بمناسبة الذكرى الثامنة لإنتفاضة قامشلو ومرور عام على الثورة السورية وبدعوة من البارتي الطليعي الكردستاني – سوريا (ppks) pêşeng وبالتنسيق مع رابطة “هاودنك “، تم عقد ندوة سياسية في مقر الرابطة على تمام الساعة الرابعة بتاريخ 15 آذار 2012 بحضور جمع غفير .
بعد أن وقف الجميع دقيقة صمت تكريما لشهداء إنتفاضة قامشلو وشهداء الكرد وكوردستان، عزفت فرقة “Elegez ” الكوردية بقيادة الأستاذ كاميران إبراهيم النشيد الوطني الكردستاني (أي رقيب) ومقطوعة موسيقية بإسم الشهيد ، ومن ثم تقدم ثمان أشخاص من الحضور بإيقاد الشموع الثمانية تخليدا لذكرى الثورة وتأكيدا على إستمراريتها وقدسيتها، بعدها فتح المجال للدكتور إسماعيل حصاف بتقديم محاضرته.
بداية رحب المحاضر بالضيوف الكرام ، مشيرا إلى أن شهر آذار ملئ بالأحداث الكردية مابين صعود وهبوط ذاكرا بعض من هذه الأحداث الكردية ككارثة حلبجة وميلاد ووفاة البارزاني وعيد النوروز …إلخ ، ومن ثم تناول مقتضبا ظروف وقوع الإنتفاضة قائلا :” لقد عرفت هذه الإنتفاضة بإنتفاضة قامشلو لأنها إنطلقت منها ، وهي في حقيقة أمرها إنتفاضة جماهيرية بدأت من ملعب قامشلو وبعدها شملت كل المدن والبلدات والقرى وجميع مناطق غرب كردستان وأماكن التواجد الكردي في المدن السورية لاسيما حلب ودمشق وغيرهما، ووفقا لكل المعايير فهي تعتبر إنتفاضة على عكس التسميات الأخرى التي حاول البعض لصقها بها وإستطاع المنتفضون السيطرة على الوضع وإدارة المنطقة لثلاثة أيام متتالية ” ولو تجاوبت معها آنذاك المكونات السورية الأخرى لأدت ربما آنذاك إلى زعزعة السلطة الحاكمة .
وفي حديثه عن اسباب وظروف وقوع الإنتفاضة ، ربط المحاضر سياسات الحكومات السورية تجاه المسألة الكردية في سوريا منذ منتصف الخمسينات من القرن الماضي بتطور الأحداث والمتغيرات التي جرت في المسألة الكردية في جنوب كوردستان .
ففي عام 1958 وإثر تسلم قاسم للسلطة وعودة القائد الكردي مصطفى بارزاني من الإتحاد السوفياتي والإعتراف بالشعب الكردي كثاني قومية في العراق شددت حكومة الوحدة والمكتب الثاني في عهد عبد الناصر الخناق على الثوريين الكرد السوريين وملاحقاتهم إنتهت بإعتقال قادة البارتي في عام 1960 .
وبقيام ثورة أيلول 1961 كانت عملية الإحصاء الإستثنائي الذي جرد بموجبه أكثر من (150) ألفا من الكرد الذين يتجاوز عددهم ربع مليون ومثل هذه الحالة لم تحصل سوى في سوريا ، ومع تحول القضية الكردية في العراق إثر إنتصارات الثوار المستمرة ،إلى ثقل في التوازنات السياسية جاء كتاب محمد طلب هلال العنصري الهادف إلى تصفية الوجود الكردي ، حيث جلب في عهد الأسد الأب العرب من منطقتي الرقة وحلب وإستيطانهم في أخصب المناطق الكردية ، وبناء مستوطنات- كيبتوزات على شاكلة الكيبتوزات الإسرائيلية وتسليحها ونزع الأراضي من السكان الأصلاء من الكرد ،وتطبيق سياسات التعريب موصفا تلك السياسات بسياسة الإبادة وسياسة الموت البطئ مادامت تهدف إلى إنهاء الوجود الكردي وتصفيته وصهره في بوتقة العروبة .
وبسقوط نظام البعث العراقي في نيسان 2003 ، جاء مخطط تدبيرمؤامرة بهدف إثارة فتنة قومية بين الكرد والعرب ، رفع الشوفينيون العرب شعارات ضد زعماء الكرد وتحديدا ضد البارزاني والطالباني ، إلا أن السحر إنقلب على الساحر وخرجت الأمور من أيدي النظام ، ووقعوا في مشكلة بالكاد خرج منها منهك الأنفاس .
وحول أهمية هذه الإنتفاضة وقف المحاضر عند الكثير من النقاط المهمة التي تمثلت في :
– هي أول إنتفاضة كردية في غرب كردستان تضيف للتاريخ الكردي المعاصر وحركته التحررية القومية وهي بحاجة إلى مزيدمن الدراسة .
