناك الكثيرون ما زالوا يستغلون القضايا القومية ومشاعر الجماعة لأجندات مقيتة التي هي متعددة وقد ذكرناها مرارا وتكرارا.
إياكم ثم إياكم من تقليد منهج وسلوك الآباء والأجداد وسنوات الفشل والصراعات الجانبية التي لم تجلب لكم بشيء تعتزون به سوى الخيبة والخسارة والندم لدى من كان له ضمير ووجدان .
فإذا لم تجدوا من يهديكم أو من تستشيرون به فخذوا الحكمة من صديق آبائكم “أبو صابر”” إذا كنتم الآن في عصر جديد لا تبالون.
فإذا ما سلك هذا الحيوان طريقا تعرض فيه إلى مأزق وخطورة يتجنبه في المرة اللاحقة كونه يستنتج بطريقته وغريزته البيولوجية الحقيقة ويصل إلى تصور صائب وتنذره التجربة بالابتعاد عن سلوكه السابق حيث لا منفعة له فيه .
لا تحاسبوا بعضكم بمنطق القوة العمياء والنزعة العمياء والإكراه وثقافة العشيرة وعصبية القبيلة وأنا الديك والآخرين هم دجاجات وتعلموا لغة الحوار واتخذوا من منطق التاجر وليس منهجه في التعامل مع السياسة خريطة طريق وخوارزمية عمل فالتاجر والسياسي يقيمان بفاتورة الربح والخسارة بالرغم من اختلاف أساليبهما وأدواتهما وأهدافهما ونظرتهما للحياة حيث لكل شخصية فلسفة حياة متمايزة ولكن في نهاية كل مرحلة لا بد من جرد للحسابات وتقديم هذه الفاتورة .
فإذ وجدتم بأن حصيلة بعض أعمالكم خاسرة سيكون الإصرار والسير في ذلك الاتجاه عمل أرعن وتفكير بليد وبائس .
خلاصة القول وهنا يستوجب من حكماء الكرد ونخبه البحث عن مخارج صحيحة لتفادي الخطأ لتبدؤوا الخطوة التالية سليمة .مناسبة هذا القول هو الخطاب و أسلوب التهديد والوعيد الذي يخرج من هذا الطرف وذاك على أخطاء ارتكبت يوم 12 آذار من أعمال لم يخدم الهدف الذي خرج من أجله الشباب باستذكار شهداء انتفاضة مجيدة وكل القوامون عليه مسئولون بلا استثناء حزاب وتنسقيات والشخصيات وما حصل يوم 12 آذار كانت خسارة لا تعوض بسهولة وأن دماء الشباب ليست رخيصة بهذا لشكل فقننوها ولا تستهتروا بالآخر المنافس بالرغم من تحمل أجهزة النظام البعثي القمعي المسئولية الكبرى وفعل الخسارة ولكن لا تكونوا ذرائع “”ببلاش”” ولا أحد ينهاكم لأداء واجباتكم المعتادة .
18/3/2012