المرسل لمنظمة العفو الدولية –امنستي انترناشيونال – مكتب الشرق الاوسط وشمال افريقيا – المكتب الرئيسي لندن .
تم تسليم نسخة لـمنظمة هيومن رايتس ووتش .
ومنطمات حقوقيه أخري .
الجدير بالذكر أن المكان يبعد عن الشارع الذي يقطن فيه أحمد بونجق ومحمد صبري رمو مسافة ( 600 ــ 700 متر ) .
وعلى الفور وجهت عائلة أحمد بونجق أصابع الاتهام إلى ما يعرف بقوات الأسايش ( قوات الأمن ) التابعة لحزب الاتحاد الديمقراطي بناء على معطيين .
الأول : لدى طرح بعض الأسئلة الأولية على المدعوين فرهاد حمزة ومحمد صبري ، تبين أن الخاطفين كانوا يحملون معهم قيود معدنية ( كلبشات ) ، وأما المعطى الثاني : أن مجموعتين من الأشخاص كانتا تراقبان الحي باستمرار ، وكانتا تجمعان المعلومات عن عائلة أحمد .
وتبين أن المجموعتين تعملان لصالح حزب الاتحاد الديمقراطي ، والمجموعة الأولى كانت تتألف من المدعو عمر والمدعو رامان وهما يقطنان في حي ميسلون ، بالقرب من شركة ( برافو ) لتجهيز الأفراح والمناسبات ، ومتوفر لهما صور التقطت لهما عن طريق الموبايل ، بعد أن حامت حولهما الشكوك من قبل سكان الشارع ، وتم رصد تحركاتهما عن طريق كاميرات المراقبة المنصوبة عند بوابات بعض المنازل .
وأما المجموعة الثانية فكانت تتألف من المدعو رياض عبدالكريم ومراد سليمان وشخص ثالث مجهول الهوية .
وكانت مهمتها جمع المعلومات عن عائلة أحمد من خلال سؤال بعض الجيران .
هذين المعطيين كانا السبب في توجيه أصابع الاتهام لـ حزب الاتحاد الديمقراطي .
وعلى تمام الساعة 7:30 قصد والد أحمد أحد الأشخاص المتنفذين في الحزب المذكور ، وحمّلهم مسؤولية سلامة وتأمين عودة أحمد إلى عائلته وبأقصى سرعة .
وإذا لم يتم الأمر فإن المدعو ( ألدار خليل ) يتحمل كامل المسؤولية بصفته عضو الهيئة الكوردية العليا عن الحزب ، وهو الحاكم الفعلي للمناطق الكوردية .
وبعدها لم يتم أي اتصال لا من جهة الحزب ولا من ( قوات الأسايش ) ولا من أي جهة أخرى ، بل أصر الحزب وأصرت ( قوات الأسايش ) عن عدم مسؤؤليتها عن عملية الخطف التي تعرض لها الشاب الناشط أحمد بونجق .
وبعد بعض الوقت ، إعترف الشاهدان بأنها لم تكن سيارة واحدة ، بل كانت 4 سيارات ، وتم تعليل التناقض بين الشهادتين بأنهما كانا تحت الصدمة ، وحقيقة المعلومات التي تم جمعها ، ومنها ما صرح بها أحمد بعد إطلاق سراحه ، أنها كانت 6 سيارات ، إثنتان منها كانتا تقفان على مدخل الشارع من جهة الجنوب على شكل كمين ، وجميع السيارات من نوع هيونداي أفانتي بيضاء اللون ، لاتحمل لوحات تعريف معدنية ، تقل كل منها حسب التقديرات 5 مسلحين .
وفي المعلومات المتوفرة عن معاملة الخاطفين لـ أحمد أنه ضرب بأخمص بندقية الكلاشنكوف على صدره مما أفقده توازنه ، ومن ثم تم حشره في المقعد الخلفي للسيارة ، وتحديدا في مكان وضع الأقدام ، وجلس في المقعد ثلاثة مقنعين ووضعوا أقدامهم فوق أحمد .
