صلاح بدرالدين
الولايات المتحدة الأمريكية ” مستعدة لدعم أي تحالف معارض سوري يوافق على الذهاب الى جنيف2 ” والاتحاد الأوروبي والغرب عموما ومن أجل تسهيل الوصول الى جنيف2 ” سيقدمون مساعدات سخية غير مسبوقة للفلسطينيين والإسرائيليين في حال التوقيع على اتفاق سلام بين الطرفين ” أي السلام مقابل المال أو شراء السلام لمصلحة المشتري (سمه ماشئت) واستطرادا لايمكن الفكاك بين جنيف والتفاهمات الأمريكية – الروسية وإعادة الحرارة الى علاقات القطبين الدوليين بعد أن شابتها الخلافات العميقة منذ موجة ثورات الربيع تحديدا والأمر ذاته ينطبق على الاتفاقية الغربية – الإيرانية التي وضعت حدا (اذا مانفذت) لعداوات ومواجهات عقود من الزمن وخاصة منذ (الثورة الإسلامية الخمينية) هذه الاتفاقية التي ترتبط بوشائج عضوية مع جنيف2 قدتكون مقدمة ونتيجة له في آن واحد .
مايترشح حتى الآن من احتمالات ماقبل وبعد جنيف2 تؤكد على أن كل الأطراف (ماعدا الشعب السوري) ستنال حصتها من الوليمة : أمريكا ستشرف على عملية الحل والعقد كمرجعية رئيسية وروسيا ستسعيد نفوذها المفقود مرة أخرى على الصعيدين الدولي والإقليمي وإسرائيل ستكون الرابحة في مجال الأمن الاستراتيجي وهو هاجسها الوحيد تقريبا إضافة الى حلول جزئية للوضع الفلسطيني برضاها التام وايران ستعود مجددا الى المجتمع الدولي بعد كسر الحصار وستكون شريكة في تحمل مسؤوليات شؤون الإقليم الشرق أوسطي تحت غطاء الشرعية الدولية أما تركيا فستحتفظ بثقلها الاقتصادي وبدورها السياسي كعضو في حلف الناتو وعنصر إيجابي في التسوية .
جنيف2 وفي هذه الحالة مرشح لاتخاذ مكانه كحلقة جديدة في سلسلة الأحداث والصفقات التاريخية التي تمت بعد الحرب العالمية الثانية بتوافق دولي (مالطا – بوتسدام – طهران – يالطا) بحيث يكون أكبر وأهم من اتفاقية سايكس – بيكو بعد الحرب الأولى من حيث الحيز الجغرافي والاستراتيجي الأشمل والأوسع .
طبعا وحتى لايتفاءل البعض كثيرا فان جنيف2 كسابقاته سيكون لمصلحة البعض وسيتجاهل البعض وقد يؤذي البعض الآخر في كل تلك الصفقات التاريخية ذات الطابع الدولي تم تجاهل قضايا شعوب عديدة وبينها وبشكل سريع الكرد والمشكلة في هذه ” العقود ” الدولية أنها تنطلق من مصالح الكبار أولا وآخرا وتستند الى العموميات وتتجنب التفاصيل وقضايا الشعوب بالنسبة لها ثرثرة في عداد الكماليات وليست الحاجات الحياتية المصيرية .
(كما أرى) في كل مايجري وكما رسم له سيكون الشعب السوري غائبا عن المشهد والوحيد الذي لن ينال أي ثمن من الصفقة وخاصة حريته وكرامته وحقه في تقرير مصير بلاده ورسم مستقبله وإعادة بناء دولته الديموقراطية التعددية على أنقاض نظام الاستبداد ولكن مقابل ذلك لن يستكين هذا الشعب الأبي وسيواصل كفاحه ويجدد ثورته ويحقق النصر عاجلا أم آجلا والقضية تحتاج الى نقاش ..
– عن موقع الكاتب على الفيسبوك .