– أول إنتفاضة في الشرق الأوسط ضد أعتى النظم التوتوليتارية ، وبذلك يكون الكرد أول شعب يقود الإنتفاضات الجماهيرية ، بدأت من كردستان العراق عام 1991 ومن ثم إنتفاضة غرب كردستان 2004 في بداية القرن الجديد .
– نجحت في إيصال صوت الكرد وقضيته القومية ولأول مرة إلى كل بيت وقرية ومدينة سورية ، لأن الحركة السياسية الكردية كانت تعمل في إطار جغرافية كوردستان وحدها إضافة إلى تقصير القوى الدمقراطية العربية ولاسيما الشيوعيين منهم، حيث لم يقم هؤلاء بدورهم الأممي والإنساني في طرح الموضوع الكردي داخليا وبالتالي بقيت المسألة الكردية محلية ومحصورة فقط في الجيو- بوليتيكا الكردية.
– إجتازت المسألة الكردية حدود سوريا لتتحول إلى مسالة دولية تطرح على بساط البحث في الكثير من الأوساط السياسية والإعلامية الإقليمية والعالمية وفي البرلمانات الأوربية، وبالتالي فأنها دفعت بالمسألة الكردية في سوريا إلى الأمام بـ (50 عاما ).
– شطرت الإنتفاضة الكردية المجتمع الكردي إلى قسمين ،قسم ثوري جماهيري مثل الأكثرية وآخر إنتهازي إنبطاحي عمل في إطار الدائرة الحمراء المرسومة سلطويا ، مميزا بالتالي مابين عهدين، عهد ماقبل الإنتفاضة وما بعدها.
وتحدث المحاضر عن التضحيات الكبيرة التي قدمها الشعب والمتضمنة عشرات الشهداء ومئات الجرحى وآلاف المتضريين والملاحقين …إلخ ، هؤلاء الذين سيبقون رمزا لنضالنا الكردايتي .
وحول الثورة السورية تحدث عن دخولها عامها الثاني مبرزا بطولات الشعب السوري ومدنها البطلة مشبها بطولات حمص وحماة وإدلب وحوران ببطولات لينينغراد وستالينغراد في سنوات الحرب العالمية الثانية.
مبينا أن ممارسات الجيش والنظام ضد الشعب ممارسات جيش محتل وغازي ، مؤكدا على أن هذه الإرادة الثورية ستستمر وأن النظام ساقط لامحالة .
كما وأشار المحاضر إلى أن الكرد يربطون مع الشعوب العربية والتركية والفارسية بعرى الجيرة والمصير المشترك ، مؤكدا أن البعث السوري يحكم بإسم العروبة بينما الشعب العربي نفسه مضطهد وأن فئة عصابية هي الوحيدة المستفيدة من الحكم ، مشيرا إلى أن الشعب الكردي يضطهد مرتين : ديمقراطيا وقوميا .
وتحدث عن دور الكرد في الثورة والمواقف السياسية وتفكك الكرد وعدم قدرتهم على إيجاد مكانة لهم في التوازنات القادمة مابعد السقوط إلا إذا توحدوا .
وقد أثريت الندوة بمشاركة عدد لابأس بهم من الحضور والمختصين من خلال مداخلات قيمة وأسئلة وجهت إلى الماضر ، الذي بدوره أجاب في الختام بشكل مقتضب على جميع الأسئلة التي تعلقت بقضايا قومية وإستراتيجية وببنية المجتمع الكردي في غرب كردستان وعلاقاته الإجتماعية مع شمال وجنوب كردستان وبالوضع الكردي الحالي ودوره في الثورة السورية وموقف المعارضة العربية من القضية الكردية وغيرها من المسائل الملحة.
اعداد د.إسماعيل حصاف
وفي حديثه عن اسباب وظروف وقوع الإنتفاضة ، ربط المحاضر سياسات الحكومات السورية تجاه المسألة الكردية في سوريا منذ منتصف الخمسينات من القرن الماضي بتطور الأحداث والمتغيرات التي جرت في المسألة الكردية في جنوب كوردستان .
ففي عام 1958 وإثر تسلم قاسم للسلطة وعودة القائد الكردي مصطفى بارزاني من الإتحاد السوفياتي والإعتراف بالشعب الكردي كثاني قومية في العراق شددت حكومة الوحدة والمكتب الثاني في عهد عبد الناصر الخناق على الثوريين الكرد السوريين وملاحقاتهم إنتهت بإعتقال قادة البارتي في عام 1960 .
وبقيام ثورة أيلول 1961 كانت عملية الإحصاء الإستثنائي الذي جرد بموجبه أكثر من (150) ألفا من الكرد الذين يتجاوز عددهم ربع مليون ومثل هذه الحالة لم تحصل سوى في سوريا ، ومع تحول القضية الكردية في العراق إثر إنتصارات الثوار المستمرة ،إلى ثقل في التوازنات السياسية جاء كتاب محمد طلب هلال العنصري الهادف إلى تصفية الوجود الكردي ، حيث جلب في عهد الأسد الأب العرب من منطقتي الرقة وحلب وإستيطانهم في أخصب المناطق الكردية ، وبناء مستوطنات- كيبتوزات على شاكلة الكيبتوزات الإسرائيلية وتسليحها ونزع الأراضي من السكان الأصلاء من الكرد ،وتطبيق سياسات التعريب موصفا تلك السياسات بسياسة الإبادة وسياسة الموت البطئ مادامت تهدف إلى إنهاء الوجود الكردي وتصفيته وصهره في بوتقة العروبة .