هذا وقد أكدت عائلة أحمد أن السيارة التي حملت أحمد من مدينة القامشلي إلى مدينة المالكية ، توقفت لبرهة في مقر أسايش حي العنترية ، وصعد إلى المقعد الخلفي شخص رابع ، ثم أكملت السيارة طريقها .
وسوف يتم تقديم تفاصيل أكثر في الجزء الخاص بالتعذيب الذي تعرض له أحمد منذ اللحظات الأولى لاختطافه يوم 19 / 2 ولغاية إطلاق سراحه يوم 8 / 5 .
في ظهيرة يوم الأحد 1 / 9 /2013 وعند الساعة 12:05 وأمام مدرسة عبد الأحد يونان الملاصقة لمدرسة صلاح الدين ، الواقعة على المدخل الشمالي الشرقي لحي الآشورية ، من جهة الطريق العام ، وبينما كان أحمد متوقفا أمام عربة مثلجات يبتاع منها كوب مثلجات ، توقفت سيارة هيونداي من طراز أفانتي سوداء اللون مظللة الزجاج بشكل داكن ، بمواجهة بائع المثلجات إلى الجهة اليمنى من الطريق ، وكان أحمد لا يزال واقفا معه ، وكانت السيارة قادمة من جهة الطريق العام .
وهناك روايتين تقول الأولى : أن أحمد حادثَ بائع المثلجات بأنه سوف يتقدم من السيارة ليكتشف هوية مستقليها لأن هذه السيارة وغيرها يتابعون تحركاته منذ أربعة أيام ، متذرعا بإخبارهم بأن أضواء السيارة الأمامية مضاءة ، وعندما تقدم منها أنزل شخص زجاج الباب الخلفي وأمطر أحمد بوابل من الرصاص ، على رشقتين ، وعلى مسافة ( 1 متر تقريبا ) حيث أصيب أحمد بسبع رصاصات ، واحدة في العنق من جهة اليسار ، واحدة في قمة الرأس ، واحدة في الصدر ، و اثنتان في الفخذ الأيمن ، واحدة في الكتف ، واحدة في منطقة البطن .
حاولنا الاستفسار من بائع المثلجات المدعو إبراهيم بدران البالغ من العمر 22 عاما ، ولكنه رفض التحدث ، وأحيانا يروي للناس روايات متناقضة .
وفي الوقت الحالي يعمل شقيقاه بالتناوب على بيع المثلجات ، في حين شوهد المدعو إبراهيم مرارا يتسكع أمام منزله الواقع في حي الآشورية .
عند إنطلاق رشقات السلاح الآلي ، غادرت السيارة السوداء بسرعة جنونية منطقة العملية ، وأثارت الغبار والضجيج في المنطقة ، مما شد انتباه أهل المنطقة ، ولما تأكد الناس أن المستهدف هو أحمد بونجق ، سارعوا إلى إخبار العائلة ، فخرج شقيقه منيار وشقيقته هالة ووالدته مسرعين ليجدوا أحمد ملقى في وسط الشارع مضرجا بدمائه وهو يلفظ أنفاسه الأخير .
وبعد نقله إلى المستشفى الوطني ( العام ) وتسلمه من قبل قسم الإسعاف ، والتأكيد على وفاته ، سارع شقيقه منيار بونجق إلى إخبار والده ، حيث كان في مقر مركز “محاكاة” لدعم الحريات وحقوق الإنسان مع بعض زملائه ، في وسط المدينة .
والذي تم تغيير إسمه إلى مركز أحمد بونجق لدعم الحريات وحقوق الإنسان ، إثر اغتيال أحمد .
في تفاصيل السيارة التي كانت تتابع تحركات أحمد ، من المفيد القول ، أنه كانت هناك سيارتان أخريتان تتابعان تحركات أحمد ، الأولى هيونداي فان بيضاء من طراز إتش وان ، لم يعرف مالكها بعد , والثانية كيا بيضاء من طراز سيراتو ، يقودها المدعو باسل كجو .
