م .بافي ژيـــن
bavejin@hotmail.com
وما يخشى منه, أن تتطور الأمور إلى منزلقات خطرة، لا تحمد عقباها, ولم يستطع أحد التحكم بمسارها ومآلها؛ فالمماحكات والمناكفات التي تظهر هنا وهناك، المراد منها إشعال نار الفتنة بين الكرد, ولعلّ الأخطر في هذه المرحلة الحرجة من تاريخ وطننا السوري عموماً، وشعبنا الكردي على وجه الخصوص, أن تحل لغة العنف والقتل في الشارع السياسي المنقسم, محل لغة الحوار والتفاهم واحترام الرأي وقبول الآخر, ضمن سياقات آداب السياسة العامة وأخلاقيات الثورة السورية، واستحقاقاتها المرحلية, ولا بدّ من التأكيد مجدداً على حرمة الدم الكردي، أي كانت الدوافع والمبررات, وان المستفيد الأكبر من هذه الممارسات المسيئة لحماية وقيم شعبنا، هي القوى المعادية لتطلعات السوريين نحو الحرية، والعدالة، والمساواة, وإجهاض ثورته السلمية.
صحيح في التعدد والتنوع والاختلاف قوة، وصحيح أيضا، أن حركات الشعوب وثوراتهم، تحتمل أطر وأحزاب وتيارات عدة، ولكن الأصح والأجمل، أن يتحول هذا التنوع والاختلاف، إلى قوة وتماسك تحت خيمة برنامج الحد الأدنى من التوافقات والتفاهمات السياسية،عوضاً عن الخلافات والصراعات الكردية الكردية، المعيقة للثورة، والمسببة لتآكل الذات؛ لذا علينا جميعاً أخذ الحيطة والحذر، من الوقوع في أفخاخ النظام السوري المستبد, هذا النظام الذي يراهن حتى تاريخه على مبدأ (فرق تسد) لتشتيت قوة الكرد، وإضعاف موقعهم، وأن هذه المرحلة، تتطلب اليقظة التامة، وعدم الانجرار إلى ألاعيب ومخططات النظم الغاصبة لكردستان، وسعيها المحموم للنيل من وحدة الصف الكردي، وتالياً الإضرار بصالح ومصير شعب عان الكثير الكثير من الظلم والتهميش، وبات تحقيق أحلامه في الحرية، قاب قوسين أو أدنى، وهنا يُفيد التذكير، بمقولة (عدم الاعتماد على الأنظمة الغاصبة لكردستان), هذه المقولة التاريخية التي أوقعتنا على الدوام، في شرك الصراعات البينية وخلافات لا طائل منها, وربما كانت سبباً محورياً من أسباب فشل الثورات، والانتفاضات الكردية على مرّ تاريخنا المعاصر.