فليكن خليل كالو هدفا لمن يريد أن يهدف في الوقت الذي لا يمكن أن يقوم هو أو غيره بإصلاح ما أفسده الدهر بسهولة بشكل منفرد من خلال مقالة أو نقد حاد أو نصب فخ لهذا الفأر وذاك الجرذ فهم بالآلاف إلا بمكافحة وإبادة شاملة وانتهاج سياسة ثقافية وفكرية كردوارية من خلال حركة راديكالية فكرية ثقافية تعصف ببنية ومرتكزات الثقافة للقديمة المتهالكة والرجعية والقيام بثورة عارمة على الأصنام وسدنتها هنا ولا بد من أن تجند عدد كبير من المثقفين والكتاب الحقيقيين المؤمنين تمام الإيمان بأداء رسالة التنوير والحداثة في ضرب جذر المفاهيم والاعتقادات البالية من خلال مؤسسات تنويرية ذات سياسة في هذا الاتجاه ومن خلال إنشاء لجان المجتمع المدني لمنافسة الحراك السياسي التقليدي بنشر ثقافة أكثر مدنية وعصرية لتقويض حركته ونشاطه كما حدث في بداية الحراك الشعبي السوري وكان نصيب الشارع الكثير من التقدم على حساب تقهقر نشاط التنظيمات والسياسات التقليدية ولكن الأمر في هذه المسعى لم تستمر طويلا حتى استعاد القديم أنفاسه بعد تنظيم صفوفه وبمساعدة خارجية واللعب على وتر التاريخ والقومية البداية وتراجع المنحني البياني التصاعدي لحركة الشباب على أدنى مستوياتها .
عندما يصبح الذئب صاحبا للراعي ويقوم الراعي بعزف ألحان الغزو والنهب فما على القطيع إلا السلام والبحث عن راع آخر وإلا سيصبح مصير القطيع الهلاك وفي مهب الريح كما يعيشه الكرد في هذه الأيام فحتى فترة وجيزة من هذا التاريخ لم يكن هناك هذا الكم الهائل من الأسماء والهياكل والجمعيات والروابط والاتحادات في جسم المجتمع الكردي سوى البعض القليل ممن غامرت أو أصرت أن تعمل في ظروف صعبة ولم يكن يبدي لها الاهتمام من قبل الانتهازيين والجبناء خوفا من اعتقال أو طرد من وظيفة أو مسائلة بوليسية وأمنية ودارت الأيام إلى ما بعد مرور أكثر من عشر أشهر من عمر الحراك السوري العام وحينما وجدت تلك الشخصية ذات الموطن الجحري بأن لا خشية وخوف من الحركة هذه الأيام والبحث عن الذات النكوصية في خضم هذه الفوضى والمستجدات الجديدة وانطلقت بسرعة كبيرة كي تعوض ما فاتها وها هم رجالها يعبثون ويخربون ما يقدرون عليه دون بناء شيء عصري وجديد باسم الثقافة والسياسة وغير ذلك علما أن مثل هكذا عمل وحركة قد جرت في سنوات سابقة وكانت النتيجة هو المزيد من العبث والفوضى بسبب طبيعة الشخصية المزيفة التي بدأت بالعمل وهروبها عند الخطر.
الخلاصة : لا بد من التصدي لهذا النموذج الفكري والثقافي العفن الداعي للفرقة والتخندق وبث الصراعات أيا كان فصله وجنسه ودرجة تحصيله العلمي والثقافي بوسائل وأدوات فكرية وثقافية حداثوية وتأليب الرأي العام ضد هذا المنهج الرجعي. وما أغلب هؤلاء الذين تجدونهم على الساحة “باستثناء قلة معروفة بأصالتها في الداخل ” يتحركون بأجندات شخصية لا علاقة للكرد بها من منفعة وجلهم من الحرس القديم والممهور من الخلف ومغترب وذووا منابت فاسدة وفاشلون من الطراز الرفيع ولم يكن في بال أحدهم القيام بعمل خير ونافع للكرد بل على العكس سخروا القدرات والطاقات في وقت سابق باسم الفكر والتقدمية و القومية لمصالحهم الشخصية ولا حتى لصالح التنظيم الذي آوتهم بل خربوه ولم يبقوا فيه حجر على حجر. فقد كانوا متوارين حتى وقت قريب بسبب حضور القط “رجل بوليس الطاغية” حتى البعض منهم في المهجر والآن بسبب الثورة السورية والحراك والمستجدات والظروف السيئة التي يمر بها القط خرجت الآلاف من الفئران من جحورها وأصبحت البعض منها جرذانا تعبث بمحتويات الدار دون رقيب وحسيب وانضباط ومسئولية وكأن الآخرين ملك لآبائهم عليهم الطاعة والاستسلام لمشاريعهم الشخصية وأجنداتهم المريبة حيث لا يعرف الواحد منهم حدود تماديه وحرية التجاوز على حقوق الآخرين.. لا بد لكل ملحد من زنديق ..
10.05.2012
xkalo58@gmail.com