وهو شخص مقرب من حزب الاتحاد الديمقراطي .
وقد أكد أحمد لوالده ولشخص آخر يوم الخميس مساء وعند الساعة 8:00 أنه ذهب برفقة صديقه محمود إلى المدعو بدران كجو والد باسل كجو ، وأيضا إلى منير كجو ، أحد أبناء عمومة باسل ، وحذرهم من مغبة استمرار مراقبة باسل له .
وتعهدوا له بعدم استمرار مراقبته من قبل باسل ، وإن استمر باسل في سلوكه فـ لديه كل الحق على اتخاذ الإجراء المناسب .
ولد أحمد فرمان بونجق في 14 /4 /1994 في مدينة سبها الليبية ، حيث كانت عائلته تقيم هناك بدواعي عمل والده ، تابع تحصيله الدراسي في المدارس الليبية حتى إنهاء مرحلة التعليم الأساسي ، وانتسب إلى ثانوية الساحل والصحراء للعلوم الأساسية ــ قسم العلوم الهندسية ، استمر دوامه فيها حتى اندلاع أحداث الثورة الليبية ، غادرت عائلته إلى موطنها في سوريا واستقرت في مدينة القامشلي .
ومع اندلاع الثورة السورية حضر معسكرا تدريبيا في إقليم كوردستان لعدة أشهر، وعاد إلى مدينة القامشلي للمشاركة في اللجان الأمنية التي تم الاتفاق عليها بين المجلسين الكورديين ، وذلك لحماية المناطق الكوردية من الفوضى في حال حدوث تطورات دراماتيكية على أرض الواقع .
ولكن الاتفاق الذي تم توقيعه في أربيل تحت إسم ( اتفاق هولير ) ، باء بالفشل ، فقرر أحمد العودة إلى متابعة دراسته ، وانتسب إلى معهد المستقبل للغات والدورات الدراسية ، وعكف على دراسة منهاج الثانوية العامة ــ الفرع الأدبي .
وكان قد نشط مع إتحاد طلبة قامشلو بصفة غير رسمية ، أي أنه لم يقدم طلب انتسابه للاتحاد ، وباعتبار أن شقيقه الأصغر منيار بونجق هو مؤسس إتحاد طلبة قامشلو منذ بدايات الثورة ، فقد عمل أحمد على المشاركة في نشاطات الاتحاد ، ونجملها فيما يلي :
1 ــ المشاركة في 3 تظاهرات من أمام مسجد صلاح الدين في حي الآشورية .
2 ــ شارك في تظاهرة مع الاتحاد في حي العنترية .
3 ــ شارك في حضور اجتماع ثنائي جمع إتحاد طلبة قامشلو مع إتحاد طلبة جامعة الفرات .
4 ــ شارك في تجمع إحياء الذكرى السنوية لاستشهاد الشيخ محمد معشوق الخزنوي .
5 ــ شارك في إعتصام الذكرى السنوية لاعتقال الناشط الشبابي شبال إبراهيم .
6 ــ شارك في الحشد الجماهيري بمناسبة إطلاق سراح الناشط شبال إبراهيم .
7 ــ شارك في وفد إتحاد طلبة قامشلو لتهنئة شبال إبراهيم بمناسبة إطلاق سراحه .
8 ــ المشاركة بإحياء الذكرى السنوية للعيد العالمي للطفولة الذي أقامه إتحاد طلبة قامشلو .
9 ــكان يتردد على مقر إتحاد طلبة قامشلو باستمرار قبل سرقة وحرق محتوياته من قبل مجهولين .
ولم يلقى عليه القبض في أي وقت سابق ومن قبل أية جهة ، بسبب نشاطاته في الاتحاد أو غير الاتحاد باستثناء خطفه من قبل قوات ( قوات الأسايش ) وكانت فترة مكوثه في المعتقل حوالي 80 يوما , وفي هذا الصدد ، وبعد خطفه يوم 19 /2 وبناء على المعلومات التي أدلت بها عائلته ، ومصدر بعض هذه المعلومات ، وخاصة تلك التي تخص الممارسات داخل المعتقل كان مصدرها أحمد بونجق شخصيا ، بالإضافة إلى أشخاص آخرين خرجوا من ذات المعتقل .