وبسقوط نظام البعث العراقي في نيسان 2003 ، جاء مخطط تدبيرمؤامرة بهدف إثارة فتنة قومية بين الكرد والعرب ، رفع الشوفينيون العرب شعارات ضد زعماء الكرد وتحديدا ضد البارزاني والطالباني ، إلا أن السحر إنقلب على الساحر وخرجت الأمور من أيدي النظام ، ووقعوا في مشكلة بالكاد خرج منها منهك الأنفاس .
وحول أهمية هذه الإنتفاضة وقف المحاضر عند الكثير من النقاط المهمة التي تمثلت في :
– هي أول إنتفاضة كردية في غرب كردستان تضيف للتاريخ الكردي المعاصر وحركته التحررية القومية وهي بحاجة إلى مزيدمن الدراسة .
– أول إنتفاضة في الشرق الأوسط ضد أعتى النظم التوتوليتارية ، وبذلك يكون الكرد أول شعب يقود الإنتفاضات الجماهيرية ، بدأت من كردستان العراق عام 1991 ومن ثم إنتفاضة غرب كردستان 2004 في بداية القرن الجديد .
– نجحت في إيصال صوت الكرد وقضيته القومية ولأول مرة إلى كل بيت وقرية ومدينة سورية ، لأن الحركة السياسية الكردية كانت تعمل في إطار جغرافية كوردستان وحدها إضافة إلى تقصير القوى الدمقراطية العربية ولاسيما الشيوعيين منهم، حيث لم يقم هؤلاء بدورهم الأممي والإنساني في طرح الموضوع الكردي داخليا وبالتالي بقيت المسألة الكردية محلية ومحصورة فقط في الجيو- بوليتيكا الكردية.
– إجتازت المسألة الكردية حدود سوريا لتتحول إلى مسالة دولية تطرح على بساط البحث في الكثير من الأوساط السياسية والإعلامية الإقليمية والعالمية وفي البرلمانات الأوربية، وبالتالي فأنها دفعت بالمسألة الكردية في سوريا إلى الأمام بـ (50 عاما ).
– شطرت الإنتفاضة الكردية المجتمع الكردي إلى قسمين ،قسم ثوري جماهيري مثل الأكثرية وآخر إنتهازي إنبطاحي عمل في إطار الدائرة الحمراء المرسومة سلطويا ، مميزا بالتالي مابين عهدين، عهد ماقبل الإنتفاضة وما بعدها.
وتحدث المحاضر عن التضحيات الكبيرة التي قدمها الشعب والمتضمنة عشرات الشهداء ومئات الجرحى وآلاف المتضريين والملاحقين …إلخ ، هؤلاء الذين سيبقون رمزا لنضالنا الكردايتي .
وحول الثورة السورية تحدث عن دخولها عامها الثاني مبرزا بطولات الشعب السوري ومدنها البطلة مشبها بطولات حمص وحماة وإدلب وحوران ببطولات لينينغراد وستالينغراد في سنوات الحرب العالمية الثانية.
مبينا أن ممارسات الجيش والنظام ضد الشعب ممارسات جيش محتل وغازي ، مؤكدا على أن هذه الإرادة الثورية ستستمر وأن النظام ساقط لامحالة .
كما وأشار المحاضر إلى أن الكرد يربطون مع الشعوب العربية والتركية والفارسية بعرى الجيرة والمصير المشترك ، مؤكدا أن البعث السوري يحكم بإسم العروبة بينما الشعب العربي نفسه مضطهد وأن فئة عصابية هي الوحيدة المستفيدة من الحكم ، مشيرا إلى أن الشعب الكردي يضطهد مرتين : ديمقراطيا وقوميا .
وتحدث عن دور الكرد في الثورة والمواقف السياسية وتفكك الكرد وعدم قدرتهم على إيجاد مكانة لهم في التوازنات القادمة مابعد السقوط إلا إذا توحدوا .
وقد أثريت الندوة بمشاركة عدد لابأس بهم من الحضور والمختصين من خلال مداخلات قيمة وأسئلة وجهت إلى الماضر ، الذي بدوره أجاب في الختام بشكل مقتضب على جميع الأسئلة التي تعلقت بقضايا قومية وإستراتيجية وببنية المجتمع الكردي في غرب كردستان وعلاقاته الإجتماعية مع شمال وجنوب كردستان وبالوضع الكردي الحالي ودوره في الثورة السورية وموقف المعارضة العربية من القضية الكردية وغيرها من المسائل الملحة.
اعداد د.إسماعيل حصاف