قضية للنقاش – (93) معارك جماعات – ب ك ك – مع النصرة هل هو حق يراد به باطل

صلاح بدرالدين

  ليس خافيا على أحد عمق الهوة بين الحركة الوطنية الكردية السورية من جهة وبين جماعات الإسلام السياسي من الجهة الأخرى فمنذ ميلاد حركتنا منذ عقود وقفت تلك الجماعات وخصوصا – الاخوان المسلمون – في الصف المعادي بل زايدت – شوفينيا – في أحيان كثيرة حتى على البعثيين وغلاة القوميين العرب ومنذ بروز – المعارضة – الوطنية والاعلان عن أطرها كانت هذه الجماعات من أشد الرافضين للتمثيل الكردي الحقيقي
وبعد اندلاع الثورة وقيام (المجلس والائتلاف) لعبت هذه الجماعات أقذر الأدوار مباشرة أو مواربة لاستبعاد الوطنيين والمناضلين الكرد عن مصادر المسؤولية والقرار ولعبت أسوأ الأدوار في حجب أي موقف سليم تجاه الكرد والقضية الكردية وبذلك خسرت المعارضة وتاليا الثورة من الزخم الكردي المفترض كما قامت هذه الجماعات بتسهيل عبور عصابات – القاعدة – والنصرة – وغيرها من أجل اضعاف النهج الديموقراطي العلماني داخل الثورة والاتيان ببديل إسلامي بعد اسقاط النظام تماما كما فعله – اخوان مصر – وفشلوا فيه بعد قيام الثورة على ” الثورة “.


  الحركة الوطنية الكردية في كل مكان وفي سوريا خصوصا تواجه العنصرية – الشمولية – بوجهيها ( الديني والعلماني ) أي جماعات الإسلام السياسي والأوساط الشوفينية البعثية والقومية المتطرفة المتحالفة فيما بينها ضد الكرد وقد تختلف على بعض القضايا الثانوية بالإضافة الى أن النظام ” العلماني !” الحاكم هو من ساهم أيضا بجلب – القاعدة – وكذلك ربيبته – النصرة – لحاجته الماسة اليهما في أكثر من مكان .
  أما مايتعلق الأمر بالمعارك والمواجهات الأخيرة في كل من سري كاني وتل أبيض وغيرهما فقد تبين أن جماعات – ب ك ك – قد تصالحت مع – النصرة – في الأولى وكأن شيئا لم يكن بعد أن تم تهجير السكان وخاصة الكرد ونزوحهم ومعاناتهم وفسر المراقبون تبعية الطرفين لأجندة النظام الساعي الى تشويه صورة الثورة وعزل الكرد عنها وتحويل الصراع السياسي من أجل التغيير الى فتن عنصرية عربية – كردية .
  التاريخ السياسي لجماعات – ب ك ك – لايشجع تصديقها في شعاراتها الإعلامية بمواجهة جماعات الإسلام السياسي فهي من جهة تسير على النهج الشمولي في رفض الآخر المختلف وتخوينه وتصفيته بقوة السلاح وهي تحالفت عقودا مع نظام حافظ الأسد الشمولي انتهاء بنظام وريثه ومن جهة أخرى تتصالح الآن وتنسق مع جمهورية ايران الإسلامية بعد وقف كل العمليات هناك والتي يحكمها الإسلام السياسي الشيعي كما أنها تتصالح الآن مع حكومة حزب العدالة والتنمية كجماعة من الإسلام السياسي السني لذلك على الكرد والأغلبية الصامتة عدم الرهان على شعارات تلك الجماعات وغيرها من الأحزاب وبالتالي عدم الانجرار الى معارك الغير التي لاناقة لها فيها ولاجمل والطريق الأسلم لنا ولشركائنا في الوطن هو الارتكان الى السلم والتصالح وتحريم الاقتتال والوقوف صفا واحدا ضد نظام الاستبداد خاصة وأننا جميعا في مرحلة الثورة الوطنية والأولوية فيها لاسقاط الاستبداد رغم كل التباينات والاختلافات بين أطراف الصف الواحد كردا وعربا ومكونات أخرى كما أن – الزحف الكردي المقدس – يجب أن يستهدف النظام وشبيحته وأن العربي الجيد هو من يلتزم بمبادىء الصداقة العربية الكردية والتعايش والمصير المشترك والحقوق القومية الكردية الآن وغدا وبعد غد .

والقضية تحتاج الى نقاش .

– نقلا عن صفحة الكاتب على الفيسبوك .

شارك المقال :

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 Comments
Oldest
Newest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments
اقرأ أيضاً ...

محمود عمر*   حين أزور دمشق في المرّة القادمة سأحمل معي عدّة صناديق لماسحي الأحذية. سأضع إحداها أمام تمثال صلاح الدين الأيوبي، وسأهدي أخرى لبيمارستانات أخواته الخاتون، وأضع إحداها أمام ضريح يوسف العظمة، وأخرى أمام قبر محمد سعيد رمضان البوطي، وأخرى أضعها في قبر محو إيبو شاشو، وأرسل أخرى لضريح هنانو، ولن أنسى أن أضع واحدة على قبر علي العابد،…

مصطفى جاويش بعد مضي عام على معركة ردع العدوان وعلى سقوط النظام السوري ووصول احمد الشرع الى القصر الرئاسي في دمشق بموجب اتفاقيات دولية واقليمية بات الحفاظ على سلطة الرئيس احمد الشرع ضرورة وحاجة محلية واقليمية ودولية لقيادة المرحلة الحالية رغم كل الاحداث والممارسات العنيفة التي جرت ببعض المحافظات والمدانة محليا ودوليا ويرى المجتمع الدولي في الرئيس احمد الشرع انه…

ماهين شيخاني مقدمة يواجه الشعب الكوردي في سوريا منذ عام 2011 تحولات سياسية وأمنية عميقة، أفرزت بيئة معقدة تتداخل فيها عوامل داخلية وخارجية. وفي ظل غياب تسوية سياسية شاملة، برزت ثلاثة أطراف رئيسية تركت أثراً مباشراً على مسار القضية الكوردية وعلى الاستقرار الاجتماعي والسياسي في مناطق توزع الكورد. هذا “الثالوث” يشمل الجماعات المتطرفة، والإدارة الذاتية، والمجلس الكوردي، وكلٌّ منها يمتلك…

حسن مجيد في الوضع الكوردي العام وبشكل خاص في إقليم كوردستان العراق كل أصناف المعارضة مرفوضة وخاصة المسلحة منها فالقيام بأعمال الشغب حتى لو لم تكن مرتبطة بأجندات إقليمية أو خارجية فقط يحق لك أن تعارض ضمن مجالات حرية الرأي والتعبير . إن النيل من المنجز بطرق غير شرعية وتخريبية تخدم المتربصين والذين لايريدون الخير للكورد . الواجب الوطني…