بعد 20 يوما من عملية الاختطاف ، وفي يوم الإثنين بتاريخ 11/ 3 / 2013 وردت معلومات ( لايمكن الافصاح عن مصدرها ) بأن أحمد بونجق موجود في سجن الأسايش في مدينة ( ديرك ) المعرّبة إلى ( المالكية ) .
والتي تبعد حوالي 90 كيلومتراعن مدينة القامشلي شرقا ، حيث زج به في غرفة إنفرادية ، وبقي مقيدا إلى الخلف لمدة أسبوعين ، وفقط كانت تقيد يديه من الأمام أثناء الطعام وأثناء استعمال الحمام .
أما وسائل التعذيب التي مورست عليه فكانت بالمجمل ما يلي :
1 ــ منعه من استخدام الحمام لفترات طويلة .
2 ــ الضرب على أسفل القدمين .
3 ــ الصعق بالتيار الكهربائي .
4 ــ الشتائم المشينة بحق الأهل .
5 ــ اقتلاع أظفرين من أظافر قدميه بواسطة كلاّب .
6 ــ مؤخرا تم توجيه مسدس مذخّر إلى رأسه وهو معصوب العينين ومقيد اليدين إلى الخلف .
قررت عائلة أحمد بونجق مراجعة المركز العام لقوات الأسايش بمدينة ديرك ( المالكية ) بهدف زيارة أحمد ، ولكن قوات الأسايش أصرت على نكرانها وعدم علمها بوجود مكان أحمد ، ولمدة ساعتين ونصف حصلت سلسلة من المشادات الكلامية بين العائلة من جهة ، وبين نائب رئيس الأسايش المدعو نافذ عبدالعزيز حسو ، سوري الجنسية ، غادرت العائلة على أثرها مقر الأسايش ، ولكنها وفي طريق عودتها سارت بمحاذاة السور الخلفي للمقر ، ففوجئت العائلة بصوت أحمد وهو ينادي والده عبر نافذة إحدى غرف السجن ، وتهامست العائلة مع أحمد والتقطت له مقطع فيديو عبر النافذة ، وتم تقطيع الفيديو إلى صور ، واستخدمت هذا الفيديو والصور للضغط على مسؤولي حزب الاتحاد الديمقراطي ، بقصد الإفراج عن أحمد .
مساء يوم 7 / 5 / 2013 إتصل شخص مع عائلة أحمد بونجق ، طالبا منها الحضور إلى مدينة المالكية لاستلام أحمد .
وفي ظهيرة يوم 8 / 5 / 2013 إستلمت العائلة الشاب المختطف أحمد بونجق من رئيس الأسايش المدعو سردار ، تركي الجنسية .
عاونه في عملية التسليم المدعو سرحد ، نائب رئيس الأسايش ، وهو من الجنسية السورية .
الجدير بالذكر أن عائلة أحمد بونجق وأصدقاءه خاضت نضالا مريرا خلال ثمانين يوما ، تمثلت في الاعتصامات والتظاهرات ، وأطلق إتحاد طلبة قامشلو بالتعاون مع سكان الحي حملة ( كلنا أحمد ) ، والتي تطورت فيما بعد إلى إئتلاف ( كلنا لمناهضة الخطف ) ، وأصدر الإئتلاف ميثاق شرف وفع عليه أكثر من 20 منظمة حقوقية ومؤسسة مجتمع مدني وحزب وحركة وتجمع سياسي ، من المكونات الكوردية والعربية والسريانية والآشورية .
من أهالي مدينة القامشلي .
خلال أعمال ندوة حوارية عقدت لهذه الغاية .
المدير التنفيذي الرئيس المؤقت للمركز
دجــــوار حسن فرمان بونجق
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
روابط ذات صلة بالموضوع :