إن مثل هكذا سلوك وحراك تصحيحي لمسار العلاقات الأخوية هو فرض عين للجميع ولمن يسعون فعلا دون مواربة وتضليل للعمل من أجل حماية الشعب الكردية وحقوقه .
بصراحة شديدة لقد أتعبت جميع الأحزاب بلا استثناء الشعب الكردي في صراعات التي لا نفع منها سوى الندم وعض الأصابع مستقبلا .
كما تقتضي المسئولية الأخلاقية والوطنية العفو عند المقدرة والتنازل للبعض أخويا على مبدأ ليس الكل على صواب وليس الكل على خطأ وتأتي هذه المسؤولية بالدرجة الأولى على عاتق PYD ومؤسسة قوات الحماية الشعبية العاملة والفاعلة على الأرض باعتباره الطرف الأقوى ومطلوب منه استيعاب كل الفصائل والقوى على الأرض منها العاملة وغير العاملة في عملية استقطاب قومي وتصالحي إذا جاز القول والتعبير لأن الحكمة وحسن التدبير في هذه المرحلة تتطلب ذلك بإلحاح ومسئولية كبيرين .حيث أن العمل الكردواري والقومي في هذه المرحلة أعجز أن يقوم به حزب ما بمفرده و لو امتلك الإمكانيات الكبيرة مقارنة مع الأحزاب الأخرى منفردا أو جمعا بسبب الحمل الثقيل للمرحلة وأن حركة الشعوب من أجل حقوقها جمعية وتشاركية وطويلة لأمد حيث يبقى الشعب الكردي هو المعين الذي يقدم كل القدرات والإمكانيات والاحتضان لأي حراك .
فقد كان معطاء بالأمس واليوم كما ترون وسيكون غدا .ولكن إذا تشتت الصفوف وتفرق الجمع وتحزب فاعلموا بأن كل عمل لاحق سوف يلاقي الكثير من المتاعب للنجاح حتى لو حقق وتقدم بعض القوى هنا وأخرى هناك ولكن سيكون نتائج نقص ثقافة والوعي الجمعي وسلوك التفرد والتشتت باديا على كل نتيجة ومعركة يخوضها هذا الفريق أو ذاك.
مختصر الكلام : من سمات الوطنية الحقيقية وتحقيق شروط تمثلها في مثل هكذا ظروف وشروط التي نعيشها في الواقع الراهن هو العمل الجماعي والتحمل لعضنا البعض وتذليل الأخطاء وتشخيصها وحلها بالسرعة الكلية وتجنب خلق الصراعات الجانبية والبحث عن المشتركات بدل المتفرقات والنفخ فيها حيث لا أحد بمنأى عن الخطأ.
كما يستوجب الابتعاد كليا عن التصرف الأرعن والتحرك بمقتضى قوانين ومنهاج قديمة كما عاش الكرد في المراحل السابقة من بدايات النهضة القومية حياة البداوة السياسية والتشتت والعمل بالسلوك العدواني كي لا يتحول المجتمع إلى جزر متفرقة ومتناثرة ومتشظية والخشية أن تحتمي كل شظية بأعدائها إذا ضاقت الخناق عليها حفاظا على ذاتها الفزيولوجية أو إذا هددت كيانها بالزوال وعدم ترك المجتمع يعيش حياة الفوضى والتنابذ.