وحيث أن نظام الحكم في سوريا قد تعمد تغييب هذه الثقافة من المجتمع خدمة لمصالحه واستمراره في حكم البلاد من خلال افتعال الفتن والخلافات والنزاعات بين تلك المكونات وإظهار نفسه الناظم لعملية التوازن بينها والضامن لعدم اعتداء أحدها على الآخر ، مما خلق حالة من فقدان الثقة وضعف الانسجام والترابط بين تلك المكونات مما ينذر بحالة غير صحية بينها .
لذلك توجهنا في المنظمة الكردية للدفاع عن حقوق الإنسان والحريات العامة في سوريا ( DAD ) وأيمانا منا بضرورة حماية هوية جميع المكونات وحقها في الحفاظ على خصوصيتها التي تميزها عن بقية المكونات وضرورة تهيئة المناخ المناسب والظروف الملائمة للحفاظ على هذا التنوع وهذا الاختلاف سواء اتفقنا أم اختلفنا معها ،كحق إنساني يرتبط بشخص الإنسان وفق ما تنص عليه المواثيق الدولية لحقوق الإنسان .
وقناعتنا بان ثقافة الحوار والتسامح وقبول الآخر هي المدخل إلى التعايش السلمي بين جميع المكونات وسيشكل عامل استقرار للمجتمع ويسرع في عملية تطوره وازدهاره ، لذلك توجهنا كمنظمة حقوقية تعني بنشر ثقافة حقوق الإنسان في المجتمع نحو ضرورة تحصين المجتمع بأفكار وثقافة وقيم وسلوكيات التسامح والعيش المشترك وقبول الآخر المختلف .
وأيماناً منا بدور الأحزاب والكتل السياسية في نشر الأفكار والقيم والمعتقدات في المجتمع إنطلاقاً من أنهم أحزاب جماهيرية وهي في حالة احتكاك وتواصل دائم مع المجتمع، ويتأثر المجتمع بالأفكارهم وقيمهم وسلوكياتهم ، لذلك كان توجهنا نحو نشر هذه الثقافة والقيم والسلوكيات في المجتمع من خلال تمكين قيادات وكوادر الأحزاب والكتل السياسية بتلك الثقافة .
انطلاقا من ذلك فإن المنظمة الكردية للدفاع عن حقوق الإنسان والحريات العامة في سوريا ( DAD ) بصدد إقامة دورة تدريبية لتمكين قيادات وكوادر الأحزاب والكتل السياسية في المنطقة ذات الغالبية الكردية بقيم ومفاهيم وثقافة الحوار والتسامح والعيش المشترك وتقبل الآخر ، وذلك في مدينة ديريك ( المالكية ) في الفترة الواقعة بين 22 / 9 / 2013 ولغاية 25 / 9 / 2013.
انطلاقا من أن نشر هذه الثقافة ضمن أوساط الأحزاب والكتل السياسية سوف تساهم بشكل طبيعي في نشر هذه الثقافة وهذه القيم والسلوكيات في المجتمع من خلال التفاعل بين تلك الأحزاب والكتل السياسي وأبناء والمجتمع ، والتي نعتقد بأنها سوف تساهم في شيوع وتعزيز ثقافة حقوق الإنسان وهي الغاية التي نسعى إلى تحقيقها .
القامشلي في 17 / 9 / 2013 .
المنظمة الكردية للدفاع